$الخطاب العربي والقضية الكوردية(6)$
#بير رستم#
مناف جاسم؛ أسم آخر يضاف إلى قائمة من تناول القضية الكوردية وفق الخطاب العربي المغالي وذو الرؤية الأحادية، ولن نقول الحاقدة والعنصرية والقومجية. فهذا الرجل – أيضاً – ينشر مقالاً له في “ميدل ايست اون لاين09-03-2006” وتحت عنوان: “ما معنى تكريد اسمي مدينتي رأس العين وعفرين السوريتين!”. – لاحظوا إشارة التعجب التي يتحفنا به، فهو وكما يقال في المثل الشعبي؛ “تغدى به قبل ما يتعشى بك”، وإنه ليجد “خير وسيلة للدفاع هي الهجوم” على حد قول الراحل عدنان بوظو – نعم.. إنه يلجأ إلى أسلوب الهجوم وتزييف الحقائق والإجهاز على الضحية ومن ثم التباكي عليه وكأنه أشد الناس حباً لها، وحتى لا نبقى في الكلام الإنشائي – الخطابي الجاف، فسوف نتناول مقاله وبشيء من التفصيل، كونه يقوم بتزييف الحقائق التاريخية بشكل غير معقول، وفي كل فقرة من فقرات مقاله.
فهو يسأل بداية، بشيء من الاستغراب والتعجب، عن معنى تكريد أسم المدن السورية، وذلك عندما يعنون مقاله – وكما رأينا – ب”ما معنى تكريد اسمي مدينتي رأس العين وعفرين السوريتين!”. ونحن نسأل بدورنا: ما هي أسماءها القديمة وهي بالتأكيد ليست أسماء عربية بل آرامية – سريانية، وإنه هو الآخر يعترف بهذه الحقيقة؛ بل أسم سوريا – وكما يقولها الدكتور وديع بشور في كتابه أساطير آرام – هو أسم حثي – آري وهو أسم أحد آلهتهم وذلك عندما وصلت موجاتهم إلى هذه البلاد فغيروا أسمها من بلاد آرام إلى سوريا. هذه المقدمة التبسيطية عن تغير أسماء المدن والبلاد تعطينا فكرة أن هناك عدة أسماء لمدينة واحدة وذلك حسب هيمنة عنصر ومكون أثني عليها، هذا من جانب. أما الشيء الآخر والذي نستنتجه من تلك المقدمة، إن أسماء هذه المدن هي أسماء سريانية – آرامية أو حثية – آرية وليست عربية؛ فكما يقول نفس المصدر السابق: أنه لم يكن للعرب من ذكر في التاريخ حتى قبل الميلاد بمائة سنة، وأيضاً لم يكن لهم وجود في كل ما تعرف ببلاد الشام أو سوريا الكبرى أثر يذكر قبل الدولة الإسلامية، فهل نقول أن هذه المصطلحات؛ من الجغرافية العربية و الوطن العربي والدول العربية “تسيء إلى اللحمة التاريخية بين الكورد والعرب”، كما هو يفهمها من مصطلحات مثل كوردستان سوريا وكوردستان الغربية وغرب كوردستان على أنها تسيء إلى هذه اللحمة وذلك عندما يقول: “مصطلحات مثل ‘كردستان سوريا’ و’كردستان الغربية’ و’غرب كردستان’ تسيء الى اللحمة التاريخية بين عرب الجزيرة واكرادها”.
ويضيف صاحبنا في بداية مقاله: “منذ أحداث القامشلي الأخيرة وانا اتابع باهتمام أكثر من قبل الخطاب الكردي السوري وما يكتبه المثقفون الاكراد وخصوصا السوريين منهم. ولاحظت ان هؤلاء الكتاب قاموا بخداع المثقفين السوريين بسبب جهلهم لتاريخ شمال شرق سوريا. واقنع الاكراد النخب السورية ان الحكومات السورية قامت بتعريب اسماء بعض المدن وهذا غير صحيح. ويلجأ بعض الاكراد للكذب على السوريين الذي لا يعرفون تاريخ منطقة الجزيرة من خلال تكريد اسماء المدن المهمة في الجزيرة السورية، فمثلا، يقوم معظم الاكراد بتكريد اسم مدينة رأس العين السورية الذي ترجم من لغة سوريا القديمة السريانية الارامية (ريش عينا) الى الاسم الكردي الجديد للمدينة (سري كاني) ويحاول ان يقنع الاكراد السوريين بحقائق غير صحيحة تحت عنوان التعريب.. ولمن يرغب في التأكد من قولنا هذا فليراجع كتب التاريخ وليتعرف على مدى التزوير الذي تمارسه بعض المواقع الكردية تجاه هويتنا وأسمائنا السورية. فالاكراد يحاولون تكريد كذلك اسم مدينة عفرين (بالقرب من حلب) التي هي تسمية سورية اصلية وتعني التراب بلغة سوريا القديمة الارامية، فيكردونها الى التسمية الكردية (كرداغ)، ووجود الاكراد في عفرين يعود الى القرنين الاخيرين وجاؤوا من تركيا الى منطقة حلب وريفها هربا من الاتراك”.
