=KTML_Bold=نحن الكرد .. حكايتنا تشبه حكاية جدي!=KTML_End=
#بير رستم#
حكايتنا نحن الكرد مع أخوتنا وجيراننا من الشعوب الأخرى بالمنطقة في قضايا الوجود والحدود، تشبه حكاية جدي من طرف والدي؛ خليل عشه، فدعوني أسرد بدايةً حكاية ذاك الجد ومن ثم نأتي لموضوعنا مع الجيران من الشعوب الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وما عانينا -وما نزال- من هذه الجيرة وللأسف. إن ذاك الجد كان طيباً زيادة عن اللزوم وربما نحن الأحفاد والأبناء قد توارثنا تلك الطيبة الزائدة والتي تصل أحياناً لدرجة السذاجة و”المضحوك عليه”، كما كان يقولها ويفعلها بعض أقاربه معه، مثل خوارزي له؛ “أوصمانى أليفة” وحتى ابن عمه؛ “رشويى حسك”والذي كان بعكس ابن عمه داهية بحيث كان يحسب له ألف حساب من خصومه، أما جدنا وكما سبق وأسلفت، كان طيباً “زيادة حبتين” بحيث كان يصل الأمر، بأن يتندر أولئك الأقرباء فيما بينهم وهم يقررون زيارته وخلق مشكلة بينه وبين جدتي للتسلية، طبعاً بعد أن يكونوا قد أكلوا من عسله وهو الذي كان معروفاً كأحد مربي النحل وأنا شخصياً رافقته كثيراً في طفولتي وهو يخدم تلك الكائنات اللاسعة، لكنها لم تكن تلسعه حتى وهو يقطع العسل من دون تدخين الخلية “القنديل”.
المهم كان ذاك الجد -كل الطيب لذكراه- هو الولد الذكر الوحيد لوالده؛ “مستى (مصطفى) سلمو” وقد توفى والده وهو طفل فتبناه الجد؛ أي سلمو -وهو الاسم الكردي من سليمان- لكن لم يطل الأمر بجده إذا وافته المنية هو الآخر، فتبناه -لجدنا خليل- عمه “محمدى سلمو” وكان له هو الآخر ثلاث بنين ذكور وهكذا مع جدنا بات لديه أربع شباب ورثة في البيت ولكن وبدل أن يقسم الأملاك بين أبنائه وابن أخيه بحيث تكون النصف من حصة جدنا بحكم إنه وريث أبيه ويحق له نصف الأملاك، بينما يكون النصف الآخر من حصة أبنائه، فإنه قام بتوزيع الميراث بين أربع حصص متساوية وهكذا خرج الجد خليل مصطفى والذي يعرف بين قرانا ب”خليل عشى”، كون بعد وفاة والده عرف باسم والدته؛ “عشى إسكندر”، بنصف حصته من الميراث ورغم ذلك كان أولاد عمومته يستكثرون عليه، بل أحياناً يقولون: كان يجب أن تحرم من الميراث، كون والدك توفى قبل جدك والميراث كان من حقنا دون أن يكون لك الحق في ميراث شيء.
والآن وبعد أن تعرفتم على حكاية جدي، دعونا نعود لحكايتنا نحن الكرد مع جيراننا و”أخوتنا” في قضية الميراث على الجغرافيا والحدود والحقوق في منطقة ما زالت تعاني من الكثير من الصراعات والأزمات حيث وبالرغم من أن الكرد مع الفرس يعتبرون من أقدم شعوب المنطقة زمكانياً، كما يقولها الأدباء والنقاد والتي تربط بين مفردتي الزمان والمكان وهي فعلاً كذلك -ونقصد قضية الوجود الكردي بالمنطقة- حيث نعلم جميعاً؛ بأن الوجود الكردي يعود إلى عمق التاريخ زمانياً بالمنطقة وجغرافياً فحتى أقصى المتطرفين والعنصريين يقرون؛ بأن الكرد كانوا في هضبة إيران وجنوب شرق تركيا، يعني حتى إفتراضاً هم لم يكونوا في الجزأين الغربي والجنوبي -أي سوريا والعراق- فهم أقرب الشعوب لهذه المناطق من العرب والأتراك الذين هم أبعد جغرافياً، كما جاؤوا بعدهم زمانياً للمنطقة وبالتالي وإن تمدد الكرد لهذه المناطق، فإن تمددهم أكثر عمقاً وجذوراً من الذين أتوا بعدهم وبالتالي هم أحق بالحدود والحقوق “الميراث، كما كان حال جدي” بأحقيته من الآخرين ولكن ورغم هذه الحقائق التاريخية، فإن الكثيرين وللأسف يستكثرون علينا ربع حقوقنا وميراثنا وربما كان جدي مع أبناء عمومته أكثر حظاً ونصيباً منا نحن الكرد مع “إخوتنا” وجيراننا!
الصورة المرفقة تعود لجدي وعمي الكبير مستو “مصطفى”.. كل الطيب لذكراهم وذكرى كل من رحل عنا
[1]