مناقشة مزاعم الاصل العربي للكرد
دأب مؤرخو الاسلام في القرون الوسطى على تشويه هوية الكرد وتنسيبهم للأمة العربية بشتى السبل ، فقد زعم المسعودي مثلا في كتابه « مروج الذهب » بأن الكرد عرب ؛ ونسبهم إلى الفرع العدناني ( العرب المستعربة ) . بينما نسبهم المقريزي إلى الفرع القحطاني العرب العاربة، وكان العرب عموماً ينظرون إلى غير العرب نظرة دونية ، فسموهم بالأعاجم قبل الإسلام وبالموالي في ظله ، كما جرت منافسة بين العرب المستعربة والعرب العاربة لتنسيب الكرد تارة إلى الفرع العدناني وتارة أخرى إلى الفرع القحطاني لغاية في نفس يعقوب، فتساءل الدكتور أحمد محمود الخليل عن سر هذا التهافت أو هذا التنافس بين الفرعين المذكورين آنفاً حول تنسيب الكرد، ثم اهتدى الى الجواب التالي : حكم الساسانيون العرب والكرد على حد سواء قبل الاسلام ، وكان العرب والكرد بالتالي من الشعوب المستضعفة في امبراطورية الساسانية ، فمن الطبيعي أن يكون الضعيف للضعيف نسيب ، أما فيما يتعلق بمحاولات الفرس لاستمالة الكرد إلى جانبهم ، فكانت لها أسبابها أيضا ، أولا : لأن العنصرين ( الكرد والفرس كانا قد صنفا ب الموالي بعد الاسلام، وثانياً : بسبب القرابة بين الكرد والفرس سلاليا ، وثالثاً : علاوة على الانتماء المشترك لهذين العنصرين للديانة الزردشتية قبل الاسلام، ثم انتهى إلى خلاصة مؤداها ، جاء تنسيب الكرد إلى الأصل العربي بغية قطع الطريق على الفرس في هذا المجال، إذا في القرون الوسطى ، كانت هناك ثمة محاولات حثيثة من لدن المؤرخين العرب للتأكيد على انحدار الكرد من الأصل العربي ، فقد جاء في كتاب « النسب الكبير » لأبي يقظان حول نشأة الكرد ، بأن جدهم الأكبر هو : ( كرد بن عمرو بن عامر بن صعصعة ) ، أما ابن الكلبي ( القرن 8 - 9 ) م ، فقد أورد في كتاب له تحت نفس العنوان ، أي كتاب « النسب الكبير » ، بأن الجد الأكبر للكرد هو : ( كرد بن عمرو بن عامر ماء السماء ) ، واستُبدل ( ماء السماء ) حينا ب ( عمرو بن مزيفاء ) عند بعضهم وليست نادرة تلك الحالات التي عاد فيها المؤرخون أو كتبة الأنساب العرب إلى تاريخ العرب قبل الاسلام أو تاريخهم في الجاهلية كما يقول الدكتور جواد علي ، ليقتنصوا من أنساب بطون القبائل العربية اسما قريبا عن ( كرد ) كي ينسبوا إليه الكرد فالمذكور في قائمة النسب التي أوردها أبو بقظان مثلا ، ينحدر من قبيلة مضر ، أي من العرب المستعربة ، أي الفرع العدناني ، أما المذكور في القائمة التي اقتبسها ابن الكلبي ، فينتمي إلى العرب العارية ، أي إلى الفرع القحطاني ومن المفيد قول أن هذه الحمى التي انتابتهم لتنسيب الكرد إلى الأصل العربي انعكس في الشعر العربي ، حتى أنشد أحدهم: العمرك ما كرد من أبناء فارس ولكنه كرد بن عمر بن عامر
وطالت هذه الظاهرة - التي تفشت في القرون الوسطى - العائلة الأيوبية فيما بعد ، بما في ذلك القبيلة الرو ادية التي تنحدر منها ، لكن الحق يُقال إن ظاهرة التنسيب هذه ، أعني تنسيب الكرد إلى أصول عربية أو فارسية لم تقتصر على المؤرخين العرب فحسب ، بل ابتلى بها المؤرخون الكرد أيضاً ، فناهيك عن ابني الأثير وكثير ، نجد أن أبي الفداء ، الذي سميت مدينة حماه ب « مدينة أبي الفداء » تيمنا باسمه ، وهو مؤرخ معروف وجغرافي مشهور ، ينحدر من الأسرة الأيوبية ، نجده ينسب الكرد تارة إلى الأصول الفارسية وتارة أخرى إلى الأصل العربي ، فيقول : ( يقال بأن الكرد هم من أعراب العجم ) وأشار شرف خان البدليسي في القرن ( 16 ) م بدوره في كتابه « شرفنامة » إلى هذه البلية ، فيقول أن القبائل الكردية ( داسني ، خالدي ، باسيان وقسم من البوهتانيين البوطائيين ، وكذلك قبائل المحمودي ودومبلي دنبلي / دنابلة يربطون تحدرهم في نسبهم بالأمويين العرب كما ادعى البدليسي تحدر الهكاريين من العباسيين ، وتحدر أمراء جزيرة بوتان أيضاً في نسبهم من خالد بن الوليد، وفي الوقت نفسه نجد المؤرخ الكردي ملا محمود بيازيدي ، يكتب في القرن 19 بدوره بحثا يؤيد فيه وجهة النظر التي تقول بالنشأة العربية للكرد، جاء في مقدمة البحث : ( لبعلم طلابنا الأكارم والعارفين من الناس ، بأن الأقوام الكردية قد نشأت من البدو أسلاف العرب ، فقد انفصل قسم من تلك الأقوام العربية في الماضي ، وجاؤوا مع عائلاتهم وأولادهم ليستوطنوا في هذه الأماكن حيث كانوا جميعا يشكلون قبيلة واحدة متضامنة ، بالاضافة إلى لغتهم في الماضي كانت عربية، ويمضي قدماً في القول : ( إن الأقوام العربية تلك ونتيجة لأستيطانها في المناطق الكردية الحالية ، أخذت شيئاً فشيئا تنسى لغتها العربية.
