مرة أخرى تحصل جريمة بشعة بحق الانسانية ومحاولة ابادتهم وإنهاء وجودهم هذه المرة .. انهم الإيزيديون اصحاب الديانة المسالمة الذين عاشوا في هذه البقعة الجغرافية من كردستان.
تسمعون وتشاهدون يومياً عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة عن الكارثة الانسانية التي حلت بالإيزيديين في سنجار وبعشيقة و بحزاني والمناطق الاخرى التي غالبيتها من الإيزيديين ، هذه الجريمة التي ترقى الى مستوى جرائم الابادة الجماعية (الجينوسايد) في القرن الواحد والعشرين ، حيث يضاف الى المذابح التي مورست بحق هذا الشعب العريق المسالم طوال التاريخ من أيام فرمانات العثمانيين التي اباحت دمهم لا لشيء فقط لأنهم أصحاب ديانة قديمة مسالمة وليس لها أي تأثير على الآخرين .. من قتل وانتهاك للأعراض والسبي وبيع نسائهم في اسواق النخاسة كأننا نعيش في القرون الوسطى في عصر الفتوحات كما يحلو للبعض بتسميتها ..
هناك مئات الآلاف من المهجرين الذين استبيحت قراهم ومدنهم واغتصبت اعراضهم وصودرت أملاكهم وكذلك الذين نجوا من المذابح هائمين على وجوههم في السهول والجبال والوديان هرباُ من الدواعش الارهابيين اكلة لحوم البشر تحت راية الله اكبر الملطخة بالسواد.
هؤلاء الذين لا يعرفون الانسانية والحضارة حتى بأبسط معاييرها .. لا يمكن توصيفهم بأبشع المواصفات الخلقية والجرمية .
هذه جريمة تندى لها جبين الانسانية وتمارس على مرأى ومسمع من الرأي العام العالمي والإقليمي وكذلك المؤسسات الدينية والمدنية بمشاركة جهات عليها الكثير من علامات الاستفهام التي بقيت حتى اللحظة دون اجابة او توضيح .
من هذا المنطلق كتبنا هذه الاستغاثة الانسانية مخاطبين فيها كل ضمير حي ينتمي للإنسانية .. أنْ يرفع صوته ويشير الى هذه الجريمة النكراء بحق الايزيديين ، التي عاشت طوال التاريخ في هذه البقعة الجغرافية بالرغم من كل المحن التي حلت بهم من غزوات دينية وسياسية حيث بقوا صامدين مدافعين عن وجودهم ومعتقداتهم السمحة وبقوا بالرغم من كل ذلك يواصلون العيش مع الآخرين بالرغم من التمييز الديني الذي مورس ضدهم ..
لو عدنا قليلا الى الوراء واختصرنا الزمن .. بالأمس اختفت من على سطح الكرة الارضية شعوب قديمة مثل الهنود الحمر وشعوب الانكا سكان امريكا الجنوبية وكادت مذابح الارمن ان تقضي عليهم .. والآن جاء دور الايزيديين المغلوبين على امرهم الذين جردوا من ابسط مقومات الدفاع عن النفس ..
لذلك من هذا المنبر الانساني .. ونحن في عصر التكنولوجيا الناقلة لمشاهد طوابير المهجرين من اطفالهم ونسائهم وشيوخهم وشبابهم وهم في العراء وسفوح الجبال في حالة يرثى لها بعد ان اصبحت الجبال المكان الوحيد لهم لإيوائهم في هذه المحنة الشديدة كما كانت طوال التاريخ الجبال الوعرة حليفهم عند المحن والشدائد ..
هنا نناشد الضمير الانساني ليرفع صوته عالياً ويشير بالبنان الى المجرمين والقتلة ومن شارك بالجريمة ومن ساعد او غضّ النظر عنها .. طالبين فتح تحقيق كامل بكل ملابسات هذه الابادة الجماعية من البداية حتى النهاية ..
وكذلك كشف مراحل التحقيق ليكون الرأي العام العالمي والمحلي على بينة ومسمع من الذي حدث وأسفر عن هذه الكارثة الكبيرة ، وليس اخيراً اصحاب الضحايا اللذين يقدرون بالآلاف .. هنا في هذه البقة الجغرافية التي كنا نتصورها أمنة ومحررة تتمتع بالدعم الدولي ..
لذلك نسألكم في هذه الاستغاثة .. انتم الخيرين برفع صوتكم والإشارة الى هذه الكارثة الانسانية بحق الإيزيديين كجينوسايد وإبادة جماعية والقيام بحملة عالمية واسعة من خلال الانترنيت والصحافة لجمع التواقيع .. لإدانة القتلة والمجرمين .
ولتتضح ابعاد الجريمة .. دعوا صوتكم يدفع للكشف عن الجريمة ومعاقبة من اشترك فيها وخطط لها قبل ان يطويها الزمن وتوضع في ادراج النسيان.
شكراً ..
لكل صوت يعلو بوجه الطغيان .. ويندد بالعدوان
01.09.2014
ستار عباس
غالب العاني
بختيار حريري
صباح كنجي
للمشاركة والتوقيع
حملة: نداء استغاثة الى الضمير الانساني ضد الابادة الجماعية للإيزيديين
http://ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=648.[1]