الأسم: ملازم شيَرزاد
مكان الولادة: كويسنجاق
مكان الإستشهاد: كركوك
تأريخ الولادة: 01-07-1962
تأريخ الوفاة: 28-03-1991
#شه مال عادل سليم#
دعوة لاحياء ذكراه :
مع انضمام الحزب الشيوعي العراقي الى الثورة الكوردية في عام 1979 , خاض انصاره الابطال ملاحم وبطولات ومعارك خضّبوا بدمائهم الطاهرة ارض كوردستان في غمرة نضالهم الدؤوب ضد الاستبداد والدكتاتورية خلال سنوات الكفاح المسلح الصعبة .....
لقد خاض بيشمه ركة الحزب الشيوعي العراقي معارك وملاحم بطولية وانتصارات تاريخية كبيرة سطروا فيها بدمائهم الزكية وبارواحهم الطاهرة سطورا من المجد فى تاريخ العراق الحديث... حيث ضحىّ المئات من بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي : عربا وكوردأ وتركمانا واشوريين وكلدانأ وصابئة مندائيين بارواحهم الطاهرة ولا اقول سقطوا في سوح النضال بل وقفوا باباء وشموخ بوجه اشرس نظام عرفته المنطقة برمتها حتى اخر رمق من حياتهم الغالية ......
ولتوثيق تاريخ ونضال هؤلاء الابطال وذكراهم العزيزة على قلوبنا نحن المحاربون القدامى واكراما لبطولاتهم الجسام ولتذكير الاجيال الجديدة بمن ضحوا وقدموا زهرة شبابهم في سبيلهم و في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية نستذكر هذه المرة احد ابطال الحزب الشيوعي العراقي ونقف اجلالا واكبارا لذكراه العطرة الا وهو النصير (نامق سليمان صابر) المعروف ب( ملازم شيرزاد ) :
ولد ملازم شيرزاد في قرية (كَوبته به ) الواقعة في سهل مدينة كويسنجاق في 1 / 7 / 1962 لعائلة فلاحية كادحة .. وتربى مع اخوانه منذ صغرهم بالروح الوطنية الصادقة وحب الاخرين .... و اكمل ملازم شيرزاد دراسته الابتدائية في قريته الجميلة وثم دخل المتوسطة في مدينة كويسنجاق وبعد اكمال دراسته التحق باعدادية الزراعة في ناحية (طق طق) التابعة لمدينة كويسنجاق, وكان من الاوائل ويشهد اقرانه على ذكائه وجديته ومثابرته في الدراسة .... واكمل دراسته بتفوق , ثم رجع الى قريته ........
انضم ملازم شيرزاد الى صفوف اتحاد الطلبة وناضل في صفوفه دون كلل واثر نشاطه ونضاله الدؤوب تعرض الى الملاحقة والاعتقال ....حيث اعتقل في ربيع عام 1980من قبل ازلام النظام البائد في مدينة كويسنجاق , وفي نفس اليوم استطاع بشجاعته ان يفلت من قبضة السجانين في مديرية امن كويسنجاق , وبقى مختفيا عن اعين الجلادين الذين حاولوا بكل جهدهم ان يلقوا القبض عليه مرة اخرى بعد ان اصدروا امر القبض الغيابي بحقه ...
التحق النصير شيرزاد في اواسط عام 1981 بقوات سرية كويسنجاق التابعة للحزب الشيوعي العراقي بعد ان ضاق به سبيل العيش في الداخل ..... واصبح واحدا من المقاتلين الشجعان في صفوفه ودافع دفاعا بطوليا عن شعبه ووطنه من ظلم و استبداد النظام البعثي البائد .... ولشجاعته وجديته ومثابرته ارسل الشهيد الى خارج العراق لاكمال الدراسة العسكرية مع كوكبة من بيشمركة حزبه الابطال ... وفعلا انجز النصير شيرزاد مهمته الشاقة بتفوق ... وفي عام 1987 عاد الى كوردستان بهمة وبنشاط وبحماس وهو يحمل رتبة الملازم ...
