=KTML_Bold=دلشاد مراد: اتحاد الإعلام الحر… أمام مفترق طرق=KTML_End=
دلشاد مراد
أُسِّس “اتحاد الإعلام الحر” في 2012 كمؤسسة ناظمة للعمل الإعلامي، وفي الوقت ذاته كنقابة صحفية في روج آفا، وبمرور السنين، وبحكم التحولات، والتغييرات الحاصلة في المنطقة، وتوسيع المناطق المحررة، وتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، جرى فصل جزء من مهامه (المتعلق بتنظيم العمل الإعلامي) ومنحه لمؤسسة جديدة وهي “مكتب الإعلام في شمال وشرق سوريا” والذي يعد بمثابة هيئة أو وزارة للإعلام.
وقد تسببت عملية الفصل تلك على ما يبدو بحصول ارتباك في عمل “اتحاد الإعلام الحر”، الذي أصبح بمثابة نقابة للإعلاميين، والصحفيين على مستوى شمال وشرق سوريا، وسط انعدام الخبرة النقابية في المنطقة، وهذا بدوره خلق عجزاً في لعب دوره المفترض كنقابة للإعلاميين.
وإلى يومنا هذا لم يتمكن “اتحاد الإعلام الحر” من بلورة، ومن تجسيد وظيفته، ومهامه على أرض الواقع بالشكل الملائم والمطلوب، وعجزت الإدارات المنتخبة في المؤتمرات السابقة، من تفعيل الاتحاد، والوصول به إلى مستوى “النقابة” بمعناها الحقيقي.
فالنقابة الناجحة، هي التي تتمكن من رعاية مصالح أعضائها (المادية والمعنوية)، ودون ذلك لا معنى من وجود تلك النقابة أساساً، وهذا هو حال “اتحاد الإعلام الحر” بكل أسف، والذي يعيش أزمة “هوية” كما أراه، فحتى الآن لم تحدد كيفية تحقيق مصالح الإعلاميين، والصحفيين في شمال وشرق سوريا، وهنا لا نقصد “المصالح” ب “المصالح الشخصية الضيقة” بل “المصالح العامة، التي تحقق الفائدة والتقدم للإعلاميين، والمؤسسات الإعلامية وللمجتمع في الوقت ذاته”. فأي تنظيم كان إن لم يحقق “القيمة المضافة” سواء لأعضائه، أو مجتمعه، فمن الأنسب إغلاقه وحله، أو إعادة النظر بهيكلية النقابة، وأسلوب عملها.
ولو كان “اتحاد الإعلام الحر” فاعلاً، وتمكن من جعل نفسه كنقابة حقيقية للإعلاميين، لكان عدد أعضائه مساوياً لنسبة 100%، لكنه في الواقع لم يتمكن من جذب حتى نسبة “الربع” من الممارسين للعمل الإعلامي، والصحفي في شمال وشرق سوريا، وهذا يعني بالفعل أنه يعاني من أزمة “هوية”، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على آلية وأسلوب عمل النقابة، وكذلك على نوعية ومستوى النقاشات داخل مؤتمراتها، وبخاصة على وثيقة النظام الداخلي للاتحاد.
وقد شهد المؤتمر الاعتيادي السادس لاتحاد الإعلام الحر المنعقد في 20 من شهر أيار الجاري، نقاشات مطولة حول ماهية وأهداف وعضوية “الاتحاد”، مع أنه من المفترض، أن تكون تلك الأمور واضحة، وغير قابلة للنقاش والجدال المطول، كون النقاش الجاد ينبغي أن يكون متركزاً حول أعمال “الاتحاد” المنجزة في الدورة السابقة، ومدى تحقيقه وملائمته للأهداف المرسومة، وبالتالي مدى أهلية إدارتها (الرئاسة المشتركة والهيئة الإدارية والمجلس) في تحمل مسؤولياتها وجديتها في العمل، وكذلك على وضع الخطط المستقبلية الكفيلة بسد السلبيات السابقة وتحقيق أهداف الاتحاد.
ودون أي شك، فإن الذهنية العامة للوسط الصحفي، وللعاملين فيه هو الأساس في النجاح والفشل بوظيفة وعمل “الاتحاد”، فالإعلامي الذي لا يقدر على تحديد مهامه المجتمعية، والسعي إلى تحقيقه كيف له أن يدير مؤسسة إعلامية، أو إدارة نقابة مجتمعية “اتحاد الإعلام الحر” ويحقق أداءً حسناً فيها؟!!.
وبالأحوال كلها، إن الزملاء الجدد في إدارة “اتحاد الإعلام الحر” أمام مسؤولية تاريخية حاسمة، في تحديد مصير الاتحاد. فإما أن يصبح بالفعل نقابة مهنية وبيتاً لجميع الإعلاميين والصحفيين… أو أن نكون أمام حالة جديدة يتم فيها إعادة النظر بالشكل التنظيمي للاتحاد، وأسلوب عمله حتى تحقق الهدف المرسوم له.”[1]