ليس هذا فحسب ، فهاهم المؤرخون العرب يحددون موطن الكرد الأصلي وفق زعمهم فمثلا يقول ابن الكلبي : بأن الكرد قدموا من بلاد اليمن بعد انهيار سد مأرب ، أما المسعودي فيدّعي بأنهم هاجروا من شبه الجزيرة العربية ، جرّاء الحروب التي دارت بينهم وبين غيرهم من القبائل ، وفي النهاية : اعتصموا في الجبال ، طلباً للمياه والمراعي ، ثم نسوا لغتهم العربية .
ورغم العداوة الشديدة بين المسلمين العرب والايزيديين الا انه حتى الايزيديين لم يسلموا من هذه الادعاءات فراجت فكرة انحدار الايزيديين من الأمويين على نحو التحديد .
وما يثير الاستغراب حقيقة أن مثل هذه الترهات قد لاقت قبولا في أوساط كردية عديدة ، وتردد صداها بدءا من القرون الوسطى وحتى التاريخ الحديث، من هنا لا بد من كشف خلفية مثل هذه المواقف بشكل موضوعي ، كي لا تحيد عن منطق هذا البحث.
الاسباب الموضوعية لهذه الاقاويل :
اولا : يرى العلامة محمد أمين زكي في « خلاصة تاريخ الكرد وكردستان » بأن الباعث الوحيد لادّعاء بعض الكرد بأنهم ترك أو فرس أو عرب ، هو محاولة للتخلص من المظالم والمضايقات من جهة ، ومن جهة أخرى هو السعي بشتى السبل لتحقيق أمل : ( التمتع من وراء ذلك بالامتيازات الكثيرة الخاصة بالأمة الحاكمة )، فالمصلحة هي التي أملت على الكرد الذين استماتوا من أجل تأكيد انتمائهم إلى الأصول العربية أو غيرها ، حيث أن هذا الانتماء ، ناهيك عن تبني الإسلام ، كانا يساهمان معا في فتح الأبواب مشرعة أمامهم ، خصوصا الطبقة العليا اي رؤساء القبائل التي أبدت اهتماما متزايدا بالفرضية ، خصوصا وان محاولة التأكيد على أصالتهم العربية تأتي من جانب الطرف الذي يهمه نشر الاسلام ، وهذا بدوره كان يضمن للفئات الاقطاعية الكردية تعاظم سيطرتها على مناطق محددة ويفسح المجال أمامها من أجل توسيع رقعة نفوذها ومسرح عملياتها ، وبكلمة أخرى ، فان الطبقات الكردية العليا ، وعن طريق قبولها الظاهري لمبدأ تحدرها من البطون العربية من جهة ، واعتناقها العقيدة الاسلامية من جهة أخرى ، كانت تضمن لنفسها في الواقع الحصول على استقلالها السياسي والاقتصادي ، وهكذا نجد أن توافق الوصول إلى الهدفين معاً ، أي الحصول على المكاسب السياسية، وكذلك الاقتصادية - الاجتماعية في آن واحد ، ساعد على خلق المبررات القوية لدى الكرد لدعم وتطوير الفرضية القائلة بتحدرهم من الأصول العربية .
