کورديپيديا أکبر مصدر کوردي للمعلومات بلغات متعددة!
حول كورديبيديا
امناء الأرشيف لکوردیپیدیا
 البحث
 ارسال
 الأدوات
 اللغات
 حسابي
 البحث عن
 مظهر
  الوضع المظلم
 الإعدادات الافتراضية
 البحث
 ارسال
 الأدوات
 اللغات
 حسابي
        
 kurdipedia.org 2008 - 2025
المکتبة
 
ارسال
   بحث متقدم
اتصال
کوردیی ناوەند
Kurmancî
کرمانجی
هەورامی
English
Français
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
עברית

 المزيد...
 المزيد...
 
 الوضع المظلم
 شريط الشريحة
 حجم الخط


 الإعدادات الافتراضية
حول كورديبيديا
موضوع عشوائي
قوانين الأستعمال
امناء الأرشيف لکوردیپیدیا
تقيماتکم
المفضلات
التسلسل الزمني للأحداث
 النشاطات - کرديبيديا
المعاينة
 المزيد
 الاسماء الکوردية للاطفال
 انقر للبحث
أحصاء
السجلات
  582,094
الصور
  123,313
الکتب PDF
  22,022
الملفات ذات الصلة
  124,439
فيديو
  2,187
اللغة
کوردیی ناوەڕاست - Central Kurdish 
315,561
Kurmancî - Upper Kurdish (Latin) 
95,142
هەورامی - Kurdish Hawrami 
67,630
عربي - Arabic 
43,332
کرمانجی - Upper Kurdish (Arami) 
26,339
فارسی - Farsi 
15,454
English - English 
8,495
Türkçe - Turkish 
3,818
Deutsch - German 
2,018
لوڕی - Kurdish Luri 
1,785
Pусский - Russian 
1,145
Français - French 
359
Nederlands - Dutch 
131
Zazakî - Kurdish Zazaki 
92
Svenska - Swedish 
79
Español - Spanish 
61
Italiano - Italian 
61
Polski - Polish 
60
Հայերեն - Armenian 
57
لەکی - Kurdish Laki 
39
Azərbaycanca - Azerbaijani 
35
日本人 - Japanese 
24
Norsk - Norwegian 
22
中国的 - Chinese 
21
עברית - Hebrew 
20
Ελληνική - Greek 
19
Fins - Finnish 
14
Português - Portuguese 
14
Catalana - Catalana 
14
Esperanto - Esperanto 
10
Ozbek - Uzbek 
9
Тоҷикӣ - Tajik 
9
Srpski - Serbian 
6
ქართველი - Georgian 
6
Čeština - Czech 
5
Lietuvių - Lithuanian 
5
Hrvatski - Croatian 
5
балгарская - Bulgarian 
4
Kiswahili سَوَاحِلي -  
3
हिन्दी - Hindi 
2
Cebuano - Cebuano 
1
қазақ - Kazakh 
1
ترکمانی - Turkman (Arami Script) 
1
صنف
عربي
السيرة الذاتية 
6,080
الأماکن 
4,863
الأحزاب والمنظمات 
44
المنشورات 
33
المتفرقات 
10
صور وتعریف 
281
الخرائط 
19
المواقع الأثریة 
61
المطبخ الکوردي 
1
المکتبة 
2,888
نكت 
4
بحوث قصیرة 
21,340
الشهداء 
4,975
الأبادة الجماعية 
1,467
وثائق 
996
العشيرة - القبيلة - الطائفة 
6
احصائيات واستفتاءات 
12
فيديو 
64
بيئة كوردستان 
1
قصيدة 
38
الدوائر 
148
النصوص الدينية 
1
مخزن الملفات
MP3 
1,174
PDF 
34,580
MP4 
3,799
IMG 
232,007
∑   المجموع 
271,560
البحث عن المحتوى
تنبؤات المهدي حول منع قيام دولة كوردية عرض ونقد
صنف: بحوث قصیرة
لغة السجل: عربي - Arabic
أصبح كورديبيديا كردستان الكبرى، لهُ مؤرشف وزملاء مِن كلِ أرجاءها وكل لهجاتها.
شارک
Copy Link0
E-Mail0
Facebook0
LinkedIn0
Messenger0
Pinterest0
SMS0
Telegram0
Twitter0
Viber0
WhatsApp0
تقييم المقال
ممتاز
جيد جدا
متوسط
ليست سيئة
سيء
أضف الی مجموعتي
اعطي رأيک بهذا المقال!
تأريخ السجل
Metadata
RSS
أبحث علی صورة السجل المختار في گوگل
أبحث علی سجل المختار في گوگل
کوردیی ناوەڕاست - Central Kurdish0
Kurmancî - Upper Kurdish (Latin)0
English - English0
فارسی - Farsi0
Türkçe - Turkish0
עברית - Hebrew0
Deutsch - German0
Español - Spanish0
Français - French0
Italiano - Italian0
Nederlands - Dutch0
Svenska - Swedish0
Ελληνική - Greek0
Azərbaycanca - Azerbaijani0
Catalana - Catalana0
Čeština - Czech0
Esperanto - Esperanto0
Fins - Finnish0
Hrvatski - Croatian0
Lietuvių - Lithuanian0
Norsk - Norwegian0
Ozbek - Uzbek0
Polski - Polish0
Português - Portuguese0
Pусский - Russian0
Srpski - Serbian0
балгарская - Bulgarian0
қазақ - Kazakh0
Тоҷикӣ - Tajik0
Հայերեն - Armenian0
हिन्दी - Hindi0
ქართველი - Georgian0
中国的 - Chinese0
日本人 - Japanese0
فرست مرعي اسماعيل
فرست مرعي اسماعيل
أ. د. #فَرسَت مَرعي#
الشعب الكوردي غالبيته مسلمون على مذهب أهل السنة والجماعة بنسبة (80%) وفق مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وهذا ما انعكس بوضوح على البنيات العقدية والفكرية والثقافية والاجتماعية لهذا الشعب، وما ترتب على ذلك من عادات وتقاليد وأفق تاريخي وممارسات حياتية.
ومع ذلك فإن الكورد يكنون حباً عميقاً لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا يبدو واضحاً في كثرة تسمية أبنائهم بأسماء أهل البيت، أمثال: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وزينب، وجعفر، وعقيل (رضوان الله عليهم)، فضلاً عن انتشار الطرق الصوفية في كوردستان، كالقادرية والرفاعية والكسنزانية، التي تنتهي بمرجعيتها إلى شخصيات تنتهي بنسبها إلى البيت النبوي.
ولكن رغم ذلك، جاءت العديد من الروايات والآثار المنسوبة إلى أئمة الشيعة الاثنى عشرية، وتحديداً الإمام علي بن أبي طالب، والإمام السادس (جعفر الصادق)، والإمام الثاني عشر ( = المهدي المنتظر)، وهي تحض على مقاطعة الكورد، وعدم إقامة علاقات المصاهرة والتجارة معهم، باعتبارهم قوماًمن الجنّ، كشف الله عنهم الغطاء. كما ترد في هذه الروايات العديد من حالات الاحتكاك والاحتقان السياسي، التي ستجري في المستقبل، أو جرت فعلاً في زمن ورود هذه الروايات، أو ما قبلها.
