قبل ايام من الهجوم الصدامي البعثي على اربيل واقليم كردستان ضمن الاتفاقية الخيانية الموسومة بخيانة 31 آب ،وجه الامين العام للاتحاد الوطني #جلال طالباني# نداءا الى الشعب العراقي يوضح فيه حقيقة مايجري على ارض الواقع واتفاق البارتي مع الطاغية صدام للهجوم على كردستان واحتلال اربيل والموقف الوطني العراقي الكردستاني للاتحاد الوطني في دعم النضال من اجل النظام الصدامي واقامة عراق ديمقراطي فيدرالي و يشرح باسهاب وبالتحدي وجود اية قوات او سند ايراني مع الاتحاد الوطني ومعتبرا هذه التلفيقات كمبرر للاتفاق الخياني بين البارتي والنظامي البعثي الصدامي ولاهمية الجانب التاريخي لهذا النداء ،تنشر المرصد نصه :
نداء الى ابناء الشعب العراقي
يسرني ان اوجه هذه الكلمة الى ابناء شعبنا العراقي الابي لأوضح حقيقة الوضع في كردستان العراق واسباب اندلاع القتال فيها بصورة خاصة.
لا يخفى على أحد من الاخوة العراقيين ان الحكم الدكتاتوري المعادي للشعب يعرف ان الاتحاد الوطني قد تحول الى قوة اساسية فاعلة وعاملة في المعارضة العراقية ، قوة قادرة على جمع العديد من الأطراف الوطنية والثورية والاسلامية العراقية في نضال مشترك ضد الحكم الدكتاتوري المتسلط على رقاب شعبنا لذلك فأن هذا الحكم يبذل جهودا حثيثة من اجل اشغال قوات الاوك بمعارك جانبية تحول دون تفرغه للنضال ضده.
فإشعال الاقتتال الداخلي مرة اخرى يخدم مخطط صدام الذي يرى مصلحته في استمرار الحرب الأهلية في كردستان .
ثم ان وجود القتال في كردستان لا يشجع قوى المعارضة العراقية الاخرى على القدوم الى كردستان للعمل انطلاقا منها ضد الحكم الدكتاتوري المعادي للشعب.
لذلك فاننا نرى مصلحتنا الحزبية كاتحاد وطني كردستاني ومصلحتنا الوطنية كعراقيين ومصلحتنا القومية ككرد في كردستان العراق ومصلحة سياستنا المعلنة ،كل هذه المصالح تتطلب السلم والحل السياسي للمشاكل الداخلية القائمة في كردستان.
ولذلك فقد بذلنا جهودا حثيثة وكبيرة من اجل السلام ، وقبلنا جميع المبادرات التي قدمت الينا سواء من الاحزاب العراقية او الكردستانية ومن المؤتمر الوطني العراقي والولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية أو من الشخصيات الدينية والسياسية والادبية في كردستان.
قبلنا جميع المقترحات وابدينا استعدادنا للعمل بإخلاص من اجل ايجاد الحل السياسي والسلمي وقد خيرنا قيادة البارزاني مرارا وتكرارا بين اختيار احد الحلول المطروحة سواء الحل الموقع عليه ضمن اتفاقية باريس الذي يضمن حل جميع القضايا العالقة في كردستان العراق او قرارات البرلمان الكردستاني الصادرة بإجماع الآراء والحائزة على موافقة السيد البارزاني وموافقتي انا شخصيا وبالتالي جعل هذه القرارات الصادرة من الهيئة التنفيذية الشعبية اساسا لحل جميع القضايا العالقة او احدى الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الطرفين.
لكن قيادة البارزاني رفضت كل هذه الحلول واصرت على الحل العسكري ،فقد توهمت بان الدبابات والمدرعات والمدفعية التي حصلت عليها من هولاكو بغداد الجلاد صدام حسين قد غيرت ميزان القوى لصالحها وانها تستطيع حسم الموقف عسكريا .
