تأثير الأيديولوجيا
عندما كان أسلاف الكورد- السومريين، وهم السكان الأصليين للعراق، يحكمون مدن سومر المتعددة الحضارية، وهي كانت إمتداد للثقافة الزراعة، التي تشكلت على أطراف زاغروس و مناطق ميزوبوتاميا، كانت مركزاً لأولى الحضارات في العالم أجمع، وعلى مدى ألوف السنين، تنشر الثقافة المدينية والعلوم والفن والأبجدية.... إلخ، إلى أن غزاها أصحاب الأيديولوجيا الصحراوية، البربرية، بشكل موجات متتالية، بدءاً بالآكاديين مروراً ببدو الجزيرة العربية، وآخرها الغزوات المنغولية، الغريبة عن المنطقة، فحوّلوها إلى مركز لنشر ثقافة التخلف و الجهل، بعد أن دمّروا كل معالمها الثقافية، التي كانت ترمز إلى البناء و مستوى الوعي الحضاري، المتناقضة لثقافة الغزو البربرية بسلب ونهب كدح الآخرين، وبذلك بقيت العراق وكل المدن المجاورة لها تحت الإحتلال والتبعية الخارجية إلى يومنا هذا.
و ستبقى هكذا إلى أن تعود إلى أصحابها الحقيقيين، الذين بنوها وأرادوا لها الخير، على عكس المحتلين لها، الذين دمروها، لأن الإبقاء على عناصر الحضارة، وهي شواهد وأدلة دامغة على من بناها من أصحابها الأصليين، تعني وبشكل آخر، أيضا، الإبقاء على عناصر وحافز قوي لزوال الإحتلال الخارجي، فقاموا بتحويرها وتشويهها وتدميرها ومايزالون.[1]