يعتقد الكثير من الساسة والمراقبين، من العديد من الدول الأوروبية، ومن الدول الإقليمية، ومن دول الجوار العراقي، أن قيام دولة كوردية سيكون له تأثير كبير على العالم، بسبب الحرب العالمية على تنظيم (داعش)، كما لو أن انفجاراً كبيراً سيحدث في المجموعة الشمسية.
لذلك عدَّ (جلال الدين الصغير)، عضو البرلمان العراقي والقيادي في المجلس الإسلامي الأعلى وخطيب جامع براثا، أن الكورد هم المارقة المذكورون في كتب الملاحم والفتن، الذين سينتقم منهم الإمام المهدي حال ظهوره. وقال (الصغير) في محاضرة له: «إن أول حرب سيخوضها المهدي ستكون مع الأكراد، وإنه لن يقاتل أكراد سورية، أو أكراد إيران وتركيا، بل سيقاتل أكراد العراق حصراً.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها سنة 2012م، أثناء احتدام النقاش حول الاستفتاء الكوردي، وقيام دولة كوردية، وناقش فيها (جلال الصغير) وقائع سياسية حاضرة، بناءً على مرويات في كتب الملاحم والفتن، تتحدث عن علامات آخر الزمان وظهور المهدي، ليثبت عدم أحقية قيام دولة كوردية؛ وفيما إذا قامت، فإن المهدي سوف يدمرها!.
وناقش (الصغير) أحداث سورية قائلاً: إن المرويات تؤكد ضرب دمشق بقنبلة نووية، وستخرب سورية كلها، عدا منطقة اللاذقية، الأمر الذي استغربه متابعون عدّوا ذلك مساندة للنظام العلوي الطائفي، باعتبار أن اللاذقية هي العاصمة المرتقبة للدولة العلوية النصيرية، رغم أن غالبية سكانها كانوا من أهل السنة، إلى ما قبل التغيير الديموغرافي الذي استهدف أهل السنة في سوريا.
والشيخ (الصغير) هو أحد عتاة الطائفية المحرضين على إنهاء دور أهل السنة والجماعة في العراق، وكان مسجده (براثا)، الواقع في جانب الكرخ من بغداد، أحد المراكز الرئيسية للتحريض الطائفي.
وقد تعرَّض (الصغير) لحملة شديدة من قبل الكتَّاب والباحثين الكورد، فضلاً عن مواقع الإنترنت والفيسبوك، واتهموه بأنه يريد بهذه المحاضرة تخريب العلاقات الكوردية – الشيعية، التي كانت متينة على طول الخط.
وتجدر الاشارة إلى أن هناك عديد من الروايات والآثار المنسوبة زوراً إلى الأئمة المتبوعين عند الشيعة الاثنا عشرية، وتحديداً الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه– (الذي استشهد سنة 40ﮪ/660م)، والإمام السادس جعفر الصادق - رحمه الله – (المتوفى سنة 148ﮪ/765م)، والإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (الذي غاب سنة 260ﮪ/874م)، وإلى محدثي وعلماء الشيعة الكبار: الكليني القمي (المتوفى سنة 329ﮪ/939م)، وابن بابويه القمي (المتوفى سنة 381ﮪ/991ﮪ)، والمسعودي المؤرخ (المتوفى سنة 346ﮪ/957م)، والطوسي رئيس الطائفة (المتوفى سنة 460ﮪ/1069م)، وابن المطهر الحلي (المتوفى سنة 726ﮪ/1336م)، وابن إدريس العجلي الحلي (المتوفى سنة 598ﮪ/1201م)، وابن فهد الحلي الأسدي (المتوفى سنة 841ﮪ/1438م)، وزين الدين بن علي الجباعي ( = الشهيد الثاني) (المقتول سنة 965ﮪ/1586م)، ومحمد علي الأردبيلي (المتوفى سنة 1101ﮪ/1690م)، ومحمد باقر المجلسي (المتوفى سنة 1110ﮪ/1699م)، ومحمد بن ابي المعالي الطباطبائي (المتوفى سنة 1231ﮪ/1815م)، وغيرهم كثير. ومن المعاصرين: مرجع الشيعة الكبير أبو الحسن الأصفهاني (المتوفى سنة 1367ﮪ/1946م)، وأحمد بن السيد يوسف بن السيد حسن الموسوي الخوانساري (المتوفى سنة 1405ﮪ/1985م)، ومرجع الشيعة في العراق والعالم: محسن الحكيم الطباطبائي البروجردي (المتوفى سنة 1390ﮪ/ 1970م)؛ تحضّ كلها على مقاطعة الكورد، وعدم إقامة علاقات المصاهرة والتجارة معهم، باعتبارهم قوماً من الجن، كشف الله عنهم الغطاء.
ويُرجع العديد من الباحثين سبب صدور هذه الروايات المفبركة على لسان الأئمة، إلى العداء التاريخي الذي نشأ بين الكورد والشيعة، على خلفية أن أعظم قائد كوردي في التاريخ الإسلامي، وهو (صلاح الدين الأيوبي)، قد قضى على أكبر دولة شيعية في التاريخ الإسلامي: (الفاطمية- العبيدية) سنة 567ﮪ/1171-1172م، وأرجع (مصر)- حاضرة هذه الدولة - إلى حظيرة الخلافة العباسية.. ولكن الكثير من هذه الروايات جاءت في تاريخ مسبق على سقوط الدولة الفاطمية، ويكفينا مؤونة الجواب العالم الشيعي الكبير: (ابن إدريس العجلي الحلي)، بقوله في كتابه (السراير) ج2، ص233:وذلك راجع إلى كراهية معاملة من لا بصيرة له فيما يشتريه، ولا فيما يبيعه، لأن الغالب على هذا الجيل والقبيل، قلة البصيرة، لتركهم مخالطة الناس، وأصحاب البصائر.
لقد تعرّض الكورد، باعتبارهم من أهل السنة، خلال تاريخهم الطويل؛ لحملات عديدة من التشويه، طالت جنسهم وتراثهم وتاريخهم، لكن لم يصل الحد بأحد إلى التنبؤ بمستقبلهم، وكيف أنهم سيستولون على مناطق ليست جزءاً من بلادهم، وأنهم يعيثون في الأرض فساداً. والغريب أن هذه النبوءات منسوبة زوراً إلى آثار تعود إلى الخليفة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. وعند مقارنة هذه الآثار بالحقيقة، وأدوات البحث العلمي، فإنه سرعان ما تنهار انهيار بيت العنكبوت، حيث يبدو التهافت والتحريض الطائفي واضحاً في ثنايا هذه النصوص البشرية، الموضوعة أصلاً لغايات سياسية، وعنصرية، تخدم أهدافاً محددة.