ولكن المعارك التي جرت خلال الايام العشرة الماضية اثبتت بطلان هذه المزاعم والاوهام وبرهنت على ان قوات الاتحاد الوطني المنبثقة من الجماهير الشعبية الكردستانية، قوات شعبية ذات جذور راسخة في المجتمع الكردستاني لا يمكن اقتلاعها لا من قبل صدام حسين ولا من قبل المتعاملين معه ولا بالاسلحة الصدامية أو غيرها، ولذلك نستطيع ان نبشر الشعب العراقي الى ان الاتحاد الوطني يواصل نضاله الدائب ضد الحكم الدكتاتوري ويفضل الحل السلمي والسياسي للقضايا في العراق وفي كردستان،فقد قبلنا المبادرة الأمريكية الأخيرة حيث اتصل بي السيد بيلترو هاتفيا قبل ايام ومن بعده السيد روبرت دويج واصدقاء آمريكا اخرون مقترحين علينا ايقاف القتال وعقد جلسة في لندن أو واشنطن بين ممثلي الاتحاد والبارتي وبين الطالباني والبارزاني وبحضور الامريكان لحل القضايا بصورة سلمية وقد قبلنا كل هذه المقترحات ونتمنى لها النجاح.
هناك نقطة أخرى احب ان اوضحها لأخوتنا ابناء الشعب العراقي الابي وهى المبالغة والاكاذيب التي تروجها قيادة البارزاني التي تدعي بان المدفعية الايرانية تساند قواتنا بالقصف المدفعي ،فالكل يعرف لمصلحة من كان هذا القصف ومن تضرر منه.
ونتحدى كل من يدعي بوجود اسناد ايراني او قوات ايرانية لمساعدة الاتحاد الوطني نتحداه ليحضر او يرسل مندوبيه كما طللبنا من الامريكان ايضا ارسال ممثلين عنهم ليأتوا الى كردستان ويزوروا اي منطقة او نقطة يريدونها ونحن على استعداد لتسهيل مهمتهم.
كما ان في كردستان الان عددا من رجال البوليس الدولي ونحن نرضى بأن يقوم هؤلاء بالتحقيق وبان يزوروا اي جبهة أو منطقة للتأكد من خلو كردستان العراق من القوات الايرانية وبعدم وجود أي دعم خارجي للاتحاد الوطني الكردستاني.
ان قيادة البارزاني تروج هذه المزاعم الباطلة لسببين :
اولا للتغطية على التدخل الصدامي في شؤون ،كردستان لتبرير هزيمتها العسكريةفقد كانت تدعي سابقا انها تستطيع دحر الاتحاد الوطني في ساعات قليلة و ان قواتها قادرة على سحقه ، ولكن المعارك اثبتت عكس ذلك تماما.
نحن طبعا لا نقبل اي تدخل خارجي في شؤون كردستان العراق الداخلية، لا نقبل لا التدخل أيراني ولا التركي ولا الصدامي.
ونريد ان تحل جميع القضايا في كردستان عراق على يد الشعب الكردي وممثليه ونحن واضحون وصريحون في موقفنا .
الكل يعرف بانه ليس الاتحاد الوطني الذي (سجد) لأيران أو لتركيا انما هنالك اخرون يعملون ذلك وبالتحديد الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة السيد مسعود البارزاني هو الذي (سجد ) لتركيا وايران وتعاون معهما واستلم منهما المدافع والكاتيوشا والاسلحة والاموال لمحاربة الكرد في العراق وتركيا وايران هذا تاريخ القيادة البارزانية وهو تاريخ معروف لأبناء شعبنا الكردي .
والان نحن ايضا نسعى مع اخوتنا في المعارضة العراقية من اجل تحرير العراق لأننا نؤمن بان القضية الكردية وتحقيق الحقوق القومية منوط بتحرير العراق من الحكم الدكتاتوري الفاشي، وما لم يتم اسقاط هذا الحكم واقامة البديل الديمقراطي البرلماني الفيدرالي في العراق لا يمكن ايجاد حل عادل وثابت ومستقر للقضية الكردية في العراق.
