=KTML_Bold=حكاية تاريخية تتكرر معنا نحن الكرد دائماً!=KTML_End=
#بير رستم#
يقال بأن؛ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻐﻮﻟﻲ “ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ” ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺎﺟﻢ “ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺨﺎﺭﻯ” ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ ﻓﻜﺘﺐ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ : ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻓﻲ ﺻﻔﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ، ﻓﺎﻧﺸﻖ أهل المدينة ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ؛ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﺭﻓﺾ وأصر على المواجهة والدفاع عن المدينة وشعبها إلى آخر رجل، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓوافق على الرضوخ والاستسلام خوفا من بطش المغول.. ﻓﻜﺘﺐ “ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ” ﻟﻤﻦ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ؛ “إن ﺃﻋﻨﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻝ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻣﻨﻜﻢ، ﻧﻮﻟﻜﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﻠﺪﻛﻢ ونمكنكم من الحكم والسلطة”. فتجند العملاء والخونة والجبناء ونزلوﺍ ﻷﻣﺮﻩ ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺭﺣﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍبناء الشعب الواحد وجيوش المغول تتفرج.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻃﺮﻑ “ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ” ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺃﻥ “ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ” ﺳﺤﺒﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﺬﺑﺤﻬﻢ.. ﻭﻗﺎﻝ “ﺟﻨﻜﻴﺰ” ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ: “ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻏﺪﺭﻭﺍ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ…” ولا زال الغدر بين الإخوة يستغله الغرباء إلى يومنا هذا..؟؟ (المصدر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ) (منقول)
قرأت الحكاية السابقة على عدد من صفحات الفيسبوك وشدتني بعمقها ودلالاتها واسقاطاتها على الواقع، وكم هي تتكرر معنا نحن الكرد دائماً وللأسف حيث التتار والمغول ليسوا إلا أجداد الأتراك الحاليين، وجنكيزخان العصر هو أردوغان، بطريقة ما، وكل من ساعده في احتلال المناطق الكردية في روجآفا والشمال السوري ليسوا إلا أولئك “العملاء” الذين ساعدوا جنكيزخان لاحتلال مدينتهم “بخارى”، وهم يتوهمون؛ بأنهم سوف يستلمون السلطة ويكونوا البدلاء عن “سلطة الأمر الواقع” -بحسب تعبيرهم المفضل للإدارة الذاتية- لكن وكما تم ذبح أولئك العملاء الخونة على يد جيش جنكيزخان، فإن أحفادهم ساروا على نفس الدرب، بأن تم اعتقالهم وطردهم وقتل الكثيرين منهم مادياً ومعنوياً، فهل سيكون الدرس الجديد عبرة لنا نحن الكرد .. شخصياً أشك بذلك وللأسف، كون من لم يستفد من تجارب الآباء والأجداد لن يستفد من تجاربه ولا حتى من تجارب الأبناء والأحفاد.. إنها ليست سوداوية ويأس من شعب مضحي، بل هي نوع من الصدمة لربما يستيقظ فينا -على الأقل في الكثيرين منا- تلك النخوة والصحوة الوطنية؛ بأن العدو لن يصبح أخاً وصديقاً أو بديلاً عنهم، كما تقولها أمثالنا الشعبية.[1]