الأسم: نصرت حبش
تأريخ الميلاد: 1959
مكان الميلاد: عفرين
=KTML_Bold=السيرة الذاتية=KTML_End=
من عفرين: شخصية البوست هو الصديق الأستاذ نصرت حبش حيث تعود معرفتي به إلى أيام شبابي المبكر حينها كان طالباً ورفيقاً حزبياً للوالد _الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)_ وأحد الأسماء التي نسمع به وبجهده وإجتهاده الدراسي فكان مثالاً للكثيرين لكي يقتدوا بشخصيته .. وبعد أن ذهبت بنا السنوات ودخلت الجامعة كانت علاقتنا الحقيقية كصديق نشترك معاً بالهم الثقافي والسياسي، إضافةً إلى الكثير من الصفات الشخصية ربما أقلها عدم معرفة التسويق للإسم وكذلك الخجل الشديد .. وقد يكون صحيحاً بأن نقول بعض الإنطوائية والعزلة هو ما يميزها عن الآخرين حيث الصخب والضوضاء والتي تتصف بها أجواء الفنانين والكتاب والشعراء، بل يمكنني القول: بأن شخصيتنا في هذا البوست هو أكثر الناس الذين أهملوا أنفسهم ثقافياً _وللأسف_ وذلك على الرغم من توفر الإمكانيات (الثقافية واللغوية) له ما لم يتوفر في الكثيرين من الذين حققوا “النجومية” في ما تعرف إصطلاحاً بالصالونات الأدبية أو _بلغة اليوم_ “المنابر الثقافية“، فقط كون الآخرين عرِفوا كيف يسوقون أنفسهم، بينما شخصيتنا فضل العيش في محراب الشعر على بهرجة وفانتازيا الصالونات الأدبية .. إنه الصديق والشاعر.
نصرت حبش
تولد 1959 قرمتلق/عفرين.
_ بدء حياته الدراسية في إبتدائية قريته قرميلق _كما تلفظ بالكوردية_ وأتمها بشيخ الحديد وكانت الدراسة الإعدادية بناحية جنديرس حيث نال شهادة الكفاءة بعام 1974 والثانوي بعفرين ونال شهادتها عام 1977م.
_ دخل كلية الأداب قسم الأدب العربي ونال الإجازة بالأدب عام 1982م وكان من الخمسة الاوائل ومع ذلك لم يتم تعيينه في الجامعة كمعيد ولأسباب أمنية. ويتذكر المرحلة ليقول لنا “رغم ذلك لم يقبلوني معيد بالكلية وتركت الدراسات العليا لأسباب..” وقد كانت مواقفه السياسية ونشاطه مع الحركة القومية الكوردية _البارتي في تلك المرحلة_ هي التي جعلت الأجهزة الأمنية السورية ترفض تعيينه في الجامعة كمعيد وقد قال له رئيس فرع الأمن السياسي بحلب _آنذاك_ “إذا بقيت بهاد التفكير مالك وظيفة بهاد البلد” وقد أجابه الصديق والشاعر نصرت حبش حينها “وانا بدي قلك كلمتين .. رزقي مو بيد الآخرين وثانياً أنا إبن فلاح وبحسن أعمل فلاح ومو كل الناس موظفين“.
_ البدايات: يقول الزميل والصديق العزيز نصرت حبش عن البدايات بأنه كتب منذ المرحلة الإعدادية لكنه لم ينشر شيء في تلك المرحلة إلا أن تأكد من “المستوى الشعري المقبول” وأن أول تجربة له مع النشر كانت في عام 1982 بمجلة صوت الرافدين حيث كانت تصدر بدمشق وبعدها كان في “صدى الجامعة” و“الأسبوع الادبي” و“مجلة الوحدة المغربية“.