ما نلاحظه أولاً ومن خلال سرده لمقاله؛ إنه يتهم الكتاب والمثقفون الكورد إجمالاً، وكأنهم نسخ فوتوكوبية عن بعضها، بالخداع والكذب على السوريين وذلك بتزوير هؤلاء الكتاب لتاريخ المنطقة وأيضاً لجهل السوريين بهذه الحقائق والتي يمتلكها السيد مناف جاسم لوحده من دون كل السوريين، فأي فرادة وعبقرية لهذا الرجل من دون كل الناس. ثاني الأشياء أنه يقر بسورية هذه المناطق ولا يقول عروبيتها وهذه تحسب له؛ بدليل إنه قال: إن تسمية مدينة رأس العين هي عبارة عن ترجمة التسمية السريانية الآرامية (ريش عينا) وهو لم يقل الترجمة إلى العربية بالطبع، ونسي هكذا فعل الكورد حيث قاموا بالترجمة إلى (سري كانيه) ولن نضيف ونقول: إن من أسماءها القديمة أيضاً (واشوكاني) وكانت عاصمة الميتانيين والذين يعتبرهم الكورد إنهم من أسلافهم السابقين.
نعم.. إنه – وكما رأيناه – ينادي بسورية بل بسريانية وآرامية هذه المدن وهذا حسن، ولكن الملاحظ أنه يحمل أسماً عربياً فهو الآخر إذاً ليس بساكني سورية الأصليين – حسب رؤاه وقراءته للتاريخ وليس قراءتنا – فهو الآخر وافد على المنطقة، وبالتالي وحسب نظريته؛ لا يحق له محاكمتنا، كوننا نحن الاثنين وافدين على سوريا. وهكذا.. فإنه في النقطة الثالثة؛ يدعي بأن الكورد يقومون بتكريد المنطقة أو أسماء المدن، كونهم – وحسب مفهومه – لم يكونوا يقطنون في هذه الجغرافية أي كوردستان، بل هم وفدوا إليها في هذه السنوات الأخيرة، بل وكأن الكورد هم محتلين لهذه المناطق و يملكون من القوة والسلطان بأن يحوروا ويكردوا أسماء هذه المنطقة، ولعمري هذه كذبة علنية ومكشوفة؛ فأولاً وأخيراً وكما أكدنا في العديد من المقالات؛ أن الوجود الديموغرافي على الأرض تثبت أن هذه المناطق هي مناطق كوردية وأن أسمائها أتت من ساكنيها، وأنه في الفترة الأخيرة وبعد تولي التيار القومي العربي وتحديداً البعث للسلطة في سوريا، قامت بتعريب أسماء المدن والبلدات الكوردية، وسوف نؤتيه بشاهد ومن مئات بل آلاف الشواهد لندحض به أقواله البعيدة عن الواقع والحقائق.
فهو يدعي بأن “وجود الاكراد في عفرين يعود الى القرنين الاخيرين وجاؤوا من تركيا الى منطقة حلب وريفها هربا من الاتراك”. لن ندخل معه في سجال عقيم حول متى سكن الكورد منطقة عفرين ونتركها لعلماء الآثار والباحثين في التاريخ، ولكننا نطرح السؤال التالي عليه: من كان يسكن عفرين وذلك قبل أن يقطنها الكورد الذين فروا من تركيا قبل قرنين، حسب زعمه أيضاً، وهل كان للعرب فيها من أثر، وأين هم سكان عفرين الأصليين ولم يمضي عليها إلا قرنين، كما يدعي؛ فهل أبتلعهم الكورد أم طاروا إلى أفلاك وكواكب أخرى. ولكن ليس هذا موضع الخلاف والجدل، بل إنه يقول: بأن”الاكراد يحاولون تكريد كذلك اسم مدينة عفرين (بالقرب من حلب) التي هي تسمية سورية اصلية وتعني التراب بلغة سوريا القديمة الارامية، فيكردونها الى التسمية الكردية (كرداغ)”. إننا وكأحد مواطني عفرين، ولن نقول كورد منطقة عفرين، حتى لا يتحسس أخونا “العوري”؛ من العربي السوري – ولا نقصد كل الأخوة العرب ولا الإهانة أيضاً من خلال طرحنا لهذه المفردة، وإنما كاصطلاح تمييزي لهؤلاء الذين يحاولون أن يخفوا عروبتهم المغالية بإطار سوري وهم أكثر من يسيئون إلى سورية السوريين – نعم نقول له: إننا وكأحد ساكني “كرداغ” والتي لا نستخدمها كونها أولاً مصطلح تركي وليس كوردي وهذه تكشف مدى جهل، هذا الرجل، بالموضوع الذي يتناوله وباعتقادنا هذه كافية أن تكشف لنا مدى صدقيته مع نفسه ومع الموضوع الذي يتناوله وأيضاً مع المتلقي – القارئ.