ونحن طبعا نعتز بكرديتنا وبعراقيتنا، ونعتقد اننا نحن الكرد مواطنون عراقيون صالحون يهمنا مصير شعبنا العراقي ونناضل من اجل اعادة الوحدة الوطنية العراقية واقامتها على اسس ثابتة .
نناضل من اجل استعادة الكرامة العراقية التي أهدرتها الدكتاتورية .
نناضل من اجل استعادة الاستقلال السياسي والارادة العراقية الحرة التي فرط بها النظام، ونحن كمواطنين كرد عراقيين نسعى من اجل خير شعبنا العراقي وتحرير عراقنا من الدكتاتورية، ونأمل ان يتم ذلك قريبا وأن نلتقي ببغدادنا العزيزة عاصمتنا عاصمة الكرد والعرب والتركمان، عاصمة جمهورية عراقية ديموقراطية فيدرالية، لنعمل معا على استعادة الوحدة الوطنية والاستقلال والسيادة الوطنية واعادة اعمار العراق والقضاء على آثار الويلات والمصائب والكوارث التي جلبها هولاكو العراق صدام حسين على شعبنا العراقي من العرب السنة والشيعة والكرد والتركفان والآشوريين وعلى كل مواطن عاش في العراق.
فالجميع يعلم أن هولاكو بغداد جلب المصائب والكوارث على الشعب العراقي مالم ير تاريخ العراق مثيلا لها، ولذلك فالتخلص من هذه الدكتاتورية هو بداية الطريق لحل جميع المشاكل في العراق.
واكرر ندائي الى اخوتنا في العراق ارجوهم ان يتأكدوا بأنفسهم من حقيقة موقف الاتحاد الوطني الكردستاني من القضية العراقية ، فليقرأوا الجرائد العراقية وليروا الى من ينحاز للحكم الدكتاتوري وضد من تكتب صحفه الصفراء التي نسمح بتداولها وتوزيعها في كردستان العراق ليعلموا ما يقوله النظام الدكتاتوري وما يقوله العدو هو خير مصداق ليل على موقفنا الوطني الديمقراطي التقدمي المعادي للحكم الدكتاتوري فعندما يشتمنا هذا النظام ويحقد علينا فهذا دليل على اننا اعداء ألداء له و هذا شيء يشرفنا .
ان شعبنا يدرك جيدا ان من يدعمه النظام الدكتاتوري هو غير مخلص للوطن ومن يعاديه هو مخلص لشعبه ووطنه، فلذلك فأننا نفرح عندما تكتب ضدنا الصحف الصفراء التابعة لهذا النظام البغيض، أؤكد بان لا تخافوا من التهديدات الصدامية ونامل ان تتكاتف وتتلاحم القوى العراقية المناضلة حتى اذا ما تجرات الدكتاتورية الصدامية على شن حرب ضد كردستان العراق، كما يحلم الآن حينئذ ان شاء الله سنقوم بجهود موحدة لأسقاط النظام الدكتاتوري واقامة البديل الديمقراطي البرلماني الفيدرالي.
نحن نعتقد بأن صدام حسين جاد في ارساله لقوات عسكرية الى كردستان العراق، وقد يقول البعض ان صدام يحسب حسابه للحلفاء، نعم نحن واثقون بأن الحلفاء لن يسمحوا له باكتساح كردستان، ولكن لم تكن حسابات صدام دائما حسابات دقيقة أو صائبة. فدكتاتور مثل صدام دكتاتور فردي مغرور ومتعقد ، يعتقد انه يعرف كل شيء، يرتكب اخطاء فظيعة وكبيرة وستكون هذه الاخطاء ان شاء الله ،قاتلة، فأذا ما ارتكب خطأ الهجوم على كردستان في هذه الايام نأمل ان يكون بداية النهاية لهذا الحكم الدكتاتوري الذي عانى منه شعبنا العراقي معاناة شديدة وعديدة.
اوجه تحياتي الى اخوتنا في الجنوب حيث يتعرضون لعدوان النظام الفاشي وتتعرض قراهم واهوارهم وجماهيرهم الى حرب إبادة حقيقية على ايدي حكم هذا الجزار المجرم الذي لم يتورع حتى عن دك العتبات المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء بالمدفعية.
