=KTML_Bold=بيار روباري: العرب والقصف التركي على الكرد=KTML_End=
إن موقف الدول العربية من الغارات التركية الإجرامية على الشعب الكردي في غرب وجنوب كردستان، كان في عمومه داعمآ للقتلة الأتراك، والقسم المتبقي إلتزمت الصمت المطبق تجاه ما حدث. وهذا الموقف المخزي والمعادي للكرد ليس بجديد، وهو نابع من نظرة شوفينية وعنصرية بغيضة تجاه هذا الشعب. وجذور هذه النظرة تعود لرسولهم، الذي إتهم الكرد كذبآ بأنهم أبناء الجن، كما قال على لسانه صهره وإبن عمه علي بن أبي طالب. ولكن الجديد في هذه المرة، هو ترحيب المعارضة السورية بالعدوان التركي والتهليل له، والمطالبة بإستمرار العدوان حتى يتم القضاء على الكرد نهائيآ.
لن أتوقف في مقالتي هذه، عند موقف الأنظمة العربية البالية، ولا المثقفين العرب، وإنما سأتوقف عند موقف بما تسمى “المعارضة” السورية، التي أبدت تأييدها للعدوان التركي وعبرت عن سعادتها لمقتل العشرات من المقاتلين الكرد والأبرياء. ولو إستطاع هؤلاء المعارضين الأخساء، لقاموا بقتل الكرد بأضعاف ذلك، وكونهم غير قادرين على قتل الكرد، لذا يؤيدون كل من يقوم بقتل الكرد ويجرم بحقهم، بغض النظر عن إسم هذا المجرم.
وهذا الموقف العنصري في الحقيقة، جزء أصيل من ثقافة هؤلاء المعارضين المتأسلمين والقومجيين، المعادية للكرد ووجودهم، ومن هنا جاء تأييدهم للنظام السوري المجرم في عام 2004، عندما هجم عناصر النظام الشباب الكردي في قامشلوا، وقتلت العشرات منهم وجرحوا المئات، وعلى أثرها إنتفض الشعب الكردي عن بكرة أبيه في عموم مناطق غرب كردستان، والمدن الكبرى كدمشق وحلب. وقبل ذلك إلتزم هؤلاء الأقزام صمت القبور، عندما قصف المجرم صدام حسين، مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية، واليوم يطالبون العالم بإدانة إستخدام النظام السوري، لإستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد السوريين.
وللعلم هذه المعارضة لم تدين المذابح التي إرتكبت بحق الكرد الإيزيديين من قبل تنظيم داعش الإرهابي، بل إن العديد من أطراف المعارضة، بررت لهذا التنظيم مذابحه. فهل هناك إنحطاط أخلاقي أكثر من هذا؟ لا أظن ذلك.
والسؤال: كيف يمكن للكرد التعايش مع هؤلاء المنحلين من أي قيم إنسانية، في بلد واحد؟
والسؤال الثاني: كيف قبل بعض الكرد، الإنضمام لمثل هؤلاء المتطرفين المعادين لشعبهم، تحت لافتة محاربة النظام؟ ومَن قال، إن هؤلاء “المعارضين” أفضل من النظام السوري؟
مع أن الغارات التركية جرت على جزءً من الأراضي العراقية والسورية، وكان من المفروض أن سيادة هذين البلدين تهم هؤلاء القومجيين الدجالين، ويقفوا ضدها لا دعمها ويطالبون بالمزيد من القصف. كان هذا سيصح، لو أنهم يعتبرون الإقليمين الكرديين ليسا جزءً من العراق وسوريا.
بل أكثر من هذا، إن بعض هؤلاء المرتزقة، شكر الحكومة التركية على قصفها للمواقع الكردية، وقتلها للمقاتلين الكرد. وهذه سفعة قوية على وجه تلك الإمعات الكردية العاملة ضمن ما يسمى بالإئتلاف الفتني السوري. ولو كان لديهم جنس الإحساس البشري، لما قبلوا على أنفسهم البقاء في مثل هذا الإئتلاف. لكننا جميعآ نعلم، بأن هؤلاء المتاجرين بالدماء الكردية، سوف يجدون عشرات المبررات للغارات التركية، والمواقف المؤيدة لتلك الغارات، من قبل المعارضة السورية. وأنا متأكد بأنهم سوف يحملون الشعب الكردي، وقوات الحماية الشعبية مسؤولية ذلك. اأنا فعلآ لم أسمع في حياتي، ولم أشاهد أناسآ بهذه الدرجة من الوضاعة والنخاسة، كالتي يتمتع بها هؤلاء الكرد المنضوين تحت لواء الإئتلاف السوري. ولا غرابة في ذلك، إذا كان ربهم المعبود حاكم إقليم جنوب كردستان، هو نفسه أجير صغير عند سيد الباب العالي.
أخيرآ، أدعو أبناء شعبنا الكردي الباسل، بأن لا يثقوا بأي معارض سوري، أينما كان لافتته وعنوانه. وأتسأل أين هي تلك الأبواق الكردية الرخصية، التي كانت تدافع عن المجرم أردوغان، وعملائه من المعارضين السوريين؟[1]