=KTML_Bold=عشيرة آمكان=KTML_End=
العشائر الكوردية
في عفرين: إننا سوف نتناول في بوستنا الجديد عشيرة كوردية أخرى لها صيتها وإمتدادها الجغرافي والسياسي ضمن خارطة المنطقة؛ ألا وهي:
عشيرة آمكان Hoza Amka
يتناول الدكتور (محمد عبدو علي) في كتابه “جبل الأكورد” العشيرة ويقول: “آمكا، من العشائر الكوردية القديمة والكبيرة في جبل الكورد. يذكر السيد ليسكو: بأنها من أقدم العشائر في الجبل. يتميز أبناؤها بالصدق والوفاء والبأس. منطقة استيطانها جبل هاوار والقرى الواقعة على أطرافه، إضافة إلى قرى أخرى كما في ناحية شيخ الحديد. ولكن كان جبل هاوار الملاذ الآمن لأبناء آمكان أثناء المحن. ويذكر السيد [وصفي زكريا، ص673] عشيرة آمكان: بأنهم كانوا رحلا في تخوم العجم، ثم نقلهم السلطان سليم إلى نواحي جبل الكورد. وهو يكتب اسمها على شكل “عميقي“. أما [ليسكو –ص56-] فيتحدث عنها قائلاً: بأنها كانت من طائفة القزلباش “شيعة“، ثم اعتنقوا السنة فيما بعد، ويمكن أن يكونوا قد استقروا في كُورداغ حوالي القرن السابع عشر، ولهم أقران في ديرسم“.
ويضيف كذلك “ويذهب آل شوربة من زعماء آمكان الحاليين أبعد من روجيه ليسكو، بقولهم بأنهم لما قدموا موقع Berdîbê على السفح الجنوبي لجبل ﮪاوار بقطعانهم من الماعز الأبيض Pezê Fîlik في أواسط القرن السادس عشر، كان هناك رجل يسمى چامو Çamo يسكن قرية Sêmalka الحالية من عشيرة آمكان، ويبسط نفوذه على ﮪذه المنطقة، فعارض أول الأمر على إقامتهم، وأرسل رجاله لإبعادهم عنﮪا، فاستقبلهم هؤلاء بكرم الضيافة، مما جعل “چامو” يبقيهم في تلك المنطقة، وسمح لهم أن يستقروا في موقع “مريشا” قرية شوربة الحالية، كما أقام قسم منهم فيما بعد بقرية عمارا“.
أما حول الإسم والتعريف بهم فيكتب (وحول معنى اسم آمكان، ورد في كتاب [ميديا، لدياكونوف، ص 154-153]، أن “آمكان” كانت إمارة من بلاد “زاموا“، التي تشمل جبال جودي. وتعرضت الإمارة إلى هجمات الآشوريين عام 883ق.م، ودمرت قلعتهم، وهجر سكانها، وقتل العشرات منهم. كما ان اسم آمكان قريب من اسم مامكان، وهي قبيلة كوردية كبيرة تعيش على أطراف بحيرة وان وجبال آرارات، ويقول الباحثون عنها إنها ربما كانت من أصول أرمنية متكردة – أمين زكي. ومن المعروف أن الكورد يقلبون الحرف “م” إلى ” آ ” وبالعكس. وقد تكون لخصوصية يوم الأحد لدى أبناء آمكان جذور مسيحية “مامكية” قديمة. وآمكان أنفسهم يقولن بوجود صلة قربى لهم مع الكورد في نواحي بحيرة وان ومدينة بيازيد).
ويضيف (وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، كانت عائلة “ديكو” في زعامة عشيرة آمكا. وبعد مقتل زعيمها المسمى “جهانگير” من أجداد آل ديكو، بيد أحد الأشخاص من قرية Edema’، تحولت زعامة العشيرة إلى عائلة “إيحوكا“. في تلك الفترة كانت آمكان تسيطر على كافة الأراضي الممتدة بين كلس وسهل العمق. في القرن التاسع عشر، كانت هناك صراعات دامية على الزعامة ضمن قبيلة آمكان بين عائلات “إيمر” Êmir في قرية قزلباش، وشوربة في قرية شوربه، وكانتا العائلتان الرئيسيتان في تلك الفترة. وفي أوج النزاعات المسلحة بين عشيرتي بيان وشيخان في النصف الأول من القرن التاسع عشر، كان الآمكان يناصرون “بيان” في معظم الأحيان).