ثانياً - أما العرب الذين روّجوا لمثل هذه الترهات ، فكان الدافع من ورائها أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية من نوع آخر ، فحين نسبوا الكرد مثلا إلى قبائل ( ربيعة ، مضر ، بكر ) ، كانت غايتهم تعريب تلك المناطق التي أضحوا في فترات تاريخية على مشارفها ، لأن ديار ربيعة يُقصد بها الموصل ، وديار مضر بقصد بها الرقة ، وديار بكر يقصد بها آمد . علاوة على هذا الشيء فقد كانوا يهدفون بلا شك من أجل تخفيف حدة التناقضات بين الطرفين - أعني الكرد والعرب - كما يساعد على احتواء الكرد والسيطرة الكاملة على المناطق الجبلية الكردية من جانب العرب ، ويعمل بالتالي على زيادة الوزن السياسي والعسكري والاقتصادي لأولئك الفاتحين ، الناشرين للرسالة الإسلامية ، وهكذا نجد أن التشبث بفرضية انتماء الكرد إلى الأصول العربية أو مجرد الترويج لها ، كان حقيقة يصب الماء في طاحونة دولة الخلافة العربية من جهة والفئات الكردية المتحالفة معها من جهة أخرى.
اضافة الى ما ذكر اعلاه فهناك امور اخرى تفند النسب العربي للكور اهمها :
ﺃﻭﻻً : بينت ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺒﺖ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ : ( ﻗﻴﻞ، ﻭﻳﻘﺎﻝ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻝ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ... ) .
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﻹﺛﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺭﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻜﺮﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺎﺑﻊ ﺣﻴﺎﺓ ( ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﻦ ﻗﺪﻳﻤﺎً، ﻭﺍﻟﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻷَﻧَﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ .
ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺑﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺗﻔﺮﻋﺎﺗﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﻛﺮﺩ، ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻣﺆﻟﻔﻮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺒﺖ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﺪﻡ ﺻﺤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ، ﻓﺄﻫﻤﻠﻮﻫﺎ، ﻭمن هذه ﺍﻟﻜﺘﺐ : ( ﻧﺴﺐ ﻗﺤﻄﺎﻥ ﻭﻋﺪﻧﺎﻥ ﻟﻠﻤُﺒَﺮِّﺩ ) ، ﻭ ( ﺟﻤﻬﺮﺓ ﺃﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻻﺑﻦ ﺣَﺰْﻡ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ) ، ﻭ ( ﻟﺐّ ﺍﻟﻠﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﻟﻠﺴُّﻴﻮﻃﻲ ) ، ﻭ ( ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺭﺏ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻠﻘَﻠْﻘَﺸَﻨْﺪﻱ ) ، ﻭ ( ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﻟﻠﺴﻤﻌﺎﻧﻲ ) ، ﻭﺍﻷﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ( ﺟﻤﻬﺮﺓ ﺃﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ) ، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ، ﻭهو ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﻧﺴّﺎﺑَﻴﻦ ﻋﺮﺑﻴَّﻴﻦ ﺃُﺳﻨﺪﺕ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻫﺸﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻨﻘﻠﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ؟
ﺭﺍﺑﻌﺎً : ﺛﻤﺔ ﻣﺆﺭﺧﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻄَّﺒَﺮﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﻴﺮ ( ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ، اللذان لم يأتيا لا من بعيد ولا من قريب بمثل هذه الاقاويل
ﺧﺎﻣﺴﺎً : ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﺻﺮﺍﺣﺔً ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ( ﺕ 808 ﻫ = 1406 ﻡ ) ( ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ،ﺝ 3 ، ﺹ 14 ) :
ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻭﺍﻟﺪَّﻳْﻠَﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻋﻨﻪ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻵﻟﻮﺳﻲ ﻓﻲ ( ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﺝ 25 ، ﺹ 103 ) :
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺮﺍﺩ ﻻ ﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻤﺮﻭ ﻣُﺰَﻳْﻘﻴﺎ، ﻭﻛﺬﺍ ﻻ ﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﺻﻼً
ﺳﺎﺩﺳﺎً : ﺗﺆﻛﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻵﺭﻱ ( ﺍﻟﻬﻨﺪﻭ ﺃﻭﺭﺑﻲ ) ، ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻲ، ﻭﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻮﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻨﺲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻣﻦ ﺑﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺧﺎﻟﻄﻮﺍ ﺍﻟﻌﺠﻢ، ﻓﻨﺴﻮﺍ ﻟﻐﺘﻬﻢ، ﻭﺍﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﻟﻐﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻘﻂ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺷﻌﺐ ﺁﺭﻱ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺭﺑﻄﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﻛﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻹﺛﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻭﺗﻨﺎﻭﻟﻮﺍ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻵﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺁﺳﻴﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ( ﺍﻟﻬﻨﺪ ) ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ( ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ) ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ( ﺃﻭﺭﺑﺎ ).
المصادر :
كتاب الكرد وكردستان ل علي الجزيري
دراسة للباحث احمد محمود الخليل[1]