جلال الدباغ
الجزء الثالث
العمل تحت واجهة پێشمهرگه من الإتحاد الوطني الكردستاني.!
ثم طلب مني الرفيق أبو سليم أن أزور دمشق وفيما بعد حدد لي موعدا للقاء في دار الرفيق أبو جنگو هناك، وعندما وصلت رأيت كلا من الرفاق عزيز محمد و كريم أحمد ومام جلال الطالباني وأبو جنگو أثناء غداء متواضع. وعندما دعوني للغداء شكرتهم وأخبرتهم بأنني قد تغديت، وشربت معهم كأسا من الشاي. وبعد دقائق قليلة وصل أحد رفاق الإتحاد الوطني الكوردستانی وإسمه الحركي (شهماڵ) وعرفت فيما بعد أنه الكادر المتقدم للإتحاد ( الشيخ محمد باخ). وبعد الترحيب به، توجه إليه مام جلال قائلا: إن هذا الرفيق، وهو يشير إلي، (أبو محمود) وهو الرفيق (جلال الدباغ)، تلتقي معه في القامشلي بإعتباره (پێشمهرگه) إعتيادي للإتحاد الوطني الكوردستاني يعمل معك وأنت تكون مسؤوله ظاهريا ويساعدك في مستودعنا في القامشلي، ولكنك في الواقع تعتبره مسؤولك! ولا تكشفه لدی أحد وتنسق معه وتسمع كلامه. وقال الرفيق شهماڵ متوجها الی مام جلال: نعم رفيق!
ثم ودعناهم وخرجنا. وفيما بعد إلتقيت مع الرفيق شهماڵ في القامشلي.
باشرنا العمل في مستودع كبير للأسلحة خاص بالإتحاد الوطني الكوردستاني وكانت فيه أنواع من الأسلحة والعتاد وغيرها من المستلزمات العسكرية لحرب الأنصار كالقابوریات والزمزميات وغيرها من المعداة واللوازم. وكان الإخوان في الإتحاد الوطني الكوردستاني ومنذ فترة طويلة نسبيا لم يتمكنوا من إيصال الأسلحة الی كوردستان عن طريق القامشلي مباشرة وذلك بسبب مصاعب الطريق الناجمة عن الخلافات والصراعات الدموية في صفوف القوی الوطنية والديموقراطية والقومية الكوردستانية وخاصة بين الإتحاد الوطني والديموقراطي الكوردستاني وكان حزبنا يعمل لتحقيق المصالحة بينهما.
وقد بدأنا، الرفيق شهماڵ وأنا، ورفيقين آخرين من أوك بترتيب المستودع من جديد. وظهر منذ البداية أن الرفيق شهماڵ كان إيجابيا في العمل، وبين إستعداده لمساعدتنا فيما أطلبه منه وأتمكن من إرساله الی كوردستان. وقد أهداني مسدسا من نوع المكاروڤ وقد سجلته ضمن ممتلكات الحزب. وكانت بحوزته سيارة جيب عسكرية، ويقتصر عمله علی إيصال أكياس مشدودة من الأسلحة الخفيفة وخاصة بندقية الكلاشنيكوڤ التي نسميها كلاشينكوف، وكنت أساعده أحيانا أو أستلم سيارته وأسوقها عندما يكون هو مشغولا في أمور أخری وأذهب مع بعض رفاقه الآخرين الی مكان معين علی الحدود السورية التركية، وكان في أحيان كثيرة يحضر الرفيق (نجم الدين بيوك قايا) وإسمه الحركي (صلاح) علی رأس مجموعة محدودة قادمين عبر الحدود التركية مع الأدلاء سرا ويستلمون السلاح منا في جنح الظلام ثم يرجعون، ويدبرون إيصال هذه الأسلحة المشدودة في أكياس يحتوي كل كيس علی ثمانية بنادق مع عتادها الأول. والكل، فيما عدا الرفيق شهماڵ يتصورون بأنني من( أوك).
