=KTML_Bold=عفرين بين ذاكرة الأمس والواقع الراهن=KTML_End=
#بير رستم#
إننا سنقدم هنا شهادة أحد الذين عايشوا المراحل الاولى للفكر العروبي العنصري للبعث في استهداف المكون الكردي وبعد القراءة والاطلاع فعندما ندقق ونقارن واقعنا اليوم في المناطق الكردية المحتلة تركياً ميليشاوياً مع الأمس القريب مع تشكيل الدولة السورية وبالأخص بعد مرحلة استيلاء البعث والفكر القوموي العربي على مقاليد السلطة بالبلد وذلك بعد الانقلاب الذي سمي زوراً ب”ثورة الثامن من آذار” ومن ثم انقلاب حافظ الأسد على رفاقه تحت مسمى زائف آخر سماه؛ ب”الحركة التصحيحية”، فإننا سنجد كم أن الواقعان متشابهان؛ أي واقع الأمس مع فكر البعث القوموي العنصري وواقع اليوم الإسلامي الطوراني الإخواني الميليشاوي حيث الاثنان يستهدفان الوجود الكردي وديموغرافية المنطقة والعمل على تغييره لصالح الأثنية العربية والتي بدأت مع المشاريع البعثية الأمنية الأولى ولم تتوقف يوماً وبالأخص مع ما سمي ب”الحزام العربي” في الجزيرة و”الاصلاح الزراعي” في عفرين حيث الاثنان ومع عدد من الإجراءات الأمنية العنصرية استهدفت الوجود الكردي بالمنطقة وتركيبتها وهندستها السكانية بحيث تم جلب عناصر عربية للتوطين في مناطقهم وأخيراً جاء الاحتلال التركي الميليشاوي الاخواني لاستكمال تلك المشاريع العنصرية، كما نراها ونعيشها بمرارة اليوم مع ما تفعلها تركيا!
وإليكم الآن شهادة ذاك الصديق العزيز بخصوص ما قام به البعث وخلاياه الأمنية والحزبية الأولى في عفرين، والتي ضمنها في رسالته لي على الخاص حيث يقول فيها:
صديقي العزيز !
افقت من النوم فجأة في منتصف الليل، متذكرا حدثا تم منذ ستين سنة في عفرين، بزمانه وفي بيت صاحب المطحنة الشرقية على ضفة نهر عفرين “وهو من المكون العربي” وكانت يومها -أي المطحنة- لم تكمل عامها الأول بعد الإنشاء حيث عقد اجتماع سري حضره جميع أبناء المكون العربي والمذكورة أسمائهم في تقرير رئيس بلدية عفرين يومها؛ المرحوم الدكتور مصطفى نوري “من الرعيل الأول للبعث في سوريا”، برئاسة الفران حسام الدين حركوك وخلف “القولجي” و اتخذوا قرارا بالعمل على تفكيك المجتمع الكوردي العفريني ومساعدة الجهات المعنية وخاصة الأمنية في دمشق برفع تقارير إخبارية يومية عما يحدث من أمور مهما كانت تافهة تاركين تقديرها لدمشق.
هناك تفاصيل أخرى مما دار في الاجتماع وخاصة من قدح وذم بحق المكون الكوردي “العميل الإسرائيلي الثاني ….. الخ” ليس موضوع البحث هنا لأنها تعتبر ولدنات.
سبب الكتابة هو خشيتي من الموت قبل أن يتاح لى فضح ذلك الحدث المخجل لمن قام به ولأجل من قاموا به … والمؤسف في الأمر أن كل الجيل الأكبر مني ومن جيلي لم يعيروا اية أهمية للحدث، علما بأن من نشر ما جرى وكان في الاجتماع هو شخص من المكون العربي ولسذاجته كان يقول مردداً على جسر عفرين وفي يوم البازار؛ أي يوم الأربعاء، أنه قريبا سيتمتع هو ومن من بني جلدته بزوجات الأكراد.
وسبب كتابتي لك هو أنني واثق انك ستنشره يوما وقد يكون قريبا كي لا يموت الخبر مع الشاهد .
ويضيف ذاك الصديق العزيز لاحقاً في رسالة أخرى ويقول: “انه حدث جدا مهم وكانت له تبعات كثيرة منها إلغاء نتائج الامتحانات في إعدادية عفرين بحجة أن المعلمين الكورد نجحوا الطلاب الكورد واسقطوا الطلبة العرب قصدا وقام مدير المدرسة الحموي السيء الذكر خليل جعلوك بإجراء امتحانات جديدة مع تعكيس النتائج وعمل على نقل جميع شبابنا من المعلمين إلى خارج عفرين .
كذلك نسيت ان ذلك المدير كان الموجه الأساسي لحسام الدين كونه اسكندروني أيضا ولكن مختفي بصفة سني”.
إنني سأكتفي حالياً بما أرسله ذاك الصديق منتظراً منه ومن الآخرين تفعيل أقلامهم وذاكرتهم بخصوص تلك المرحلة الهامة وغيرها من المراحل وتدوين كل ما يمكن تذكره وذلك بهدف التوثيق والنشر وتفنيد المزاعم الشوفينية لكل من يحاول على تغيير الهوية الثقافية واللغوية والأثنية لمناطقنا الكردية مع الشكر والتقدير سلفاً لكل مساهمة تصب في خدمة قضايا شعوبنا[1]