علي كنجي
جبل بعشيقة وبحزاني أو جبل كردوم، هو امتداد طبيعي لجبل مقلوب الذي يمتدُ من الشرق إلى الغرب مطلا ً على سهل نينوى وأطرافها امتدادا ًمن جنوب عقره في خط موازي للموصل من الشمال ينتهي في النوران حيث تمتد هضبة تحيط بتلكيف . مجموعة المدن والقرى التي تلتحم بمجرى دجلة من الشرق.. ويسمى أيضا بدولكت المقلوب أي ذيل مقلوب..
تتواجد في العديد من المواقع التي لها مدلولات تاريخية منها موقع كوسرت أو قمة كوسرت التي فيها آثار باقية من زمن حملة القائد الفارسي المعروفة.. كما يطلق أهالي المنطقة من خلال لغتهم الخاصة تسميات على بعض مناطق الجبل منها (العقبي) أي قمة الجبل وهي كلمة آرامية تعنى القمة، ما زال يستخدمها أهل معلولة (60 كم) عن دمشق بنفس الصيغة حيث يقولون عقبة الجبل بمعنى قمة الجبل ومنها اشتقت في اللغة العربية أعقاب الجبال..
كذلك يستخدم تسمية (سن - سنكي) بمعنى قمة الجبل، وهي كلمة كردية خالصة حسب القاموس الكردي/ الكردي بمعنى قمة أو رأس الجبل، التي تشترك مع اللغة العربية أيضا في المفهوم والدلالة عن القمة، حينما نقول سنن الجبال بمعنى قمة الجبال.
وهكذا نستطيع أن نعدد العشرات من التسميات التي لها مدلولات تاريخية هي من بقايا المدن والقرى السابقة المندثرة، أو ذات علاقة بقصص وحكايات فلكلورية وأسطورية، وبعضها له صله بالوقائع التاريخية والأحداث التي مرت بها المنطقة، حيث حفظت أسماء لأشخاص لعبوا دوراً في تلك الحكايات أو ساهموا في صنع أحداثها، لم يجري البحث والتنقيب فيها للآن...
منها الزيني خلف الشيخ بكر في بحزاني، وكاني غزالة - عين غزالي - عين الغزلان، وكلي خجي، وكلي بلوطة، وبانكي حيشترا، وارض خديدا الأغا، وارض شيخ مرادو، وكلي الصابوني، وصخرة الخدخنوكي، وكلي عباس أغا، والبني (أي التحت/ الأسفل)، وقصر راست، وقلعة ناسردين. والعشرات من الكهوف..
حيث يتواجد في جبل بعشيقة وبحزاني عددا ًمن الكهوف والمغارات الطبيعية، التي استخدمها الإنسان لأغراض مختلفة، بعضها قد تحول إلى مواقع مقدسة، وهناك عدد من الكهوف الأخرى التي حفرت ونقرت في مناطق مرتفعة، الهدف منها تأمين السكن للإنسان، أو كانت شكلا ً من أشكال الصوامع التي استخدمها المتعبدون والزهاد منهم تحديدا ً في فترات لاحقة للإنزواء و الانقطاع عن الناس، كي يتفرغوا للعبادة...
كذلك يمكن تشخيص عدد من ما يمكن أن نطلق عليها بمصاطب الموت، التي كانت توضع فيها جثث الموتى، لتأكلها الطيور بعد الموت قبل دفنها، في تلك الأزمان التي كان يعتقدُ فيها الناس، إنّ الجثث تدنسُ الأرض المقدسة، بينما تعلو الروح في السماء لتسمو في جنات الآلهة مع بقية مكونات الفردوس...
ونستطيع أن نشاهد هذه الكهوف، التي تبدأ من الحدود الغربية لمدينة بحزاني، بالقرب من مزار الشيخ بكر، حيث يوجد في مدخل الجبل كهفين طبيعيين، وكهف منقور يسمى (بسيدريات الشوبكخ)...
كذلك يوجد في مدخل كلي السنجق كهف قد تحول إلى موقع مقدس، يسمى باب الكاف وآخر يسمى القوليتيني، بعدهم على بعد اقل من مائتي متر، يمكن مشاهدة أهم الكهوف المنقورة مع مصاطب الموت في موقع السنجق وتتكون من عدد من السيدريات المرتفعة، بحدود (5)أمتار عن أسفل الوادي، المنقورة على شكل غرف في كل منها سريرين من حجر بالإضافة إلى سرير صغير مع موقد من نار قدّ في الصخر المنقور وحتما ً إن المسافة التي تحدد ارتفاعها عن قاعدة الجبل في الأسفل قد تغيرت بفعل عوامل التعرية عبر الزمن، الذي تسبب فيه المياه الجارية في موسم الربيع الذي يشهد فيضان وسيول لأنهر مؤقتة جارفة تؤدي إلى تآكل أجزاء من الصخور الكلسية فيتعمق المجرى مع الزمن ويزداد الارتفاع.
في نفس المستوى توجد مصطبة مفتوحة للأعلى تسمى (المهد) من تلك المصاطب التي كانت توضع فيها جثث الموتى، وفي حالة مواصلة السير صعودا ً باتجاه الجبل نحو الشمال، يمكن الوصول إلى (عين فنجان) الذي يوجد فيها كهفين منقورين وأسرة نوم مشابهة للكهوف التي تحدثنا عنها سابقا ً. بعدها في (عين مشكو) يمكن مشاهدة كهفين آخرين، وفي قمة الجبل المطلة على مزار الشيخ بكر يوجد كهف غير ظاهر للعيان .
وإذا واصلنا السير باتجاه الغرب سنصل إلى كهف (شيخ عبدال) ويتميز بوجود تيار هواء حار منبعث من حرارة الأرض عبر فتحة لا يعرف أين تنتهي، نسجت حوله أساطير من أزمنة الفرمانات التي حلت بالايزيدية ، يقال أن شيخ عبدال كان يتحرك من القرية إلى الجبل من هذه الفتحة السرية...
كذلك يوجد كهف واحد في كلي بلوطة. أما كلي النص ويسمى بكلي الرول ففيها كهفين، وكهف آخر في كلي الزياغة التي يمرق منها الطريق المؤدي إلى وادي لالش، كان يسلكه الناس أثناء السفر إلى المعبد في المناسبات والأعياد...
في مدخل جبل بعشيقة يوجد (باب الكاف) بالقرب من عين الماء التي كان يتدفق منها الماء بغزارة ويمتد مجراه ليسقي البساتين وأشجار الزيتون و كهف (يوسف القريني) بالقرب من مزاره المشهور مع ينبوع ماء صغير.. أما منطقة جبل التنوغ - التنور وسنية بحزاني فيتواجد فيها آثار بيوت خربة وكهوف مطمورة...[1]