وكنت قد دبرت طريقين لإيصال الحمولات الی كوردستان. وقد إستفاديت من كل طريق مرتين تقريبا. الطريق الأول بمساعدة المهربين والثاني بمساعدة كادر من الحزب الديموقراطي الكردستاني وهو الأخ محمود گهرگهري الذي كان مطلوبا من السلطات السورية آنذاك ويتردد سرا الی سوريا، وقد أرسل لي موعدا للقاء به في قرية حدودية وإلتقينا وبعد تبادل الحديث والرأي إتفقنا علی المساعدة المتبادلة حيث نفذت له طلب تزويده ببعض العتاد وبينها قذائف الآربي جي7 وساعدني هو في إيصال وجبتين من السلاح ومن ضمنها 600 زمزمية التي كان رفاقنا الأنصار بحاجة ماسة اليها وقد أوصلها الی مقر الفرع الأول للحزب الديموقراطي الكوردستاني في بادينان ثم إستلمها الرفيق توما صادق توماس (أبوجوزيف) في مقره ببادينان. وقد أخذت تلك الزمزميات من مستودع الإتحاد الوطني بموافقة كاكه شهماڵ الذي أعطاني بعض الأسلحة الأخری، حيث قال أننا الآن، في الإتحاد الوطني الكوردستاني، لا يمكننا من إيصال كل هذه المعدات الی الوطن وبإمكانك أن تطلب بعض الأشياء الضرورية ومن الأفضل إيصالها الی كوردستان لا أن تبقی في هذا المستودع. وقد أعطاني بالإضافة الی الزمزميات مسدسين من نوع المكاروڤ ومدفعين من نوع الهاون 60 وأكثر من 200 قذيفة آر بي جي7 .الخ.
وقد عملت مع الرفيق شهمال مدة مليئة بالإنطباعات الجيدة والإنسجام. وأثناء الخروج الی المهمات وعودتنا بمرافقة أحد عناصر الفرع العسكري وهو الرفيق (أبوعدنان) أو الآخرين بعد منتصف اللیل، كنت أنزل من السيارة في وسط مدينة القامشلي عند فندق سميراميس وأسیر في الدرابين والشوارع الفرعية حتی لا ينكشف الدار التي أسكن فيها. ومرة أثناء زيارة الرفيق نجم الدين (صلاح) الی القامشلي دعانا الرفيق شهماڵ لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم وهناك وأثناء الحديث أخبره كاك شهماڵ بأنني من الحزب الشيوعي العراقي وقد فرح الرفيق صلاح كثيرا بهذا التعاون.
ممثل رسمی لدی السلطات السورية
وبعد أيام إستلمت رسالة من الرفيق كريم أحمد جاء فيها أرسل إليك مع هذه الرسالة كتابا رسميا تأخذه الی مسؤول الفرع العسكري في القامشلي وتقدم نفسك إليه بإعتبارك ممثل الحزب الشيوعي العراقي وسيساعدك في المتطلبات الرسمية لبقائك وتواصل إنجاز مهامك. وقد إتصلت بمسؤول الفرع العسكري الرفيق محمد منصورة (أبوجاسم) الذي إستلم الكتاب وإستقبلني بحفاوة وإبتسم قائلا ألم تكن أنت من رفاق الإتحاد الوطني وتعمل مع الرفيق شهماڵ؟ قلت: نعم، ولكنني قد غیرت موقعي وإنتسبت الی الحزب الشيوعي العراقي..! فضحك قائلا: أهلا وسهلا بكم وأتمنی الموفقية في مهامكم.. وأنا مستعد لمساعدتكم دوما. وفعلا ساعدنا الرفيق أبو جاسم من البداية حتی النهاية بكل إخلاص وصدق ودون أية مشكلة. وكلف الرفيق أبوعدنان وهو أحد موظفي الفرع، كي يكون ممثلا للفرع معنا أيضا ويساعدنا وينفذ طلباتنا. وهكذا بدأت مرحلة جديدة في عملنا.
ومرة زرت الرفيق (نجم الدين بيوك قايا) في داره في آمد دياربكر بصحبة الرفيق أبو فاروق، حيث كنا نزور دياربكر لأستطلاع بعض الأمور الخاصة بنقل السلاح. وكان الرفيق (نجم الدين بيوك قايا) من العناصر اليسارية المخلصة وقد ساعد الإتحاد الوطني الكوردستاني كثيرا وكان يعتبر نفسه من أقرب أصدقائه أو حتی منتسبا إليه وكان معجبا بنشاط مام جلال وتوجهاته. وقد إستقبلونا بحرارة وأبدی إستعداده لتقديم أية مساعدة ممكنة. ولقد إستشهد الرفيق صلاح فيما بعد وهو في خضم النضال والنشاط علی أيدي السلطات التركية.
