عبدالله پۆلا
ترجمة: نجاة خۆشناو
تصحيح : أبو سعد/اعلام
مختصرات
- حشع: الحزب الشيوعي العراقي
- حدك والبارتي: الحزب الديمقراطي الكردستاني
- أوك: الاتحاد الوطني الكردستاني
- حشك: الحزب الاشتراكي الكردستاني
- حدكا: الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران
- ق. م: القيادة المؤقتة
- جوقد: الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية
- جود: الجبهة الوطنية الديمقراطية
- هريم: قيادة منطقة تخص الحزب الاشتراكي الكوردستانى
- لق : بمثابة سرية
- كه رت: فصيل
- القاطع: القيادة السياسية والعسكرية لقوات الحزب الشيوعي، وكان هناك ثلاثة قواطع (أربيل، سليمانية وكركوك، بادينان)
- الملبند: مركز تنظيمات الاتحاد الوطني
(6)
بعد اشتداد الخلافات ساد جو من عدم التفاهم. التوتر بدأ حين قام (سرباز) القيادى في الاتحاد الوطني بمد يده نحو السلاح، ومبادرة الرفيق عباس، مما زاد من التوتر فی مكان الاجتماع. الانظار كلها متجهة إلى الجامع و بيت آخر تعقد فيهما اجتماعات بجانب جامع قرية ئاومار.
بادر (كانبي ﮐﻪوره) بفك الاشتباك وقام بتهدئة (عباس) و(سرباز)، ونحن في الخارج منعنا البيشمركة من أن يرفعوا الاسلحة تجاه بعضهم البعض. خرج الجميع من الاجتماع مكتئبين وحالة الغضب والانزعاج ظاهرة على وجوههم. كانبي ﮐﻪوره وعباس قررا جمع بيشمركة الحزب الشيوعي. في لحظات تركنا مكاننا وتوجهنا لركوب سياراتنا، حيث كنا على يقين بأنهم سيحاولون ضربنا. لكن بسبب الشرط الذي وضع في بداية الاجتماع بأن تكون القمم وأطراف القرية تحت سيطرة بيشمركة الحزب الشيوعي، لم تتوفر لديهم فرصة سهلة، خصوصا بيشمركة دشت أربيل وكويه كانوا في قتال مستمر مع حكومة صدام في المفارز وعلى خط التماس مع العدو وكانوا مجربين و متهيئين لكل طارئ. ويؤكد هذا (رسالة نوشيروان)(1) إلى (ملازم سيد كريم)(2) مسؤول الملبند الثالث للاتحاد الوطني في (باليسان)، إذ يقول فيها
:إن القتال في دشت أربيل طال كثيراً وأنني أؤمن في المباغتة والقتال لفترة قصيرة(3).
ويبدوا انهم فضلوا مكان آخر لكي يباغتوننا في الهجوم، وهذا ما حصل في الأول من أيار فی بشتئاشان.
قبل مغادرة القرية التقيت مع صديق قديم من جماعة ( الكؤمه له)، وكان مسؤولا في الاتحاد الوطني. كننا في جامعة الموصل أواخر السبعينات واسمه (صمد محمود سمايل) وفي نفس المرحلة وفي نفس الغرفة في القسم الداخلي لطلاب كلية الزراعة والغابات/جامعة الموصل. وعندما اشتدت حملة البعث الهمجية في بداية الشهر الواحد سنة 1979 في مدينة الموصل، كننا حذرين والطلبة الاكراد كانوا منقسمين إلى صفين متوازيين بعد انهيار الثورة الكوردية. جميع الاحزاب الكوردية القومية بعد 1975 بدأت تدعي الماركسية حتى أنهم تبنوا فكرة المبادئ الماركسية اللينينية في مؤتمراتهم (5). (الكومه له) كانوا يؤمنون نظريا بأن ثورات الشعوب ممكنة عن طريق قيادة واعية مثقفة مؤمنة بافكار (ماركس، لينين، ماوتسي تونغ) وكانوا بعض الأحيان يقعون في التطرف ومرض اليسار الطفولي. حتى قيادة البارتي مع أنهم لا يؤمنون بالماركسية وكانوا نقيض هذه الفكرة، لكنهم رضخوا في المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطى بتبني المباديء الماركسية. وكانت القيادة المؤقتة المتمثلة بشخص سامي عبد الرحمن وبعض الكوادر المثقفة انشقوا عن البارتي، في البداية باسم القيادة المؤقتة، بعدها شكلوا حزب الشعب.
