طبيعة العلاقات الاجتماعية لدى الهوريين :
=KTML_Bold=مصادر معرفتنا حول طبيعة المجتمع الهوري :=KTML_End=
يأتي معرفتنا عن الحالة الإجتماعية للمجتمع الحوري و إقتصاده في العصر الميتاني وما قبله ، من الوثائق الرسمية المحفوظة في عاصمة الحثيين ( حاتوسا ) ، وتحديدا من الحوليات والمراسيم والمراسلات مع الملوك والمعاهدات الدولية ، وحتى عمليات التبرع بالأراضي ، التعليمات إلى المسؤولين ، النصوص الدينية والطقوس ، ووثائق أخرى من المحفوظات الإدارية الخاصة والوثائق القانونية ، هذا أول مصدر ، مصدر آخر مهم هو العقود المكتشفة في ( نوزي ) في مملكة ( Arrapkhe ) كركوك الحديثة في كردستان العراق لقرون ( 15 - 14 ق . م ) ، ومن ألالاخ في القرنين ال ( 16 ) وال ( 15 ) قبل الميلاد .
=KTML_Bold=نظام العلاقات الاسرية :=KTML_End=
عاش السكان المزارعون في الأسر الممتدة الأبوية ( البلديات المحلية) وتسمى بيوت ( bitu ) في الوثائق المترجمة في الأكادية، وكانت لكل أسرة قطعة من الأرض تجمعها ككومونة أو كيبوتس ، الذي كان تحت نفوذ ( ewri ) زعيم الأسرة ، وقائدها وممثلها أمام الهيئات الحكومية إذا جاز التعبير ، وكان الجميع يعمل معا( يجب أن لا يتبادر إلى ذهن أحد أنها كانت شيوعية) ، وفقاً لبعض المصادر ، تم تقسيمها إلى حصص لكل من الأعضاء الكبار من أفراد الأسرة الممتدة، وكان جميع أعضاء هذه الأسرة ( أو حتى العشيرة ) تقدم مقابل هذه الأرض الخدمة الإلزامية ( الكو )، عند وفاة ( ewri )، حكمت البلدة بشكل مشتر ك من قبل الأشقاء . وتضمنت عبارة الإخوة ليس فقط أبناء من نفس الوالدين ولكن كل من هو من نسل ( ewri ) ( أي الأخوة وأبنائهم ونسلهم من أقارب الدرجة الأولى والثانية ، أحياناً حتى أبناء العمومة) ، وكلما نمت الأسرة الممتدة ، فإنها تقسم، هذا عادة ما يحدث في الجيل الثالث أو الرابع .،وهذا النظام يوفر الحماية للأسر الضعيفة التي تكون غير قادرة على إعالة نفسها بنفسها ، و غير قادرة على تأسيس مشاريع إقتصادية بشكل منفصل عن الأسرة الكبيرة وزعيمها ، أما المحرومون من المساعدة المتبادلة للأسرة الممتدة ، فإنهم قد يموتون جوعاً ، أو يصبحون لقمة سائغة لأسر أخرى ، أو قد يحالفهم الحظ فيتمكنون من إقامة أسرة جديدة ، هذا في القرى والأرياف ، أما البلدات فتتكون من عدة أسر يجمعها أب واحد تتفكك بإزدياد الأعداد وتباعد الأنساب ، تظل متحدة بشكل فضفاض يجمعها عبادة مشتركة وولاء لسلطة شيخ القبيلة ( ewri ) الذي يحوز سلطة اقتصادية ودينية بإعتباره القيّم على تقاليد الأجداد ، وكاهن للمعبد وإليه تعود صلة الرحم ، هذا ما سمح للعائلات الأكثر ثراء ، الإعتماد على العلاقات الأبوية ، إمتلاك القرى الفقيرة ذات صلة النسب وتشكيل ( dimtu ) .
بصرف النظر عن صلة الرحم ، كانت هناك أيضاً العلاقات بين الجيران في مجموعات بعيدة عن بعضها نسباً إعطاء ولاءها ل ( ewri ) أو شيخ الأسرة الأقوى في المنطقة المحددة ، و بالتالي ربطها بعلاقة أبوية بطريركية ، لتشكيل نوع من الإتحاد بينها وتشكيل قرية ذات حكم ذاتي ( dimtu ) ، وكان من الممكن أن يسيطر هذا الشيخ على عدة قرى وإقليم كامل فتنمو قرية من هذه القرى لتصبح بلدة ومن ثم إلى ( دولة المدينة ) ذات الحكم الذاتي كما يقترح ( Jankowska ) ، كومونة الأسرة والمدينة ذات الحكم الذاتي الأهم في الإمبراطورية الميتانية هي ( أراباخا ) والتي عاصمتها ( نوزي ) في القرن الخامس عشر - القرن الرابع عشر ق . م في بلاد ما بين النهرين القديمة، هذا كان حال الأسر بشكل عام.
=KTML_Bold=احوال النساء :=KTML_End=
بخصوص فئة مهمة من مجتمع القرية الحورية ، وهي فئة النساء ، فقد كانت نساء النخبة في نوزي قادرة على إمتلاك العقارات ، والإنخراط في الأنشطة الإقتصادية والإجتماعية المختلفة ،فقدت وجدت في نوزي العقود الخاصة بهن.
اما أقرب الدراسات عن النساء فهي تلك التي قام بها ( جوردون 1935 ) و ( غوردون 1936 ) ، و لاحقاً ( إيشلر 1977 ) ودراستين من . ( Grosz 1981 . Grosz 1987 )
=KTML_Bold=احوال عموم الموظفين :=KTML_End=
تم العثور في ( نوزي ) على أنواع عديدة من الوثائق المتعلقة بشؤون الموظفين ، عقود الزواج ، والثروة الحيوانية ، المواد القابلة للتلف بأعداد أقل، وتشمل المحفوظات الإدارية القوائم التموينية ، والإيصالات ، الوصايا ، والمواد ذات الصلة إلى الشؤون اليومية للحكومة المركزية ، بما في ذلك القروض وسجلات المحكمة، ومن بين العديد من الوثائق الخاصة بالأفراد هناك في وثائق نوزي هي أبناء الملك الذين لم يكونوا بالضرورة من نسل الحرفي للملك ولكن ملاك الأراضي الذين خدموا في الجيش ولم يعرفوا غير الملك أياً كما هو حال الإنكشارية في العصر العثماني .،وكان هناك أيضا قائد العجلة الحربية ، كذلك أصحاب مهن لم تكن مرتبطة بالضرورة مع الجيش مثل القضاة ورؤساء البلديات ، ومسؤولين حكوميين آخرين، وهي ممثلة بشكل كبير في مجال الخدمات المصرفية ، التجارة ، العقارات ، والتصنيع . أصحاب الطبقة المتوسطة أيضا أصحاب الأملاك والعمال المهنيين، كما هو الحال في بقية بلاد ما بين النهرين ، أما العبيد في ( نوزي ) و أسرى الحرب أو أولئك الذين إضطروا إلى الإستدانة ، والتي غالبا ما يعني العمل لحساب شخص لتسديد الديون ، كان للعديد منهم في كثير من الأحيان الحق بالإحتفاظ بحقوق الملكية لهذه الفئة، أي أنهم كانوا قادرين على تبني وشراء وبيع العقارات .
=KTML_Bold=المصدر :=KTML_End=
من كتاب الحوريون ل عبد الجبار رشيد رشيد
( Kawa Reşîd)
[1]