نتطلع الى هؤلاء الذين يقاومون مقاومة بطولية ونشد على على أياديهم نبلغهم بأننا معها بقلوبنا بل بكل طاقاتنا وامكاناتنا ونحن مستعدون للتنسيق معهم من اجل الاسراع بالقضاء على الحكم الدكتاتوري ونتعاطف معهم كما يتعاطفون معنا.
وكذلك اوجة ندائي الى اخوتنا في وسط العراق وارجو ان يفهم هؤلاء الاخوة جيدا بان الحكم الدكتاتوري الذي يحكم باسم العرب السنة هو في الحقيقة من الد اعداء العرب السنة لأنه هو الذي ارتكب المذابح العديدة ضدهم .
ان الضباط العرب الذين قتلوا على يد الجلاد صدام حسين لم يقتلوا في الحرب العراقية الايرانية وكذلك المناضلين البعثيين الذين قتلوا على يد صدام لم يقتلوا في جميع البلدان العربية منذ وجود حزب البعث الى الآن..
فجرائم صدام شملت الجميع من البعثيين الى الشيوعيين والقوميين والاسلاميين والى كل من له ضمير حي او نضال او دور في العمل لاسقاط النظام الدكتاتوري .
لذلك ان الأوان أن يتوحد جميع المناضلين في كردستان الى وسط العراق الى جنوبه .
ان الأوان ان نتفق على اقامة قيادة ميدانية على ارض الوطن المحرر للعمل المشترك من قبل القوات الشعبية والعشائر الوطنية والقوى العسكرية الشريفة الموجودة داخل الجيش العراقي يدا بيد من اجل تخليص عراقنا العزيز من الدكتاتورية الصدامية الملطخة اياديها المجرمة بدماء الالوف من ابناء شعبنا العراقي عربا وكردا وتركمانا.
واعتقد ان هذا هو السبيل الوحيد لتحرير العراق فإقامة القيادة الميدانية على ارض الوطن ممثلة للقوى العراقية المعارضة الفاعلة ولجميع الشرفاء المتعاونين من العناصر الوطنية داخل الجيش هو السبيل الوحيد لتحرير العراق لأن الجيش العراقي هو في تركيبته وجماهيريته الواسعة يجب ان يكون جيشا يتعاون مع الشعب لا أن يكون آلة بيد الجلاد هولاكو بغداد الذي اذله وداس على كرامته واباد اسلحته وانزل به من المذلات والمخازي ما لم يذق الجيش عشر معشاره منذ تأسيسه.
لذلك فعلى الجيش العراقي ان يهب ايضا مع شعبه ضد الحكم الدكتاتوري. فنداؤنا موجه الى الضباط الاحرار في الجيش والى ضباط الصف والجنود ليتأكدوا بأن اخوتهم في كردستان العراق سيرحبون وسيفتحون لهم أذا ما قاموا بأي عمل ضد النظام الصدامي ،حينما يدفعهم الدكتاتور لمواجهة شعب كردستان فهذه ستكون مناسبة تاريخية لينتفضوا يدا بيد مع اخوتهم الكرد ضد هذا الحكم الجائر.
لنجعل من الحرب الاهلية التي لصدام يد في اشعالها ، حربا لتحرير العراق من الدكتاتورية المجرمة .
وانا واثق بأن الشعب العراقي سينتصر في النهاية وأن حكم هولاكو بغداد سيلقى في مزبلة التاريخ ولكن علينا ان نسرع ونعمل معا من اجل تحقيق هذه المهمة المقدسة.
وأؤكد لأخوتنا ابناء شعبنا العراقي الابي بأن الاتحاد الوطني سيظل كعهده قوة وطنية تقدمية عراقية يناضل من اجل تحرير العراق من الدكتاتورية واقامة البديل الديمقراطي الفيدرالي الذي يستطيع وحده ان يصون وحدتنا الوطنية وان يستعيد كرامتنا واستقلالنا الوطني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جلال طالباني
الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني
1996-08-25.[1]