ويحاول (الصغير) اجترار ما دوَّنه سادته من علماء الشيعة، القدامى والمعاصرين، وتوظيفه في المستجدات السياسية الحالية (الخلاف بين المالكي والبارزاني)، على أساس أن الكورد قد خرجوا عن الطوق، وأن ظهور المهدي المنتظر كفيل بردعهم، وتطهير البلاد من دنسهم، واستند في ذلك إلى أقاويل عبارةً عن تنبؤات المهدي المنتظر الشيعي، الذي سيظهر في عنفوان قوة الكورد للانقضاض عليهم، وتخليص البشرية من شرهم.
ينقل الحاج الشيخ محمد مهدي زين العابدين النجفي، في كتابه الموسوم: (بيان الأئمة للوقايع الغريبة والأسرار العجيبة)، الجزء الأول من الخطبة الطنتجية، المنسوبة للخليفة الراشد علي بن أبي طالب، في الصفحة 278-279 و482 و496 – 500، تحت باب: (نور الأنوار)، و(الشيخ الكوردي)، و(ظهور الأكراد البارزون)، جاء فيها ما نصه: وارتفع علم العماليق في كوردستان، وفي رواية أخرى قال: وعقدت الراية لعماليق كردان. وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ويل للبغداديين من سيوف الأكراد.
وفي البيان (57) من الأخبار، الصفحة (479)، يذكر الشيخ النجفي في الأخبارعن ظهور المفقود بين التل، وخروج الأصفر، وفتنة شهرزور ( = المنطقة الواقعة في أطراف السليمانية من جهة الشرق إلى الحدود الإيرانية)، وظهور الشيخ الكوردي، وهجوم الغربيين على دول الخليج والبصرة والحجاز والشام، ودخولهم أرض أرجون، أيْ: أرض فرنسا.
بعدها يشير إلى خطبة للإمام علي بن أبي طالب: ... ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون، على رأس قنطرة، فيقتتل عليها سبعين ألفا صاحب محل. وترجع الفتنة إلى العراق، وتظهر فتنة شهرزور، وهي الفتنة الصماء، والداهية العظمى، والطامة الدهماء المسماة بالهلهم. ثم قال الراوي: فقامت جماعة وقالوا: يا أمير المؤمنين بيّن لنا من أين يخرج هذا الأصفر، وصفْ لنا صفته، فقال (عليه السلام) في الصفحة (480):أصفه لكم: مديد الظهر، قصير الساقين، سريع الغضب، يواقع اثنتين وعشرين وقعة، وهو شيخ كردي، بهي، طويل العمر، تدين له ملوك الروم، ويجعلون خدودهم وطاءه، على سلامة من دينه،وحسن يقينه. وعلامة خروجه: بنيان مدينة الروم ثلاثة من الثغور تجدد على يده [...]. بعدها يخرج من موضوع الشيخ الكوردي، ويتطرق إلى جوانب أخرى، لا علاقة لها بما هو منوه عنه آنفاً.
وفي شرح الشيخ النجفي للمصطلحات الواردة في تنبآته، يقول في الصفحة (482) ما نصه:يستفاد من العبارات الأخيرة في هذه الخطبة، أن هذا الأصفر أحد رؤساء الأكراد. لأن رأس القنطرة هو أحد الأماكن التي تقع في شمال العراق، في أطراف محافظة السليمانية وأربيل وكركوك، فيقتل في حروب ومعارك متعددة من الجيش العراقي سبعين ألف رجل صاحب محل، أي له رتبة في الجيش العراقي. ولذا قال: وترجع الفتنة، أي هذه الحروب والوقائع، ترجع إلى العراق، وتظهر الحرب والمعركة أيضاً في شهرزور، وهي قرية وموضع في كوردستان، يقع غربي جبل أورامان، وهذه الفتنة تقع بين الجيش العراقي والأكراد. وعرفها الإمام علي(عليه السلام) بأنها الفتنة الصماء، والداهية العظمى، والطامة الدهماء المسماة بالهلهم... أي إنه حرب عظيمة، وفتنة طويلة صماء، أيْ شديدة. وإنها الداهية العظمى، أي نسبة إلى الدهاء، لأنها تكلف الغير بالدهاء العظيم. والطامة الكبرى، أي تطم رجالاً كثيرين، وتهلكهم من الطرفين: عرباً وأكراداً . ووصفها بأنها دهماء، أي سوداء مظلمة، وتسمى بالهلهم، والأصح: الهمهم. أي إن هذه الفتنة كالرعد القاصف، لها دوي، لعلها من قصف المدافع والقنابل والصواريخ فيها.
ثم سئل الإمام علي(عليه السلام) عن الأصفر، فعرّفه لهم، فقال عليه السلام: أصفه لكم. فوصفه بأنه رجل مديد الظهر، أي طويل الظهر، قصير الساقين، سريع الغضب، يحارب أهل العراق، ويواقعهم اثنتين وعشرين وقعة، وفي كل وقعة يقتل جمع كثير من الجانبين.
وفي اعتقادي أنه ربما يقصد بالشيخ الكوردي، الزعيم الكوردي الراحل ملا مصطفى البارزاني (1903-1979م)، لأن الحركة الكوردية ضد السلطات العراقية بدأت في شهر أيلول/ سبتمبر عام1961م، وهو وضع كتابه كما أسلفنا في سنة 1383ﮪ/ 1963م، ولم تكن العلاقات بين الجانب الكوردي والإيراني على ما يرام في تلك الحقبة، مثلما صارت جيدة في الحقبة التي تلتها،إلى انهيار الحركة الكوردية عام 1975م. وربما يقصد بالأصفر لون الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي هو أصفر اللون، وزعيمه هو الراحل البارزاني .
وفيما بعد يشرح مؤلف الكتاب النجفي الخطبة والمصطلحات الواردة فيها، كالعماليق وكوردستان، قائلاً: العماليق جمع العمالقة، وهم طائفة وفرقة من الأكراد، وهم من أولاد عمليق بن آدم بن سام بن نوح (عليه السلام)، وهم متفرقون في أطراف الأرض، وفي الزمان السالف كان منزلهم الشام. وكوردستان منطقة جبلية تقع بين الأناضول وأرمينيا وأذربيجان والعراق، وتتقاسمها تركيا والعراق وإيران والاتحاد السوفيتي، سكانها أكراد، فهؤلاء الأكراد عبّر عنهم بالعماليق، لأن أصلهم من أولاد عمليق بن آدم. فإما تحركهم دولة أخرى، كما يظهر من قولة (علي بن أبي طالب): وعقد الراية لعماليق كوردستان، بأن يعقدها لهم شخص آخر، ودولة أخرى، فيرتفع علمهم، وإما أنهم يقومون بثورة ويتحركون، فيطلبون الاستقلال والدولة.
