=KTML_Bold=صلة القرابة بين أسلاف الكورد=KTML_End=
=KTML_Underline=كاردوخ شم كي=KTML_End=
لنبدأ أولاً بمعنى أسم الكورد، وماذا يعني؟
كورد: كلمة قديمة جداً قدم التاريخ، ولكن بعد ظهور الكتابة في العصر السومري حوالي 6000 عام ق.م تم العثور على لوحات عديدة مدونة عليها اسم كورد، كوردا، كورتي، كوتي،.. وجميعها تدل على نفس المعنى وتعني: (الجبلي/ سكان الجبال). كما وتم اكتشاف مملكة كوردية/ سومرية أسمها Kurda كوردا وكانت عاصمتها شنكال من قبل عالم الآثار الفرنسي (جان ماري دوران) قبل حوالي 5000 عام. وتم العثور على لوحات طينية عديدة مدونة عليها اسم الميديين للدلالة على الجغرافية والأرض ومكتوبة بالتحديد بهذه الصيغة ماد MAD /مادا_MADA. سأقوم بأرفاق البحث بالكتابة المسمارية كما هي مدونة تماماً. أي أن أسلافنا الماديين/ميديين هم سكان زاغروس الاصليين و ليس كما يدعي بعض المتطفلين بأنهم غرباء و قدموا إلى المنطقة مع الموجات الارية مع الفرس قبل حوالي 3000 عام. الخ من هذا الكلام المستهلك، والأمر الأخر هو أن الآريين انفسهم قد هاجروا من كوردستان مناطق جبال زاغروس في مراحل متعددة لاسباب عديدة مثل؛ الحروب، الكوارث البيئية، المجاعات.. وعادوا إلى وطنهم الام كوردستان في مراحل مختلفة، والدليل أنهم لم يتعرضوا ابداً للمقاومة من قبل الكورد الجبليين، كما كان يتم مقاومة غزاة الصحراء مثل: الاكاديين والاموريين.. الخ. بل تم احتضاتهم واستقبالهم و تنصيبهم ملوك و حكام على انفسهم كما حصل مع الميتانيين عندما حكموا المملكة الهورية، لأنهم ببساطة لم يتم النظر إليهم كغرباء عن المنطقة وأهلها.
إن أرض ميديا ( مادMAD ) كانت العبارة التي تقال لتلك الاراضي الجبلية الواقعة بين البحر الابيض المتوسط غرباً ، والأسود شمالاً ، وبحر قزوين شرقاً ، وبحيرتي اورمية ، و وان ، وسلاسل جبال (طوروس) في آسيا الصغرى ، وجبال آرارات ، و قارس ، والسلاسل الجبلية لجبال زاغروس الممتدة من الشمال الى الجنوب لحد السواحل الشمالية للبحر الميدي (الفارسي/العربي حالياً). كانت تعيش في هذه الاراضي الاقوام الهورية , اللولوية ، الكوتية ,الكاسية ( كاشية ، النايرية ), الكاردوخية , العيلامية ، وكان الميديون منظمين في مستوطنات ، وأمارات صغيرة بالقرب منهم ثم اندمجوا معاً، بعد أن اسسوا امبراطوريتهم العظمى بقيادة الملك المحنّك والقائد التاريخي كي خوسرو العظيم.
يقول الراهب الفرنسي (توماس بوا) بأن الكاشيين كانوا قبيلة ميدية أدخلت معها الحصان إلى المنطقة، ويعتقد بأن الميديين أول من أدخلوا ركوب الحصان إلى بلاد الرافدين، وهم الأجداد الأقدم للشعب الكوردي.واستنادا إلى كتابات هيرودوت، فإن الميديين كانوا مؤلفين من ستة قبائل رئيسة ، وهي ( البوزين ، بارتاكتين ، سترواخانين ، آريا ، البوديين ، الموكيين ) ، وهذه القبيلة الأخيرة أطلق عليها أسم ( الماغان/مجوس ) ، ومعناها أولئك الذين يتمتعون بالقدرات الخارقة ، ويمارسون الأعمال الروحية ، وأطلق هيرودوت اسم الآريين على هذه القبائل الميدية.