وكان الرفيق شهماڵ يسكن ضيفا فی دار الشخصية الإجتماعية في القامشلي الخال حسن بشار، (عم الرفيق حميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية) ، حيث كانوا فاتحين أبواب بيوتهم لمساعدة الأكراد عموما و بكل سخاء. طلب الرفيق شهماڵ مني مرة مساعدته في إنقاذه من ورطة معينة حيث يزوره يوميا العديد من عناصر حزب العمال الكوردستاني pkk وغيرهم من أكراد شمال كوردستان ويبقون أثناء وجبات الطعام وحتی في الليل ضيفا عليه في غرفته وهو نفسه ضيف! ، ولذلك لا يمكنه من القيام بمهامه ولقاءاته بصورة جيدة، ويشعر بالإحراج الشديد.
بينت له إستعدادي لمساعدته شريطة إلتزامه بعدم كشف المكان الجديد ويمكنه اللقاء عند الضرورة بهؤلاء وغيرهم في المدينة وإعطاء رقم تلفون الدار لمن يريد. وقد وعدني بالإلتزام، وقد إلتزم فعلا حيث أخذته الی دار لنا في الحارة الغربية حي المعلمين، يسكن فيها الرفيقين أبوحازم و أبو هشام وآخرين وأعطيناه غرفة خاصة به. وكان مرتاحا من الحياة والعلاقات مع رفاقنا وتخلص من همومه مع الضيوف القادمين من شمال كوردستان.
جريمة مروعة هزت مدينة القامشلي!
وفي يوم من الأيام طلب مني كاك شهماڵ أن أذهب معه بعد الظهر بسيارتي الی مطار القامشلي لأنني كنت أعرف عددا من العاملين في المطار، وكانت سيارته عاطلة، لإستقبال رفيقين من شمال كوردستان وهما زوج وزوجته قادمين من الخارج، أعتقد من ألمانيا، وهما من منظمة ثورية يسارية صغيرة تدعی (دهنگی كاوه صوت كاوه)علی ما أتذكر، وقد إستقبلناهما دون أن يتعرضا لإستفسارات الأجهزة المختصة، وأخذناهما الی دار في محلة (جمعايا) الحدودية بالقامشلي وأخبرني كاك شهماڵ بأن هناك إجتماعا قياديا لهذه المنظمة وإن الآخرين قادمون من داخل تركيا. وفي الليلة الثانية أو الثالثة وكانت الأمطار المنهمرة مستمرة بالهطول، طلب مني الرفيق شهمال أن أرافقه الی هناك وأوصلته بسيارتي وشكرني قائلا ربما أبقی في الليل عندهم وأنت لا تنتظرني!. قلت له سأنتظرك، وأعتقد بعدم ضرورة بقائك عندهم خاصة أن هناك إزدحام في الدار، ومن المفروض أن تنهي عملك معهم بسرعة وترجع فوافق علی مقترحي وبعد عدة دقائق رجع وأوصلته الی البيت. وفي منتصف تلك الليلة سمعت مدينة القاميشلي بأسرها أصوات إطلاقات نارية كثيفة وأصوات قذائف الآربي جي7 منبعثة من نفس المحلة! وعلمنا فيما بعد أن مجموعة مسلحة من عملاء النظام التركي قد تسللت عبر الحدود وداهمت الدار المذكورة وقتلت سبعة من المجتمعين وعدد مماثل من أهل الدار من الأطفال والنساء وغيرهم. وكانت مجزرة مروعة حقا. ولاذت العصابة المجرمة بالفرار والنجاح في عبور الحدود . وقد شيعت جماهير القامشلي الطيبة وأحزابها السياسية الكوردية المناضلة هذه الكوكبة من الشهداء الكوردستانيين في موكب مهيب. وقال كاك شهماڵ عندما إلتقيت به بأن إلحاحك بعدم البقاءعندهم قد أنقذ حياتي وقد تألمنا كثيرا لهذه الفاجعة والخسارة الفادحة.