وفي الصفحة 496- 500 يتكلم الشيخ النجفي عن كوردستان، بقوله: وسكان هذا الإقليم كلهم أكراد، وهؤلاء الأكراد، أي سكان هذا الإقليم خاصة، وهو إقليم كوردستان، لهم ثورة قبل ظهور الإمام القائم - المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)، يطلبون فيها المملكة والدولة والاستقلال، فيقومون بثورة، ويرفعون شعاراتهم في إقليمهم، وذلك عند ضعف الحكومات المجاورة لهم، وعدم وجود من يكون معارضاً لهم، فينهضون ويثورون بعشائرهم وقبائلهم، ويرفعون العلم الخاص بهم، ويعقدون للكتائب من جيشهم راية خاصة لهم، بعد أن يرتبون (هكذا) دولة لهم. ففي بعض الروايات أنهم يحكمون البلاد المجاورة لهم، من السليمانية وكركوك وأربيل وخانقين، وأطراف هذه البلاد، ويكون شمال العراق بأجمعه.
وفي شرحه لاحتلال الكورد بغداد، عملاً بالرواية آنفة الذكر، يقول: وفي بعض الروايات أنهم يهجمون على بغداد، ويقتلون من جيش بغداد جمعاً كثيراً (هكذا)، ويوقعون واقعة عظيمة في بغداد، كما يدل على ذلك الخبر المتقدم عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث قال: ويل للبغداديين من سيوف الأكراد.
وقد صرّح محيي الدين بن عربي ( = محي الدين العربي المتوفى سنة 638ﮪ/) في منظومته التي نظمها في علائم ظهور الإمام الحجة (بحسب وصفه): إن الأكراد يملكون بغداد وأطرافها من شمال العراق، حيث قال: وتملك الكورد (بغداد)، وساحتها،إلى خريسان، من شرق العراق. فلعلّه وجد الرواية المصرحة بهذه الواقعة، وأن الأكراد يملكون بغداد، وما حولها، من طرف الشمال، مدة قصيرة،إلى خريسان. خريسان تقع بالقرب من خانقين، من قضاء مندلي وشهربان (وهي غير خراسان الواقعة في شرق إيران)، ولذا فإن النهر الذي يجري من إيران إلى هذه البلاد، أيْ إلى مندلي وشهربان يسمى نهر خريسان (لعله يقصد نهر ديالى، أو أحد فروعه)، فهذه البلاد والقرى تكون تحت أيدي الأكراد، وتحت تصرفهم وسيطرتهم. والظاهر أنهم يبقون حتى يظهر الإمام الحجة (عليه السلام) على شوكتهم وقوتهم، وإن كانوا تحت إمرة غيرهم. فإذا ظهر الإمام (عليه السلام)، ففي الرواية، كما سيأتي في بيان خاص، أن في الحجاز والعراق طوائف تحارب الإمام القائم (المهدي المنتظر) عليه السلام، ويحاربهم، منهم أعراب الحجاز، وأعراب العراق، والأكراد.
فالأكراد من الطوائف التي تحارب القائم عليه السلام، ويحاربهم، فيقضي عليهم، ويغلبهم، فيقتل من يقتل منهم، والباقي يكونون تحت طاعته، ويمتثلون لأوامره ونواهيه، فيدخلون تحت سيطرته طوعاً أو كرهاً، كما سيقضي على كل من يحاربه من الطوائف والدول. (الصفحة 535 - 538 من كتاب بيان الأئمة).
وعند مناقشة هذه النصوص المارة الذكر مناقشة علمية هادئة- يتبيّن لنا تهافتها -، وأن واضعها كان يبغي هدفاً معيناً يخدم به طرفاً معيناً، ألا وهو إيران، فالكتاب مطبوع في إيران، في عهد الجمهورية الإسلامية! والمعلومات الواردة فيه ترجع دون شك إلى الربع الثالث من القرن العشرين، لأن الكتاب وضع أو ألّف سنة 1383ه الموافق سنة 1963م، وهذا ينطبق على حكم الشاه (محمد رضا بهلوي)، الذي حكم إيران من سنة 1941 لغاية 1979م. ومن جانب آخر، فإن الإمام علي بن أبي طالب استشهد سنة 40ﮪ، فكيف يتطرق إلى ذكر بغداد، التي بنيت بعد استشهاده بأكثر من مائة سنة في 145-149ﮪ في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور؟ كما أن العمالقة الذين اعتبرهم (الشيخ النجفي) طائفة من الكورد، هم أصلاً من الكنعانيين، الذين كانت فلسطين تسمى باسمهم (بلاد كنعان)، وهم قبائل سامية كانت تستوطن بلاد كنعان ( = فلسطين) في الألف الثالث قبل الميلاد، قبل أن تهاجر إليها القبائل البلستينية (الفلسطينية) من الجزر اليونانية (كريت، وغيرها) في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المعلومة بصورة تفصيلية، أثناء المحاورة التي جرت بين يوشع بن نون ( = هوشع في التوراة)، قائد بني إسرائيل بعد وفاة النبي موسى (عليه السلام)، وبين جموع بني إسرائيل، عندما طلب منهم يوشع دخول الأراضي المقدسة، فكانت حجة بني إسرائيل أنهم لا يستطيعون دخولها، لأن فيها قوماً جبارين (العمالقة)، وهم الكنعانيون، حسب رأي غالبية المؤرخين والباحثين من الأجانب والعرب. ولهذا كثيراً ما كان الرئيس الفلسطيني الراحل (ياسر عرفات) يردّد في معرض الفخر والتحدي بأننا شعب الجبارين. كما أن القرآن الكريم أشار إلى قتل نبي الله داود (عليه السلام)، قائد الفلسطينيين العمالقة: جالوت ( = جيليت في التوراة)، وسيطرته على مدينة يبوس (أورشليم – القدس).
والعمالقة الكنعانيون هم من الجنس السامي، أما الكورد ففي رأي غالبية المؤرخين الباحثين هم من الجنس الهندو - إيراني ( = الآري)، أو على أقل تقدير ليست لديهم علاقة أثنية( = عرقية) مع الساميين.
وعند شرح الشيخ النجفي للخطبة المنسوبة خطأً إلى الإمام علي، يذكر أن الكورد تحركهم دولة: وعقد الراية لعماليق كوردستان، بأن يعقدها لهم شخص آخر، ودولة أخرى، فيرتفع علمهم.
وفي اعتقادي أن المقصود بها (جمهورية مهاباد الكوردية في إيران)، عام 1946م، التي أسسها (القاضي محمد) بدعم سوفييتي، أثناء سيطرته على شمال إيران في الحرب العالمية الثانية. ولما كان الشيخ النجفي الإيراني مخلصاً لشاه إيران (محمد رضا بهلوي)، الذي قضى على هذه الجمهورية، وأعدم قادتها، ومنهم (القاضي محمد)، في 31 آذار/مارس1947م ؛ فإنه جاء بهذه الدسيسة، ونسبها زوراً وبهتاناً إلى الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لكي يثبت للعالم أن الكورد لن تقوم لهم قائمة، إلا اعتماداً على الدعم الأجنبي، وهذا هو نفس الأسلوب الذي يردّده أعداء الكورد حالياً، من أنهم ينتظرون الدعم الغربي والإسرائيلي، وأنهم يتحينون الفرص للانقضاض على الأنظمة والحكومات التي تحكم الأجزاء العديدة من بلادهم كوردستان.
