الأسم: نوري علي
تأريخ الميلاد: 1941
مكان الميلاد: الكوت
اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة وإعداية التجارة في مسقط رأسه
أكمل تعليمه الجامعي وحصل على شهادة البكلوريوس اقتصاد 1965/1966.
عمل في مختلف مجالات العمل الادارية والإعلامية والاعلان والخط العربي والتمثيل المسرحي منذ عام 1959 فأكتسب خبرة علمية وعملية ومنها:
- تدريس مادة القيادة الإدارية لحساب معهد النفط في بغداد للموظفين من ذوي المناصب الإدارية المتقدمة ..
- آخر وظيفة شغلها في شركة نفط الجنوب كانت رئيس هيئة الرقابة والتدقيق وعضوا في مجلس ادارة الشركة. قبل مغادرته العراق خوفا من بطش السلطة.
- ساهم في وضع المناهج الدراسية لقسم المواد في معهد النفط .
- خبرة في مجال مواد ومعدات الصناعات النفطية الإستخراجية .
- خبرة في هيكلة الدوائر والشركات وإعادة هيكلتها.
- خبرة في المفاوضات بشأن إقامة المشاريع وعقود التوريد .
- خبرة ادارية عامة .
- خبرة في مجال الرقابة والتدقيق المالي .
- خبرة في إعداد خطط الشركات وإعداد المناهج الأستيرادية .
- كتب الكثير من الدراسات والتحليلات السياسية والمقالات وألف كتابا بعنوان ( المشتريات بين النظرية والتطبيق ) لحساب شركة نفط الجنوب .
- يعمل حالياً في مجال الاعلام والكتابة الصحفية. ويرأس تحرير عدد من الصحف الألكترونية
- عضو مؤوسس للأتحاد الكورستاني للأعلام الألكتروني .
- كتب مقالات عديدة في الأتحاد ونداء الكورد والمؤتمر والوفاق ، وكان يوقع مقالاته قبل سقوط النظام السابق بأسم نوري العلي - كوبنهاكن .
من المدينة التي بناها الحجاج بن يوسف الثقفي عام 78 للهجرة مدينة الكوت العامرة بالكورد الفيلية ولد الأديب والعالم والمعلم نوري علي سنة 1941 ، وهي السنة التي شهدت أحداث مايس التي أقترنت بأسم رشيد علي الكيلاني عراقيا وأشتداد اوار الحرب العالمية الثانية كونيا وبروز الحركات اليسارية والقومية المشهورة كوردستانيا ، وهناك وعلى أي شاطئ في المدينة الأشبه بشبه جزيرة كان العلي يجلس ويسأل دجلة القادمة من آمد وشرناخ عن مأساة أهله في أقاصي شمال كوردستان ، ومن أطلال القلعة الأثرية التي ضربت مثلا رائعا للصمود العراقي عام (1915 م ) بوجه الأستعمار الأنكليزي الذي لم تردعه قوة في طريق غزوها الا عندها ، يجلس أستاذنا ويرمق قامات هندرين وهلكورد وبيره مكرون ويبعث من خلال أجنحة خياله الخصب سلاما أرق من النسيم إلى تلك القمم الشامخة مقرونا بجوارح الكورد الفيلية في الكوت وأقضيتها ونواحيها كالحي والبدرة وجصان ، والآن ومن وسط أوروبا يلتفت عشرات المرات في اليوم الواحد ليرسم لوحات من التأمل لبلاده الممتد حيثما يمتد التسامح والأخوة والسلام وهو الذي عاش عاشقا لهذه القيم منذ نعومة أظفاره ومنذ نشأته الأدبية الأولى على مسارح المدارس الثانوية ممثلا مسرحيا مع كوكبة من شباب الكوت من العرب والكورد لا يحجز بينهم حاجزا من الحواجز الأثنية والطائفية المتفشية اليوم تفشي الطاعون أيام هولاكو في العراق فيقدمون في الشطر الثاني من خمسينات القرن المنصرم مجموعة من المسرحيات الجادة .
أحد أهم معلم الكوت هو السجن الذي يحمل أسمه ( سجن الكوت ) الأشبه باستيل فرنسا الذي نزلت بين جدرانه وأسواره أجيال من الطاقات الوطنية وكما يقول الشاعر والفنان هشام شاوي عنه :
( من تُرى..