وخلال تلك الفترة وبعدها نشط ملازم شيرزاد بين صفوف الانصار في منطقة ( كويسنجاق ) .....حيث قاد مفارز عسكرية ولمع اسمه بين اسماء القادة العسكريين الميدانيين ومنهم : شقيقه الاصغر النصير (سه ركه وت ره ش اي سه ركه وت الاسود , احد ابرز ابطال سريتها آنذاك, الذي جرح في رأسه في احدى العمليات العسكرية على طريق اربيل كويسنجاق وعلى اثره فقد القدرة على الكلام والان يعيش في احدى الدول الاسكندنافية ... والشهيد النصير (سعيد ره ش بيشمركة من البصرة ) و الشهيد محمد الحلاق واخرين من مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي الميدانيين ....
واثناء و بعد عام الانفال (1988) عندما تحولت كوردستان الى مسرحا كبيرا للقتل والسلخ والابادة بقرار من النطام البائد وهجر سكانها الى مجمعات قسرية, لعب هذا البطل دورا بارزا وبطوليا في مقارعة النظام البائد وجحوشه الماجورين مع مجموعة من انصار حزبه في عام الانفال الاكثر من سيئ الصيت .........حيث قاد مفرزة من اسود حزبه الشجعان وتحدوا باخلاصهم و ثوريتهم وحماسهم جبروت ازلام النظام البائد من الجيش والجحوش في اصعب واعقد مرحلة مرت بها المنطقة نتيجة لحرب الابادة الشاملة التي تعرضت لها كوردستان ارضا وشعبا .....واستطاع ان يبقى مع مقاتليه في جبل باواجي الذي يشرف على مدينة كويسنجاق و مناطق اخرى الواقعة في عمق اراضي كوردستان التي كانت محروثه بالربايا العسكرية والالغام والكمائن ...
و في بداية ربيع عام1989 , حين كان الطقس باردا وحزينا , وينشر حوله حزنا دفينا يشبه حزن اذار حلبجة الجريحة , وزاد في مرارة لذعته هطول المطر ليغسل وجوه وعيون المقاتلين الذين كانوا ينتظرون يوما جديدا بعد التعب والارهاق والانتظار داخل مخبئهم السري في سفح جبل كوسره ت الذي يطل على بحيرة (دوكان)(1)..
وقع ما لم يكن في الحسبان .... حيث فجاة عرف المقاتلون بانهم محاصرون بالجيش والجحوش .... ولخصوصية جغرافية الموقع الصعبة والعاصية وبعد معركة مصيرية استطاع الانصار ان ينسحبوا الى مواقع خلفية بعد ان استشهد بطلان من البيشمه ركة في هذه المعركة وهم ( الشهيد شه بول والشهيد ريباز )(2) ...
التقيت ملازم شيرزاد في ( نوكان ونيوزه نك , على الحدود العراقية الايرانية ) مرة اخرى بعد ان افترقنا في (سماقولي) ...حيث توجهت انا مع مفرزة اخرى الى منطقة بهدينان في عام الانفال , وبعد العناق الانصاري الحار ...جلسنا معا وتحدث بالم وحرقة عن رفاقه الذين استشهدوا في جبل كوسره ت وعن احداث المعركة وتفاصيلها المؤلمة, وعن الشهيد ريباز الذي القى قبل استشهاده بايام قصيده مؤثرة عن الشهيد القائد ( فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي في يوم 14 شباط 1989 يوم الشهيد الشيوعي ..... وعن تدمير القرى الكوردستانية الامنة بالاسلحة الكيمياوية ومنها قريته الجميلة التي ولد فيها وترعرع في احضانها وحفر على جدران بيوتها الطينية رسوم وخطوط الطفولة والصبا .........حيث بدأت الحملة الرابعة لمجزرة الانفال من قريته ( كَوبته به ) في /5/1988 والتي كانت تتكون في الاصل من (500) دارا تحطمت لمرات عدة في حملات التهجير المتعددة ليعود ابناؤها لبنائها مجدداً ..... حيث قصفت بالطائرات وبالاسلحة الكيمياوية مما ادى الى استشهاد عشرات الاشخاص بالاضافة الى تدمير واحراق بيوتها البيسطة ...