فبينما يردد البعض شعارات سياسية ضد الكورد، نلاحظ أن الشيخ النجفي اعتمد على آثار دينية تراثية ( = تنبؤات) أشبه بالميثولوجيا، لإثبات أن الكورد يستغلون الفرص اعتماداً على قوى أجنبية، وإذا حالفهم الحظ فإن دولتهم أو كيانهم سرعان ما يزول، وإن طال أمده، على يد القائم (المهدي المنتظر).
ولكي يحوّل هذا الأثر المزعوم إلى واقع، شكّل (مقتدى محمد صادق الصدر) جيش المهدي، في شهر نيسان عام 2004م، الذي تبوأ فيه السيد (مسعود البارزاني) مسؤولية (رئاسة مجلس الحكم في العراق)، الذي تأسس على يد الحاكم العام الأمريكي (بول بريمر)، ويعتقد أن غالبية جيش المهدي هم من فدائيي صدام الساكنين مدينة الثورة ( = حالياً مدينة الصدر)، والذي كان له دور خبيث في اغتيال وتهجير الآلاف من أهل السنة في بغداد والمحافظات في سنوات 2006-2007م.
ويظهر أن تصريحات الشيخ النجفي حول إبادة (المهدي المنتظر) للكورد، وفي روايات كثيرة قبلها للعرب؛ تشبه إلى حد كبير تصريحات الحاخام اليهودي (عوفاديا يوسف) حول إبادة الماشيح (المسيح المنتظر) للعرب... فهل هناك أوجه تشابه بين هذه الميثولوجيا، والميثولوجيا اليهودية؟

الملاحق:

















أ. د. فَرسَت مَرعي
الشعب الكوردي غالبيته مسلمون على مذهب أهل السنة والجماعة بنسبة (80%) وفق مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وهذا ما انعكس بوضوح على البنيات العقدية والفكرية والثقافية والاجتماعية لهذا الشعب، وما ترتب على ذلك من عادات وتقاليد وأفق تاريخي وممارسات حياتية.
ومع ذلك فإن الكورد يكنون حباً عميقاً لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا يبدو واضحاً في كثرة تسمية أبنائهم بأسماء أهل البيت، أمثال: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وزينب، وجعفر، وعقيل (رضوان الله عليهم)، فضلاً عن انتشار الطرق الصوفية في كوردستان، كالقادرية والرفاعية والكسنزانية، التي تنتهي بمرجعيتها إلى شخصيات تنتهي بنسبها إلى البيت النبوي.
ولكن رغم ذلك، جاءت العديد من الروايات والآثار المنسوبة إلى أئمة الشيعة الاثنى عشرية، وتحديداً الإمام علي بن أبي طالب، والإمام السادس (جعفر الصادق)، والإمام الثاني عشر ( = المهدي المنتظر)، وهي تحض على مقاطعة الكورد، وعدم إقامة علاقات المصاهرة والتجارة معهم، باعتبارهم قوماًمن الجنّ، كشف الله عنهم الغطاء. كما ترد في هذه الروايات العديد من حالات الاحتكاك والاحتقان السياسي، التي ستجري في المستقبل، أو جرت فعلاً في زمن ورود هذه الروايات، أو ما قبلها.
يعتقد الكثير من الساسة والمراقبين، من العديد من الدول الأوروبية، ومن الدول الإقليمية، ومن دول الجوار العراقي، أن قيام دولة كوردية سيكون له تأثير كبير على العالم، بسبب الحرب العالمية على تنظيم (داعش)، كما لو أن انفجاراً كبيراً سيحدث في المجموعة الشمسية.
لذلك عدَّ (جلال الدين الصغير)، عضو البرلمان العراقي والقيادي في المجلس الإسلامي الأعلى وخطيب جامع براثا، أن الكورد هم المارقة المذكورون في كتب الملاحم والفتن، الذين سينتقم منهم الإمام المهدي حال ظهوره. وقال (الصغير) في محاضرة له: «إن أول حرب سيخوضها المهدي ستكون مع الأكراد، وإنه لن يقاتل أكراد سورية، أو أكراد إيران وتركيا، بل سيقاتل أكراد العراق حصراً.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها سنة 2012م، أثناء احتدام النقاش حول الاستفتاء الكوردي، وقيام دولة كوردية، وناقش فيها (جلال الصغير) وقائع سياسية حاضرة، بناءً على مرويات في كتب الملاحم والفتن، تتحدث عن علامات آخر الزمان وظهور المهدي، ليثبت عدم أحقية قيام دولة كوردية؛ وفيما إذا قامت، فإن المهدي سوف يدمرها!.
وناقش (الصغير) أحداث سورية قائلاً: إن المرويات تؤكد ضرب دمشق بقنبلة نووية، وستخرب سورية كلها، عدا منطقة اللاذقية، الأمر الذي استغربه متابعون عدّوا ذلك مساندة للنظام العلوي الطائفي، باعتبار أن اللاذقية هي العاصمة المرتقبة للدولة العلوية النصيرية، رغم أن غالبية سكانها كانوا من أهل السنة، إلى ما قبل التغيير الديموغرافي الذي استهدف أهل السنة في سوريا.
والشيخ (الصغير) هو أحد عتاة الطائفية المحرضين على إنهاء دور أهل السنة والجماعة في العراق، وكان مسجده (براثا)، الواقع في جانب الكرخ من بغداد، أحد المراكز الرئيسية للتحريض الطائفي.
وقد تعرَّض (الصغير) لحملة شديدة من قبل الكتَّاب والباحثين الكورد، فضلاً عن مواقع الإنترنت والفيسبوك، واتهموه بأنه يريد بهذه المحاضرة تخريب العلاقات الكوردية – الشيعية، التي كانت متينة على طول الخط.
