ثورة “ولو طارت”!
كتب الصديق صالح بوظان مقالاً على صفحته بالفيسبوك تحت عنوان؛ “عقول التماثيل”، يدافع فيه عن “ثورة روژآڤا” ضد أولئك الذين يتساءلون بسخرية: “ثورة ضد من”؟ ليقول موضحاً لهم ولنا جميعاً؛ بأنها “ثورة على العبد الساكن طيلة التاريخ في داخلك أيها الكردي.. ثورة على الذات الكردية التي لم تسع أن تدرك ذاتها خارج الآخرين.. ثورة على العقلية العائلية والعشائرية المستوطنة في عقول زعماء الكرد وأحزابهم.. ثورة المرأة الكردية على ذاتها وعلى الذكورية الكردية الرجعية.. ثورة اللغة الكردية وتراثها. وأخيراً وليس آخراً: إنها ثورة على المثقف الكردي المغترب، والذي هاجر امته ولغتها وثقافتها، وبات متسكعاً على ضفاف أمة أخرى وبهوية غير هويته الكردية”.
أشكرك صديقي.. نعم وبالرغم من تحفظي على المصطلح أساساً، لكنني أتفق معك في أغلب ما ذهبت إليه، نعم هي بتلك المعاني وبغيرها الكثير تعتبر ثورة ولذلك ندافع عنها رغم ما نعاني جراء ذلك الكثير من التبعات والكلام السفيه الساقط من بعض مدعي الثقافة والسياسة.. تقديري للكاتب والصديق العزيز صالح بوظان وقبله لكل من ضحى لأجل أن ينال شعبنا بعض المكاسب السياسية ويحقق ثورة بتلك المعاني ذكرها الصديق بوظان ولتصبح بداية مرحلة جديدة ترسم فيها ملامح الشخصية الكردية التي اعتز بنفسها وتاريخها وثقافتها ولغتها وجعل الإنسان الكردي شريكاً وليس تابعاً ذليلاً للآخرين وسياساتهم ومشاريعهم والتي في مجملها كانت ضد مصالح الكرد أنفسهم وللأسف.
فشكراً مجدداً لكل من رسم ملامح ذاك الطريق، لكن أملنا حقاً أن لا تتحول إلى ثورات شبيهة بثورات الأحزاب والأنظمة الشمولية بالمنطقة والعالم ولذلك قلنا؛ أي ثورة وبأنها تذكرنا بثورة البعث وللأسف، كون عقلياتنا الشرقية المستبدة والتجربة نفسها في روژآڤا بحيثياتها تجعلنا نتخوف من ذاك المآل، لكن ورغم ذلك سندافع عنها، كونها حققت كل ذلك بل وأكثر.. فشكراً مجدداً ودائماً لمن ساهم ولو مثقال ذرة بنجاح تلك التجربة.. نعم هي ثورة بالمدلولات السابقة حتى وإن كانت في بعض ممارساتها مستبدة ديكتاتورية؛ يعني ثورة ولو ديكتاتورية وذلك على مبدأ “عنزة ولو طارت”.[1]