جميل بايك
بعد أن تم إغلاق أكاديمية معصوم قورقماز, قام القائد آبو بتدريب الرفاق في منازل المؤيدين للحركة لفترة من الزمن. وبعدها عمل على فتح أكاديمية جديدة بعد أن تم إغلاق أكاديمية معصوم قورقماز في لبنان. بالطبع فتح مراكز للحزب في المنطقة لم يكن بالأمر السهل، إنما كان نتيجة اتباع أسلوب خاص بالقائد، أي أنها لم تكن نتيجة صدقة تقدمها إحدى الدول للحركة. فلو ترك الأمر لحكومات الدول التي فتحت فيها الأكاديميات لما كان بالمقدور فتحها. في تلك الفترة كان هناك رفاق مصابون تتم معالجتهم في المنطقة، ولكن بعد أن قام القائد آبو بمناقشة الآثار السلبية التي تخلقها معالجة الرفاق المصابين في منازل المؤيدين والمشافي العامة للحركة والدولة اقترح أن يتم تخصيص مكان خارج المدينة ويجهز بالمعدات الصحية للحد من تلك الأخطار والسلبيات. وبالفعل تم تجهيز مكان على هذا الأساس خارج المدنية وتم نقل بعض الرفاق المصابين إليه. وبعد مضي فترة قام القائد بنقل مجموعة من الرفاق غير المصابين إلى ذاك المكان، وبعد فترة أخرى قام القائد بنقل الرفاق الذين كنا نسعى إلى تدريبهم إلى ذاك المكان. لاحظت السلطات الأمنية حركات غريبة في تلك المنطقة، أي وجود مجموعات أخرى من الرفاق إضافة إلى تلك المجموعات التي يفترض أن تتواجد هناك من أجل المعالجة، لهذا السبب قامت بمداهمة ذاك المكان عدة مرات ولكنها لم تفلح في العثور على أي شيء نتيجة التدابير التي كنا نتخذها.
تم البدء بفتح دورات تدريبة تدريجياً. أي تمت الاستفادة من المكان على الرغم من عمليات المداهمة التي كانت تتم عليه. وبهذا الشكل تحول المكان إلى أكاديمية يتم فيها تدريب الكوادر دون أن يتم أخذ إذن أية جهة للسلطة. بعد مضي فترة تم فتح أكاديمية أخرى بالطريقة نفسها. تم تشكيل أكاديميتن في تلك الفترة واحدة خاصة باللغة التركية والأخرى باللغة الكردية. أي أن السلطات اضطرت أن تقبل بالأمر لأنها وضعت تحت الأمر الواقع. النقطة التي أود الإشارة إليها هنا هي أنه لو طلب القائد آبو الإذن من السلطات لفتح أكاديمية ما كانت لتقبل بذلك. إلا أنه من خلال اتباع القائد لهذا الأسلوب تمكن من فتح الأكاديميات وإجبار السلطات على قبولها. حتى أن بعض المسؤولين قالوا للقائد في تلك الفترة “لقد قمت بفتح هذه الأكاديميات دون علمنا وأجبرتنا على القبول بها”. أي أنه كان هناك عمل ونضال في المنطقة كلها تم باتباع هذا الأسلوب. فالحكومة والسلطات في المنطقة لم تمنحنا حتى هوية شخصية حتى أنها لم تمنحها للقائد آبو، كما أنها لم تقدم لنا سلاحاً ولا حتى رصاصة. فكل الأعمال والنضالات التي تمت هناك تمت من خلال الاستناد إلى هذا الأسلوب الذي اتبعه القائد آبو.
كما هو معروف لم يقبل الرئيس السوري وجود أخيه في الدولة السورية على الرغم من قيام رفعت الأسد بتقديم خدمات كبيرة وكثيرة لحافظ الأسد؛ حيث كان قائداً عسكرياً، وهو من قام بارتكاب المجازر في كل من حماة وحمص وحلب في فترة الأخوان المسلمين. قام حافظ الأسد بصون وفرض سلطته عن طريق أخيه رفعت الأسد بعض الشيء، إلا أن حافظ الأسد لم يسامح رفعت الأسد لارتكابه خطأ وقام بنفيه خارج الدولة ولم يسمح له بالعيش في سوريا إلى الآن. سوريا دولة استخباراتية، وكانت تصون سلطتها بالاستناد إلى التنظيم الاستخباراتي. والدولة السورية ماهرة جداً في كيفية تجزئة التنظيمات وفرض سلطتها عليها. وأخضعت كل التنظيمات الموجودة في سوريا لخدمة مصالحها. في سوريا لا يمكن خطو أية خطوة دون إذن الدولة أو الحكومة السورية. وفي لبنان لم يكن أحد يتجرأ أن يخطو خطوة واحدة دون علم وموافقة الدولة السورية، كما كانت سوريا صاحبة قوة ضمن الحركات الفلسطينية، حيث كان بمقدورها حيثما شاءت خلق نزاعات وتقسيمات ضمن الحركات الفلسطينية. كما كانت صاحبة قوة ضمن الحركات الوطنية اللبنانية أيضاً. فقد سعت على الدوام إلى الحفاظ على التوازن بين قوة الأطراف في لبنان، أي كانت تقوم بتقوية ودعم القوة التي تضعف ضد القوى التي تكتسب القوة كي تتمكن من فرض سلطتها في لبنان. كانت تتبع سياسة بهذا الشكل، كما كانت تعتمد على سياسة صون التوازن في سياساتها المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، كما كانت تعتمد هذه السياسة في الداخل السوري أيضاً. يمكن القول إن الدولة السورية التي استطاعت فرض حاكميتها وإخضاع جميع الحركات لخدمة سياساتها لم تستطع فرض سياساتها وحاكميتها على حزب العمال الكردستاني. فالأسلوب الذي اتبعه القائد آبو في سوريا دفع بالحكومة السورية لتقبل حزب العمال الكردستاني, أي أن الأسلوب الذي اتبعه القائد آبو أجبر الرئيس السوري الذي نفى أخاه خارج سوريا نتيجة خطأ صغير على السماح للقائد آبو بالعيش سنين طويلة في سوريا. فلو ارتكب القائد آبو خطأ بسيطاً هناك لما استطاع العيش في سوريا، كانت الدولة السورية حينها ستقوم إما بتصفيته أو فرض الاستسلام عليه. حيث أن هناك أمثلة مشابهة ومعروفة؛ فقد قامت بتصفية جان بولات ورفاقه في لبنان، هذه هي حقيقة سوريا. عندما كان القائد يناضل في سوريا كان يناضل بحساسية وحذر شديدين، وكان يدرك نقاط ضعف الدولة السورية وجوانب قوتها، وعلى أساس ذلك قام بالعمل السياسي هناك، ولهذا السبب وصل إلى النتيجة التي كان يريدها. حافظ الأسد رأى من خلال متابعته لحياة وفعاليات ونضال وأعمال القائد آبو بأنه يختلف عن القادة الآخرين وأن هذه الحركة ليست كالحركات الأخرى، لهذا السبب اضطر لأن يحترم القائد آبو، وكل هذا تحقق بفضل الأسلوب والسياسة والفكر والنهج الذي اتبعه القائد آبو في نضاله. أي أن فتح الأكاديميات ونضالنا في سوريا، والقيام بنضال عظيم في روج آفا كردستان، وخلق الوعي بين الشعب، وتيقظه وانضمامه إلى النضال وانضمام الآلاف من المناضلين إلى صفوف