=KTML_Bold=يوم الحساب في الزرداشتية :=KTML_End=
يرتبط معتقد نهاية التاريخ ارتباطاً وثيقاً بمعتقد البعث والحساب والحياة الثانية بعد أن دخل الموت في نسيج الحياة خلال فترة التمازج بين الخير والشر صار الموت من نصيب كل كائن حي وبوابة عبور من حالة الجينئغ المادية إلى حالة المينوغ الروحانية الهلامية القاصرة بالأرواح بعد مغادرة الأجسام عقب الموت تبقى في برزخ المينوغ تنتظر يوم القيامة بشوق وترقب لكي تلتقي بأجسادها التي تبعث من التراب .
مصير الروح بعد الموت :
يحدثنا زرادشت في أناشيد الغاتا عن مصير الروح بعد الموت وأحوالها إلى زمن البعث والنشور، فبعد مفارقتها الجسم تمثل الروح أمام ميترا قاضي العالم الآخر ( وهو رئيس فريق الأهورا الذين يشكلون مع الأمشاسبتنا( الرهط السماوي المقدس ) الذي يحاسبها على ما قدمت في الحياة الدنيا من أجل خبر البشرية وخير العالم، ويقف على يمين ميترا وعلى يساره مساعداء سرواشا وراشنو اللذان يقومان بوزن أعمال الميت بميزان الحساب ، فيضعان حسناته في إحدى الكفتين وسيئاته في الأخرى .
وهنا لا تشفع للمرء قرابينه وطقوسه وعباداته الشكلانية ، بل افكاره وأقواله وأفعاله الطيبة ، فمن رجحت كفة خيره كان له الفردوس ، ومن رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم.
=KTML_Bold=صراط المصير :=KTML_End=
بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير ، وهو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة ، فتسير الهوينا فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس ولكنه يضيق أمام الروح الخبيثة ، فتتعثر وتسقط لتتلقفها نار جهنم، هناك آنغرامينيو نفسه يذوق المذنبين سوء العذاب، أما من تساوت سيئاته وحسناته فيعبر الصراط إلى مكان وسط بين النعيم والجحيم ، حيث يستمر في وجود باهت ظل شبحي بلا إحساس .
=KTML_Bold=تفاصيل اضافية من اللاهوتيين:=KTML_End=
هذا وتقدم شروح اللاهوتيين الزرادشتيين مزيداً من التفاصيل حول هذه القيامة الفردية ، فبعد أن بوارى الميت في مثواه الأخير تمكث روحه عند رأسه ثلاث لبال تتأمل في حسناتها وسيئاتها، وخلال ذلك يزورها ملائكة الرحمة إن كانت من الصالحين ، أو شياطين العذاب إن كانت من الكافرين ، فيسومونها سوء العذاب، وفي اليوم الرابع تساق الروح إلى جلسة الحساب ؛ وبعد اجتياز امتحان الميزان الذي يقرر مكانها تتجه إلى الصراط ، وهو عبارة عن جسر يشبه السيف : فإذا كان العابر روحاً خبيثة فإن السبف بستدير بطرفه الحاد نحو الأعلى ، فتخطو الروح عليه ثلاث خطوات ، هي الفكر السيئ والقول السيئ والعمل السيئ ، وعندما تحاول الخطوة الرابعة تنزلق إلى مهاوي جهنم ، أما إذا كان العابر روحاً طيبة فإن السيف يستدير بطرفه العريض لتعبره الروح إلى الطرف الآخر بسلام، وفي رواية أخرى نجد أن الصالح ، بعد خطوته الأولى على صراط ، تهب عليه ريح عطرة آتية من الجنة ، وعند منتصف الصراط تظهر له فتاة في ريعان الصبا لم تقع العين في الحياة الدنيا على اجمل منها ، فيسالها : من أنت ؟ فتقول : « أنا عملك الطيب ، ثم تأخذ بيده إلى الجنة ، وأما الإنسان الطالح ، فبعد خطوته الأولى على الصراط تهب عليه ريح نتنة من أعماق الجحيم ، وعند منتصف الصراط تظهر له عجوز شمطاء نتنة لم تقع العين على أقبح منها ، فبالها : من أنت ؟ فتقول : « أنا عملك السيي » ثم تقبل عليه وتعانقه ، فيهويان معاً إلى الجحيم .
=KTML_Bold=المصدر :=KTML_End=
كتاب الزرداشتية الديانة والطقوس والتحولات اللاحقة بناء على نصوص الافيستا للدكتور جمشيد يوسفي[1]