=KTML_Bold=نظرية مينورسكي حول اصل الكرد :=KTML_End=
=KTML_Bold=مقدمة لا بد منها :=KTML_End=
تعتبر نظرية مينورسكي حول اصل الكورد (امتزاج الميديين مع قبائل كوردستان الاصلية) ، احدى ابرز واهم النظريات واكثرها قبولا لدى عموم الباحثين، ورغم محاولاتي العديدة للحصول على النص الكامل لهذه النظرية، الا انني لم اعثر عليها، فأكتفيت بما اورده المستشرق الروسي باسيلي نيكتين في كتابه الشهير الكورد دراسة سوسيولوجية وتاريخية وعلى الصفحات (49_53) على امل ان نعثر على النص الكامل في قادم الايام
=KTML_Bold=النظرية :=KTML_End=
تم عرض هذه النظرية في المؤتمر العالمي العشرين للاستشراق في بروكسل عام 1938 وتقدم هذه النظرية احدث تحليل وفي غاية الدقة والوضوح.
يعرض مينورسكي مسبقا بعض الملاحظات ويقول : انه لو اردنا البحث عن اسلاف الكرد المحليين لوجب ان يكونوا البوكتهانيين(البختانيين) لا الكاردوخ (بحسب نظرية مار) ، ويمكن اقتفاء اثر هذا الاسم منذ عصر المؤرخ الاغريقي هيرودت، كذلك في بوهتان المصب الشرقي لدجلة الموجود في (بيت _ كاردو) الذي كان يسمى سابقا بوكهتان.
ولقد شكل الارمن والبوكهتانيون السبط الثالث عشر من الامبراطورية الفارسية، ويلاحظ ايضا ان الاساطير الكوردية الواردة في شرفنامة تعطي بوهتان (بوختان قديما) دورا مهما، اذ ان الكرد ينحدرون جميعا حسب هذه الاساطير من اخوين هما بوخت وباجان.
وبعد ان يستذكر مينورسكي الاسماء العديدة التي يرتبط بها الكورد، يقول : يجب القول اولا ان من المجازفة اثبات اصول الشعوب عن طريق اشتقاق الاسماء، فمن الواجب الاستناد على وقائع تاريخية وجغرافية، وهذا هو الاصح.
ويضيف : بالنسبة للكرد المشتتين بين ارجاء واسعة والمختلفين من وجهة النظر الجسمانية اختلافا شديدا، فان طريقة حياتهم ولغتهم تعد من العناصر الاساسية التي يمكن الاستناد عليها لبيان خصائصهم الوطنية، وبالرغم من ان اللغة الكردية تتشعب منها لهجات عديدة، الا ان لها خصائص ثابتة وقوية، وتنتمي دون ادنى شك لمجموعة اللغات الايرانية الشمالية _ الغربية فمن الملاحظ ان الاختلافات التي نجدها بين الفارسية والكوردية نجدها في كافة اللهجات الكوردية ان قورنت بالفارسية، ويخلص مينورسكي الى القول : انه توجد في اساس اللغة الكوردية مجموعات مهمة، وتكونت خصائصها العامة قبل نزوح الكرد وانتشارهم فيما بين الجبال.
وبالرغم من اننا لا نعرف عن اللغة الميدية الاصلية الا القليل من الكلمات الخاصة، الا انه يستحيل علينا تصور تكون لهجات الشمال الغربي للمناطق الايرانية دون مشاركة العنصر الميدي، وحسب هذه الاعتبارات التاريخية والجغرافية، يجب القول ان انتشار الكرد تم فقط في بلاد ميديا الصغرى التي تضم حاليا اذربيجان.
وبعد توصله الى هذا الاستنتاج، يبدأ مينورسكي بدراسة التاريخ البشري للمنطقة الواقعة جنوبي بحيرة أورمية التي لعبت دور الاساسي في الصراع بين الاشوريين وشعب (أورارتو) حيث اشير الى اسم الايرانيين في الغرب لاول مرة في القرن التاسع قبل الميلاد.
و كانت توجد في جنوبي البحيرة امارات ليست هندو – اوربية في (آلابريا) و (كاركار) و (اليبي) الخ. ثم ورد لاول مرة في سنة 44 ق.م اسم بلاد (بارسويا) في جنوبها الغربي بوصف سكانها بمثابة اسلاف اولين للفرس اما (الميديون) و(ماتالي) و (مادا) الذين جاء ذكرهم منذ سنة 836 ق.م فكانوا في الجنوب الشرقي لبلاد بارسويا حيث هاجر الفرس صوب الجنوب فصار الميديون شيئاً فشيئاً سادة المنطقة .
وجاء بعدئذ شعب غامض يحمل اسم (ماناي) او (المانيين) عرف حوالي الفترة 830-856 ق .م كجيران مباشرين لبارسويا من جهة الشرق ولا يعرف شيء عن الانتماء العرقي للمانيين وعلى كل حال فقد اختلطوا بصورة كلية بالميديين ولم يتأخر هؤلاء المانيون في التطبع بطابع ايراني خاصة بعد ان تحولوا الى (سيتيين)
ونحن نعلم انه لاشك في ايرانية السيتيين.