وثانياً هو لا يدرك الفرق بين “عفرين”؛ كتسمية لمدينة عدد سكانها بحدود (60) ألف نسمة – حيث الغالبية المطلقة هم من الكورد مع بعض الوافدين العرب وخاصة في السنوات الأخيرة وبتشجيع من الحكومة، وخاصة بعد مشروع الإصلاح الزراعي وتوزيع قطاعات واسعة من الأراضي عليهم وتشجيعهم للإقامة فيها – وبين مصطلح “كرداغ” والتي تعني بالتركية وليس الكوردية “جبل الأكراد”؛ والتي تضم عفرين كمدينة بالإضافة إلى عدد من النواحي والبلدات الأخرى وحوالي ثلاثمائة قرية ومزرعة أو أكثر بقليل. وثالث هذه الأثافي أو الأكاذيب أنه يدعي بأن “الاكراد يحاولون تكريد كذلك اسم مدينة عفرين.. فيكردونها الى التسمية الكردية (كرداغ)”. ونحن نقول من جهتنا، بل وثائق الدولة السورية تقول: إننا كمواطني منطقة عفرين متمسكون بهذا المصطلح السوري، ولا نريد تبديل أسماء مدننا وقرانا بالأسماء الجديدة والمعربة؛ كأن يبدل أسم قرينتنا من شيخ جقلي إلى “تل الثعالب”. فهل وصلتك المغزى “سيدي”؛ إن أمثالك من المنظرين والأيديولوجيين القومجيين وفي السنوات الأخيرة قاموا بتعريب أسم مدن وقرى منطقة عفرين القديمة والتاريخية، والتي هي إما آرامية – سريانية أو كوردية – آرية إلى العربية وذلك على عكس ما تدعيه؛ بأن الكورد “يكردون” أسماء المدن السورية، وهكذا نكتشف من الذي يكذب على السوريين ويخادعهم.
ولا ندري كيف تستقيم الأمور عند هؤلاء المغالين؛ فهم يجمعون المتضادات والتي تنفي الواحدة الأخرى وذلك ضمن سياق فكرة واحدة، فها هو الأخ مناف يكتب في مقاله: “اقول رغم تضامني مع نيل الاكراد لحقوقهم الثقافية والادارية والسياسية، لكنني في نفس الوقت اتخوف من سياستهم التي تصب في تكريد اسماء المناطق والمدن السورية. فالجزيرة السورية وبحسب معظم مواقع الاكراد الانترنيتية تكردت الى (كردستان سوريا) مما يعني انهم يعملون في الخفاء على اغتصاب جزء من الارض السورية كما فعلت قبلهما كل من تركيا واسرائيل. والاكراد يقنعون شبيبتهم، ان منطقة شمال سوريا هي ارض كردية وهذا ايضا غير صحيح، لأن الاكراد شعب هاجر من ايران الى تركيا اولا وثم جاء من تركيا الى سوريا ثانيا. وهناك حقيقة مهمة نود تسليط الضوء عليها وهي ان وجود الاكراد في مدن مثل دمشق وادلب وحلب هو اقدم من وجودهم في الجزيرة ومع هذا فه م لا يتجرأون للمطالبة بضم دمشق الى كردستان لان عامل الجغرافية لا يساعدهم، لحس حظ الدمشقيين طبعاً”.
