عنوان الكتاب: الكرد ولوزان بعد قرن
اسم الكاتب(ة): فارس عثمان
مكان الأصدار: قامشلو
مؤسسة النشر: دار شلير
تأريخ الأصدار: 2023
توثيقي - تاريخي
عدد الصفحات: 126
بدأت السلطات التركية منذ فترة وخاصة في النصف الثاني من العقد الثاني من هذا القرن – القرن الحادي والعشرون – بالحديث المتكرر عن معاهدة لوزان 1923، وأخذت تنشر وسائل الإعلام التركية المختلفة لاسيما الموجهة منها للداخل التركي تنشر معلومات غير دقيقة ومضللة عن اتفاقية لوزان، والظروف الداخلية والدولية التي دفعت حكومة كمال أتاتورك إلى المشاركة في مؤتمر لوزان 1923 ومن ثم التوقيع عليها، بقصد التأثير على الرأي العام التركي وحتى العالمي. علما أن المعاهدة والتصديق عليها من قبل ممثلي دول الحلفاء وممثل الحكومة التركية أودعت في وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، وقد نشرت وسائل الإعلام الفرنسية والتركية أقساما ونصوصا من المعاهدة خلال فترات متقطعة منذ التوقيع عليها، حتى قام المعهد المصري للدراسات عام 2020 بترجمة النص الكامل والأصلي لهذه المعاهدة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية.
ونظرا للجدل الكبير خلال السنوات الماضية حول الاتفاقية ونصوصها التي رسمت الحدود الحالية للجمهورية التركية، والموقف التركي منها، جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على الأحداث والتطورات التي أدت إلى التوقيع على اتفاقية سيفر عام 1920 والآمال الكردية التي علقت على هذه الاتفاقية التي نصت على تأسيس دولة كردية مستقلة باسم كردستان، بموافقة حكومة الباب العالي، التي شكلت لجنة خاصة للبحث عن آليات تطبيق هذه الاتفاقية، ورفض الحكومة التركية في أنقرة الاعتراف بها، التي ورغم التوقيع عليها لم يتمسك الحلفاء بها كثيرا.
كما تم التطرق إلى الميثاق الملي الذي أقره مجلس النواب التركي ( مجلس الأمة الكبير ) في 28 كانون الأول 1919 باعتبار الدولة التركية وريثة الإمبراطورية العثمانية. الذي يشكل اليوم غطاء للتحركات التركية في المنطقة والعالم، بذريعة استعادة أمجاد الإمبراطورية التركية تحت عنوان ( العثمانية الجديدة ). بالإضافة إلى أهم المؤتمرات التي سبقت التوقيع على اتفاقية لوزان كمؤتمر القاهرة 1921 الذي رسم الخطوط العامة للسياسة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط، وكان له تأثير كبير على القضية الكردية خاصة في كردستان الجنوبية كردستان العراق ، بعكس مجريات وقرارات هذا المؤتمر الذي نص على تأسيس دولة كردية فاصلة بين الدولتين العراقية العربية وتركيا، تم تجاهل مثل هذه القرارات وإلحاق كردستان بالدولة العراقية. ومؤتمر لندن 1921 -1922 الذي كان الهدف الرئيس منه التوصل إلى صيغة مشتركة لحل المشكلات الناتجة عن معاهدات السلام سيفر وفرساي وفيه تم طي موضوع الكرد واعتبارهم جزء من تركيا، وأن هذه القضية قضية داخلية، لا ينبغي مناقشتها في هذا المؤتمر.
كما تم التطرق بإسهاب إلى مؤتمر لوزان والظروف الدولية التي سبقت المؤتمر وأهم الدول المشاركة في المؤتمر، والتفاوض على معاهدة جديدة مع الحكومة التركية الجديدة في أنقرة برئاسة مصطفى كمال اتاتورك التي رفضت الاعتراف بمعاهدة سيفر. وخاضت مفاوضات شاقة وطويلة مع بريطانيا وفرنسا حتى تم تسوية الخلافات والموافقة على عدم مشاركة الكرد في المؤتمر. وتم التطرق إلى بعض مواد اتفاقية لوزان، لإيضاح كيفية الكيل بمكيالين في هذا المؤتمر وغيره من المحافل الدولية بصياغة مواد وقرارات قابلة للتأويل والالتفاف على النص الوارد في الاتفاق، والأمثلة كثيرة في هذا المجال.
وتم اختتام البحث بالتطرق إلى نتائج معاهدة لوزان على الكرد في تركيا وفي بقية أجزاء كردستان، وانكار الوجود الكردي في التاريخ ومحاولة طمس الهوية القومية للكرد بإطلاق لقب أتراك الجبال عليهم، وكيفية تشكيل لجان علمية وتاريخية وحقوقية بهدف تتريكهم، وطمس الهوية القومية الكردية، ودمج الكرد في البوتقة التركية قسرا. كما تم التطرق إلى عمليات القتل والتهجير القسريإلى الأقاليم النائية والبعيدة، لإسكات أصوات الكرد المطالبين بحقوقهم.
لا بد في النهاية من توجيه الشكر للأستاذ إدريس فرحان على الذي تفضل بمراجعة وتدقيق الكتاب، وجزيل الشكر للأستاذ إبراهيم الخليل الذي ترجم نص مذكرة الجنرال شريف باشا التي وجهها إلى مؤتمر السلام في باريس من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية ووافق على نشرها كملحق للكتاب.[1]