انعقد كونفرانس برلين للحزب الديمقراطي الكوردستاني(كونفرانس برلين- 11-08- 1976) في برلين بألمانيا الغربية بإشراف سامي عبد الرحمن و بحضورعدد كبير من أعضاء وأنصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الخارج. وكان الهدف من انعقاد الكونفرانس هو اعادة تنظيمات الحزبية وتوسيع الثورة المسلحة في جنوب كوردستان.
الظروف والأسباب
نتيجة لاتفاقية الجزائر في06 -03- 1975 بين البلدين إيران والعراق، وبأمر من الزعيم #مصطفى بارزاني# توقفت الثورة المسلحة (ثورة ايلول) في جنوب كوردستان بعد اجتماع موسع في حاج عمران في 18-03-1975. مع نهاية الثورة وبعد اتفاق مع حكومة شاهنشاه الأيرانية، فقد لجأ معظم قادة الحزب وعدد كبير من البيشمركة والمدنيين من جنوب كوردستان إلى ايران. وبهذا تم عملياً حل جميع تنظيمات ومؤسسات البارتي تقريباً، بما في ذلك قيادة الحزب في جنوب كردستان. بعد مرورعدة أشهر من اللجوء إلى إيران، ومن أجل إعادة تنظيم صفوف الحزب، اجتمعت قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة مسعود بارزاني في 15-04-1975 على نبع ماء خارج مدينة نَغَدة يسمى (حَوت جشمة) سراً مع كل من جوهر نامق، كريم سنجاري، عارف طيفور ومحمد رضا. وتقرر في ذلك الاجتماع إعادة تنظيمات البارتي، عقب ذلك وفي أوائل تشرين الثاني1975، وخلال اجتماع سري في كَرَج تقرر تشكيل قيادة جديدة من الأعضاء القدامى في اللجنة المركزية والكوادر الحزبية الشابة لتحل محل القيادة الحزبية القديمة. وتمت صياغة بيان، حيث تم نشره في 10 -12- 1975 بإسم (القيادة المؤقتة). تألف عدد الأعضاء المنتخبين لهذه القيادة المؤقتة من أحد عشر عضوا وهم: مسعود بارزاني، إدريس بارزاني، سامي عبدالرحمن، جوهر نامق، كريم سنجاري، عارف طيفور، محمد رضا، آزاد برواري، نوري شاويس، علي عبدالله وكمال كركوكي.
بغية تثبيت أسماء أعضاء القيادة المؤقتة للحزب فقد استدعي الأمرعقد كونفرانس، لأنه وفقًا للمنهاج والنظام الداخلي المقرر في المؤتمر الثامن للحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1970 في ناوبردان، كان ينبغي انتخاب أعضاء اللجنة المركزية للحزب داخل المؤتمر. وإذا لم تكن الظروف غيرمؤهلة لعقد المؤتمر، لذا يجوز للحزب عقد الكونفرانس اينما كان، شريطة أن يشرف عليه أحد أعضاء اللجنة المركزية السابقة. وبما أنّ وضع البارتي والمنطقة آنذاك لم يسمح لعقد المؤتمر، فقد قررت قيادة الحزب عقد كونفرانس موسع في أوروبا.
بمسعى من الفرع السادس للحزب الديمقراطي الكوردستاني فقد فُتحت في صيف 1976 الحدود الأوروبية بوجه اللاجئين الكورد، بعد أن أعربت كل من النمسا وهولندا عن استعدادهما لقبول عدد من الكورد كلاجئين، وتم من قبل مكتب العلاقات البارتي في طهران ارسال عدد من اللاجئين، بمن فيهم عدد من اعضاء القيادة الجدد إلى أوروبا، بعد وصولهم أعيد تنظيمهم من قبل الفرع السادس في اوروبا وتم توزيع القسم الكبير منهم على المنظمات الحزبية. وهكذا تحسنت أوضاع الحزب في أوروبا، وفي 26-05- 1976 أعلن سامي عبد الرحمن وفي مؤتمر صحفي عقده في لندن استئناف الثورة المسلحة في جنوب كوردستان (ثورة كولان). وفي الفترة ذاتها قررت قيادة البارتي عقد كونفرانس الحزب في أوروبا.
التحضيرات للكونفرانس
جرت التحضيرات من قبل الفرع السادس للحزب الديمقراطي الكوردستاني في اوروبا لعقد الكونفرانس، وبإعتبار أنّ مقر الفرع كان في برلين الغربية، فقد تم تحديد المدينة كمكان لانعقاد الكونفرانس. بعد استكمال التحضيرات طُلب من اللجان المحلية الأوروبية إرسال مندوبيها إلى برلين، حيث عُيّن لكل لجنة محلية مندوبان اثنان على الأقل، وانتخبت اللجان المحلية فيما بينها عضواً عبر التصويت، مع رئيس اللجنة المحلية الذي كان يصعد مباشرة إلى الكونفرانس وحضروا برلين مع تقرير، تم استئجار قاعة جامعة برلين لعقد اجتماعات الكونفرانس، وتشكلتْ اللجنة التحضيرية للكونفرانس وضمت كلاً من: سامي عبد الرحمن، نوري شاويس، وحمه رضا وعارف طيفور.