هل لاحظتم؟ يقول الكاشيين كانوا قبيلة ميدية والجميع يعرف بأن الكاشيين هم أحد أقدم أسلاف الكورد من سكان زاغروس الاصليين إلى جانب قبائل كوتي واللولو.. وكل تلك الأسماء هي أسماء لقبائل زاگروسية تنتمي لِشعب واحد. هم الشعب الجبلي الكوردي. وقد كتب المؤرخ اليوناني هيرودوت ايضاً بهذا الصدد، بأن الجميع كانوا يطلقون إسم (آريون) على الميديين في الأزمنة القديمة.
بالاضافة الى ان الآشوريون كانوا يخلطون بين الگوتيين والميديين والذي يظهر بأنهم كانوا يرون الگوتيين كشعب بينما يرون الميديين كعائلة أو قبيلة گوتية. وفي السجلات البابلية، يتم ذكر الملك الميدي (گوبرياس Gubiryaz) كملك گوتي ويذكر (گوبرياسGubiriyaz) نفسه بأن (السومريين) و (الگوتيين) هم (ميديون). و يذكر (هيرودوت) أيضاً بأن الميديين قد أسسوا إمبراطورية كبيرة وكانوا في السابق يُطلق عليهم إسم “آريين” (هوريين)، حيث كانوا يحكمون شعوب قارة آسيا. ويقول المؤرخ محمد أمين زكي بأنه من المرجح أن النايريين الذين هم أسلاف الميديين كانوا عشيرة تؤلف قسماً من أقوام (سوبارو) و (گوتو) وثم تغلبوا على جميع أقسام وعشائر هذين الشعبَين وحلّ إسم (نايري) محل إسم كل من (سوبارو) و (گوتو)...
ظهر الكوتيون: ( كوتي ، كورتي، جوتي ، جودي ، كوردي، ) كأمبراطورية ، على المسرح السياسي في القرن التاسع ، والعشرين قبل الميلاد بأسم الكوتيين، وهم شعب من شعوب جبال زاكروس الكبرى ، وجبال زاغروس تقع جنوب غربي ايران ، وتمتد من (فارسPars) ، وشيراز جنوباَ ، وحتى كرمانشاه ، و أكباتان (همدان) شمالاً ، وجبال تاوروس/تاو_ روج (طوروس) جنوب ما تسمى اليوم زوراً ب(تركيا) ، وتمتد من Keyseri (قيصري) ، ونهري سيحان ، وجيحان شرقاً ، وحتى انطاليا غرباً ، وبين زاغروس شرقاً ، وطوروس غربا تقع سلسلة جبال كوردستان شمال غرب ما تسمى اليوم زوراً ب (ايران) ، و جنوب كوردستان ما تسمى اليوم زوراً ب(شمال العراق). يؤكد البروفيسور ( سبايرز ): ( أنه يستدل من الأعلام التاريخية السومرية ، أن العناصر الكوتية ، كانت موجودة ببلاد سومر قبل أن تشكل الحكومات بها بزمن ليس بالقصير ، وأن هذه العناصر التي أصبحت فيما بعد ذات حول ، وطول في تلك البلاد ، قد أغارت أخيراً على بلاد (آكاد) ، وتمكنت في أواسط القرن السابع ، والعشرين ق.م من أحتلالها كلها ). ويقول أيضاً: بأن آخر ملك ( كوتي ) ( باكاد ) كان يدعى ( تيريكان ) وكان الموطن الرئيسي لهذا الشعب يقع آنذاك بين الجبال الممتده بين الزاب الصغير ، وجبال السليمانية ، وجبل ( الجودي ) الذي رست عليه سفينة زيوسودرا السومري (نوح التوراتي). بعد أنتهاء الطوفان. وكانت النصوص الأكدية تشير الى بعض ملوكهم ، وكانوا يلقبونهم تارة بأسم الملك القوي ، وأخرى بأسم ( تنين الجبل ) ، ويربط العديد من العلماء ، والمختصين بين أصل الأمة الكوردية ، والكوتيين منهم (بروتيرو) و( ارشاك سافرستيان ) و المؤرخ (أحمد سوسة) ، وغيرهم كما أشار ( مينورسكي) المحقق في أصل الكورد من خلال مقارنته لأسماء الشعوب القديمة ، وأرتباطها بسكان كوردستان الى أستنتاج لايعارضه أي أستنتاج آخر في قوته ، أذا قال: ( أن الكورد الحاليين هم بلا شك أستمرار ، وتطور لاولئك الكوتيين ) ، ثم سقطت حكومة الكوتيين هذه على يد الخائن (أوتوهيكال) السومري الذي ثار على حكم الكوتيين و كان ملكا على ( أور– أوروك ) ، مع العلم أن الكوتيين هم من انقذوا اقربائهم السومريين من طغيان الاحتلال الصحراوي الاكادي، و بعدها أنسحبت العشائر الكوتية الى وطنها القديم في جبال زاغروس ، وأندمجت في عشائر اللولو .