ويكتب الدكتور محمد عبدو في كتابه عن بطولات ومواقف العشيرة فيقول: وقفت آمكان موقفاً عدائياً من الانتداب الفرنسي، وكانوا من أوائل الذين شكلوا فرقاً مسلحة لمقاتلتهم بقيادة زعماء آمكان: “سيدو ديكو وأحمد روتو وأرسلان شوربه“. وجرت صدامات عديدة معهم، اخلفت ضحايا كثيرة من الفرنسيين والمقاومين الكورد. كما رفض زعماؤها التعاون مع الأتراك الكماليين، حيث حاولوا استمالة سيدو آغا ديكو Seydê Dîkê في عام 1938 بإرسال كمية من القبعات التي يرتديها الأتراك لتوزيعها في الجبل، إلا أنه قام بحرقها بمعونة الفرنسيين. ناصب آل ديكو العداء للحركة المريدية التي ظهرت في عقد الثلاثينات من القرن الماضي، ربما تضامنا مع آل شيخ إسماعيل زاده، أقرباء آل ديكو بالمصاهرة. وخلال قرنين من الزمن، تبادل الزعامة على آمكان عدة عائلات، هي:
1- في أواخر القرن السابع عشر: كانت الزعامة لآل ديكو وزعيمهم المعروف جهانگير، وقتل بيد مرافق له من قرية Edema’. وماتزال أطلال المضافة القديمة لآل ديكو قائمة في قرية Dîkê، وتعرف بمضافة آل ديكو.
2- في أوائل القرن الثامن عشر: انتقلت زعامة آمكا إلى آل “إيحوكا” في قرية “قاسم” الحالية. وفي عهدهم بقي نفوذ آمكان على مناطق كبيرة بين كلس وسهل العمق. ونال ثلاثة أو أربعة من رجالهم رتبة “باي بك” العثمانية.
3- في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر: ساد جو من الاضطراب شؤون القبيلة. وتصارعت عائلتا “إيمر، وشوربه” على الزعامة لسنوات عديدة. وبسبب هذه الخلافات تم إعدام بعض رجال آل شوربه من قبل قوات إبراهيم باشا المصري في ثلاثينات القرن التاسع عشر، وجاءت هذه الإعدامات لصالح تعزيز نفوذ آل ديكو القاطنين في قريتي “خَليلاكا، وقرگول“.
ويضيف أيضاً؛ “تجدد النزاع العائلي في العشيرة بعد انسحاب القوات المصرية، وكانت هذه المرة قتل بكر بين آل شوربه وديكو، وقتل بكر آغا(1) من قبل آل شوربه، ولكن لم يحسم أمر الزعامة، بل استمرت حالة الثنائية في زعامة آمكان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم آلت زعامة العشيرة إلى آل ديكو في أوائل القرن العشرين، بدعم من آل شيخ إسماعيل زاده الذين كانوا من المتنفذين في حينها“.
وبخصوص بعض العائلات فقد كتب الصديق (محمد عبدو علي) “ويقول آل شوربه عن أصولهم القديمة: أنهم قدموا من منطقة Heymanê في وسط الأناضول منذ نحو 450 عام. وهم في أصولهم القديمة من عشيرة رشوان وليسوا من آمكان، إلا أنهم بحكم إقامتهم بين عشيرة آمكان، أصبحوا مع مرور الزمن جزءٌ لايتجزأ منها، بل إحدى عائلاتها الرئيسية. واشتهرت هذه العائلة بالتمرد؛ فتعرض رجالهم للقتل في أواسط العهد العثماني، حيث أعدم عدد كبير منهم فوق “تل البئر” Tilî Bîrê بين قريتي شوربه وكمروك. وعثر مؤخرا على شاهدة قبر في مقبرة تل البئر مكتوب عليها “بلال شوربه” يعود وفاته إلى ما قبل 250 عاما. كما يحتفظ أبناء العائلة بشاهدة قبر محمد أمين آغا المتوفي سنة 1230 هجري أو شرقي/1814م. ولسكان تلك الناحية أغنية يرددونها، تقول:
Erdê Cûmê xopan e عامرة جومه أرض
Lê digerin du çêlkên şêran e الأسد شبلي فيها يتجول
Yek Emîn yek Eslan e أصلان والآخر أمين أحدهم.
ولايستبعد أن يكون أمين المذكور هو نفسه محمد أمين صاحب ذلك القبر. وإذا كان
كذلك، فهذا يعني أن أصلان وأمين، قد عاشا في القرن الثامن عشر. أما من له ذكر من آل شوربه في أواسط القرن التاسع عشر فهو “مامد“، وكان نداً لخليل آغا حج أومر، وقد قتل مامد بسبب نزاع حول ملكية الأراضي، وخلف ولداً وحيداً كان في العاشرة من عمره، ومن بين أحفاده كان أصلان الأكثر شهرة. شارك أصلان آغا في معارك “الچته” Çete القوات الشعبية، وبعد انتهاء المقاومة في شمال سوريا لجأ إلى تركيا، وبقي هناك إلى حين صدور العفو عن المجاهدين، عاد بعدها إلى قريته. إلا أنه تعاطف مع حركة المريدين، وانخرط هو وإخوته في صفوفها، فأصدرت القوات الفرنسية عليه حكم الإعدام، مما اضطره إلى اللجوء إلى لواء الاسكندرون، وكان بضيافة رئيس اللواء آنذاك “تيفور مرسل“. ثم عاد إلى قريته بعد صدور العفو عنه سنة 1942، وتوفي فيها عام 1959. كما عرفت من آمكان “من آل شوربه ” إمرأة ذات بأس هي أمينة شوربه(2)”.