بدأ الكونفرانس اجتماعاته برئاسة سامي عبد الرحمن واللجنة المنظمة في 11-08- 1976، وبلغ عدد أعضاء اللجان المحلية للفرع السادس في اوروبا اربعين عضواً، أما المجموع الكلي للأعضاء الذين حضروا الكونفرانس بضمنهم أعضاء القيادة المؤقتة، ومع الكوادر الجديدة الذين وصلوا لتّو إلى أوروبا والضيوف ومن بينهم عصمت شريف وانلي، فقد بلغ عددهم 48-50 عضواً، ومنهم طارق آكرَيي (مسؤول الفرع السادس)،عزيز الشيخ رضا، سيامند بناء، رمزي شعبان، د. بيروت، حميد آكرَيي، بولا مغديد قصاب كويي، محمد صالح جمعة، فوزي أسعد، محمد ميسو، جمال علمدار، د. عومهر اورماری، فرهاد صوفي (فرهاد جبرائیل)، توفیق فيلي، ماجد فيلي، عزالدين برواري، عبدالقادر برواري، عبدالسلام برواري، فائق نيرویی، محمد أمین دلوي، آزاد محمد خفاف، وريا ساعاتي، عبدالرحمن بيداوي، غازي زيباري، محمد حسن عونت، د. صباح مريواني و ... الخ.
عقد الكونفرانس
استمرت اعمال الكونفرانس من 11 إلى 16 آب، وفي مستهل الاجتماع قرأ سامي عبد الرحمن مسودة كراسة من ثمانين صفحة القيادة المؤقتة على الكونفرانس بعنوان (طریقة الحركة التحریرية الكردية)، والذي تم اعداده من قبل اللجنة المشرفة وخاصة من قبل سامي عبدالرحمن ونوري شاويس، كان كراساً نقدياً حول ثورة ايلول وقيادتها، كُتب تحت تأثير الفكر اليساري الماركسي المتشدد، تمت مناقشة الكراس من قبل أعضاء الكونفرانس ثم جرى التصويت عليه. تضمنت الفقرة الثانية من مهام الكونفرانس تثبيت أسماء الأعضاء الأحد عشر من القيادة المؤقتة الذين سبق وانتخبوا كأعضاء في القيادة. مع اضافة اربعة اعضاء آخرين، كان يشترط على الأعضاء الأربعة المنتخبين الجدد في القيادة المؤقتة العودة إلى جنوب كوردستان، وبعد الإعلان عن أسمائهم والتصويت عليهم، تم انتخاب كل من: وريا سعاتي، دلشاد ميران، آزاد خفاف وعبد الرحمن بيداوي أعضاء جدد في القيادة المؤقتة، وأضيفوا إلى قائمة أعضاء القيادة المؤقتة، وبهذا أصبح عدد أعضاء القيادة المؤقتة 15عضواً تم تثبيتهم قانونياً.
الى جانب أعماله ومهامه، فقد تم اصدار عدة قرارات سياسية في كونفرانس برلين، من بينها إعادة انتخاب الزعيم مصطفى بارزاني رئيساً للحزب الديمقراطي الكوردستاني و كان من اهم مقرراته هو التحضير للمؤتمر التاسع للبارتي.
بعد الانتهاء من أعمال ومهام القيادة المؤقتة وانتخاب الأعضاء الجدد وتثبيتهم، استمر الكونفرانس من قبل الفرع السادس، وعقب تسمية المرشحين تقرر اجراء التصويت لانتخاب عضوين عاملين للجنة ضمن فرع السادس في اوروبا. ونتيجة للتصويت فقد تم اعادة تعيين طارق أكرَيي مسؤولاً للفرع وانتخب سيامند بنّاء وعبد السلام برواري عضوين عاملين للفرع. كما أضيفَ كل من جرجيس حسن وحميد عقراوي إلى الهيئة العاملة للفرع.
واستمرت اعمال الكونفرانس ستة أيام وانتهى في 16-08- 1976، وهو يصادف ذات تاريخ تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني. وأقيم بهذه المناسبة احتفال صغير، ثم في مساء نفس اليوم تمت قراءة مقررات الكونفرانس على الأعضاء والمشاركين فيه. ونظرا لحساسية الوضع السياسي آنذاك لم يصدر أي بيان ختامي للكونفرانس. وقد صدرت كراسة بعنوان ( نهج حركة التحرر الكوردية)، وتمت المصادقة على الكراس فيما بعد، باعتباره التقرير السياسي للقيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي كان قد صدر في 11-15-08- 1976.[1]