وتجدر الاشارة إلى أن هناك عديد من الروايات والآثار المنسوبة زوراً إلى الأئمة المتبوعين عند الشيعة الاثنا عشرية، وتحديداً الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه– (الذي استشهد سنة 40ﮪ/660م)، والإمام السادس جعفر الصادق - رحمه الله – (المتوفى سنة 148ﮪ/765م)، والإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (الذي غاب سنة 260ﮪ/874م)، وإلى محدثي وعلماء الشيعة الكبار: الكليني القمي (المتوفى سنة 329ﮪ/939م)، وابن بابويه القمي (المتوفى سنة 381ﮪ/991ﮪ)، والمسعودي المؤرخ (المتوفى سنة 346ﮪ/957م)، والطوسي رئيس الطائفة (المتوفى سنة 460ﮪ/1069م)، وابن المطهر الحلي (المتوفى سنة 726ﮪ/1336م)، وابن إدريس العجلي الحلي (المتوفى سنة 598ﮪ/1201م)، وابن فهد الحلي الأسدي (المتوفى سنة 841ﮪ/1438م)، وزين الدين بن علي الجباعي ( = الشهيد الثاني) (المقتول سنة 965ﮪ/1586م)، ومحمد علي الأردبيلي (المتوفى سنة 1101ﮪ/1690م)، ومحمد باقر المجلسي (المتوفى سنة 1110ﮪ/1699م)، ومحمد بن ابي المعالي الطباطبائي (المتوفى سنة 1231ﮪ/1815م)، وغيرهم كثير. ومن المعاصرين: مرجع الشيعة الكبير أبو الحسن الأصفهاني (المتوفى سنة 1367ﮪ/1946م)، وأحمد بن السيد يوسف بن السيد حسن الموسوي الخوانساري (المتوفى سنة 1405ﮪ/1985م)، ومرجع الشيعة في العراق والعالم: محسن الحكيم الطباطبائي البروجردي (المتوفى سنة 1390ﮪ/ 1970م)؛ تحضّ كلها على مقاطعة الكورد، وعدم إقامة علاقات المصاهرة والتجارة معهم، باعتبارهم قوماً من الجن، كشف الله عنهم الغطاء.
ويُرجع العديد من الباحثين سبب صدور هذه الروايات المفبركة على لسان الأئمة، إلى العداء التاريخي الذي نشأ بين الكورد والشيعة، على خلفية أن أعظم قائد كوردي في التاريخ الإسلامي، وهو (صلاح الدين الأيوبي)، قد قضى على أكبر دولة شيعية في التاريخ الإسلامي: (الفاطمية- العبيدية) سنة 567ﮪ/1171-1172م، وأرجع (مصر)- حاضرة هذه الدولة - إلى حظيرة الخلافة العباسية.. ولكن الكثير من هذه الروايات جاءت في تاريخ مسبق على سقوط الدولة الفاطمية، ويكفينا مؤونة الجواب العالم الشيعي الكبير: (ابن إدريس العجلي الحلي)، بقوله في كتابه (السراير) ج2، ص233:وذلك راجع إلى كراهية معاملة من لا بصيرة له فيما يشتريه، ولا فيما يبيعه، لأن الغالب على هذا الجيل والقبيل، قلة البصيرة، لتركهم مخالطة الناس، وأصحاب البصائر.
لقد تعرّض الكورد، باعتبارهم من أهل السنة، خلال تاريخهم الطويل؛ لحملات عديدة من التشويه، طالت جنسهم وتراثهم وتاريخهم، لكن لم يصل الحد بأحد إلى التنبؤ بمستقبلهم، وكيف أنهم سيستولون على مناطق ليست جزءاً من بلادهم، وأنهم يعيثون في الأرض فساداً. والغريب أن هذه النبوءات منسوبة زوراً إلى آثار تعود إلى الخليفة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. وعند مقارنة هذه الآثار بالحقيقة، وأدوات البحث العلمي، فإنه سرعان ما تنهار انهيار بيت العنكبوت، حيث يبدو التهافت والتحريض الطائفي واضحاً في ثنايا هذه النصوص البشرية، الموضوعة أصلاً لغايات سياسية، وعنصرية، تخدم أهدافاً محددة.
ويحاول (الصغير) اجترار ما دوَّنه سادته من علماء الشيعة، القدامى والمعاصرين، وتوظيفه في المستجدات السياسية الحالية (الخلاف بين المالكي والبارزاني)، على أساس أن الكورد قد خرجوا عن الطوق، وأن ظهور المهدي المنتظر كفيل بردعهم، وتطهير البلاد من دنسهم، واستند في ذلك إلى أقاويل عبارةً عن تنبؤات المهدي المنتظر الشيعي، الذي سيظهر في عنفوان قوة الكورد للانقضاض عليهم، وتخليص البشرية من شرهم.
ينقل الحاج الشيخ محمد مهدي زين العابدين النجفي، في كتابه الموسوم: (بيان الأئمة للوقايع الغريبة والأسرار العجيبة)، الجزء الأول من الخطبة الطنتجية، المنسوبة للخليفة الراشد علي بن أبي طالب، في الصفحة 278-279 و482 و496 – 500، تحت باب: (نور الأنوار)، و(الشيخ الكوردي)، و(ظهور الأكراد البارزون)، جاء فيها ما نصه: وارتفع علم العماليق في كوردستان، وفي رواية أخرى قال: وعقدت الراية لعماليق كردان. وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ويل للبغداديين من سيوف الأكراد.
وفي البيان (57) من الأخبار، الصفحة (479)، يذكر الشيخ النجفي في الأخبارعن ظهور المفقود بين التل، وخروج الأصفر، وفتنة شهرزور ( = المنطقة الواقعة في أطراف السليمانية من جهة الشرق إلى الحدود الإيرانية)، وظهور الشيخ الكوردي، وهجوم الغربيين على دول الخليج والبصرة والحجاز والشام، ودخولهم أرض أرجون، أيْ: أرض فرنسا.
بعدها يشير إلى خطبة للإمام علي بن أبي طالب: ... ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون، على رأس قنطرة، فيقتتل عليها سبعين ألفا صاحب محل. وترجع الفتنة إلى العراق، وتظهر فتنة شهرزور، وهي الفتنة الصماء، والداهية العظمى، والطامة الدهماء المسماة بالهلهم. ثم قال الراوي: فقامت جماعة وقالوا: يا أمير المؤمنين بيّن لنا من أين يخرج هذا الأصفر، وصفْ لنا صفته، فقال (عليه السلام) في الصفحة (480):أصفه لكم: مديد الظهر، قصير الساقين، سريع الغضب، يواقع اثنتين وعشرين وقعة، وهو شيخ كردي، بهي، طويل العمر، تدين له ملوك الروم، ويجعلون خدودهم وطاءه، على سلامة من دينه،وحسن يقينه. وعلامة خروجه: بنيان مدينة الروم ثلاثة من الثغور تجدد على يده [...]. بعدها يخرج من موضوع الشيخ الكوردي، ويتطرق إلى جوانب أخرى، لا علاقة لها بما هو منوه عنه آنفاً.