الحركة، تحقق من خلال الاستناد إلى أسلوب محدد، ألا وهو أسلوب القائد. فلو لم يتم الاستناد أو اتباع هذا الأسلوب في النضال في سوريا لما كان بمقدور المرء إنجاز تلك الأعمال، أي ما كانت الحكومة السورية لتقبل بهذه السهولة القيام بالنضال ضمن صفوف الشعب الكردي في سوريا، وانضمام الشعب الكردي هناك إلى الحركة والتنظيم، وانضمام آلاف المناضلين والثوار إلى صفوف الحركة، وفتح الأكاديميات. أي كان من الصعب تحقيق كل هذه المكاسب. أي أنه لو لم يقم القائد بتحديد ودراسة حساسية ونقاط ضعف وقوة ذاك النظام، ولو لم يقم بتطوير أسلوب النضال، ولو لم يكن يتخذ من مبدأ الحرية أساساً في نضاله، ولو لم يقم بتطوير علاقاته مع العرب وفق مقاييس معينة، ما كان بالمقدور القيام أو تحقيق تلك الأعمال. يقول القائد آبو: لا أحد يعرف حتى الآن كيف ناضلت وعملت في سوريا، فالجميع يعتقدون بأني كنت أناضل بدون أية عوائق وأن الدولة السورية كانت تقدم الدعم لنا، إلا أنه في الأساس لم يكن هناك وضع بهذا الشكل. فجميع فعالياتنا هناك تمت عن طريق كسب الشخصيات الكردية التي كانت تقوم بخدمة النظام السوري. ففي إحدى المرات قال أحد الضباط السوريين للقائد آبو: ” لقد وضعت لغماً تحت الأساس الذي قمنا بتشكيله”. فجميع الشخصيات التي كانت تقوم بخدمة النظام السوري باتت تخدم حزب العمال الكردستاني، وكذلك الكثير من عملاء النظام أيضاً. وعلى هذا الأساس تم القيام ببعض الأعمال والنجاح فيها. صحيح أنه قد يكون حافظ الأسد قد غض النظر عن نشاطاتنا وفعالياتنا في سوريا، أي أنه لو لم يغض النظر لما كان بالمقدور القيام بتلك الأعمال هناك, إلا أنه لم يغض النظر بخصوص أخيه، فغضه النظر عن فعاليات#حزب العمال الكردستاني# كان بفضل أسلوب ونهج القائد آبو.
يقول القائد آبو: ” لقد قمت بالكثير من الأعمال والفعاليات التاريخية في سوريا”. فما هي تلك الفعاليات والأعمال التاريخية؟ طوّر القائد في سوريا حزباً وتجييشاً وعلى أساسه طوّر اجتماعية الكرد، لم يكن هذا بالأمر السهل، فهذا يعتبر نضالاً تاريخياً. كما أنه طوّر ثورية ومناضلية حزب العمال الكردستاني هناك, وهذا أيضاً كان نضالاً تاريخياً عظيماً. هناك أمثلة كثيرة تشبه المناضلين الذين خلقهم حزب العمال الكردستاني ضمن تاريخ الشعوب، ولكن الذي قام به القائد آبو ضمن حزب العمال الكردستاني جعل جميع من في الحزب يتميز بتلك الصفة، لهذا السبب الأمر يحوز على الأهمية. لم تقم أية حركة بخلق آلاف المناضلين على المستوى الفدائي كما فعل حزب العمال الكردستاني. فالذي قام بخلق هذه المناضلية هو القائد آبو، حيث تمكن من خلق قيادة وحزب ومناضلين وشعب فدائي بالاستناد إلى المفهوم الفدائي. لهذا السبب يعتبر نضاله نضالاً تاريخياً عظيماً. كما أنه استطاع من خلال نضاله خلق إمكانيات لتطوير الحزب ونضال الحرية هناك، ولا سيما خلق تلك الامكانيات من العدم، وتم النضال لمدة عشرين عاماً من خلال الاستناد إلى تلك الإمكانيات، أي أنه من خلال علاقة بسيطة مع عائلة فقط تمكن من خلق علاقات وإمكانيات كبيرة وبالاستناد عليها تم تسيير النضال وهذا بحد ذاته يعتبر ملحمة. كما أن القائد آبو طوّر تجييش الكريلا هناك، حيث تم تدريب الآلاف من الأشخاص في تلك الساحة ووجههم مرة أخرى إلى الوطن. لم يقم أحد بمثل هذا العمل على مر التاريخ، قد نصادف في التاريخ بعض الأشخاص الذين تلقوا تدريباتهم في الخارج ولكن لم يقم أحد بتدريب عشرات الآلاف في الخارج، وهذا أيضاً يعتبر نضالاً ملحمياً وتاريخياً عظيماً أي القيام بخلق شعب مناضل من أجل الحرية رغم جميع الظروف. والعمل الملحمي والتاريخي الآخر الذي قام به القائد آبو في تلك الساحة هو تطوير نضال المرأة، أي تطوير فكر وعواطف وتنظيم وعملية المرأة الحرة، وعلى هذا الأساس أحدث تغييراً وتحولاً كبيراً ضمن المجتمع الكردي، وهذا بحد ذاته يعتبر ثورة عظيمة. إلى جانب كل هذه النضالات والأعمال الملحمية قام القائد آبو بعمل ملحمي آخر؛ فمنطقة الشرق الأوسط كانت منغلقة أمام الكرد، والساحة كانت ساحة العرب وكان هناك خلاف العرب والإسرائيليين، وكان الكرد قد عقدوا علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإيران عن طريق ملا مصطفى البارزاني، لهذا السبب كان الكرد يفتقدون الاعتبار من قبل العرب بل كان العرب يرون الكرد أعداء لهم، القائد آبو قلب هذا الواقع، تمكن القائد من فتح ساحة الشرق الأوسط أمام الكرد وإعادة الاعتبار لهم من جديد، فالعلاقات التي عقدها والمفاهيم التي طورها لم تخدم حزب العمال الكردستاني فحسب إنما قامت بخدمة جميع الحركات الكردية ككل. كما قام بوضع اسس الدبلوماسية الكردية في منطقة الشرق الأوسط وطورها، وطور علاقة الكرد والعرب. كما أن الكتاب الذي ألفه وترجمه أحد الكتاب العرب إلى اللغة العربية –سبعة أيام مع القائد آبو- ساهم في تطوير العلاقة بين الكرد والعرب أكثر. قد لا يستفيد حزب العمال الكردستاني في يومنا الراهن كثيراً في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن كلاً من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يلقيان فائدة ومنافع كبيرة، فانفتاح الباب الدبلوماسي أمام الحزبين المذكورين في منطقة الشرق الأوسط يستند إلى الأساس الذي خلقه القائد آبو من خلال نضاله وأسلوبه. ففي فترة خروج القائد من سوريا وتوجهه إلى روما تطرق إلى هذه الموضوع وقال “ربما خسرني الشعب الكردي كشخص ولكني جعلتهم يكسبون الكثير”. فالقائد آبو هو الشخص الذي عرّف العالم بحزب العمال الكردستاني ، وجعله يتمركز ضمن السياسة العالمية، والذي خلق قلب وروح الشعب الكردي، وطور أسس الوحدة الكردية، وأحيا الوطنية الكردية من جديد، وكسب احترام الكرد في منطقة الشرق الأوسط وليست الأحزاب الكردية الأخرى.
