الأسم: علي
اللقب: علي الحريري
سنة الولادة: 1010
سنة الوفاة: 1079
مكان الميلاد: شمزینان
مكان الوفاة: شمزینان
$السيرة الذاتية$
هذا الشاعر من رواد الأدب الكوردي و الذي يعود إلى بدايات القرن التاسع الميلادي يعود بنا كما يعود بالأدب و الفلسفة واللغة بتاريخها المشترك إلى عصورٍ كانت تُمثلُ آنذاك بشعرائها وأطبائها وتاريخيها منبع ما دّوِنَ من تراث الحضارة البشرية ....فالتاريخ الذي هو بين أيدينا اليوم ...تُحدثنا عن عصرهم و أما ما قبله ما كانت إلا حديث التاريخ عن الأديان و كيفية نشأتها و عن تلك الحروب الدينية الطاحنة بعدما ظهر التناقض الطبقي بين أولئك الوثنيين ...عبَدَةُ الجماد و الحياة في الأحجار والأصنام ..وفي الشموس والأقمار والكواكب والنجوم وبين أولئك اللذين خرجوا إليهم على حين غرةٍ داعينا إلى عبادة أحدهم يسمى الله وهذا المدعو...له رسله و أنبيائه و مع رسله و أنبيائه قد بعث للبشرية بالكتب المقدسة ( هذا هو ما نشأ عليه الدين اليهودي و المسيحي و الاسلامي فيما بعد و قبلها الديانة الزرادشتية و البوذية) إلا إن ما يهمنا في الأمر إنني أردتُ لفت النظر إلى أنَّ التاريخ في العصور ( التاسع والعاشر و الحادي عشر الميلادية) وما بعدها كان تاريخ تقدم الأدب والفلسفة والفكر مع أن لها أسسها التي بُنيت في عصورٍ سابقة و ازدهارها التي نمت في عصورٍ لاحقة ..وهنا نذكر على وجه الخصوص أقدم الشعراء الكورد اللذين كتبوا بلغتهم الأم ومنهم شاعرنا شاعرُ الصوفية و الحب علي الحريري
_ولد الشيخ الحريري في قرية حرير التابعة اليوم لقضاء هكاري في تركيا ..في العام 1010 م و توفي فيها أيضاً في العام 1079 م و بما أن التاريخ ....تاريخ الأشخاص مبهمٌ...غير واضح . ولكي نؤكد صحة معلوماتنا المذكورةِ تلك ...علينا القول أن عدداً من المستشرقين أيضاً قد تناولوا هذا الموضوع و هذا الشخص على وجه التحديد محددين التاريخ الذي ولد فيه علي الحريري ومماته وموطنه الأم و منهم المستشرق و المختص بالتاريخ الأدبي للكورد , الروسي ألكسندر جابا في كتابه الذي حمل عنوان
(Recuil de notices et recits Kurds ) وبالرغم من قلة و ضحالة المعلومات التي وصلتنا عن هذا الشاعر إلا إنَّ هنالك العديد من قصائده ( لا دواوينه لأنها لم تُجمع ولم يكن لها عنوانٌ ولا تصنيف) و التي وصلت إلينا سليمة وما يزال معظم نسخها الأصلية محفوظة في الأرشيف الروسي
فالدكتور : كاميران بدرخان أيضاً قد ذكر لنا بعضاً من القصائد في كتابه fêrbûna xwendina kurdî المطبوع في فرنسا _باريس 1968 م و نسبها إلى الحريري , وهنالك أيضاً قصائد آخرى نجدها عند الكاتب الروسي الآخر ألبرت سوسن في كتابه الذي جاء بعنوان (kurdishe samlingen) المطبوع في روسيا _ بيتربُرغ العام 1887 م
ولعلنا نستخلص من خلال قصائده بشرحها و تفصيلها و إيضاحها أن نصل منطق فلسفة هذا الرجل و أن نعرف مدى الثقافة التي قد وصل إليها فما يهمنا في (علي الحريري) فكرهُ وفلسفتهُ وشِعره وكيف ساهم بل وهو أول من أقدم على بناء صرح الشعر الكوردي باللغة الأم لا معلوماتٍ تتعلق بأكله وشربه وهل تزوج أم لا وإلى أي طبقةٍ اجتماعية ٍ كان ينتمي .