وقد بدأت أنا أيضا بدراسة كيفية الوصول الی المهربين وبعض الأحزاب الكوردية وتحركت بنشاط في هذا المجال. وقد ساعدنا رفاق الحزب الشيوعي السوري كثيرا وفي كل المجالات وفي مختلف الفترات وأخص منهم بالذكر: الرفیق عثمان برو(أبو شهاب) وأم شهاب ، رمو شيخو الفرحة (أبو جنگو)، أبو وحید، أبوصخر، أبو خالد، أبو رياض قامشلي، أبوهژار، د. محمد شيخو، أبو عادل، أبو نور،أبو وليد، أبو رياض ترپه سپي (قبور البيض)..وغيرهم كثيرون.
ويبدو أن الرفيق أبوجنگو قد عرف الرفيق أبو سليم بأحد أقربائه وإسمه عبدالكریم شلال الذي وعده بإيصال جميع الأسلحة الی كوردستان من خلال معارفه في تركيا وبواسطة المهربين ولكن الأمر بحاجة الی مبالغ كبيرة!. حسب قوله. وقد خدع الرفاق بهذه الطريقة، حيث وضعوا بناء علی طلبه مبلغا كبيرا من المال بإسمه في أحد بنوك لبنان، حسب ما جاء في مذكرات الرفيق كريم أحمد، دون علمي وعلی أساس الثقة بأبوجنگو. وقد إنتقدتهم فيما بعد علی الإقدام علی هذا العمل من وراء ظهري بإعتباري المسؤول عن العمل في القامشلي، وكان الرفيق سليمان يوسف إسطيفان (أبو عامل) عضو المكتب السياسي موجودا وقد أيدني في هذا الإنتقاد.
السفر الی شمال كوردستان
وفي یوم 26-07 -1979 سافرت بطلب من رفاق م.س، بصحبة المذكور السید عبدالكریم شلال من القامشلي دون أن أعرف تفاصیل المبلغ المذكور أعلاه، الی نصیبین في تركيا ثم استقلینا سیارة تاكسي خصوصیة الی ماردین بخمسمائة لیرة تركیة لأن أجرة نفر واحد كانت مائة لیرة تركیة آنذاك ، وبعد أربعین دقیقة وصلنا الی ماردین ثم ركبنا سیارة باص صغیرة الی میدیات أستل التی تبعد 60كم عن ماردین ودفعنا مائتان وخمسون لیرة تركیة عن كل نفر وإلتقینا كل من الأخوین(ك.ح) و(ع) وتداولنا فی موضوع نقل الأسلحة المختلفة الی كوردستان..الخ. بقینا لیلة واحدة في دار الأخ (ك.ح) فی میدیات وهي مدینة كردیة صغیرة وجمیلة ومركز قضاء كان یسكنها 17ألف نسمة. وتحدثنا معهما ساعات طويلة عن الموضوع إلا أنهما قد طلبا مبالغ كبيرة جدا. وقد تمكنت من إرسال وجبة من الأسلحة فيما بعد بسعر معقول بواسطتهما ودون أن يقدم السيد عبدالكريم سعر النقل وإنما دفعته أنا، وفی الیوم التالي27-07-1979 استقلینا سیارة الی مدینة (وان) وبقینا لیلتنا هناك وفي الیوم التالي وصلنا الی قصبة كوكب حیث إستقبلنا أحد أكبر وجهاء المنطقة الذي یتمتع بنفوذ كبیر حیث تعرفت علیه ووعدني بأن یتعاون معنا ویسهل لنا مهمة العبور الی إيران عند الضرورة. وفي اللیل بقینا عندهم فی ضیافتهم وصباح 29-07 -1979 رجعنا الی القامشلي حیث وصلناها فی الخامسة والنصف مساء.
وقد كانت هذه الزيارة الأخيرة مفيدة جدا للذهاب والإياب بمساعدة هؤلاء عبر الحدود، وقد عبرت من هناك الی إيران ثم الی كوردستان والعودة عدة مرات بمهمات حزبية. وفي مرة من المرات أخذت الرفيق أبو فاروق معي عبر هذا الطريق الی كوردستان. وسأتطرق الی هذه السفرة فی مناسبة أخری.