كما هو معلوم قامت الرفيقة زيلان بعملية عظيمة في منطقة ديرسم بعد التفجير الذي حصل في دمشق عام 1996 والذي استهدف القائد آبو. فلماذا قامت الرفيقة زيلان بتلك العملية؟ لم يقم أحد بتوجيه الرفيقة زيلان للقيام بتلك العملية! فالرفيقة زيلان ناقشت الأمر مع نفسها وتوصلت إلى قرار القيام بتلك العملية الفدائية من تلقاء ذاتها. سعى العدو من خلال ذاك التفجير إلى القضاء على القائد آبو. أدركت الرفيقة زيلان بأن استهداف القائد آبو يعني استهداف شعب بأكمله ويعني استهدافها أيضاً، ولهذا السبب رأت أنه من الواجب التصدي لمساعي القضاء والتصفية هذه بالمثل، أي أنه لا يمكن إفشال تلك المساعي من خلال التطرق إلى أساليب أخرى بسيطة. لهذا السبب قامت الرفيقة زيلان بتلك العملية الفدائية، ووجهت من خلال عمليتها تلك رسالة إلى الدولة التركية مفادها ” إن كنتم تسعون إلى القضاء علينا فهذا يعني نهايتكم أيضا”. كما أنها من خلال عمليتها تلك وجهت رسالة إلى كل من الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني وقوات تحرير الشعب الكردستاني مفادها ” إنهم يسعون إلى القضاء عليكم لهذا من الواجب عليكم أنتم أيضاً التصدي لهذه االمساعي والسياسة بالمثل”. كما أنها من الناحية العسكرية طورت تكتيكاً جديداً، أي أن تلك العملية الفدائية كان تكتيكاً جديداً.
كان العدو يشن هجمات قوية على قواتنا من الناحية العسكرية، وكان يسعى إلى إلحاق ضربات بالحركة، وفي المقابل كانت الحركة تتصدى لكل هذه المساعي والهجمات من الناحية السياسية والأيديولوجية والتنظيمية والعسكرية، ولكن الرفيقة زيلان تصدت بتكتيك أو أسلوب جديد لمساعي العدو الهادفة إلى القضاء والتصفية. أي أنها لعبت الدور الطليعي بخصوص هذا التكتيك أو الأسلوب الجديد. وهذا أحد الأسباب التي أكسبت عمليتها هذه الأهمية العظيمة. كانت سوية العواطف والفكر والتنظيم والنظام عالية إلى أبعد الحدود في شخصية الرفيقة زيلان، كما أنها كانت صاحبة سعي كبير لترجمة تلك الخصائص على الواقع وضمن الممارسة العملية. أي كان النصر يُرى في شخصية الرفيقة زيلان من كل النواحي. فلو لم يكن ارتباطها بالشعب والرفاقية والحركة والقائد والقيم ومقاييس هذه الحركة عظيماً بهذا القدر ما كانت لتقوم بعمليتها الفدائية تلك. حيث أن الشخص صاحب العواطف والفكر والتنظيم والعملية العظيمة هو فقط بإمكانه القيام بمثل تلك العملية. فالشخص المرتبط بالشعب والحركة والقيم، الشخص الذي لا يعيش من أجل ذاته فقط، ويخرج من نطاق كونه عائداً لنفسه فقط، والذي يحيي قيم الشعب وهذه الحركة من كل النواحي، ويقوم بتنظيم حياته بالكامل على هذا الأساس، ولا يقبل بحياة أخرى لذاته هو فقط يستطيع القيام بمثل هذه العملية. فالشخص الأناني الذي يعيش لنفسه لا يمكنه القيام بمثل هذه العملية بالتأكيد. الرفيقة زيلان قدمت كل شيء تملكه وعلى الرغم من ذلك كانت تقول ليتني أملك شيئاً آخر أثمن من روحي لأقدمه، لو كانت تملك شيئاً آخر غير روحها لقدمته من دون تردد، لأن كل ما تملكه كان من أجل هذا الشعب وهذه الحركة والحرية. هذه هي ثورية ومناضلية حزب العمال الكردستاني. فالشيء الذي تحقق في شخصية الرفيقة زيلان هو مناضلية وثورية حزب العمال الكردستاني، أي أنها استطاعت أن تصل إلى فلسفة وايديولوجية وسياسة وتنظيم وعملية وأخلاق وثقافة وشخصية ومقاييس حزب العمال الكردستاني. تعتبر الرفيقة زيلان مثالاً يقتدى به في أسلوب هذه الحركة، لماذا؟ لأنها استطاعت أن تتحلى بذهنية هذه الحركة ولهذا السبب اتخذت من أسلوب هذه الحركة أساساً لها. هذا هو أسلوب الآبوجية العائد لحزب العمال الكردستاني. يمكن أن نرى في شخصية الرفيقة زيلان نظام ومسيرة وعملية وأسلوب وسوية هذه الحركة في التوجه نحو الهدف والتمسك به. ينبغي على هؤلاء الذين يقولون إنهم رفاق زيلان ألا يحصروا رفاقيتهم لها في القول فقط، فالرفيقة زيلان تعبر عن الحقيقة، عن حقيقة هذه الحركة، كما أنها تعبر عن الممارسة العملية لهذه الحركة بشكل كامل، أي ينبغي عليهم أن يتخذوا من هذا أساساً لهم، حينها يكونون من رفاق الرفيقة زيلان بالفعل.
