استفتاء كردستان والأسئلة الملحة للإجابة عليها كردياً
#بير رستم# (أحمد مصطفى)
هل أنت مع استفتاء إقليم كردستان بخصوص الاستقلال وهل تجد بأن كان التوقيت مناسباً أو لنقل بطريقة أخرى؛ هل ستكون في خدمة قضية شعبنا إيجاباً أم ستنعكس عليه بالسلبيات والكوارث .. ربما هذه الأسئلة تخطر على بال الكثير من الإخوة والأصدقاء وللإجابة وبكل تأكيد سنحتاج لملفات ودراسات مطولة، لكن وبحكم زيادة التواصل دعونا نختصر الإجابة في بعض العبارات كي نوصل الرسالة لأكبر عدد ممكن من القراء والإخوة المتابعين. بقناعتي لا يجرؤ أحدنا وفي هذه الأجواء المشحونة بالعواطف الجياشة وطنياً وقومياً _وخاصةً أن الإقليم ومشروع الاستفتاء يتعرض لهجمة شرسة_ بأن يتجرأ أحدنا ويقول؛ بأنه ليس مع الاستفتاء، بل أن يتجرأ ويقول ولو همساً بأن الاستفتاء قد تكون لها عواقب سلبية مع العلم لا تخلو قضية من جوانب سلبية وذلك مهما كنا حريصين أن نقدم الجيد من المشاريع حيث لا مثالية مطلقة بالواقع والحياة، إذاً دعونا نتقدم خطوة أخرى ونقول: بأن الاستفتاء حق مشروع لشعبنا وقد جاء بضغط من عاملين بقناعتي؛ أولاً رغبة جماهيرية في الاستقلال وتأسيس الدولة الكردية الكردستانية وثانياً رغبة شخصية من الرئيس بارزاني في ربط الاستقلال بكاريزميته وبالتالي يحقق مجداً لا مجد يعلو عليه، كما قلت في مقالتي المعنونة “راحت السكرة وأجت الفكرة”!!
لكن ورغم هذه الحقائق أو القراءة لنعد مجدداً ونتساءل؛ ألم يكن الكرد يعيشون بشكل شبه مستقل في دولة كردية _إقليم كردستان_ وأن المركز بغداد لم تكن لها أي سلطة فعلية عليها؛ بمعنى كان للكرد دولتهم ولو الغير معترف بها رسمياً، لكن في واقع الأمر كانت هناك دولة ضمن العراق الفيدرالي .. ثم أليس عراق فيدرالي ديمقراطي تعيش فيها كل المكونات من كرد وعرب ووكلدو آشوريين وتركمان وغيرهم من المكونات الاثنية والدينية أفضل من الذهاب للاستفتاء على كيان مغلق ومحاصر ومهدد من الجميع.. وإذا طال الحصار فربما يكون تهديد الداخل أخطر على مكاسب الكرد من التهديدات الخارجية وبالتالي يفقد شعبنا الكثير من المكاسب والانجازات، ثم أليست مفارقة أن نخرج من “دولة فيدرالية؛ العراق” ونقول: بأننا لن نؤسس دولة قومية، بل دولة ديمقراطية فيدرالية، فإذا كانت الغاية كذلك وكما ندعي، فلما الخروج من دولة قائمة على ما نريد الذهاب يكون مشابهاً لها.. ربما هذه الأسئلة وغيرها الكثير سوف تشكل صدمة في الوعي السياسي الكردي، لكن علينا أن نبحث عن الإجابات الواقعية الموضوعية وليس الرد بالزعبرات والاتهامات والمسبات بحق الآخرين.
أعلم بأن هناك البعض سيأخذ هذه الأسئلة والقراءة من خلال تشنج حزبي وقومي وربما يتهمني بالخيانة والعمالة وغيرها من الاتهامات المجانية الرخيصة، لكن كل ذلك لن يشكل مانعاً؛ لأن أفكر بصوت عال وأطرح عدد من الأسئلة على نفسي والآخرين للبحث عن الاجابات والحلول التي تقدم واقعاً أفضل لشعبنا وقضايانا الوطنية _أو على الأقل ذاك ما نتأمله_ وبالتالي فإن الأسئلة السابقة تنطلق من غاية وحاجة وطنية لخدمة مصالح شعبنا .. مع كل التمنيات أن تكون القيادات الكردستانية على مستوى المسؤولية وتقدم الحلول الناجعة للوضع الحالي، بل تكون حقيقةً قد درست القضية بشكل دقيق ولا تكون ذهبت للاستفتاء برغبة شعبوية أو شخصانية بحيث أن شعبنا يدفع ثمن بعض “التهور” وبالتالي نعيد التجارب العربية الفاشلة في السياسة وتعاطيها مع قضاياها الوطنية وبالأخير دعوني أقول؛ أعلم بأن من حق الشعوب تقرير مصيرها وإنني من الداعين والمطالبين بحق شعبنا في الحرية والاستقلال، بل دفعت ثمناً كبيراً لهذه المطالبة من حياتي وعمري وراحتي الشخصية وحتى دفعت العائلة الثمن معي، لكن تبقى في السياسة المصالح هي المحرك الأساسي وليس الرغبات والعواطف الإنسانية.[1]