مقارنة بين واقع الفدائيين الفلسطينيين والگريلا الكردستانيين
القيادي الفلسطيني وأحد مخططي عملية ميونخ عام 1972م، السيد محمد داوود عودة “أبو داوود”، يتحدث عن الوجود الميليشاوي الفلسطيني داخل الأردن والصراع الذي نشب بينهم وبين الجيش الأردني فيما عرف ب”أيلول الأسود”؛ بأن صحيح بعض الفصائل الفلسطينية أرتكبت الأخطاء مما جعلت تصبح شرارة الصراع، لكن أيضًا كانت هناك أطراف وشخصيات داخل السلطة الأردنية تدفع بالأمور نحو المواجهة العسكرية وطبعًا كانت الدوافع الأكثر تأثيرًا هي الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على القيادة الأردنية لأجل إيقاف العمليات الفدائية الفلسطينية من داخل الأراضي الأردنية.
ما شدني في هذا السرد التاريخي للسيد عودة في شهادته للعصر هو الوجود الفلسطيني، ليس فقط كمهجرين ومخيمات، بل أيضاً كميليشيات ومعسكرات تدريب حيث كنا وما زال الغالبية المطلقة من الشعوب العربية ومعهم كل اليساريين والإسلاميين والقوميين العرب -وغير العرب مثل الغالبية الكردية وأنا ضمنًا- يؤيدون ذاك الوجود، بل ويعتبرون الوجود الفلسطيني بمدنييه وعسكريه حق مشروع للفلسطينيين وأيضًا واجب عربي تجاه إخوتهم في صراعهم مع إسرائيل!
والسؤال هنا؛ لم كل هؤلاء، بمن فيهم كردنا، كانوا وما زال الكثيرين منهم لليوم يعتبرون ذاك حق فلسطيني وواجب عربي، بينما يستكثرون على مقاتلي الگريلا حتى قمة عصية على الحياة، مثل قنديل، للوجود والاحتماء بها من وحشية وبربرية دولة محتلة غاصبة مثل تركيا؟! طبعاً أنا أتفهم اليوم مخاوف الأردنيين حينذاك للطلب من الفلسطينيين ايقاف عملياتهم، وكذلك أتفهم اليوم مواقف الإقليم، لكن سؤالي واضح؛ بأن من ما زال يؤيد ذاك الوجود والحق الفلسطيني وواجب العرب تجاه إخوتهم، عليه أن يكون له نفس الموقف من وجود الگريلا بقنديل وأن لا يكيل بمكيالين.[1]