فالشخص الذي يعيش لنفسه ويحيا الأنانية وعدم النظام والتنظيم ويكون متناقضاً مع كل هذه الحقائق, ويقول: “أنا من رفاق زيلان” يعد قوله إهانة لشخصية الرفيقة زيلان. لأنه لا يمكن رؤية الأنانية والعيش من أجل إحياء الذات في الخصائص التي تحلت بها الرفيقة زيلان. فذكر كلمة زيلان يعبر عن التنظيم والنظام والجدية والمسؤولية، والشخص الذي يتخذ الرفيقة زيلان أساساً له لا يمكنه أن يحيا أو يعايش عدم الجدية وعدم المسؤولية وعدم التنظيم والنظام، من الواجب عليه أن يكون جدياً ويمتلك روح المسؤولية، وينبغي عليه إحياء هذا الشعب وهذه الحركة حتى النخاع، فهذا يعتبر شرطاً أساسياً. هذا هو الشيء الذي تحقق في شخصية الرفيقة زيلان، فهي كانت تقول “أريد أن أعيش عظيمة” كيف يكون السعي للحياة أو للعيش عظيماً؟! هو أن تقوم بخلق قيم ومقاييس وتطوير فرص الحياة والنضال للشعب، بهذا الشكل فقط يمكن إحياء الحياة العظيمة ومعايشتها. أي أنه عندما تقوم بتطوير مقاييس وقيم الحياة وفرص النضال والنصر من أجل حركتك ورفاقك وشعبك حينها يمكنك إحياء الحياة العظيمة ومن دون هذا لا يمكن إحياء هذه الحياة بأي شكل من الأشكال. ففي نهج الرفيقة زيلان لا يوجد شيء اسمه الموت بل على العكس تماماً هناك رفض للموت بشكل تام، لهذا السبب كانت تقول “أريد أن أحيا الحياة العظيمة” ويستند هذا إلى اتخاذ فلسفة القائد آبو أساساً، فتلك العملية كانت للحد من الموت والمجازر وعمليات الإبادة. إن تمكنت من الحد أو منع عمليات أو سياسات التصفية والمجازر وتمكنت من تقوية إمكانيات الحياة والعيش حينها تقوم بإحياء الحياة العظيمة. فالرفيقة زيلان بعمليتها الفدائية تلك تصدت لمساعي العدو الهادفة إلى الإمحاء والتصفية. لهذا السبب لا يوجد مكان للموت في فلسفة الرفيقة زيلان بل على العكس تماماً الأساس هو الحياة وإحياؤها وخلق وكسب الحياة وتعظيمها. لا يمكن أن نرى في شخصية الرفيقة زيلان تلك العواطف والأفكار البسيطة ولا الرفاهية ولا عدم التنظيم ولا الافتقاد إلى روح المسؤولية، فشخصية الرفيقة زيلان تعبر عن العواطف والأفكار والتنظيم والعمليات الكبيرة، وتعبر عن القيم والمقاييس العظيمة، ينبغي على كل من يقوم باتخاذ الرفيقة زيلان قدوة له أن يقوم بإحياء كل هذا في شخصيته.
ولكن مع الأسف هناك الكثيرون ممن يقومون باستغلال اسم الرفيقة زيلان كوسيلة لخدمة أنفسهم أي لإخفاء نواقصهم والرفاهية والأنانية وعدم الجدية التي يحيونها. ربما البعض قد يحتاج إلى مثل هذه الأفعال أو الممارسات إلا أنه على مناضلي هذه الحركة عدم السماح لهم بالقيام بهذا. هذا الأمر من مهمات المناضلين. فإن كانوا فعلاً مناضلين ورفاقاً للرفيقة زيلان عليهم ألا يسمحوا بأن يتم استغلال اسم الرفيقة زيلان. ما قامت الرفيقة زيلان بتحقيقه في ديرسم هو الشيء نفسه الذي قام كل من الرفاق مظلوم وكمال وخيري بتحقيقه في سجن آمد، واستمرار له، لأن هؤلاء الرفاق أيضاً أدركوا وجود الشيء نفسه ، وقاموا بالتصدي لعملية الإمحاء بتلك الطريقة. فهم لم يكونوا يملكون أي شيء سوى أرواحهم فضحوا بأرواحهم في سيبل الحد من تلك السياسات الهادفة إلى الإمحاء، والرفيقة زيلان أيضا تصدت لتلك السياسات والممارسات بجسدها وروحها، هؤلاء الرفاق لم يتركوا شيئاً من أجل أنفسهم وكذلك الرفيقة زيلان هي الأخرى لم تترك أي شيء من أجل ذاتها ونفسها. لهذا السبب فإن العملية الفدائية العظيمة التي قامت بها الرفيقة زيلان هي استمرار للعملية التي تمت في سجن آمد. فهاتان العمليتان استندتا إلى نفس الفلسفة ونفس المفهوم، وتمتا بنفس الأسلوب. لهذا السبب تحيا الرفيقة زيلان الحياة العظيمة.
في عام 1996 وبعد عملية التفجير التي استهدفت القائد آبو، توجه عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري آنذاك إلى فرنسا، وبعد عودته من فرنسا طلب خروج القائد من سوريا. بالطبع كان من الواجب علينا أن نعرف مصدر هذا القرار أي هل هو قرار اتخذته الدولة السورية أم أنه قرار من أطراف أخرى. في تلك الفترة كنا قد قررنا أن يخرج القائد من سوريا لفترة ويعود من جديد إن كانت الظروف مناسبة. ولكن عند طلب عبد الحليم خدام خروج القائد أردنا معرفة صاحب القرار، وماهي خفايا هذا القرار، وعايشنا بعض التردد في هذا الموضوع، أي بخصوص خطو هذه الخطوة أو عدمها! أي ماهي الآثار التي ستنتج عن تلك الخطوة من كل النواحي في كلا الحالتين. وبعد عدة لقاءات توصلنا إلى قرار ألا وهو عدم خروج القائد. لأنه اتضح من اللقاءات التي تم إجراؤها بأن هذا القرار غير عائد للدولة السورية، إنما هو عائد للدول الخارجية كفرنسا وغيرها من الدولة الغربية، وأن هناك مؤامرة يتم حبكها في الخفايا. بالطبع لم نكن نعرف ما هو هدفهم في تلك الفترة، فالشيء الذي توصلنا إلى معرفته هو أنهم يسعون إلى إخراج القائد من سوريا. القائد كان سوف يخرج من سوريا في تلك الفترة لولا أن عبد الحليم خدام طرح هذا الأمر. القائد لم يكن يريد الخروج من سوريا؛ لأنه خلق حصناً بصعوبة بالغة بنضاله وأسلوبه، لهذا السبب لم يكن يريد التخلي عنه بسهولة، كان يريد أن يتم صون ذاك الحصن الذي خلقه بنضاله وأسلوبه، وتوسيعه أكثر ووضعه في خدمة الشعب والحركة، هذه كانت مساعي القائد.