_ صدر له: مجموعته الأولى والأخيرة _إلى تاريخ اليوم_ والتي تحت عنوان “بعد ثلاثين موتاً من العمر” وعن دار (سعاد الصباح) في عام 1995م وذلك على إثر نيله الجائزة الأولى في الشعر ضمن مسابقة جائزة (سعاد الصباح للإبداع الإدبي) عام 1994م.
_ حياته؛ بعد أن أنهى الصديق والشاعر نصرت حبش الدراسة الجامعية وبسنوات توظف كأستاذ لمادة اللغة العربية وقام بواجبه في مدارس حلب .. إلى أن كانت الأحداث الأخيرة والتي أجبرت أغلبية أبناء شعبنا بالنزوح من سكناهم وبيوتهم بإتجاه المناطق الكوردية (عفرين وكوباني) وقد أستقر المقام به بأن يقيم بجنديرس ولمدة تقارب العامين إلا أن غادر ومثل كل السنونو المهاجر نحو الغرب والإغتراب ووجع القلب وقد كتب الصديق عنايت عطار فيه وفي هذا الإغتراب مؤخراً، حيث يقول: “صديقي نصرت .. رجل لا يحب الصدى …. كان ان ضاقت به الوحشة يعتكف الزاوية الأقصى في مقهى القصر إما بانتظارنا أنا وحامد بدرخان _شاعرنا الراحل_ وصديق غربتنا في ديارنا؛ لم نكن نحتاج السفر كي نحمل نياشين الغربة .. أو يخرج قصاصة من جيبه فيلصقها بعينيه .. لا تعرف إن كانت صورة ما قد خانته في القصيدة _كان يقول حامد ومن القصائد ما تشبه العاهرات .. وأنا أسبغ على القول روحي التي تراكمت فيها براءات طفولة قروية لا تعرف غير ألوان الغيوم وزهرة الزيتون والعصافير وخزاما السفوح المعشبة وربما دفق الينابيع خمرة للربيع .. او دفاترنا الزرقاء .. مقاطعاً حامد .. أتقصد المجلية؟ إنها قداسة من نوع آخر يا صديقي .. ثم ندخل كشهود على جرم التعاطي مع الشعر لنتذوق فاكهتها اللعينة معاً .. في حينها لم يكن ديوان حامد قد رأى النور بعد _على دروب اسيا_ وكنت قد أنهيت معرضي في متحف حلب قادماً من الرقة عارفاً أن تلك الزاوية من المقهى غبت من أنفاسنا الكثير الكثير .. إسمعنا جديدك يا نصرت .. كان يقاطع الحديث بطرفة جميلة إلى أن نرى في الأيام القادمات قصاصته تزين إحدى اليوميات الادبية .. حامد ,ألم أقل لك إنه لا يحب الصدى؟ .. إنه صديقي نصرت حبش الذي أنضم أخيراً إلى قافلة الغرباء وأستحق النياشين … سلامي لك أيها القديم الجديد كشجر الزيتون والذي ينبت الان على نافذة المنفى..”.
كل التمنيات للصديق والشاعر الجميل نصرت حبش بالحياة الهادئة ولو أن الأمنية تلك ووسط هذا الركام وخراب الروح يشبه قيامة العنقاء من الرماد .. لكن ذاك هو ما يميز الشعر والشاعر _كقيامة “العنقاء من الرماد“_ وذاك ما نأمله ونتأمله بأن يكون المقام والمستقر الجديد دافعاً إضافياً لعودة الصديق نصرت حبش مجدداً إلى الكتابة والعمل بجدية على الصورة الشعرية والتي فجرها مع مجموعته الأولى وتكون القيامة “بعد ثلاثين موتاً من العمر” .. فهل نطمع في ذلك لتزدخر المكتبة العفرينية بأكثر من عنوان للشاعر نصرت حبش .. إننا نتأمل وننتظر تلك القيامة.
مصادر البوست:
_ معلومات شخصية.
_ صفحة الشاعر نصرت حبش[1]