=KTML_Bold=عن الإقليم الشرقي في الوثائق الفرنسية -1-=KTML_End=
خالد عيسى
تدرك السلطات المركزية التي تتقاسم كردستان، بأن النجاحات السياسية التي يحققها الشعب الكردي في الإقليم الجنوبي و الإقليم الشمالي لكردستان، لها تأثيراتها على الحراك السياسي الكردي في الإقليمين الشرقي و الغربي. و لذلك تتضافر جهود هذه السلطات في محاربة الفكر التحرري و الخط الكردستاني في الحركة الوطنية الكردية، للتمكن من الانفراد بكل قسم، و لتجريده بالتالي من عمقه الاستراتيجي.
لقد أثبت الشعب الكردي بأن وحدته القومية أقوى من الحدود الاستعمارية التي قسمته بين كيانات سياسية أربعة، فلقد كانت للتطورات السياسية في أي قسم آثارها وصداها في الأقسام الأخرى، و لذلك سعت و تسعى الدول التي تتقاسم هذا الشعب و خيراته إلى التنسيق، و إلى التآمر على القيادات الوطنية للحركة التحررية الكردية.
سنحاول نشر بعض المعلومات الوثائقية عن الإقليم الشرقي، ليتمكن القارئ من زيادة معلوماته عن هذا القسم، و عن مدى تأثيره و تأثره بالأقاليم الكردستانية الأخرى.
في هذه الحلقة نعرض لكم مذكرة أرسلها الملحق العسكري لدى مفوضية فرنسة في طهران الى إدارة المخابرات لدى المفوضية السامية في بيروت.
****
مفوضية فرنسة في بلاد فارس (1)
——
الملحق العسكري
——
رقم: 39/ت
طهران في 08-03-1925
مذكرة عن كردستان الفارسية(2)
———
التقدم الجديد الذي أحرزته الحركة الثورية الكردية، منذ نهاية شهر شباط (3)، أصاب الأوساط القيادية في طهران بدرجة كبيرة من الوهن.
فالأطروحات المختلفة، الروسية و الانكليزية و التركية (4)، تترافق في بلاد فارس بتعليقات متعددة مستوحاة بشكل أو بآخر من قبل المفوضيات ذات العلاقة(5).
حتى الآن، لا تعرض الحركة نفسها بما يشكل خطراً بالنسبة لبلاد فارس، فيدعي الكرد(6) بأنهم ضد الكماليين.
على فرض قبول (احتمال –المترجم) أن العملاء الترك، لن يسعوا في كردستان الفارسية، إلى خلق هيجان في مؤخرات العشائر الكردية، يبدو من الصعب أن لا تشهد هذه المنطقة آثاراً ارتدادية للحركة المنطلقة في الطرف الآخر من الحدود.
إذا استطاع الترك كبح الثورة بالقوة بشكل تام، فمن المؤكد بأن العصابات (7) المغلوبة و المُلاحقة ستسعى عبور الحدود لتلقى ملجأً على الأراضي الفارسية (8). و سيكون أمراً غير عادياً إن لم يرافق الهيجان و النهب(9) هروب هذه القبائل المسلحة إلى بلاد فارس.
أمّا إذا استطاع الكرد الانتصار، و لو جزئياً و مؤقتاً، و تأسيس سيطرة فعلية على مناطق وان- بيتليس و موش، سنجد على الأرجح عودة ظهور الفكرة الكبيرة لكردستان المستقلة الغالية بالنسبة لكل زعماء الكرد، و بالنسبة لحلفائنا الانكليز(10). مهما كان الزعيم المكلف بقيادة هذه السياسة، من المرجح أن يدير أعينه أيضاً تجاه كردستان الفارسية، و خط الحدود المتفق عليه محمي بشكل ردي ضد طموحات ” القوميين” الكرد.(11)
ما هي جاهزية بلاد فارس للحيطة من آثار الحركة الثورية لأكراد أناضول؟.
أنا أعتقد، في الحقيقة، بأنها غير متهيئة لذلك بأية طريقة كانت. كانت الانتفاضة الحالية مفاجأة تامة لها و لجميع العناصر القيادية أيضاً.
(البقية في الحلقة القادمة)
****
=KTML_Bold=ملاحظات المترجم:=KTML_End=
(1)- كان يطلق بلاد فارس على الأقاليم التي كانت تخضع للسلطة المركزية في طهران.
(2)- المقصود هو الإقليم الكردستاني الواقع ضمن حدود الإمبراطورية الفارسية.
(3)- المقصود هو الثورة الكردية التي اندلعت في الإقليم الشمالي من كردستان، والتي دخلت التاريخ باسم قائدها الشيخ سعيد بيران.
(4)- أي ما كانت تعطيه سلطات هذه الدول المذكورة من تكييف للثورة الكردية في الإقليم الشمالي.
(5)- المقصود بأن التعليقات تعتمد على ما تقوم به من دعاية الهيئات الدبلوماسية للدول المذكورة المعتمدة لدى طهران.
(6)- المقصود هو قيادة الثورة الكردية في الإقليم الشمالي.
(7)- أطلق و يطلق المستعمرون غالباً وصف العصابات و المخربين و الإرهابيين على أنصار الحركات التحررية.
(8)- المقصود هو الأراضي الكردية الخاضعة للسلطات الفارسية.
(9)- إشارة إلى توقع حدوث انتفاضة في الإقليم الشرقي تضامناً مع الثورة في الإقليم الشمالي.
(10)- إشارة إلى الموقف الانكليزي الذي كان في صراع مع السلطات الكمالية، و خاصة حول موضوع ضمن الإقليم الجنوبي “ولاية الموصل”.
(11)- تنطبق هذه القاعدة على الواقع الحالي أيضاً، و لذلك يزداد التعاون و التآمر بين السلطات المركزية بغية الانفراد بكل قسم كردستاني على حدا.
يتبع[1]