ولكن من ناحية أخرى وخصوصاً بعد عملية التفجير اتضحت مساعي ونية العدو باستهداف الحركة في سوريا. لهذا السبب كان من الأنسب خروج القائد من سوريا لفترة، فهذه الخطوة ربما تعود علينا أي الحركة بالنفع، وعلى هذا الأساس ربما يمكننا صون واستخدام ذاك الحصن بشكل أفضل ولفترة أطول. ولكن عند رؤيتنا بأن بعض الأطراف في الدولة السورية تدفعنا لخطو مثل هذه الخطوة رأينا فيها خطورة، ولهذا السبب لم ننفذ القرار الذي اتخذناه والمتعلق بخروج القائد. فلو كنا قد قمنا بتلك الخطوة في تلك الفترة ما الذي كان سيحصل؟ بالطبع النتيجة لم تكن واضحة. ربما كانت الخطوة ستسفر عن نتائج إيجابية أو كانت ستخلق مخاطر أكثر. فلو خرج القائد في تلك الفترة ربما كان بمقدوره الخروج بسهولة أي ربما لم يكن سيصادف العوائق التي صادفها عند خروجه، أي أنه ربما كان بإمكانه التوجه إلى بعض المناطق والحصول على جواز أيضاً، حيث أنه كان هناك وسط كهذا. أي ربما كان بمقدوره التحرك أو الانتقال في الفترة التي تحققت فيها المؤامرة الدولية بدون عوائق، بالطبع هذه تبقى مجرد احتمالات فقط. أي لا يمكن للمرء أن يتكهن بحصولها بشكل تام. ولكن نستطيع أن نقول إن الضغط الذي كان عبد الحليم خدام يفرضه في تلك الفترة لم يكن كالذي تم فرضه في عام 1998. فلو كانت الضغوطات التي تم فرضها في عام 1996 شبيهة بالضغوطات التي فرضت في عام 1998 حينها كانت ستسفر عن النتائج نفسها التي أسفرت عنها في 1998. فعدم تحقق النتائج نفسها يثبت بأن تلك الضغوطات لم تكن بحدة الضغوطات التي فرضت في عام 1998.
بعد وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد صرح عبد الحليم خدام بأن السياسة التي اتبعتها الدولة السورية تجاه الدولة التركية خلال الخمسين سنة الماضية كانت خاطئة. وبعدها فر من سوريا والتجأ إلى فرنسا واتخذ موقفاً معارضاً للحكومة السورية. وعندما كان في فرنسا أدلى بتصريحات هامة، حيث أجرت الصحيفة التركية “الصباح” معه حواراً، تضمن هذا الحوار العديد من الأقوال الهامة، وكانت هناك بعض الأقوال التي تساهم في تنوير وإعطاء المعاني للعديد من الأمور. كان قد قال ” إننا في حزب البعث اتخذنا قرار إخراج القائد آبو من سوريا، ونقلنا قرارنا هذا للرئيس حافظ الأسد”، هذه النقطة هامة بالطبع أي أنه من هذه الجملة يتضح بأنهم هم من قاموا باتخاذ هذا القرار، وأجبروا الأسد على القبول به، أي أن حافظ الأسد لم يكن له أية علاقة باتخاذ هذا القرار، فلو كان له علم بهذا القرار لما كان عبد الحليم خدام سيذكر هذه الجملة في حواره. فهذه الجملة فقط كافية من أجل معرفة العديد من الأمور، كما أن القائد آبو يذكر في مرافعته “هناك العديد من الأمور لم يحن الوقت لكشفها والبوح بها، وعندما يأتي الوقت المناسب سوف أقوم بالكشف عنها”. ويقول بصدد سوريا “إن بعض الأصدقاء لم يوفوا بصداقتهم”. هذه هي الحقيقة والذين لم يوفوا بصداقتهم كانوا مجموعة عبد الحليم خدام ورفاقه. فالقائد لا يريد الكشف عن هذه الأمور الآن، لهذا السبب يقول: عندما يأتي اليوم المناسب أو الوقت المناسب سوف أكشفها. بعد وفاة حافظ الأسد قال خدام: إن سياستنا تجاه الدولة التركية خاطئة، وانتقدها على أساس أنه قام بتقديم نقده الذاتي للدولة التركية، فسياستهم تجاه الدولة التركية كانت تتضمن المسألة الكردية ومسألة حزب العمال الكردستاني إلى جانب مسألة المياه والحدود، أي كأنه كان يقول: إن علاقتنا مع الكرد وعلاقتنا مع حزب العمال الكردستاني كانت خاطئة، وإنها كانت سياسة عائدة لحافظ الأسد ولم تكن عائدة لنا. بالإضافة إلى هذا عندما كان في سوريا أي في فترة حافظ الأسد كان يقوم بإرسال أمواله إلى البنوك التركية؛ الكل في العالم يقومون بإرسال أموالهم إلى البنوك في الدول الغربية كسويسرا وغيرها من الدول الأوروبية إلا أنه كان يقوم بإرسالها إلى البنوك التركية، والجدير بالذكر أنه في تلك الفترة كان هناك صراع حاد بين الدولة التركية والدولة السورية، أي أنه لو لم يكن على علاقة وطيدة مع الدولة التركية فلماذا يقوم بإرسال أمواله إلى بنوكها، فهذه النقطة أيضاً تحوز على أهمية بالغة، فعند خروج عبد الحليم من سوريا والتجائه إلى فرنسا وسعيه إلى تشكيل معارضة ضد الحكومة السورية وتطوير علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية قال: لقد اتخذنا القرار وأجبرنا حافظ الأسد على قبوله وعلى أساسه أخرجنا آبو من سوريا. حتى أنه يذكر بأنه هو الذي اضطر للحديث مع القائد آبو بخصوص مسألة التهديدات التي فرضتها الدولة التركية في تلك الفترة، وأن القائد آبو قال بأنه سوف يخرج من سوريا كي لا يلحق الضرر بالدولة السورية. أي أنه كان له دور هام في خروج القائد من سوريا، حتى أنه كان يريد استغلال هذا الموضوع لخدمة مصالحه الشخصية كي يوطد علاقاته الشخصية مع أمريكا ويقوي نفوذه وسلطته. يمكننا استخلاص بعض النتائج من حديث عبد الحليم خدام؛ لماذا كان عبد الحليم خدام يريد إخراج القائد آبو من سوريا في عام 1996؟ ومن هي الأطراف الموجودة وراء هذا القرار؟ حتى أنه يمكن استنتاج وجود علاقات سرية له مع الدولة التركية، وأن له دوراً هاماً في إخراج القائد آبو في عام 1998 والمؤامرة الدولية التي تحققت فيما بعد. هذه بعض الأشياء التي ذكرها هو بنفسه ومن الممكن أن يكون هناك أمور أخرى لم يتم الكشف عنها. أي أن فرضه الضغوطات على الحركة في عام 1996 بخصوص إخراج القائد آبو كانت لتحقيق أهداف ومساعٍ خاصة به. إلا أنه لم يتمكن من إنجاز تلك الأهداف في تلك الفترة، لكن الأمور التي لم تتحقق في عام 1996 تحققت في عام 1998، لأنه في عام 1998 تم فرض الضغوطات بشكل أشمل واضطر حافظ الأسد للقبول بها. وقع حافظ الأسد في موقف القبول بالأمر الواقع حيث كان عبد الحليم خدام يقوم بفرض الضغوطات من الداخل، وكان حسني مبارك يقوم بفرض الضغوطات باسم الدول العربية، أي أنه كان يجبر الأسد على إخراج القائد آبو من سوريا لتفادي الحرب التي سوف تشمل المنطقة والتي ستقودها كل من تركيا واسرائيل، وفي حال اندلاع مثل هذه الحرب لن تقف أية دولة عربية إلى جانب الدولة السورية للتصدي لهذا الهجوم المتوقع. بالإضافة إلى تهديدات اسرائيل والدولة التركية بالحرب، كما كانت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وانكلترا توجهان لها التهديدات ولا سيما أن أساطيلها كانت تقوم بمناورات في البحر الأبيض المتوسط، وكانت الدولة التركية قد حشدت جيشها على الحدود، في ظل هذه الظروف والضغوطات اضطر حافظ الأسد أن يقبل فكرة خروج القائد آبو من سوريا.
