=KTML_Bold=عبادة آناهيتا لدى الميديين:=KTML_End=
الاسم والمعنى :
هي اسم مؤنث لإله ، يُطلق عليها في اليونانية ( Anaitis ) ، وفي اللغات الايرانية القديمة باسم آناهيتا . ويرد الاسم الكامل ل ( آناهيتا ) في متون الكتاب الديني المقدس القديم ( أفستا ) بصيغة ( أردوي شور آناهيتا )أو ( آردوي سورة ناهيت ) ، فالمصطلح يتكون من ثلاثة أقسام ، الأول : كلمة أردوي معناه الرطوبة ، وكان اسماً لنهر مقدس اسطوري ، وأصبح اسماً لشخصية إلهية مُقدّسة معنوية، أما القسم الثاني من الاسم : وهو ( سورة ) ، ومعناه القوي والمليء بالحيوية ، فامتلاك القدرة والحيوية من أهم خصائص الإلهة وصفاتها البارزة ، ومن هنا ندرك أنّ قوة آناهيتا جاءت من كثرة المياه ، وشدة جريانها في الأنهار ، والقسم الثالث من التسمية : هو مصطلح آناهيتا ، فالاسم مركب يتكون من مقطعين الأول : آنا ( an ) ومعناها النقي ، والمقطع الثاني : هيتا ( Ahita ) ، وهي صفة مفعول ومعناها العيب ، فالاسم كاملاً معناه عديمة القذارة أو العيب ( الطاهرة من الأنس ) ، ويُماثل اللفظة اليونانية Analtis ومعناها ( الخلاص )، إذن فالمعنى الإجمالي ل ( اردوي سورة آناهيتا ) هو النهر القوي الطاهر المياه المقتدرة الطاهرة ) ، وكلمة آناهيتا معناها ( عديمة العيب والخيانة والتلوث والدنس ) أي الطاهرة ، وفي رأي آخر ، أنّ أصل التسمية كانت لإلهة عيلامية نانهوتا ( Nanhunte ) وتبدلت فيما بعد ب ( ناهيتا Naniti ) ) .
=KTML_Bold=آناهيتا في العصر الميدي :=KTML_End=
كان الميديون أول الأقوام الإيرانية الذين أعطوا للعناصر التي شكلت آناهيتا إمكانية التدرج والنضج ومن ثم التكامل ، وقدموا للمعتقدات الإيرانية عن إلهة المياه ، الهوية الرسميّة ، وهناك أدلة آثارية عن آناهيتا ماثلة للعيان عُثر عليها في لرستان ( محافظة غرب جبال زاكروس ) يعود تاريخها إلى ( 700 / 800 سنة ق . م ) ، ومناطق أخرى ، وكان اكثرها في مدينة هرسين ، وخرم آباد ، ولشتر ( وفي المناسبة إنّ اسم مدينة لشتر مقارب لاسم الآلهة اشتار - عشتار البابلية ) ، إذ عُثر هناك على دبابيس كانت رؤوسها عبارة عن صورة امرأة ، وكذلك مقبض لامرأة من المعدن مرسوم عليه صورة امرأة ترفع ثدييها بيديها إلى الأعلى ، وهي في حالة ولادة . وكانت هذه الصورة الأنثوية تجسيداً للإلهة ( آناهيتا )، والدليل على ذلك وجود كثير من اشجار الرمان والأسماك ، وهما مظهران من مظاهر الماء ، فضلاً عن صحن معدني عُثر عليه هناك ، محفوظ حالياً في متحف اللوفر رسم عليه صورة ل ( اهورامزدا ، وأناهيتا )، وهذا دليل قوي على أنّ عبادة الإلهة آناهيتا عُرفت في إيران منذ العصر الميدي .
وهناك معايد ربما يرجع تاريخها إلى العصر الميدي ، منها معبد في منطقة تلال نوشجان على بعد ( 30 كم ) من مدينة ملاير ، حيث عُثر عليه ، ويُحتمل أنه معبد نار يعود تاريخه إلى الميديين بحدود سنة ( 750 ق . م ) ، وكان هذا المعبد على شكل صليب ، ويبدو أن معبد تخت سليمان كان تقليداً لهذا المعبد.
=KTML_Bold=المصدر :=KTML_End=
مقتطفات من كتيب بعنوان :الإلهة آناهيتا دراسة في التطور التاريخي لعبادتها أ . د . سعد عبود سمار جامعة واسط / كلية التربية
[1]