يعتقد بعض المستشرقين أن هذا الشعب القديم الذي كان يشغل منطقة كبيرة في جبال زاكروس هو الأصل الأول للأمة الكوردية الحالية ، وكان له حكومة مستقلة ، وأستولى على بلاد سومر ، وأكد في عام ( 2649 ق. م ) ، ودام حكمهم 125 سنة ، وأربعين يوماً ، وقد تم ذكرهم مراراً في السجلات الحربية الأشورية ( 2000ق.م ) وما بعدها ، وكان الكوتيون آنذاك شعباً قوياً ، وكانت شهرتهم قد أنتشرت بشكل واسع بين الشعوب القديمة المعاصرة لهم ، وكانت ( كوردستان الحالية ) هي الموطن الأصلي للكوتيين ، وقد أتخذ الكوتيون في التاريخ القديم أسماء عديدة فقد أسماهم السومريون كارداكا ( Kar-Da-Ka ) ، وأطلق عليهم الملك الاشوري ( ثكلات بلاسر) في حدود ( 1000 ق.م ) أسم كورتي ( kurtie ) . وأطلق المؤرخ اليوناني الشهير ( هيرودرتس ) أسم الميديين عليهم ، وهكذا أصبح الكورد يعرفون من ذلك التأريخ بأنهم أحفاد الميديين ، ويشير المؤرخ الارمني (ارشاك سافرستيان ) الى أن بعض النصوص السومرية المعجمية التي نشرت من قبل الأستاذ ( Chirac.E) جاء فيها أن كلمة ( Media ) مرادفه لعبارة الأرض ، أو البلد مثل ( مادا- كوتيام ) أي أرض الكوتيين ، الأ أن البابليين الذين تأثروا بالأدب السومري مئات السنين أغفلوا الفهم الأصلي للكلمة ، وأعتبروها أسماً لمنطقة ، أو شعب دون تحديد أي موقع لهما لذا أطلق هيرودوت أسم الميديين ( Medis ) على الشعب الكوردي في سلسلة جبال زاغروس ، فشاع الأسم لدى اليونانيين ، ومنهم أنتقل بعد ذلك الى المصادر الأوربية كأسم لسلف الشعب الكوردي الحالي في مرحلة تاريخية محددة ، و ليس في اسماء الميديين الذين ذكرتهم النصوص المسمارية اي جنس ايراني.
=KTML_Bold=المصادر:=KTML_End=
جان ماري دوران – وثائق مراسلات قصر ماري- مطبعة سيرف باريس 1997 بالفرنسية المجلد الأول645 صفحة و المجلد الثاني 688 صفحة. عن امارة كوردا انظر من المجلد الأول الصفحات:60 , 393 ,414 , 415 , 416 ,423 ,427 ,433 ,503 ,515 ,517 , 604 , 605 ,617 ,622 . ). تعتبر اللوحات المتعلقة بامارة كوردا أقدم نص تاريخي يذكر الكورد بالاسم
توماس بوا (2001). تاريخ الأكراد. ترجمة: محمد تيسير ميرخان، الطبعة الأولى، دار الفكر، دمشق، صفحة 20.
د . سبايزر ، مصدر سابق ، ص 189
الاستاذ ف . مينورسكي ، قبائل ايران الضائعة المعهد الانثوبولوجي الملكي 1949
محمد أمين زكي (1961). خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية
هيردوتس ، التاريخ عند ميديا ، والميديين ، ص 128
ارشاك سافرستيان ، الكورد وكوردستان لندن مطبعة هارفيل 1948 ص 16
أحمد سوسة ، حضارة وادي الرافدين ، ص 180
سي .جي ، ادموندز ترك عرب ، وكورد ، ترجمة جرجيس فتج الله ، ص 10
[1]