كان لملازم شيرزاد دورا بطوليا في انتفاضة اذار 1991 , وشارك مع بيشمركة حزبه في معارك مصيرية ضد النظام البائد وكان له دورا كبيرا في اقتحام وتحرير المدن والنواحي والاقضية في كوردستان ....حتى وصل مع رفاقه الى مدينة كركوك وشارك في تحريرها ... واثناء الهجوم الوحشي المرتدعلى المدينة من قبل الحرس الجمهوري والمغاوير وبمساندة السمتيات والمدافع قرر بيشمركة الاحزاب الانسحاب باتجاه اربيل ..... وفي 28 / 3 / 1991 وفي معركة مصيرية غير متكافئة على طريق كركوك اربيل استشهد ملازم شيرزاد مع اربعة من بيشمركة حزبه وهم كل من ( الشهيد نمير , الشهيد حميد , الشهيد كاوه والشهيد ستار ) بعد ان قرروا الدفاع عن المنطقة وعدم الانسحاب رغم خطورة الموقف ....بعد ان منعهم كبريائهم و روحهم الثورية من الانسحاب ...
وبعد ارغام قوات النظام البائد على الانسحاب من المنطقة تم نقل جثمان الشهيد الى قريته ...حيث التحف بسمائها واحتضن تلك الارض الطيبة التي احتضنت قبله شقيقه الاكبرالشهيد النصير الشيوعي (فاتح سليمان صابر المعروف ب (سردار) الذي استشهد ايام الاقتتال الداخلي في (جبل تكول موردان , والواقع بالقرب من مدينة كويسنجاق) ...ليصبحوا نجوما متلئلئة في سماء قريتهم و ينيروا درب العشاق ويعيدوا البسمة المسروقة منهم ، رغم الاحتراق والضياع والتشرد و ليحتفلوا من جديد بانبثاق الزهور وهطول المطر والعناق الإلهي في ارض العشق التي احرقت بالسموم ...
وللتاريخ اقول بانه وبفترة قصيرة جدا أصبح ملازم شيرزاد رمز المقاومة والتحدي ، حين صار الثوري الذي استحوذ على مخيلة الشباب في المنطقة ...و بالنسبة للكثير من رفاقه الانصار في كوردستان يحتل هذا الثوري مكانة تداني المكانة التي يحتلها تشي جيفارا في أمريكا اللاتينية ...
كانت هواية ملازم شيرزاد , الإستماع الى الموسيقى حيث كان يعشق موسيقى ( زوربا اليوناني) ويستمع اليها باستمرار و كان يعشق القراءة وخاصة القصائد وتميز بحفظ قصائد لكبار شعراء الكورد الكبار و منهم ( نالي , احمدي خاني , حاجي قادري كويي , سالم , كَوران) واخرين وكان من المعجبين بقصائد الشاعر الوطني الكبير (احمد دلزار ) حيث كان يلقي لنا بين حين واخر مختارات من قصائده الوطنية وقصائد الغزل وكان يشرح معانيها ومغازيها ...ورفاقه حوله يزدادون اهتماما بما يقول وكانوا يزدادون رغبة في المزيد من الاصغاء والاهتمام ..فكان ملازم شيرزاد يذكر من معاني الابيات التي يلقيها ما لم يشر اليه الشاعر ....
وكان ايضا يكتب النثر في دفتره الانصاري ...كما كتب عن رفاقه الذين استشهدوا في واقعة جبل كوسرت ويستذكرهم بايات من الشعر والنثر ....بعد ان كتب عنهم وعن تاريخهم النضالي في ذلك الدفتر وطلب مني ان انشره في ادبيات الحزب الشيوعي العراقي وفي صفحات الخالدين ( رسالته محفوظة في الارشيف وبخط يده الجميل ) .. ولحسن الحظ نجت هذه الرساله مع بعض الصور و كتابات ثمينة بخط ايادي الشهداء باعجوبة في عام الانفال بعد ان ضاع و تأنفل معظم صوري ورسائل اصدقائي البيشمركة في عواصف السموم في الانفال ...