فدعونا قليلاً نُبحر معاً .....في فكر شاعرنا علي حريري نشاركهُ خيالهُ و عاطفته المؤمنة
وهذه إحدى قصائده و التي تصلحُ لنمذجة الشعر الكوردي الذي ظهر فيما بعد وتطور و ازدهر
ger hûn bibînin nalê eşq
tenê li bom zarî dikin
her kes bizanêt halê eşq
bi hîle dijwarî dikin
bi halê eşq bexîl bibûm
her dem di dem zelîl dibûm
bê rêh û bê delîl dibûm
her kes bi xemxwarî dikin
أولاً وقبل كل شيء نجد أن القصيدة مكتوبة باللهجة الكورمانجية و التي يتكلم بها ما نسبتهم 60% من أكراد العالم ...وقد تناولت موضوعاً وجدانياً هو الحب وهي قصيدة موزونة مُقفى كلاسيكية بُنيتْ على أساسٍ ثُماني , والأساس الثُماني أو السُداسي أو الخُماسي ما يعني في القصيدة الكوردية...بأن الشاعر يحدد عدد الأحرف الصوتية و هي (a , e , ê , i , î , o , u , û ,) في القصيدة ومن الشطر الأول من القصيدة إلى الأخير يكون مجموع الأحرف الصوتية في شطرها الأول مساوية للأحرف الصوتية في جميع الأشطر التي تبني القصيدةَ نفسها وهكذا و مهما كان حجمها .
وبعيداً عن قوانين الشعر و تقاليده ..دعونا نُبحر و نتعمق محتوى العُمق في القصيدة لعلنا نخرج بالمغزى و ما يريد الشاعر قوله , فرجلٌ يعود إلى أكثر من ألف عام ليس من المعقول إنه عندما فكر بالكتابة ...كتب كلاماً فارغاً أو إنه اتخذا من الكتابة لهواً بالكلمات ..إذاً فالقصيدة لها فكرتها ولها فلسفتها ....إذ يقول :
إذا ما رأيتم وجع العشق
لوحدي يكون هو الوجع
وإذا ماعرفا كل واحدٍ حالة العشق و ظروفها
حتماً يجعلون بالأحايل تلك الظروفَ و الأحوالً قاسية
وحينما صرتُ عاشقاُ ...غدوت بخيلا
وفي كل وقتٍ في وقت كنت أزداد ذُلاً ذليلة
بدون طريقٍ لا ولا دليل ...كنت أصير
وكل واحدٍ...يجرب العشق بوجبةٍ من الهموم و الأحزان
hûn bar mekin xemên di zor
li hesreta werdên di sor
çavê di reş .....bisk têne dor
enya bi nûr.....tarî dikin
enya bi nûr .....zilf têne ser
rengîn dibin şems û qemer
reşmar ji perdanê neder
li erera yarî dikin
و هذين البيتين مع سابقهما يمثلانِ جزءً من قصيدةٍ له حيث يقول في هذين :
و أنتم..لا تهجروا الهموم القاسية
بحسرة تلك الورود الحمراء
وتلك العيون السوداء..التي تحضنُ لخصلات شعرها كرنفالاً
وبجبهتها ......جبهة النور تلك
أنتم تجعلون العشق سواد
تلك الجبهة المنورة ...تزورها خصلات الشعر
و يبدوان الشمس و القمر أكثر نضارةٍ و تنوع
و لم تهجُرنا قلادة الصدر
و لكنهم ...بنبتةِ العرعرِ
يأتون مقصد وصفهم للحبيبة
و على ما أظن وصلنا ما كنا نريده فتلك الكثافة الشعرية المُعطاة للكلمات و المعاني والصفات و التشابيه وَلَّدتْ عُمقاً كاد يعمل على ضياع المقصد و المنال و المعنى الجامع و الحقيقي للقصيدة ...فالشاعر من جهةٍ يريد لقصيدته أن تكون كلاسيكية (أي أساسها الثُماني ذاك ) و من جهةٍ آخرى يريد للازمته الاستمرار dikin أي يفعلون مع أن فكرته جاهزة فما عبَّرَ عنها بالنثر بل و كتبها شٍعراً و فلسفةً و غناءْ هذا جديرٌ بشاعرٍ كبيرٍ مثله. [1]