#زاغروس آمدي#
قرأت أن الفنان الكبير شفان برور قد عاد إلى حضن حزب العمال الكردستاني، ولكن لا أعتقد أنه قدم طلب انتساب جديد لينضم للحزب.
يحاول هذا الفنان حسب تصوري أن يلعب دورا توفيقيا بين الأحزاب المتخاصمة أو لنقل بين الأحزاب المختلفة فيما بينها. فلشفان علاقات مميزة مع بعض قيادات أطراف عديدة ومتناقضة.
هل ينجح في ذلك؟ أتمنى له ذلك. لكنني لست متفائلا أبدا بهذا الخصوص.
فالفنان شخص وجداني تغلب عنده المشاعر والعاطفة وهو يعتمد على مخِّه الإيمن أكثر من المخ الأيسر.
لكن ما استوقفني قوله (في مقابلة):
أنه كان يغني منذ بداياته أغاني وطنية واجتماعية يغني ضد الاغوات والعشائر ورجال الدين . هذا صحيح، بل أنه كان يحرض بشكل أو بآخر على قتلهم وتصفيتهم ولو بنبرة وكلمات أقل حدة من بعض أقرانه آنذاك مثل الفنان دلكش ومن يشبهه في ذلك.
وفعلا شنَّ العمال الكردستاني عمليات تصفية مؤلمة وفظيعة لبعض الآغوات والشيوخ ورجال العشائر وعائلاتهم. لكن هل تقدم وتطور هذا الحزب عندما قام بذلك، هل اكتسب شعبية أو جماهيرية أم أنه اكتسب أعداء وخصوم؟
يبدو أن الفكر الماركسي الذي يتخذ العنف منهجا له في ممارساته، مازال يعشعش في أدمغة كثير من أعضاء هذا الحزب وربما كلهم.
من المؤسف حقا أن أقول أنه على الرغم من أن شفان عاش أغلب سنوات عمره في الغرب، لكن يبدو أن المجتمع الرأسمالي القائم على الديمقراطية والحرية لم يستطع أن يغير أفكاره اليسارية المتشددة.
لقد كان حلم اليساريين وما زال هو: إقامة دولة كردية اشتراكية تقوم على المبادئ الماركسية و النهج اللينيني الستاليني.ولحسن الحظ لم يتمكنوا من تحقيق خطوة واحدة في ذلك الاتجاه. فقط ربما في جبال قنديل حققوا بعض الشيء من ذلك. ولكن ما يدعو إلى الإستغراب والدهشة أنهم لا يطلعون شعبهم على انجازاتهم تلك. فكيف يطبقون هذه المبادئ هناك لا أحد يدري.
هل يخطط شفان للذهاب إلى جبال قنديل بعد إظهاره لحسن نواياه تجاههم وتذكيرهم بأنه مازال ذلك اليساري المثالي، عندما تحدث عن أغانيه الثورية الأولى؟
ربما نشاهده قريبا بجانب بايق وقره ليان وألكان وبعضا من أصدقائه القدامى.
هل يمكن أن يفكر بأن يقوم بدور وسيط بين قيادة قنديل وأردوغان؟
هل يمكن أن يتجرأ ويوحه لهم بعض النصائح؟
شفان كشخص حر له الحق فيما يرى ويمارس، ولكن كفنان بل أكبر فنانينا الكرد وبوصفه شخصية عامة وهامة لدينا نحن كأكراد الحق في سرد رأينا أيضا.[1]