لم يبقَ لي الا ان اقف بخشوع لذكرى شهداء انتفاضة اذار المجيدة وفي مقدمتهم الشهيد الخالد ملازم شيرزاد واقول : نعم ايها الثوري البطل ...الحرية تؤخذ ولا تعطى كما كنت دائما تقول لنا عندما كنا نجلس في الغرف الطينية وحول المدفئة الخشبية وكنت تحكي لنا قصص البطولات لابطال اممين قدموا حياتهم في سبيل الانسان والانسانية فمنك سمعنا عن الثوري اليساري (توماس سنكارا) هذا المناضل الاممي الشيوعي الذي حرر بلده (بوركينا فاسو) (3) من قبضة الاستعمار ومناضلات ومناضلين كثيرين اخرين قدموا حياتهم من اجل العدالة البشرية ...
سلاما وباقات من النرجس الجبلي اليك ايها المحارب الشجاع و سلاماً لكل شهداء الوطن والشعب و من كل القوميات و الاديان ... الذين قدموا ارواحهم من اجل الانسانية والعدالة البشرية .....
وقبل الوداع اهمس اليك واقول : نعم ايها الصديق الجميل تضيع الحروف وتعجز مفردات اللغة امام اخلاصك وتعبك ونضالك وتضحيتك بالغالي والنفيس في سبيل الاخرين وسعادتهم ..... كنت معنا وفي المقدمة دائما وستبقى معنا تقاسمنا كل لحظة همومنا وافراحنا وذكرياتنا التي اصبحت جزءاً من تاريخ كتب بدمائك وبدماء خيرة ابناء وطننا الجميل .....
فالى اللقاء ايها المقاتل الشجاع ....
ملاحظة : الصورة المرفقة في الاعلى مهداة من الشهيد ملازم شيرزاد الى كاتب المقالة .... والمرفق في الاسفل بخط يده الذي كتب يقول : اهدى لرفيقي شه مال هذه الصورة البارتيزانية , التي اخذت في شتاء عام 1988 في جبل باواجي , لاانسى تلك الايام رغم مرارتها وتعبها وحلاوتها وصعوبتها وانها اختلطت بدمي ولحمي وبجميع خلايا جسمي ....وسوف تعيش معي تلك الايام وافتخر بها الى اخر نفس ... رفيقك . م . شيرزاد ) ..
الواقفين من اليمين : النصير الشهيد (شه بول الذي استشهد في واقعة جبل كوسره ت , النصير كوردة , الشهيد ملازم شيرزاد , والجالسين من اليمين : النصير خسرو , النصير كامران , النصير الشهيد ريباز )الذي استشهد في ملحمة جبل كوسره ت ....
(1) دوكان ...البحيرة والمصيف والبلدة، تقع على نهر الزاب الاسفل (الصغير) ,و هي مركز قضاء تابع لمحافظة السليمانية، و تقع على بعد (53)كم الى الشمال الغربي من مدينة السليمانية .
(2) http://www.youtube.com/watch?v=iQex-K7Hhms
الرابط لمشاهدة المجرم الهارب (قاسم اغا )وجحوشه بصحبة الجيش في جبل كوسرت بعد مداهمة مخبأ بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي واسر اثنين من البيشمركة بعد ان اصيبا بجروح بالغة في معركة غير متكافئة مع ازلام النظام البائد في اذار 1989...ورغم اصابتهم وجروحهم البالغة الا انهما صمدا بوجه العفالقة وجحوشهم حيث تعرضا الى التعذيب الوحشي واستشهدا جراء ذالك وهم الشهيدين الخالدين : )جنكًي كريم )المعروف ب( شه بول) , والشهيد (جليل ابراهيم احمد )المعروف ب (ريباز) صديقي وابن مدينتي ....
(3) بوركينا فاسو , دولة تقع في غرب افريقيا , تحيطها ستة دول هي : مالي من الشمال , النيجر من الشرق , بنين من الجنوب الشرقي , توغووغانا من الجنوب وساحل العاج من الجنوب الغربي وتقع ضمن دول الصحراء الكبرى في افريقيا , كان اسمها في الماضي ( جمهورية فولتا العليا ) وفي اغسطس عام 1984 غير الرئيس توماس سنكارا اسم الدولة الى بوركينا فاسو والتي تعني (بلد الناس النزيهين) ....[1]