وتغيرت لوحة الاجناس المختلفة هذه في القرن الثامن ق .م ففي البداية اثر الغزو السومري تأثيراً كبيراً على مملكة (وان) ومن اعقبتها من السيتيين الذين كانوا قد استقروا جزئياً بين المانيين ثم غدا السيتييون سادة آسيا لمدة ثمانية وعشرين عاماً الفترة مابين 615-642 ق.م الا ان الميديين ثبتوا في النهاية وذبح ملكهم (سياكريس) و رؤساء السيتيين ليواجه وحده الاشوريين الذين دب فيهم الضعف، وهكذا سقطت نينوى عام 612 ق.م وقد ورد بين خلفاء الميديين بالاضافة الى ملك بابل (اومان- ماندا) او (المانديين الاشقياء) كما تعود الآشوريين ان يطلقوا هذه التسمية على السومريين والسيتيين، ان هذا التشابه بين اسماء (مادا) و ( ماندا ) و (ماناي) يثير الشكوك وقد ترك سقوط الاشوريين فراغاً كان ينبغي ملؤه من قبل الغرب وهذا مايفسر انتشار القبائل الايرانية بأتجاه الغرب وحارب سياكريس الليديين وبحماية جيشه تقدمت القبائل الميدية واحرزت النصر المبين.
وبعد مذبحة رؤساء السيتيين استعاد المانيون نفوذهم ومنذ بداية القرن السابع ق.م غزوا الآشوريين مرات عديدة وسطع اسمهم فيما بعد في القرن الخامس ق .م في ملحمة (هيرودوت) الذي اكتشف الطريق الملكي المهم للفرس ثم في ملحمة (ما فيتافن) كما سماها سترابون في اوائل القرن الاول الميلادي ببحيرة اورمية بينما سماها بطليموس(مارجيانويي) مضيفاً ان هذه المنطقة تمتد على طول الحدود مع الآشوريين وهكذا نرى ان حدود بلاد مارجيانويي القديمة كانت مجاورة لحدود الآشوريين وبعد سقوط الآشوريين كان المانيون المستفيدين الاولين.
وبعد الاشارة الى اسماء هذه الاجناس الواردة في المصادر الآشورية يضيف اليها مينورسكي اسم(مارد) الوارد لدى المؤلفين الاغريقين وهكذا يبدو ان العشرة الاف اغريقي بعد ان عبروا ممر(كينترتيس) هوجموا من قبل فصيل من الماردينيين والآرمنيين ويذكر(سترابون) المارديين الى جانب (كيرتيويي) من بين رحل أتروباتين، ويعتبر بطليموس ايضاً المارديين جيراناً لكيرتيويي ويذهب مينورسكي الى القول ان هؤلاء كانوا ضمن القبائل المادية وان صلة قربى تجمعهم معاً، وربما كان هؤلاء المارديون هم الذين واصلو التقاليد المانية.
ان صيغ مارجيانويي تفترض احتمال تغير في الاسم مع حرف(ر) بدلاً من (ن ). ان هذه الطبيعة الخاصة بحرف(ن) واردة في كتابة الآشوريين كلمة(مانايي) بحرف(ن) المدغم في مثله.
اما بالنسبة ل( كيرتيويي) فليست لدينا معلومات مباشرة حول اصل هؤلاء، ان اسمهم الذي يبدو في صيغته وارداً من ( كورت) ليس له اشتقاق يعتمد عليه، وكان الاعتقاد السائد بوجود مراجع آشورية حول اصل هذا الشعب تحت تسمية (كورتيي) ولكن هذا الاسم يقرأ كما يأتي( كورﮪي ي (KUR-HI-I)، وعلى كل حال فقد ذكر اسم السيرتيين لاول مرة في بوليب سنة 220 ق.م كرماة في قطعات الحاكم الميدي الذي حارب الملك (انتيوش الثالث) وبعد مرور ثلاثين عاماً نرى هؤلاء في (تيت ليف) مرتزقة في خدمة الملك أنتيوش نفسه في آسيا الصغرى وفي عام 171 ق.م في خدمة الملك (بيركام)، ونزحوا بسهولة في القرن الثاني قبل الميلاد ولا يتصور ان اسلافهم الذين سنحت لهم الفرصة لملأ فراغ وجد بفعل سقوط الآشوريين لم يملأوه.
فإذا ما اضفنا الى ذلك كما فعل مينورسكي بعدئذ، دراسة بعض المصطلحات الجغرافية وبخاصة مصطلح( KWTAIA) الذي يقع على ما يقول بطليموس (شرقي كوردويين – بيت – كاردو) الذي يحتمل ان يكون مصطلح(كويتايي) الذي نجد مرادفاً له بين المصطلحات الجغرافية الأرمينية( لورجيك – كوردوك – كورديك ) التي تضم كلها عنصر(كورت) أمكننا الاستنتاج ان (كيرتيوس- كورد) تابعو في مسيرة انتشارهم الخط الذي يبدأ من ضفاف بحيرة أورمية صوب منطقة (بوهتان) التي تشكلت فيها منذ القرن الرابع قبل الميلاد الامارة الكوردية المعروفة (ماهكيرت).
ثم يفترض مينورسكي نظريته البارعة في تفسير كلمة(كرمانجي) التي يطلقها الكرد وذلك بحذفه الزائد من الحروف على اصل (ج J d) يرى في التركيب الباقي للعنصر الاول في كلمة (كر)د بينما يرجع المتبقي منه الى الميديين او المانيين ( مانتيانويي).
وحسب الوقائع التاريخية والجغرافية يحتمل كثيراً ان تكون الامة الكردية قد تكونت من مزيج من قبيلتين متجانستين هما الماردوني والكيرتيوني اللتان كانتا تتحدثان بلهجات ميدية جد متقاربة، ومن جهة اخرى فأن من المؤكد انه لدى فأن من المؤكد انه لدى توجههما صوب الغرب انضمت اليهما عناصر من سلالات اخرى.
وبهذا يبدو ان الحجج التي استند عليها المستشرق مينورسكي في شرحه لاصل الكرد نظرية لها قيمة علمية قاطعة .[1]