=KTML_Bold=الأكراد في وثائق الحرب العالمية الثانية -9-=KTML_End=
خالد عيسى
“برهنت الأحداث الماضية بان كردستان تركية، أو من الأفضل القول، إن هذا البركان، يهدد دوماً بخطر الثوران. ما دام الهدف الكردي لم يتحقق،انه سيعكر أمنه بالذات و امن جواره، لأن كل تهدئة مؤقتة ستكون حتماً متبوعة بسفك جديد للدماء.” هذا ما قاله الجنرال إحسان نوري باشا للقوى العظمى في عام 1945.
نعرض لكم ترجمة القسم الثاني من المذكرة التي وجهها الجنرال إحسان نوري باشا إلى القوى العظمى المجتمعة في سان فرانسيسكو في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وساند فيها المطالب السياسية التي تقدم بها الأكراد إلى هذا المؤتمر. نرفق صورة عن الصفحة الثالثة من هذه المذكرة المحفوظة في ملفات امن الجيوش الفرنسية.
****
سادتي،
(…)
في دعايتها الرسمية، و بنشرها لمجريات الأحداث المذكورة، لمحت الدولة التركية بشكل صريح إلى هدف الثورات. إذاً لم تعد الدولة المذكورة قادرة، بذرائع سياسية، على إخفاء إرادة الشعب الكردي، التي تتضمن نيل الحرية و استقلال وطنه الصغير.
يجد أكراد تركية أنفسهم اليوم تحت سيطرة الدولة التركية و تحكمها الصارم. و لهذا الأمر لا يستطيعون القيام بأية مظاهرة علنية و عامة، و لا يستطيعون انتخاب ممثليهم للتعبير عن انتقاداتهم و تعطشهم للاستقلال لدى من يتولون العدالة الاجتماعية للعالم كله، أي أمام الضمير العالي لأجداد الحرية.
تبتهج القلوب الحزينة لهؤلاء البؤساء عند سماع كلمات الأمل التي تنقلها إلى آذانهم الموجات الكهربائية (الإذاعة- المترجم). إذ يعتمدون كثيراً على العدد القليل من أبنائهم الذين يعيشون في الخارج المنتشرين في الدول الصديقة و الحرة. هؤلاء يعدون بالنسبة لهم مترجمين حقيقيين لمشاعر الشعب الكردي، لأنه باسم هذا الشعب المضطهد قد طالبوا حريتهم من مؤتمر سان فرانسيسكو.
برهنت الأحداث الماضية بان كردستان تركية، أو من الأفضل القول، إن هذا البركان، يهدد دوماً بخطر الثوران. ما دام الهدف الكردي لم يتحقق، فانه سيعكر أمنه بالذات و امن جواره، لأن كل تهدئة مؤقتة ستكون حتماً متبوعة بسفك جديد للدماء.
[1]