أخبرني صمد بأنهم لیسوا من المۆیدین لاقتتال الأخوة. وأنهم فی خلاف مع القادة حول ذلك الأمر. وكان القسم الاكبر من جماعة الكومله، خصوصا الكوادر المثقفة، ليس مع سياسات قيادة الاتحاد الوطني. ففي بداية سنة1983 اشتدت الخلافات بينهم، فانشقت مجموعة وشكلت منظمة (ئالاى شؤرش) أي (راية الثورة).
بعد اجتماع قرية ئاومار اجتمعت اللجنة المشكلة من قيادات الاحزاب مع القیادات العسكرية ومع البیشمركة وشرحوا لنا الوجهة الحالية وهي النضال في سبيل اسقاط النظام البعثي، والابتعاد عن الصراعات الجانبية.
التقينا بالرفيق ملازم خضر وألقى علينا كلمة هناك أسميناها بالخطبة الشهيرة الأولى، إذ أطلق جملته الشهيرة: العدو من أمامكم والبحر من وراءكم (4) اي كان يقصد اذا تختارون السلام اهلا وسهلا وإذا تختارون الحرب فأننا لا نخاف الحرب.
كننا متجمعین على الشارع فی قرية خورخور، مع مجموعة من بيشمركة الاشتراكي فقدم نحونا القيادي في الاشتراكي (سيد كاكا) حاملاً بندقية قناص وألقي على أنصاره خطبة. نحن في الحزب الشيوعي خرجنا من التجمع، لكن(سيد كاكا) نادانا وقال: نحن في جبهة مع الحزب الشيوعي ولا يوجد فرق بيننا، بإمكانكم أن تبقوا. فبقينا. وفي مستهل الحديث قال سيد كاكه: نحن خضنا قتال قبل سنتين وكننا منتصرين. في قرية قريبة من خورخور اسمها الشيطان كانت هناك قوة للاتحاد وكنت احمل نفس هذا القناص اطلقت فقط ثلاث طلقات. انهزم بيشمه ركة الاتحاد حتى وصلوا إلى جبل كوسرت. فإن لم يرضخوا للسلم، ينالون نفس المصير.
عضو الكتب السياسي للاتحاد (علي حويز) وصل إلى قرية (خورخور) وبدأت سلسلة من الاجتماعات. يبدوا لا خيار آخر؛ أما الحرب أو السلام. اخيرا سيتجاوبون مع نداءات السلام. اجتماع القيادات توصل إلى حل يرضى جميع الاطراف مؤقتا!!،
بتاريخ 06-03- 1983 في قرية خورخور اتفقوا على عدة نقاط وهي:
1- تنفيذ اتفاقية 19/2.
2- كل الجهات ملتزمة بقرارات اجتماع 25/2
3- اطلاق سراح الاسرى.
4-القيام بجرد كل الممتلكات المصادرة من قبل الجميع.
5- ارجاع القوات المتجمعة في منطقتي (سهل أربيل وكويه) إلى الاماكن التي كانت تتواجد فيها قبل تاريخ 14/1
6- تشكيل لجنة مشتركة من اجل البحث والتحقيق عن اسباب أحداث (وه رتى وبردكرتكه)(6).
7- معاقبة الاشخاص الذين كانوا السبب في حدوث الفوضى.
8- تشكيل لجنة جبهوية، من اجل معالجة أية مشكلة تحدث في المنطقة بأسرع وقت ممكن.
9- ان يلتزم الجميع بقرارات المسؤولين.
10- إن الاستقلال الفكري لدى اي فرد من افراد البيشمركة يجب ان يعطيه امكانية تغير موقفه واتجاهه الحزبي، بشرط اذا كان السلاح الذي يحمله هو ملك الحزب يجب تسليمه.
11- لا تستطيع اية جهة معينة بتجريد اي بيشمركة من سلاحه إلا اذا ارتكب خطئا او جريمة معينة.
12- يجب معالجة المشاكل بشكل اخوي وودي بعيدا عن استعمال القوة والسلاح.
13- العمل والفعاليات السياسية والعسكرية والجماهيرية يجب ان تجرى بحرية وبعيدة عن القيود في كل المناطق؛ من آميدي و زاخو حتى خانقين و حلبجة.
14- يجب عدم حماية و مراعاة الاشخاص الذين قاموا بتنفيذ اعمال اجرامية.
15- يجب وقف الضريبة والجزية والخاوة للاصدقاء والمؤيدين التابعين لجميع الجهات.
16- تشكيل لجنة مشتركة من اعضاء قيادة جميع الجهات من اجل معالجة المشاكل.
فالذين وقعوا على هذا الاتفاق هم:
(علي حويز) ممثل الاتحاد، (سيد كاكه) ممثل الاشتراكي, (ملازم خضر) ممثل الحزب الشيوعي.