وفي شرح الشيخ النجفي للمصطلحات الواردة في تنبآته، يقول في الصفحة (482) ما نصه:يستفاد من العبارات الأخيرة في هذه الخطبة، أن هذا الأصفر أحد رؤساء الأكراد. لأن رأس القنطرة هو أحد الأماكن التي تقع في شمال العراق، في أطراف محافظة السليمانية وأربيل وكركوك، فيقتل في حروب ومعارك متعددة من الجيش العراقي سبعين ألف رجل صاحب محل، أي له رتبة في الجيش العراقي. ولذا قال: وترجع الفتنة، أي هذه الحروب والوقائع، ترجع إلى العراق، وتظهر الحرب والمعركة أيضاً في شهرزور، وهي قرية وموضع في كوردستان، يقع غربي جبل أورامان، وهذه الفتنة تقع بين الجيش العراقي والأكراد. وعرفها الإمام علي(عليه السلام) بأنها الفتنة الصماء، والداهية العظمى، والطامة الدهماء المسماة بالهلهم... أي إنه حرب عظيمة، وفتنة طويلة صماء، أيْ شديدة. وإنها الداهية العظمى، أي نسبة إلى الدهاء، لأنها تكلف الغير بالدهاء العظيم. والطامة الكبرى، أي تطم رجالاً كثيرين، وتهلكهم من الطرفين: عرباً وأكراداً . ووصفها بأنها دهماء، أي سوداء مظلمة، وتسمى بالهلهم، والأصح: الهمهم. أي إن هذه الفتنة كالرعد القاصف، لها دوي، لعلها من قصف المدافع والقنابل والصواريخ فيها.
ثم سئل الإمام علي(عليه السلام) عن الأصفر، فعرّفه لهم، فقال عليه السلام: أصفه لكم. فوصفه بأنه رجل مديد الظهر، أي طويل الظهر، قصير الساقين، سريع الغضب، يحارب أهل العراق، ويواقعهم اثنتين وعشرين وقعة، وفي كل وقعة يقتل جمع كثير من الجانبين.
وفي اعتقادي أنه ربما يقصد بالشيخ الكوردي، الزعيم الكوردي الراحل ملا مصطفى البارزاني (1903-1979م)، لأن الحركة الكوردية ضد السلطات العراقية بدأت في شهر أيلول/ سبتمبر عام1961م، وهو وضع كتابه كما أسلفنا في سنة 1383ﮪ/ 1963م، ولم تكن العلاقات بين الجانب الكوردي والإيراني على ما يرام في تلك الحقبة، مثلما صارت جيدة في الحقبة التي تلتها،إلى انهيار الحركة الكوردية عام 1975م. وربما يقصد بالأصفر لون الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي هو أصفر اللون، وزعيمه هو الراحل البارزاني .
وفيما بعد يشرح مؤلف الكتاب النجفي الخطبة والمصطلحات الواردة فيها، كالعماليق وكوردستان، قائلاً: العماليق جمع العمالقة، وهم طائفة وفرقة من الأكراد، وهم من أولاد عمليق بن آدم بن سام بن نوح (عليه السلام)، وهم متفرقون في أطراف الأرض، وفي الزمان السالف كان منزلهم الشام. وكوردستان منطقة جبلية تقع بين الأناضول وأرمينيا وأذربيجان والعراق، وتتقاسمها تركيا والعراق وإيران والاتحاد السوفيتي، سكانها أكراد، فهؤلاء الأكراد عبّر عنهم بالعماليق، لأن أصلهم من أولاد عمليق بن آدم. فإما تحركهم دولة أخرى، كما يظهر من قولة (علي بن أبي طالب): وعقد الراية لعماليق كوردستان، بأن يعقدها لهم شخص آخر، ودولة أخرى، فيرتفع علمهم، وإما أنهم يقومون بثورة ويتحركون، فيطلبون الاستقلال والدولة.
وفي الصفحة 496- 500 يتكلم الشيخ النجفي عن كوردستان، بقوله: وسكان هذا الإقليم كلهم أكراد، وهؤلاء الأكراد، أي سكان هذا الإقليم خاصة، وهو إقليم كوردستان، لهم ثورة قبل ظهور الإمام القائم - المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)، يطلبون فيها المملكة والدولة والاستقلال، فيقومون بثورة، ويرفعون شعاراتهم في إقليمهم، وذلك عند ضعف الحكومات المجاورة لهم، وعدم وجود من يكون معارضاً لهم، فينهضون ويثورون بعشائرهم وقبائلهم، ويرفعون العلم الخاص بهم، ويعقدون للكتائب من جيشهم راية خاصة لهم، بعد أن يرتبون (هكذا) دولة لهم. ففي بعض الروايات أنهم يحكمون البلاد المجاورة لهم، من السليمانية وكركوك وأربيل وخانقين، وأطراف هذه البلاد، ويكون شمال العراق بأجمعه.
وفي شرحه لاحتلال الكورد بغداد، عملاً بالرواية آنفة الذكر، يقول: وفي بعض الروايات أنهم يهجمون على بغداد، ويقتلون من جيش بغداد جمعاً كثيراً (هكذا)، ويوقعون واقعة عظيمة في بغداد، كما يدل على ذلك الخبر المتقدم عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث قال: ويل للبغداديين من سيوف الأكراد.
وقد صرّح محيي الدين بن عربي ( = محي الدين العربي المتوفى سنة 638ﮪ/) في منظومته التي نظمها في علائم ظهور الإمام الحجة (بحسب وصفه): إن الأكراد يملكون بغداد وأطرافها من شمال العراق، حيث قال: وتملك الكورد (بغداد)، وساحتها،إلى خريسان، من شرق العراق. فلعلّه وجد الرواية المصرحة بهذه الواقعة، وأن الأكراد يملكون بغداد، وما حولها، من طرف الشمال، مدة قصيرة،إلى خريسان. خريسان تقع بالقرب من خانقين، من قضاء مندلي وشهربان (وهي غير خراسان الواقعة في شرق إيران)، ولذا فإن النهر الذي يجري من إيران إلى هذه البلاد، أيْ إلى مندلي وشهربان يسمى نهر خريسان (لعله يقصد نهر ديالى، أو أحد فروعه)، فهذه البلاد والقرى تكون تحت أيدي الأكراد، وتحت تصرفهم وسيطرتهم. والظاهر أنهم يبقون حتى يظهر الإمام الحجة (عليه السلام) على شوكتهم وقوتهم، وإن كانوا تحت إمرة غيرهم. فإذا ظهر الإمام (عليه السلام)، ففي الرواية، كما سيأتي في بيان خاص، أن في الحجاز والعراق طوائف تحارب الإمام القائم (المهدي المنتظر) عليه السلام، ويحاربهم، منهم أعراب الحجاز، وأعراب العراق، والأكراد.
فالأكراد من الطوائف التي تحارب القائم عليه السلام، ويحاربهم، فيقضي عليهم، ويغلبهم، فيقتل من يقتل منهم، والباقي يكونون تحت طاعته، ويمتثلون لأوامره ونواهيه، فيدخلون تحت سيطرته طوعاً أو كرهاً، كما سيقضي على كل من يحاربه من الطوائف والدول. (الصفحة 535 - 538 من كتاب بيان الأئمة).