من المعروف أن القائد آبو كان قد أعلن في عام 1993عن وقف لإطلاق النار، وكذلك في عامي 1995، و 1998 أعلن وقف إطلاق النار مرة أخرى. وأحد الأسباب التي دفعت القائد آبو لهذا الإعلان كانت الرسائل التي تأتي من قبل الدولة التركية، والتي كانت تنص على أنه سيتم خطو خطوات إيجابية من قبل الدولة التركية في حال تم الإعلان عن وقف إطلاق النار من قبل الحركة، لهذا السبب كان القائد آبو يعلن عن وقف إطلاق النار في تلك المراحل، والسبب الآخر هو أنه بعد حرب 1992 اتضح أنه من الواجب إجراء تغيير في الاستراتيجية، ولهذا السبب أيضاً أعلن القائد آبو عن وقف إطلاق النار. أي كي يتم وضع القضية الكردية ضمن مسار الحوار والحل بالسبل الديمقراطية والسياسية. أي أن القائد آبو كان يريد إجراء التغييرات التي كان يريدها ضمن هذه الحركة عن طريق عمليات وقف إطلاق النار تلك. فهي كلها كانت خطوات تكتيكية كان الهدف منها إجراء تغيير ضمن الاستراتيجية، ولكن تلك الخطوات لم تسفر عن نتيجة. فقد كان ردهم على علمية وقف إطلاق النار التي أعلنها القائد آبو في عام 1998 هو القيام بمؤامرة دولية وفق اتفاقية واشنطن. لماذا سعوا إلى القيام بمؤامرة دولية بهذا الشكل؟ لأنهم أدركوا بأن قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان يسعى إلى حل القضية الكردية بالحوار والطرق السلمية الديمقراطية. وحل القضية الكردية في تلك الفترة لم يكن لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وحتى الآن أيضاً حل القضية الكردية لا يدخل في خدمة مصالحها، لأن حل القضية الكردية سيكون عن طريق حزب العمال الكردستاني والقائد آبو؛ وهذا بدوره سيساهم في تقوية نهج حزب العمال الكردستاني في كردستان عامة، وبهذا الشكل سوف يخسرون كردستان، ولهذا فالحل لا يخدم مصالحهم. ولهذا السبب ينبغي عدم حل القضية الكردية. والسبب الثاني هو؛ في حال حل القضية الكردية لا يمكنهم فرض تنازلات على الدولة التركية، وهذا أيضاً لا يخدم مصالحهم، لذلك ينبغي الحد من تطور وضع كهذا. السبب الثالث هو أن هذه الحركة والقائد آبو يمثلون الأمل لشعوب منطقة الشرق الأوسط ليس فقط للشعب الكردي إنما لجميع شعوب المنطقة والاشتراكيين والديمقراطيين. لذلك من الواجب تحطيم هذا الأمل أيضاً، كي يتمكنوا من تطبيق استراتيجيتهم في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق أهدافهم. كانوا يرون أنه من الواجب إخضاع هذه الحركة وهذه القيادة وهذا النهج لخدمة مصالحهم وأجنداتهم وإفقادها تأثيرها. لماذا؟ كي يتمكنوا من تحقيق المداخلة التي يقومون بها في العراق والمنطقة والنجاح فيها. في المداخلة الأولى للمنطقة أي حرب الخليج الأولى استطاعت هذه الحركة الاستفادة من الوضع المتشكل وتحقيق بعض النتائج، وتطوير الحركة بعض الشيء، حتى أن الحركة قامت بخطو بعض الخطوات في كردستان ووسعت نضالها أكثر بعد تلك المداخلة، وتطورت وتقدمت في عموم كردستان. لهذا السبب إن لم يتم أخذ التدابير أثناء القيام بمداخلات أخرى للمنطقة فإن هذه الحركة سوف تقوم بالاستفادة منها بشكل أفضل وخطو خطوات أكبر. ولكي لا يحصل هذا من الواجب عليهم اتخاذ التدابير اللازمة من أجل القيام بمداخلات أخرى وكي لا تستفيد هذه الحركة من المداخلات القادمة للمنطقة وتقوية سلطة كل من مسعود البرزاني وجلال الطلباني في كردستان، كي يتمكنوا من إخضاع كردستان لخدمة مصالحهم وأجنداتهم. القوة التي يمكنهم استخدامها في المنطقة هي؛ اسرائيل إلا أنه لا يمكنهم استخدامها لخدمة مصالحها في كردستان كونها تقع ضمن المنطقة العربية، بالإضافة إلى اسرائيل هناك الدولة التركية والكرد. أي أن من الشعوب التي يمكنهم أن يستخدموها لخدمة مصالحهم الشعب الكردي ومن الدول الدولة التركية. وبما أن الدولة التركية تشكل عائقاً بخصوص الكرد بالنسبة لهم، لهذا السبب فإن الكرد هم القوة الوحيدة التي يمكنهم الاستناد عليها لخدمة مصالحهم في المنطقة وتحقيق أهدافهم. ولأن حزب العمال الكردستاني لا يسمح لهم باستخدام الكرد لخدمة مصالحهم، ووضع القوة الكردية في خدمتهم، لهذا السبب ينبغي فرض ضغوطات كبيرة على حزب العمال الكردستاني كي لا يتمكن من فعل أي شيء، وكي يقوموا بإخضاع الكرد لخدمة مصالحها ، وعلى هذا الأساس تحقيق أهدافهم في المنطقة. فقيامهم بالمؤامرة الدولية كان لهذا السبب. لأنه ما كان بمقدورهم القيام بتلك المداخلة وتقوية نهج مسعود البرزاني وجلال الطلباني من دون إفقاد هذه الحركة والقيادة تأثيرهما. أي أن المؤامرة كانت تدبيراً تم اتخاذه قبل القيام بمداخلتهم للمنطقة.