يطلقُ ( سجن الكوت )..!؟
أو يدفعُ ب(الكوت ) الى المنفى..؟
انا غادرتُ نفسي..؛
آه..
من ينقذني الآن ..
سواﮪا..؟ )
ومن ذلك السجن يستمد باحثنا العلي روح الوطنية فينضم الى الحزب الشيوعي العراقي ويعمل ناشطا فيه على أمل أنقاذ الشعوب العراقية مما كانت تعانيها وما زالت ، ويرى من الزعيم الركن عبدالكريم قاسم تجربة جديدة وصورة من نكران الذات ولا زال يتذكر أيامه بفخر وحزن عجيبين ، غير أن أنقلاب شباط الأسود علم 1963 جاء ليشوه كل جميل في العراق وليدشن مرحلة لا زالت تحمل لون الأنقلاب حيث السواد الذي أصبح السمة الطاغية على الألوان في هذا البلد الأمين ، لنقرا ما يقوله العزيز نوري على عن الأنقلاب الذي أمتد قيده الى يديه بعد مضي أيام معدودة عليه :
( صباح يوم الجمعة الاسود 8 شباط 1963, شأني شأن كل موظفي الدولة , ان أتأخر في النوم , خاصة ان كانت الجمعة من ايام شهر رمضان المبارك ... كنت في لحظات من النوم و الاستيقاظ الصباحية... بين الحلم و اليقضة ... مع كابوس يقض مضجعي و يثقل علي انفاسي ... صوت امي... ضاع كل شيء ... راح كل شيء...سنصبح شذر مذر ... لقد عملوها ابناء الحرام ...
لم يكن حلما , بل صوتﮪا فعلاً ...
خرجت الى رأس الشارع مع جارنا و ابناءه, وهم عائلة من الاخوة الفلسطينين مع بعض سكان شارعنا . مرت امامنا في الشارع الرئيسي جموع حاشدة من المتظاهرين تهتف بحياة الزعيم عبد الكريم قاسم وبسقوط الخونة المتآمرين... صباح اليوم التالي كان جارنا من ( الاخوة ) الفلسطينين هو وابناءه قد انضموا الى الحرس القومي و باشروا مهامهم مع ( اخوتهم) القوميين والبعثيين تجاه النجباء من ابناء العراق.
بتاريخ 10-02- 1963 و انا اعمل في دائرتي صباحاً , جاءت مفرزة من شرطة الامن حيث اقتادتني بسيارة كاز روسية الى دائرة الامن , عند باب هذه الدائرة تجمع مئات من القوميين والبعثيين , وعند توقف السيارة كي يفسح لها المتجمعون ممرا للولوج الى الداخل... اخرجتني الجموع من السيارة وانهالت عليّ بالضرب ... لم اعرف بعدها ما الذي حصل ... بعد الظهر عاد لي الوعي وانا ملقى تحت احد المناضد الخشبية في غرفة مدير الامن الذي ساعدني على الجلوس مبديا تعاطفه معي ... عند المساء نقلت الى اسطبل خيول وبغال مع مئة من المعتقلين ... المكان يتسع اساسا لعشرة رؤوس من الخيول او البغال , ولاتتوفر فيه دورة مياه , سوى صفيحة مركونه في الزاوية... كان المكان ضيق لايسمح سوى للوقوف , بقينا على هذا الحال الى الصباح حيث نقلنا الى بناية لسجن قديم جدا , ولكن يحتوى على كافة المرافق الضرورية ....
بعد منتصف ليلة 18 شباط تم استدعاء مجموعة منا , حيث طُلب منهم ارتداء ملابسهم للذهاب خارج السجن , عند الفجر عاد قسم منهم , و تخلف آخرون , العائدون كانوا في حالة يرثى لها , من الآلام التي يعانون منها , بسبب من التعذيب الذي مارسته معهم لجنة تحقيق مدنية , من البعثيين والقوميين في دائرة الامن ... استمرت عملية التحقيق كل ليلة , وكل ليلة يتخلف البعض و يعود الاخرون بالامهم و اوجاعهم , رغم انتهاء التحقيق بعد عدة أيام مع كافة الموقوفين , الا انه لم يعد ممن لم يعودوا من التحقيق الى السجن في تلك الليالي .... ورغم انقضاء اربعون عاما لم يعد اي من منهم .... وبعد ان اصبح الشعب العراقي شذر مذر ,كما توقع عبد الكريم قاسم في خطابه بعيد شفاءه من اصابته اثناء محاولة اغتياله , في العملية الارهابية التي شارك فيها المدان صدام حسين , هنا في اوربا علمت انه بعد سقوط سلطة البعث الاولى في 18 تشرين 1963 , عُثر على مقابر جماعية , باجساد ادمية متحللة بملابسها الكاملة ... اولئك من كنا ننتظرهم , ممن لم يعودوا في تلك الليالي الرمضانية البعيدة القريبة , لانهم اخذوا للتحقيق كي لا يعودوا...