وعند مناقشة هذه النصوص المارة الذكر مناقشة علمية هادئة- يتبيّن لنا تهافتها -، وأن واضعها كان يبغي هدفاً معيناً يخدم به طرفاً معيناً، ألا وهو إيران، فالكتاب مطبوع في إيران، في عهد الجمهورية الإسلامية! والمعلومات الواردة فيه ترجع دون شك إلى الربع الثالث من القرن العشرين، لأن الكتاب وضع أو ألّف سنة 1383ه الموافق سنة 1963م، وهذا ينطبق على حكم الشاه (محمد رضا بهلوي)، الذي حكم إيران من سنة 1941 لغاية 1979م. ومن جانب آخر، فإن الإمام علي بن أبي طالب استشهد سنة 40ﮪ، فكيف يتطرق إلى ذكر بغداد، التي بنيت بعد استشهاده بأكثر من مائة سنة في 145-149ﮪ في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور؟ كما أن العمالقة الذين اعتبرهم (الشيخ النجفي) طائفة من الكورد، هم أصلاً من الكنعانيين، الذين كانت فلسطين تسمى باسمهم (بلاد كنعان)، وهم قبائل سامية كانت تستوطن بلاد كنعان ( = فلسطين) في الألف الثالث قبل الميلاد، قبل أن تهاجر إليها القبائل البلستينية (الفلسطينية) من الجزر اليونانية (كريت، وغيرها) في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المعلومة بصورة تفصيلية، أثناء المحاورة التي جرت بين يوشع بن نون ( = هوشع في التوراة)، قائد بني إسرائيل بعد وفاة النبي موسى (عليه السلام)، وبين جموع بني إسرائيل، عندما طلب منهم يوشع دخول الأراضي المقدسة، فكانت حجة بني إسرائيل أنهم لا يستطيعون دخولها، لأن فيها قوماً جبارين (العمالقة)، وهم الكنعانيون، حسب رأي غالبية المؤرخين والباحثين من الأجانب والعرب. ولهذا كثيراً ما كان الرئيس الفلسطيني الراحل (ياسر عرفات) يردّد في معرض الفخر والتحدي بأننا شعب الجبارين. كما أن القرآن الكريم أشار إلى قتل نبي الله داود (عليه السلام)، قائد الفلسطينيين العمالقة: جالوت ( = جيليت في التوراة)، وسيطرته على مدينة يبوس (أورشليم – القدس).
والعمالقة الكنعانيون هم من الجنس السامي، أما الكورد ففي رأي غالبية المؤرخين الباحثين هم من الجنس الهندو - إيراني ( = الآري)، أو على أقل تقدير ليست لديهم علاقة أثنية( = عرقية) مع الساميين.
وعند شرح الشيخ النجفي للخطبة المنسوبة خطأً إلى الإمام علي، يذكر أن الكورد تحركهم دولة: وعقد الراية لعماليق كوردستان، بأن يعقدها لهم شخص آخر، ودولة أخرى، فيرتفع علمهم.
وفي اعتقادي أن المقصود بها (جمهورية مهاباد الكوردية في إيران)، عام 1946م، التي أسسها (القاضي محمد) بدعم سوفييتي، أثناء سيطرته على شمال إيران في الحرب العالمية الثانية. ولما كان الشيخ النجفي الإيراني مخلصاً لشاه إيران (محمد رضا بهلوي)، الذي قضى على هذه الجمهورية، وأعدم قادتها، ومنهم (القاضي محمد)، في 31 آذار/مارس1947م ؛ فإنه جاء بهذه الدسيسة، ونسبها زوراً وبهتاناً إلى الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لكي يثبت للعالم أن الكورد لن تقوم لهم قائمة، إلا اعتماداً على الدعم الأجنبي، وهذا هو نفس الأسلوب الذي يردّده أعداء الكورد حالياً، من أنهم ينتظرون الدعم الغربي والإسرائيلي، وأنهم يتحينون الفرص للانقضاض على الأنظمة والحكومات التي تحكم الأجزاء العديدة من بلادهم كوردستان.
فبينما يردد البعض شعارات سياسية ضد الكورد، نلاحظ أن الشيخ النجفي اعتمد على آثار دينية تراثية ( = تنبؤات) أشبه بالميثولوجيا، لإثبات أن الكورد يستغلون الفرص اعتماداً على قوى أجنبية، وإذا حالفهم الحظ فإن دولتهم أو كيانهم سرعان ما يزول، وإن طال أمده، على يد القائم (المهدي المنتظر).
ولكي يحوّل هذا الأثر المزعوم إلى واقع، شكّل (مقتدى محمد صادق الصدر) جيش المهدي، في شهر نيسان عام 2004م، الذي تبوأ فيه السيد (مسعود البارزاني) مسؤولية (رئاسة مجلس الحكم في العراق)، الذي تأسس على يد الحاكم العام الأمريكي (بول بريمر)، ويعتقد أن غالبية جيش المهدي هم من فدائيي صدام الساكنين مدينة الثورة ( = حالياً مدينة الصدر)، والذي كان له دور خبيث في اغتيال وتهجير الآلاف من أهل السنة في بغداد والمحافظات في سنوات 2006-2007م.
ويظهر أن تصريحات الشيخ النجفي حول إبادة (المهدي المنتظر) للكورد، وفي روايات كثيرة قبلها للعرب؛ تشبه إلى حد كبير تصريحات الحاخام اليهودي (عوفاديا يوسف) حول إبادة الماشيح (المسيح المنتظر) للعرب... فهل هناك أوجه تشابه بين هذه الميثولوجيا، والميثولوجيا اليهودية؟[1]

كورديبيديا غير مسؤول عن محتوى هذا التسجيل وصاحبه مسؤول عنه. قمنا بتسجيله لأغراض أرشيفية.
تمت مشاهدة هذا السجل 1,409 مرة
اعطي رأيک بهذا المقال!
هاشتاگ
المصادر
[1] موقع الكتروني | عربي | alhiwarmagazine.blogspot.com 03-10-2017
السجلات المرتبطة: 4
لغة السجل: عربي
تأريخ الإصدار: 03-10-2017 (8 سنة)
الدولة - الأقلیم: کوردستان
اللغة - اللهجة: عربي
تصنيف المحتوى: سياسة
تصنيف المحتوى: القضية الكردية
نوع الأصدار: ديجيتال
نوع الوثيقة: اللغة الاصلية
البيانات الوصفية الفنية
جودة السجل: 99%
99%
تم أدخال هذا السجل من قبل ( هژار کاملا ) في 30-04-2023
تمت مراجعة هذه المقالة وتحریرها من قبل ( زریان سەرچناری ) في 30-04-2023
تم تعديل هذا السجل من قبل ( هژار کاملا ) في 30-04-2023
عنوان السجل
لم يتم أنهاء هذا السجل وفقا لالمعايير کورديپيديا، السجل يحتاج لمراجعة موضوعية وقواعدية
تمت مشاهدة هذا السجل 1,409 مرة
QR Code
  موضوعات جديدة
  موضوع عشوائي 
  خاص للسيدات 
  
  منشورات كورديبيديا 

Kurdipedia.org (2008 - 2025) version: 17.08
| اتصال | CSS3 | HTML5

| وقت تکوين الصفحة: 1.094 ثانية