وبخصوص أبرز زعماء العشيرة فقد كتب؛ (أما أبرز زعماء آمكان من آل إيمر في أوائل القرن العشرين، فهو “أومر” آغا، ثم ولداه علوش، ومُدَوّر، وكان هذا الأخير مناصرا قويا للمريدين ومقاوما للفرنسيين. نذكر فيما يلي أبرز زعماء آمكان في أوائل القرن العشرين، وهم: سيدو ديكو وشقيقه حنان آغا في قرية Gu. Qêsim ويعود تاريخ بناء مضافتهم في قرية قاسم إلى عام 1321 للهجرة/1903م، أصلان آغا شوربه، علوش آغا إيمر في قريتي قزلباش وبيلي، أحمد آغا روتو وحنان آغا في قرية عمارا، علي آغا وبكر آغا في سناره، خليل آغا دوشير وأحمد آغا وعلوش آغا في شيخ الحديد. أبناء عشيرة آمكان من أكثر أكراد الجبل حفاظا على خصائصهم القومية، وهم من المعروفين في المجال السياسي القومي الديمقراطي، كالمرحوم هوريك أحمد من قرية داغ اوباسي، وطاهر ديكو الذي انتخب ممثلا لمنطقة عفرين عن الحركة الديمقراطية الكردية في مجلس محافظة حلب في دورتين متتاليتين 1981-1973. ومن عائلة “إيمر” الكاتب والناقد الأدبي حيدر عمر، وهو صاحب نتاجات أدبية باللغتين العربية والكردية. وسيدو ديكو وهو عميد متقاعد من الشرطة المدنية. والعقيد العسكري أحمد ديكو بن حبش آغا. وهناك عشرات بل مئات من حملة الشهادات الجامعية ممن ينسبون إلى آمكان. ومن آل شوربه: المحامي عصمت عمر، وهو عضو سابق في مجلس الشعب، وسياسي ومثقف، شغل مراكز قيادية في الحزب الشيوعي السوري لسنوات طويلة).
أما القرى الآمكية حول جبل هاوار، فهي:
چوبانا Çobana، علمدارا Elendara’، كيلا Kêla، كه رّي Gu. Kerê، قوتا Qota، بيباكا Bîbaka، قاشا Qaşa، قورتا Qorta، كوتانا Kotana، قزلباشا Qizilbaşa، بيلان كوي Gu.Bêlê، عپلا Upila، زركا Zerka، زڤْنْكي Zivingê، قره گول Qirigolê، عشوني Gu.’Eşûnê، ديك اوباسي Gu. Dîkî، آبراز Avrazê، داغ اوباسي Gu. Çiyê، شيخلر اوباسي Gu. Şêx، شيخ بلا Şêx Bila، شوربه Gu. Şorbe، چقْلمه Gu. Çêqilme، حسنديرا Ĥesen dêra، عمارا، Gu. Qêsim .. وهناك قرى أخرى يوجد فيها من آمكيون، وهي: بلدة شيخ الحديد، سنارة، ارندة، چقلي فوقاني Çeqelê Salên، تل سلور، حج بلال، قرية خليل، مستكا Mistika، كوكان تحتاني، مغارجق Şiketka.
الهوامش:
1- حول أصل اسم ديكو، هناك رواية تقول: بأنه بعد أن قتل بكر آغا، استلم والي حلب ابنه حفاظا على حياته، وكان صغير السن. وعندما كبر قليلا ذهبت جماعة من أقربائه إلى والي حلب طالبين إعادة ابن زعيمهم، وفي سياق إقناع الوالي برغبتهم هذه، يقال أنه كان في ارض الدار دجاج، فأشار أحدهم إليها قائلا: ياحضرة الوالي، هل يجوز أن تترك هذه الدجاجات بدون ديك، حينها ضحك الوالي ووافق على طلبهم، فلقب الولد ب “ديك ” ووأولاده وأحفاده من بعده بآل ديكو.
2- – أعدمت أحد الأشقياء شنقا بالتعليق على شجرة.
3- كتب أحد الأصدقاء معلقاً؛ “تصحيحا لأسماء القرى….. شيخ بلال، علمدار، جوبانا، زركا.. ليسوا من عشيرة امكا…. هم ينتمون إلى عشيرة شيخان“. ونأمل من كل من يملك المعلومات الدقيقة تزويدنا بها مع الشكر والتحية لكل المساهمات.
مصادر البوست:
_ كتاب “جبل الكورد” للدكتور محمد عبدو علي.
_ و من بعض التعليقات على المقال المنشور من الإخوة المشاركين.
[1]