رحم الله عبد الكريم قاسم وكل الذين ذهبوا ولم يعودوا... )
هذه صورة من شاهد عيان على تلك الأيام أحببنا نقلها نصا لأتمام الفائدة .
أسفا لم ألتق الاستاذ نوري أبدا ، غير أن كثرة الرسائل الواردة منه الى بريدي الألكتروني توحي الى علاقة تمتد الى سنين بعيدة ، ولست الوحيد من يحتفظ برسائله فكل من يتعامل إياه يحتفظ بكم وافر منها ، وسمته أنه يخاطب الجميع بأدب جم وبأخلاق رفيعة جدا ولا يهمل أية رسالة اليه الا ويرد عليها بالتفصيل رغم ضيق وقته حيث أنه يحرر عدد من الصحف الألكترونية ومنها ( الوطن للجميع ) و ( الأخبار ) و ( شمس الحرية ) ويشرف على تحرير عدد آخر من الصحف ومنها ( سعوديات نيت وكلكامش ) ويدير عدد آخر ومنها ( موقع الأكاديمية العربية في الدانمارك والموقع الشخصي للمؤرخ العراقي سيار الجميل ) وسبق وأن أصدر عدد من الصحف الألكترونية الرائعة ومنها ( موقع الجيران وكوردستان تايمز وعراق الغد ) ، وما نعلم أن الاشراف على موقع واحد يستولي على معظم الوقت من المشرف فكيف مع الأشراف على كل تلك المواقع والصحف الألكترونية الجادة ، فإن وجد خللا فنيا في رسالة أحد رواد صحفه يبادر بالكتابة أية مراتا ويتصل به تلفونيا إن أقتضى الأمر مخابرته ، وأن راسلته مستفسرا من أمر ما فيأتيك الجواب كالبرق شافيا كافيا فيخال الامر لي بانه ربما قد أصبح جزءا من الفضاء الألكتروني ولا يفارقها إلا نادرا ، أذكر أننا حينما شرعنا بتشكيل الأتحاد الكوردستاني للأتحاد الألكتروني كان الاستاذ هو المحوروالمنسق والجسر الذي ربطنا جميعا من خلال البريد الخاص الذي كان يشرف عليه وفي أول أجتماع لنا في صالة ألكترونية حرص على الحضور بيننا الى آخر الأجتماع الذي أستغرق ساعات وقد نقل لي الزميل دانا جلال عنع بأنه بكى بعد الاجتماع فرحا لأجتماع تلك الكوكبة الكبيرة من الكتاب والأعلاميين في الجهات الأربعة لكوردستان والعالم كأوراق الثريا لهدف جميل وهو الداعي دوما الى الأتحاد والنابذ دائما للتفرقة بين الناس .
أشتغل الزميل الكبير في ميادين عديدة وكان ملهما ومبدعا في كل ميدان ، ففي ميدان الأدراة كان باحثا معروفا وأصبح كتابه الموسوم ( المشتريات بين النظرية والتطبيق ) مرجعا هاما للباحثين في ميدان الإدارة والاقتصاد ، ويعتبر أحد مؤوسسي معهد النفط وكان محاضرا فيه في مجال ( القيادة الإدارية ) ، ومن مواهبه جمال الخط وهذه الأخيرة خدمته فعلا حيث أصبحت مصدرا لكسب رزقه بعدما فصل من الوظيفة إثر محاكمته الصورية بعد أنقلاب البعثيين عام 1963 .
نتضرع الى الله أن يمد العمر المديد لزميلنا الكبير نوري علي نبراسا للنشئ الجديد أن يتعلموا من معلميهم الأوائل الجدية في العمل والصدق في الكلمة والامانة في العمل والاخلاص للمبدأ
#قيس قرداغي# [1]