كان لكل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني دور مهم في المؤامرة الدولية، أي أنهما لو لم يكونا يريدان تحقق تلك المؤامرة ما كانت لتتحقق بذاك الشكل. لقد أرادا الانتقام من هذه الحركة، إلا أن قوتهما لم تكن كافية لهذا الغرض، لهذا السبب سعيا للانتقام من الحركة عن طريق تلك القوى، هذه حقيقة. عانت الدولة التركية الكثير من الضغوطات جراء نضالنا لهذا السبب رأت بأنها إن لم تقم بعقد علاقات مع كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وتستخدمهما ضد حركتنا لا يمكنها القضاء على الحركة والتغلب عليها، استناداً إلى هذا قامت الدولة التركية بعقد علاقات مع كلا الحزبين، هذه العلاقات عقدت نتيجة نضالنا فلولا نضالنا ما كانت الدولة التركية لتقوم بعقد علاقاتها مع هذين الحزبين أبداً، وما كانت لتفتح طريق أنقرة أمامهم أيضاً، حيث أن كلاً من حزب العمال الكردستاني والقائد آبو ساهما في فتح هذا الطريق أمامهم، كما أن هذه الحركة والقائد آبو فتحوا لهم طريق العالم عبر أنقرة. كانت حسابات الدولة التركية متمحورة حول القيام مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بضرب حزب العمال الكردستاني، حيث أنه في حال تم إلحاق ضربة بحزب العمال الكردستاني سوف يتم إخضاع كلا الحزبين لخدمة مصالح الدولة التركية كونهما لا يمكنهما فعل أي شيء خارج نطاق مصالح الدولة التركية، هذه كانت الحسابات التي كانت الدولة التركية تعقدها. كما أنها من أجل تحقيق أهدافها قدمت لهم جوازات سفر دبلوماسية، ودفعتهم للتنقل في العالم ضمن إطار خدمة مصالحها. الدولة التركية كانت تقول إن حزب العمال الكردستاني حزب إرهابي، وأنا أحارب الإرهاب ولست ضد الكرد، فلو كنت ضد الكرد ما قمت بعقد علاقات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وما قام الكرد المرتزقة في تركيا بالوقوف إلى جانبي. كانت الدولة التركية تستخدم هذه الأطروحة ضمن الأوساط الدولية، كما أن كلا الحزبين المذكورين قاما أيضاً باستخدام الأطروحة نفسها في جولاتهم في العالم، كانوا يقولون إن حزب العمال الكردستاني لا يمثل الكرد وهو حركة إرهابية ونحن نعمل ضدها ونحن من يمثل الكرد. وقاموا باستخدام علاقتهم مع الدولة التركية ضمن هذا الإطار. بالطبع كان لهذا الأمر تأثير كبير، حيث أن اعتبار العالم حزب العمال الكردستاني حركة إرهابية كان نتيجة هذا العمل الذي قام به هذان الحزبان. فلو لم يقم الطالباني والبرزاني بهذا العمل باسم الدولة التركية ما كان بمقدور الدولة التركية دفع العالم لاعتبار حزب العمال الكردستاني حركة إرهابية. لقد قامت بإقناع العالم عن طريق الحزبين المذكورين وكانت تريد من ذلك فرض العزلة على حزب العمال الكردستاني ضمن الأوساط العالمية. من الناحية العالمية قاموا بفرضة عزلة تامة على حزب العمال الكردستاني، أما في كردستان فمن أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني بشكل تام قاموا باستهداف الحركة معاً أي كل من الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. قدمت الدولة التركية للحزبين المذكورين كل شيء كالأسلحة والأموال والمواد اللوجستية والألبسة، وقامت بفتح معبر خابور، كما قامت بحمايتهم من كل النواحي، حتى أنه كانت هناك لقاءات بين جلال الطلباني والدولة التركية وتم تأليف بعض الكتب حول تلك اللقاءات، فصاحب قناة HEBER TUK الذي قام بتأليف كتابين حول المؤامرة والقائد يتطرق في الكتاب الثاني إلى لقاء جلال الطالباني مع وزير الخارجية التركي، وضمن كتابه وثائق توثق ما تم مناقشته في تلك اللقاءات؛ يقدم جلال الطلباني المواعظ للدولة التركية حول كيفية تسيير الحرب الخاصة ضد حزب العمال الكردستاني، أي التكتيكات التي سوف تسفر عن نتائج أفضل في حرب الدولة التركية ضد حزب العمال الكردستاني، وكيف ينبغي على الدولة التركية استهداف حزب العمال الكردستاني ضمن وسائل الإعلام. كما أنه يتحدث عن كيفية التصفية والقضاء على حزب العمال الكردستاني وطرق وسبل تحقيق ذلك. هذه النقاط موثقة بوثائق تم نشرها في تلك الكتب. وفي الفترة التي قمنا فيها بإعلان وقف إطلاق النار كان جلال الطالباني يعمل كوساطة فيما بيننا، حينها تحدث أحد السفراء مع القائد آبو حول جلال الطلباني، فجلال الطلباني كان قد قال للدولة التركية “إن قدمتم الدعم والمساعدة لي بإمكاني القضاء على حزب العمال الكردستاني، فمسعود البرزاني لا يستطيع القيام بهذا”. حيث أنه في الفترة التي كنا فيها في حالة اشتباك مع الحزب الديمقراطي الكردستاني كان قد قال هذا للدولة التركية. أي أنه أراد أن يُفهم الدولة التركية بأنه على الرغم من قيامها بدعم مسعود البرزاني وقيام الأخير بمحاربة حزب العمال الكردستاني إلا أنه لا يستطيع القضاء على حزب العمال الكردستاني وتصفيته، وأنه هو الذي يستطيع تصفية حزب العمال الكردستاني.
سعت الدولة التركية إلى تحقيق أهدافها في كردستان عن طريق كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. أي فرض العزلة على حزب العمال الكردستاني ضمن الأوساط العالمية واستهدافه بحملة عسكرية من الداخل، وكانت تعتقد بأنها سوف تحقق النتيجة التي تسعى إليها، ففي كل مرة تفشل فيها محاولة تصفية حزب العمال الكردستاني كانت تقوم بزيادة المساعدة والدعم للحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، هذا الدعم والمساعدة ساهما في تقوية كلا الحزبين، أي أنهما امتلكا القوة بهذا الشكل. لقد ازدادت قوتهم من خلال النضال الذي خضناه وأبديناه، ومن خلال المساعدة والمساندة التي قدمتها لهما الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص العراق اكتسبوا قوة أكبر وتحولوا إلى سلطة، بهذا الشكل تحولوا إلى سلطة ولا يمكنهم إنكار هذا. بدون شك كان لهم نضال أيضاً إلا أن نضالهم لم يكن كافياً لإيصالهم إلى السلطة في باشورى كردستان. قامت الدولة التركية بتهديدهم وقالت إن لم تتحركوا وفق مصالحنا فنهايتكم قادمة لا محال فحزب العمال الكردستاني سوف يقضي عليكم أيضاً، وإن كنتم لا تريدون ذلك عليكم التعاون معنا لمحاربة حزب العمال الكردستاني والتصدي له، أي إن تحالفتم معنا في مواجهة حزب العمال الكردستاني وتم القضاء عليه وتصفيته حينها يمكنكم صون وجودكم، فحياتكم متعلقة بتصفية حزب العمال الكردستاني. وهذا كان حقيقة لأن حزب العمال الكردستاني كان قد ضيق الخناق على الدولة التركية وكل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وتحركهم معاً ساهم في صمودهم.
