=KTML_Bold=الابجدية الكوردية ل عرب شمو:=KTML_End=
=KTML_Bold=بمثابة مقدمة :=KTML_End=
يقول خليل الجندي : منذ منتصف القرن التاسع عشر جرت محاولة في روسيا القيصرية لوضع أبجدية باللغة الكردية بالحروف الأرمنية نتيجة تواجد عدد غير قليل من الكرد فيها ، لكنها لم تنجح بسبب عدم ملاءمة ( فونتيكا ) حروف اللغة الأرمنية مع الكردية، ورأى البروفسور ب . ليرخ الذي يُعد من الكردولوجيين الأوائل بروسيا ، أنه من الأهمية بمكان وضع أبجدية لاتينية للغة الكردية ، إلا أن محاولته لم تنجح أيضا لأن النظام القيصري لم يعر تلك الأهمية للكرد القاطنين داخل حدودها ، عكس اهتمامها بالكرد خارج حدودها .
=KTML_Bold=تكليف عرب شمو لايجاد ابجدية كوردية :=KTML_End=
بعد ان تخرج عرب شمو بتفوق في معهد الاستشراق في موسكو في العام 1924 وكان بذلك أول كردي سوفيتي يحصل على شهادة عالية، أقترحت عليه ادارة المعهد مواصلة دراسته العليا لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة الكردية , الا انه قرر تأجيل ذلك الى حين لأن شعبه كان بأمس الحاجة اليه (في عام 1937 كان عرب شمو في اوج نشاطه العلمي والثقافي ويستعد للدفاع عن رسالته لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة الكوردية حين تم اعتقاله ونفيه الى سيبيريا -من دون توجيه اية تهمة اليه- ويقول الكاتب الروسي الراحل ايليا اهرنبورغ ( 1893 - 1967 ) في مذكراته الشهيرة الناس والاعوام والحياة ان مصير الانسان في ظل حكم ستالين كان اشبه ببطاقة يانصيب وليس بقطعة شطرنج .اي ان القمع كان عشوائيا ويحدث لأتفه الاسباب)
عاد عرب شمو الى يريفان وسرعان ما أصبح لولب حركة التوعية الثقافية بين الكرد، بجولاته الميدانية في القرى الكوردية لتحسين الحالة الاجتماعية لهم، كما بذل جهودا مضنية لجمع وتصنيف وتحقيق ونشر التراث الشعبي الكردي، وبعد فترة قصيرة أصبح مسؤولا عن الشؤون الكردية في اللجنة المركزية للحزب البلشفي الأرمني لذا لم يكن من المستغرب أن تتجه اليه الأنظار لحل مشكلة الأبجدية الكردية خاصة بعد أن أدلى بحديث صحفي عن مشاكل الكرد في جمهوريات ما وراء القفقاس , تطرق فيه الى هذه المشكلة وحدث ما كان متوقعا ،حيث كلفته اللجنة المركزية للحزب بوضع أبجدية لاتينية للغة الكردية ، وبعد جهود دؤوبة ومضنية بذلها عرب شمو في بحث فونتيك اللغة الكردية ووصف وتصنيف وتثبيت الاصوات الكردية حسب المخارج الصوتية ومقارنتها بمثيلاتها في اللغات الايرانية , تمكن من تحديد عدد الحروف الهجائية والاصوات الصحيحة والمعتلة في اللغة الكردية بشكل دقيق ووضع أول أبجدية لاتينية متكاملة للغة الكردية، لتكون بديلة عن تلك الابجدية التي صممها اللغوي الارمني لازو، وحصلت على موافقة المراجع العلمية ومباركة المستشرق البارز أوربيلي الذي قدم له عونا علميًا كبيرًا ويذكر شمو قصة تلك الأبجدية في سيرته الروائية طريق السعادة التي صدرت في موسكو عام 1971 .
=KTML_Bold=اهمية ابجدية عرب شمو:=KTML_End=
بعد اعتماد الأبجدية الجديدة عام 1927 أصبحت نقطة انطلاق لنهوض ثقافي وعلمي وأجتماعي متعدد الجوانب لكرد ماوراء القفقاس، فقد تم استخدامها في التعليم وتم بفضلها تقليص عدد الأميين ومن ثم القضاء على الأمية بشكل تام خلال السنين اللاحقة، وصدرت بهذه الابجدية الصحف الكردية ، وحين تأسس أول معهد لاعداد المعلمين الكرد , أنتمى اليه مئات الشباب الكرد من كافة أنحاء ماوراء القفقاس الذين تلقوا تعليمهم بالابجدية الجديدة، وأصبح عرب شمو أول عميد لهذا المعهد التربوي الهام .
وكتب عرب شمو بهذه الابجدية اولى رواياته وهي رواية ( الراعي الكردي ) والمترجمة الى العديد من لغات الاتحاد السوفيتي السابق واللغات الاوروبية وهي أول رواية – بالمعنى المعاصر لمفهوم الرواية – في تأريخ الادب الكردي الحديث، وأصبحت هذه الابجدية اللاتينية المتكاملة والتي تتفق تماما مع خصائص النطق الكردي الحي وقواعد اللغة الكردية هي المستخدمة في مجالات العلم والادب والفن والفلسفة وغيرها .
ولم يقتصر هذا التأثير على الاتحاد السوفيتي ( حيث ظهرت مقالات عديدة في الصحافة المحلية حولها ) , بل أمتد ليشمل كردستان نفسها، فقد رحب الأمير كاميران بدرخان بهذه الابجدية وكتب عدة مقالات حولها وبتأثير أبجدية عرب شمو قام المير جلادت بدرخان بوضع ابجدية لاتينية للغة الكردية والتي اصبحت الابجدية المعتمدة كورديا بشكل واسع.
=KTML_Bold=المصادر :=KTML_End=
كتاب الاكراد واللغة والسياسة ل عقيل سعيد محفوض
مقالة ل جودت هوشيار
جريدة التآخي[1]