دراسة أرمنية...
ضابط كوردي من عفرين أنقذ مئات الأرمن في أحداث 1915
قامت مجموعة من الباحثين الأرمن بالتعاون مع مثقفين كورد، بإعداد دراسة لتسليط الضوء على شخصية كوردية ساهمت في “إنقاذ مئات المواطنين الأرمن خلال المجزرة التي تعرضوا لها على يد الدولة العثمانية”، ونُشرت برعاية وقف “هرانت دينك”، كما أقيمت ندوة بهذا الخصوص.
الشخصية التي أجريت عليها الدراسة، هي جميل بحري كونه باشا، من أهالي قرية “((كوردان))/ Gurda/التابعة لمنطقة عفرين بكوردستان سوريا، وبحسب الدراسة، فقد ولد جميل باشا عام 1892 في مدينة حلب، حيث توفي والده في سن مبكر، وتكفلت والدته بتربيته، وبعد بلوغه درس في الأكاديمية البحرية العثمانية وأصبح ملازماً، ثم التحق بكلية الحقوق، وبعد إنهاء الدراسة فيها التحق بالجيش العثماني.
وعندما وقعت مجازر الأرمن عام 1915، كان جميل باشا قائد الجيش العثماني في منطقة رها بكوردستان تركيا، وبنفس الوقت مسؤولاً عن مصنع السفن العثمانية، وفي ذلك الوقت قام الجيش العثماني بإشراف جمعية الإتحاد والترقي، بارتكاب عمليات قتل ومقابر جماعية بحق الأرمن على الجانب الآخر من نهر الفرات، بالقرب من مدينتي الرقة وديرالزور بسوريا.
وبحسب الدراسة التي أعدها باحثون أرمنيون، فإن جميل باشا أنقذ المئات من الأرمن الذين جاء بهم الجيش العثماني من جهة ديلوك أوعنتاب كرهائن إلى منطقة رها، حيث قام جميل باشا برعايتهم، ولم يرسلهم إلى الجانب الآخر من نهر الفرات، كما أمن فرص العمل للكثير منهم في المصانع التي كان يديرها، ثم أرسلهم إلى مناطق ومدن أخرى، مثل منبج، سري كانييه، جرابلس، وحلب، إضافةً إلى تأمين الطعام لعدد كبير من الأرمن عن طريق الهلال الأحمر الدولي.
وتزوج جميل باشا من إبنة راهب أرمني اسمها “ديكرانوهي كوليزيان”، ومن المثير للإهتمام أنه على الرغم من أن جميل باشا كان مسلماً، فإن زوجته حافظت على دينها المسيحي، وأنجبا فتاتين و ولدين.
وبحسب الدراسة ذاتها، فإن جميل باشا استقر في مدينة حلب بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وافتتح عدداً من المدارس هناك، كما كان يتقن اللغات الكوردية، التركية، العربية، الأرمنية، الإنكليزية، والألمانية، ولديه العديد من القصائد الشعرية باللغة التركية، وفي عهد الإنتداب الفرنسي في سوريا، شارك جميل باشا في المقاومة المسلحة بحلب، وتم اعتقاله.
توفي ابن مدينة عفرين ونقل إلى مثواه الأخير في حلب يوم 25 أيار/مايو من عام 1967، ويقول الباحثون الأرمنيون الذين أجروا الدراسة عن جميل باشا في نهاية دراستهم، إنه كما تم إنتاج فيلم عن حياة رجل الأعمال الألماني، أوسكان ستشيندلر، الذي أنقذ المئات من المقابر الجماعية، وحصد الفيلم الذي أخرجه، ستيفن سبيلبيرغ، 7 جوائز أوسكار، فإن من الضروري أن يتم إنتاج فيلم يتناول حياة جميل باشا.
منقول[1]