=KTML_Bold=الحل السويسري بخصوص التعليم بعدد من اللغات الوطنية=KTML_End=
#بير رستم#
نظام التعليم في سويسرا يمكن أن يعتبر نموذجاً للحل لدينا في سوريا حيث هنا تجد أربع لغات وطنية، بالرغم أن الألمانية هي النسبة الأكثر كثافة سكانية بين كانتوناتها ال(26) كانتوناً، كما العربية في سوريا، لكن ورغم الغالبية الألمانية، إلا أن أبناء كل كانتون يبدؤون تعليمهم بلغتهم الأم حيث الكانتونات الفرنسية وكذلك كل من الإيطالية والكانتون الوحيد الذي يتحدثون فيها الرومنشية، يتعلمون في السنتين الأولى والثانية بلغتهم الأم، ثم يضاف في السنة الثالثة لغة أخرى من اللغات الوطنية الثلاث الباقية وهنا يترك الخيار للتلميذ في اختيار اللغة الثانية تلك، ويضاف في السنة الخامسة اللغة الانكليزية، وعند الدخول إلى الجامعة فعلى الطالب أن يجتاز فحص آخر خاص بلغة وطنية ثالثة من اللغات الأربعة أو الفرنسية.. وهكذا يصل الطالب لمقاعد الدراسة الجامعية وهو يملك أربع لغات، وأعتقد يمكن الاستفادة من التجربة السويسرية -ونقصد في سلسلة المناهج الدراسية والتعليم- حيث كل طالب يدرس السنتين الأولى لغته الأم، ثم يضاف في السنة الثالثة اللغة العربية، كونها لغة جامعة لكل السوريين وفي السنة الخامسة تضاف اللغة الانكليزية، طبعاً مع منهاج علمي أكاديمي للسنوات المتقدمة بحيث تكون أغلب المواد باللغة الانكليزية وخاصةً المواد العلمية.
أما من يتحجج بقضية الاعتراف فهذه مردودة عليهم حيث من يطالب بشراكة -ونقصد قوى وأحزاب وحتى شخصيات سياسية- مع إدارة غير معترف بها أساساً، عليه أن يقبل بكل هيئاتها ومؤسساتها؛ ومنها مؤسسة التعليم ومناهجها، وأيضاً فإن قضية التحجج بأن شهاداتها غير معترف بها فهي الأخرى مردود عليها حيث نعلم بأن هؤلاء سوف يتم توظيفهم ضمن ملاك الإدارة الذاتية مستقبلاً، ثم مشروع الإدارة عموماً متوقف على المستقبل السياسي للبلاد ولن تكون هناك حلول حقيقية من دون الاعتراف بالكرد ودورهم وستكون الإدارة ومؤسساتها بالتالي جزء من الحل السياسي القادم.. والأهم من كل هذا وذاك فإن الحقوق تؤخذ ولا توهب، وهكذا فعندما تنشأ جيل كامل على التعليم الكردي تكون قد وضعت حجر الأساس لنيل الحقوق الثقافية، بل بدأت بتكوين الهوية والشخصية الخاصة بك كشعب وأمة حيث اللغة هي الشرط الأساس في رسم ملامح أي أمة، كما سبق وأسلفنا.. بالأخير نأمل من القائمين على مؤسسة التعليم الاهتمام بالجانب الفني من كادر تعليمي ومناهج علمية والارتقاء بها بحيث يتم تخريج جيل علمي حقيقي وليس أجيال أيديولوجية أخرى حيث قتلتنا الأيديولوجيات في الشرق التعيس إن كانت الدينية منها أو السياسية بأحزابها وطوائفها وزعاماتها!
[1]