حققت الدولة التركية بعضاً من أهدافها، فاستطاعت فرض العزلة على حزب العمال الكردستاني وإلحاق صفة الإرهاب به. كما أنها تمكنت من استخدام الحزبين المذكورين ضد حزب العمال الكردستاني من الناحية العسكرية، وأعاقت قيام حزب العمال الكردستاني بخطو خطوات من الناحية السياسية والعسكرية، أي أن الدولة التركية وصلت إلى أهدافها في هذا الموضوع، ولكنها في موضوع تصفية حزب العمال الكردستاني لم تصل إلى هدفها. إن وصول الحزبين المذكورين إلى السلطة في باشورى كردستان كان بمساعدة الدولة التركية، أي أنه كان نتيجة الخطأ الفادح الذي ارتكبته الدولة التركية. أدركت الدولة التركية هذا الخطأ بعد مضي فترة طويلة، حيث أن كلا من القائد آبو وحزب العمال الكردستاني أجبرا الدولة التركية على ارتكاب هذا الخطأ. فلولا ضغوطات الحركة والقائد أبو ما كانت الدولة التركية لترتكب مثل هذا الخطأ، فقد كانت تسعى إلى القضاء على حزب العمال الكردستاني لهذا السبب قدمت الدعم والمساندة للحزبين المذكورين إلا أنه نتيجة تلك المساعدة والدعم تحول الحزبان إلى سلطة ودولة. حيث ان يشار بيوك انت شخصياً اعترف بهذا حين قال “نتيجة الخطأ الذي ارتكبناه تشكل الوضع الراهن في باشورى كردستان”. كان يقول نحن ساهمنا في إنشاء هذه الدولة المتشكلة في باشور بأنفسنا، لهذا السبب من الواجب أن نعيد النظر إلى أنفسنا. وبهذا الشكل كان يسعى إلى إزالة هذا الخطأ. ولهذا قام باستهداف باشورى كردستان في تلك المرحلة، فقول القائد آبو “ربما يخسر الشعب الكردي شخصي ولكني جعلتهم يستفيدون الكثير” كان لهذا السبب. حيث أنه لا يمكن إنكار نضال القائد آبو وحزب العمال الكردستاني في تحقيق الشعب الكردي لهذه المكاسب في باشورى كردستان. عديم الوجدان فقط بإمكانه إنكار هذه الحقيقة. وحتى الآن هم يقومون بتسيير السياسة وصون سلطتهم على حساب حزب العمال الكردستاني. بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بحملة إشاعات كاذبة بحق حزب العمال الكردستاني فكانوا يقولون “إن القائد آبو وحزب العمال الكردستاني باتوا يخدمون مصالح مجلس الأمن التركي وتركوا الكردياتية وإن حزب العمال الكردستاني لم يعد كما كان عليه في السابق، ونحن من يمثل الوطنية والكردياتية، ومن يريد أن يتبنى الكردياتية ليأتي إلينا” لقد قاموا بتطوير دعاية بهذا الشكل. إلى جانب هذا استخدموا الدعم الأمريكي لهم أي أنه من خلال الدعم الأمريكي لهم وهذ الدعاية المغرضة صُهر حزب العمال الكردستاني أكثر، حيث أنهم استمدوا كل قوتهم من حزب العمال الكردستاني وبهذا الشكل سعوا إلى تصفيته. لهذا السبب ينبغي على جميع مناضلي حزب العمال الكردستاني إدارك وفهم هذه الحقيقة، فإن قاموا بفهم وإدراك هذه الحقيقة بشكل جيد يمكنهم حينها تعريف المجتمع بحقيقتهم، ويمكنهم إفشال جميع مساعيهم ومحاولاتهم والتأثيرات التي يفرضونها على المجتمع من خلال المساعدة والدعم الذي يتلقونه. فمن خلال الاستناد إلى الإمكانيات والدعم الذي تقدمه لهم القوى العالمية يسعون إلى تصفية حزب العمال الكردستاني كي يتمكنوا مرة أخرى من بسط سلطتهم على كردستان ككل، لأنهم كانوا يرون بأن كردستان ملك لهم قبل ظهور حزب العمال الكردستاني، وبعد ولادة حزب العمال الكردستاني قام بالسطو على ممتلكاتهم التي هي كردستان. لهذا السبب يسعون للانتقام. قيام الدولة التركية بفرض الممارسات الوحشية على القائد آبو في تلك الفترة كان لعدة أسباب؛ أولاها: أنها كانت ترى بأن القائد آبو هو الذي أجبر الدولة التركية على ارتكاب الخطأ الذي ساهم في تشكل كيان كردي في باشورى كردستان “فلولا الضغوطات التي فرضت علينا من خلال نضالك ونضال حزب العمال الكردستان ما كنا قدمنا الدعم للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وما قمنا بارتكاب الخطأ الذي ساهم في تشكيل الكيان الكردي في باشورى كردستان”. أما السبب الثاني فهو: في فترة انهيار الاتحاد السوفيتي سعى توركوت اوزال إلى تشكيل وحدة تركيا، إلا أنه بسبب نضال القائد آبو وحزب العمال الكردستاني لم يستطع تحقيق ذلك، دعك من عدم تحقيق ذاك الهدف فقد عايشت الدولة التركية الكثير من المشاكل الأخرى. وهذا أيضاً من الأسباب التي تدفعهم للانتقام من القائد آبو. والسبب الثالث هو: كانت الدولة التركية تسعى إلى إنشاء دولة قومية مستندة إلى القومية التركية فقط، إلا أن نضال القائد آبو وحزب العمال الكردستاني ساهم في تنوير الشعب الكردي ليبرز وجوده وهذا أعاق قيام الدولة التركية بتحقيق هدفها والمتمثل في تشكيل دولة قومية مستندة إلى القومية التركية فقط. هذا الأمر كان يُعتبر الهدف الأساسي للدولة التركية حيث قامت بصهر جميع القوميات الموجودة في تركيا وكانت ستنجح في صهر الكرد أيضاً، والوصول إلى هدفها، إلا أن القائد آبو لم يسمح بذلك من خلال نضاله في تنوير وتوعية الشعب الكردي. ومن ثم توقف القائد آبو في أمرالي على موضوع إفلاس الدولة القومية في العالم. وهذا أيضاً من الأسباب التي دفعت الدولة التركية للانتقام من القائد آبو وحزب العمال الكردستاني. التحليلات التي يطرحها القائد آبو مناهضة للدولة القومية، والدولة التركية تصر على الدولة القومية. وهذا هو سبب الصراع الحاد بين القائد آبو والدولة التركية. أي أنهم يقومون بمحاسبة القائد آبو على قيامه بكشف حقيقتهم، كما أنهم يتهمون القائد بأنه يريد تجزئة الدولة التركية لأنهم كانوا قد أعدوا كل شيء من أجل تشكيل دولة قومية مستندة إلى القومية التركية فقط. والقائد لم يسمح لهم بتحقيق أهدافهم وقام بإنقاذ الكرد من بوتقة الصهر الهادفة إلى التتريك.[1]