تكليف مجموعة أخری من الرفاق
وعلمت بأن المكتب السياسي للجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي قد كلف رفيق قيادي آخر للعمل في نفس المهمة لكي يكون مسؤولا لخط آخر، وهو الرفيق بهاءالدين نوري (أبوسلام) الذي فشل ومع الأسف في إنجاز مهمته وذلك نتيجة فرديته وتسرعه في العمل، وربما لعوامل عديدة أخری، ولم يتمكن من إيصال بندقية واحدة أو رفيق واحد من خلال مهمته، وما ورد في مذكراته بهذا الصدد غير دقيقة، وهذه قصته بإختصار شديد: في بداية تكليفه ذهبنا سوية الی بيروت بسيارة عائدة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وكان الهدف الحصول علی الڤيزا التركية كل علی حدة، وقد حصلت أنا علی الڤيزا بسرعة من خلال مراجعتي للسفارة كأي مواطن. وأعتقد أنه كان ينتظر إنجاز معاملته بطريقة أخری بواسطة الآخرين.
وفي هذه الأيام حيث كنا سوية وعندما كنا نتمشی إلتقينا بالرفيق سلام الذي رحب بي كثيرا وعانقني ولم يكن يعرف الرفيق بهاء الذي وقف جانبا علی الرصيف. وسألته عن موعد سفره بزمالة دراسية الی إحدی البلدان الإشتراكية حيث أخبرني أنه سيسافر قريبا، وبعد أن ودعته إستفسر الرفيق أبو سلام عن شخصية هذا الرفيق. وأخبرته أنه إبن أحد شهداء حزبنا وساعده الحزب بالحصول علی زمالة دراسية له في أحد البلدان الإشتراكية. وتحدثت بإختصار عن قصته، وإستفسر عن اللغات التي يجيدها، أخبرته أنه يجيد اللغة الكردية بلهجتيها الرئيسيتين الكرمانجية الشمالية والكرمانجية الجنوبية ويجيد العربية والتركية..الخ.
وبعد يوم واحد من هذا اللقاء وإنجاز مهمتی فی بيروت ودعته ورجعت الی القامشلي وواصلت العمل في إنجاز مهمتي.
وقد علمت فيما بيد أن الرفيق بهاء قد طلب من الرفاق موعدا للقاء بالرفيق سلام في بيروت وقد إلتقی به وأقنعه بالتخلي عن فكرة الزمالة الدراسة والإنضمام الی مجموعته للعمل في مهمة نقل الأسلحة والرفاق الی كوردستان.!
وبعد أيام زارني الرفيق (ف) وهو من رفاق الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا (الپارتي) في القامشلي وأخبرني بما يلي: أن الرفيق بهاء الدين نوري قد طلب من حزبنا من خلال الرفيق كمال حمدآغا سكرتير الحزب مساعدته في مهمة معينة وقد كلفني الحزب بتقديم المساعدة الضرورية له بصحبة الرفيق فلان وذهبنا بناء علی طلبه الی دمشق ومن هناك الی بيروت بواسطة رفاق الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، وهناك سلمنا سيارة صالون سبق أن إشتراها وعمل في داخلها بمساعدة الآخرين مخبأ ثم وضع فيه بعض الأشياء الممنوعة!، ربما كانت أسلحة، وسلمني سويچ السيارة وطلب منا نقلها الی القامشلي وسافر قبلنا الی هناك لينتظرنا ويستلم السيارة. ونحن رجعنا بالسيارة الی الشام ثم تحركنا بإتجاه القامشلي وعند وصولنا ليلا الی سيطرة حلب أوقفونا في السيطرة وطلبت الشرطة منا فتح الصندوق وبدأوا بالتحري ونحن تركنا المفتاح داخل السيارة وغادرنا السيارة الی المقهی المقابل وتصورنا أن الشرطة ستكشف حمولة السيارة وتعتقلنا، لذلك تسللنا من المقهی وذهبنا مسافة سيرا علی الأقدام بموازاة الشارع ثم ركبنا سيارة ورجعنا الی القامشلي ولم نترك أية مستمسكات داخل السيارة ! وبعد أيام عرفت بأن الشرطة لم تجد أثناء التحري أي شئ وتصورت أن السائق والراكب موجودان في المقهی وبعد عدم ظهور أي أثر لهما ومشاهدة المفتاح داخل السيارة أبعدت الشرطة السيارة عن الطريق وفي الصباح نقلت السيارة الی الجهات المختصة ووجدوا داخل المخبأ عدد من بنادق الكلاشنيكوف وتصورت الشرطة أن السيارة ومحتوياتها تعود لمهربين مجهولين لذلك حجزوها.
أنني لم ألتق بالرفيق بهاء في القامشلي مرة أخری، وعلمت فيما بعد أنه قد وصل الی مناطق الأنصار فی جبال كوردستان.[1]