والحقيقة التي يجب ان تقال بأن الاتحاد الوطني لم يلتزم بهذا الاتفاق للأسباب التي سنذكرها في الجزء القادم.
1- نوشيروان مصطفى: مسؤول تنظيمات (الكومه له) أحد الاجنحة الثلاث المشكل منها الاتحاد الوطني الكوردستانى وهم: 1- الكومه له 2- وخه تي كشتى (الخط العام) 3-وشورشكيران) أي الثوريين.
2- ملازم كريم: مسؤول الملبند الثالث للاتحاد الوطني، تخرج من الكلية العسكرية في بغداد.
3- جزء من رسالة (نوشيروان) إلى (ملازم كريم) مسؤول الملبند الثالث للاتحاد...(انت تعرف رأيي، انا لست من المؤيدين لحرب طويلة الأمد وبدون برنامج مع الجهات الأخرى. نحن لا نربح فيها بينما الاخرين يربحون. انا من المؤيدين للقيام بالاستعدادات ووضع برنامج تصفية والمباغتة والحسم وإنهاء القتال في فترة قصيرة. القتال في دشت أربيل (اي سهل أربيل) استغرق وقتا طويلا، لان الجهة المقابلة قامت بالاستعداد مسبقا. لم تكن هناك تصفية. لقد تحدثت مع كاك (علي)*وجميع الاخوة وسالتهم: نحن نستطيع ان نجعلهم في فترة عدة ايام مثل (لاك)**
*كاك علي: يقصد (علي حويز) المشهور ب (على كوج) رئيس الوفد المفاوض للاتحاد وعضو المكتب السياسي.
**لاك: مختصر(لشكرى شورشكيرى كوردستان) أي (الجيش الاسلامي الكوردستانى). تأسس بداية الثمانينات، حيث كانوا مدعومين من قبل ايران. الرواتب والأسلحة والمعدات وجميع المساعدات اللوجستية تقدم لهم عن طريق (قراركه ى همزه) و(قراركه ى رمضان)، حيث اسسوا مقراتهم على الحدود العراقة الايرانية وداخل الاراضى العراقية، سنة 1982. بمباغتة سريعة سيطر الاتحاد على مقراتهم وجميع الاسلحة اللتي ساعدتهم بها ايران.
4- نسبة إلى الخطبة الشهيرة التى القاه القائد الاسلامي (طارق بن زياد) امام جنوده قبل احتلال الأندلس ويقال أنه امر بحرق السفن لكى لا يكون هناك مجال للانسحاب.
5- بعد انهيار الحركة الكوردية سنة 1975 على اثر اتفاقية الجزائر، القسم الاكبر من الطلبة الاكراد انضموا إلى تنظيمات الكومه له والقسم الاخر في تنطيمات اتحاد الطلبة العام وتنظيمات الحزب الشيوعي. الجانبان كانا في علاقة قوية مع البعض، وكنا نعرف تنظيماتهم واجتماعاتهم، لثقتهم بأننا لن نخونهم، حيث كان تلك التنظيمات ممنوعة ويحكم بالإعدام كل من ينتمي إلى الكومه له، لكننا كنا نساعد بعضنا البعض. اثناء امتحانات الكورس الاول وصلتنا اخبار اكيدة بأن أمن الموصل يتهيأون لشن حملتهم على رفاقنا. فبدأنا بالخروج من الكلية مجموعات وأفرادا. كان عددنا تقريبا (80) طالب وطالبة من مجموع الطلبة الذين كان عليهم القاء القبض. فبادرت مجموعة من رفاق الكومله من ضمنهم الرفيق صمد بتوديعنا في الليل حتى وصولنا إلى محطة القطار المتوجه إلى العاصمة بغداد. في الطريق اقترح الرفاق أن أذهب إلى أربيل واخبر الحزب بأن وضع الرفاق في جامعة الموصل صعب جداً وجميعهم تركوا الكلية وتوجهوا إلى بغداد. بقيت مختفيا في المساء مع رفاق الكومله، وفي الصباح توجهت إلى أربيل. كنا مع الرفيق صمد نستذكر تلك الايام الصعبة، لكن السياسات الخاطئة تبدل المواقف بين ليلة وضحاها، والآن ندخل في معارك طاحنة!!!
6- ورتي وبردكركه: قريتان على سفح جبل كاروخ. بعد مقتل عبد الله ماويليان في سنة 1981 اشتدت في تلك المنطقة المعارك بين قوات جود والاتحاد على اثرها تم الاستيلاء على ما يقارب ( 12) مقرا للاتحاد مع غنم (40) قطعة سلاح.[1]