ما نلاحظه ذاك التناقض السافر في خطابه والذي يكشف عن المستور والمخفي وراء السطور؛ فهو من جهة مع “نيل الاكراد لحقوقهم الثقافية والادارية والسياسية” ومن جهة أخرى يخاف من أطروحاتهم كونهم “يعملون في الخفاء على اغتصاب جزء من الارض السورية كما فعلت قبلهما كل من تركيا واسرائيل”. وهكذا نستنتج من هذا التناقض في الطرح، عند الأخ مناف، إما أنه يجهل معاني المصطلحات السياسية أو يكذب علينا في مسألة تعاطفه مع القضية الكوردية؛ بأن ينال الكورد حقوقهم الثقافية والإدارية والسياسية، وذلك كما كذب من قبل على السوريين عامة في مسألة تكريد المناطق الكوردية. فالذي يكون مع نيل الكورد لتلك الحقوق لا يقول بنفس الوقت أنهم يعملون على “اغتصاب جزء من الارض السورية”؛ كون القبول بالحقوق السياسية والإدارية هو ضمناً اعتراف بأحقية ملكيته للجغرافية التي سيقيم إدارته عليه، مهما كان شكل هذه الإدارة ذاتية أو فيدرالية – كونفيدرالية أو حتى الاستقلال التام. أما أن تكون ولا تكون مع هذه الحقوق وفي سياق نفس الفكرة، لعمري إنها لانفصام بالشخصية واللعب بالألفاظ والضحك على السذج والبسطاء والعامة؛ على أنك مع قضايا حقوق الإنسان كأفراد وشعوب، وأنت بنفس الوقت من أكثر المعادين لتلك القضايا، ولذلك نود من أصحاب هذه الأقلام أن يبدوا آراءهم وقناعاتهم من دون رتوش وتزييف و”ضحك على الذقون”.
والنقطة الأخرى والتي نود أن نقف عندها، رغم تنبيه الصديق والكاتب جورج كتن لنا؛ بأن لا نلجأ إلى التاريخ كي نثبت أحقية الكورد بالأرض التي يقطنونها، كما يفعل بعض الأخوة من المثقفين والكتاب العرب، بل أن نعمل حسب المعطيات الراهنة والوقائع التي على الأرض والتي تثبت كوردستانية هذه الجغرافية وعدالة القضية الكوردية. نقول رغم قناعتنا التامة بهذه الفكرة، سوف نقف عند مقولة الأخ مناف وادعائه بأن: “الاكراد يقنعون شبيبتهم، ان منطقة شمال سوريا هي ارض كردية وهذا ايضا غير صحيح، لأن الاكراد شعب هاجر من ايران الى تركيا اولا وثم جاء من تركيا الى سوريا ثانيا”. إننا وكما أكدنا مراراً لن ندخل في التفاصيل التاريخية؛ متى كانت تلك الهجرات، وهل هي كذلك حقيقة، ومن سبق من في الاستيطان في هذه المناطق وغيرها من الأسئلة الأخرى والتي تتعلق بالجوانب التاريخية، فهي من جهة ملك التاريخ ومن جهة أخرى حقل ثقافي مختلف. ولكن نتساءل وببراءة؛ هل كان العرب ومنذ الإنسان النيندرتالي أو منذ “آدم وحواء” يسكنون هذه الجغرافية والتي تعرف بالوطن العربي، وليس العرب وحدهم، بل متى جاءت الموجات التترية والمغولية إلى هذه المناطق ومن ثم نعترف بالدولة التركية ونقيم معها أفضل العلاقات، وهذه لا تعني إننا نرفض العلاقات مع دول الجوار، ولكن نسأل: لما نعترف بحقيقة وجود أحدهم على الأرض ونقول عن الآخر على أنه وافد ومهاجر وكلنا نعلم أن الحياة القبلية – الرعوية هي التي كانت السائدة إلى فترات جد قريبة وبالتالي فكانت هناك هجرات وغزوات وإنزياحات في المكان والجغرافية، وبشكل شبه دائم، ولم نعرف الاستقرار والحياة المدنية إلا في مراحل متأخرة جداً، وهكذا فلا أفضلية ولا أسبقية لأحد على الآخر في هذه المسألة وكفانا خطاباً أهوجاً أجوفاً عن أقدميتنا وكأن بقية شعوب العالم لم تعرف المدينة والاستقرار إلا مع الحضارة الإسلامية؛ مع أنها ليست بملك للعرب وحدهم، فجميع شعوب المنطقة ساهمت في هذه الحضارة.
أم لغة التهكم والسخرية في قولك: “وهناك حقيقة مهمة نود تسليط الضوء عليها وهي ان وجود الاكراد في مدن مثل دمشق وادلب وحلب هو اقدم من وجودهم في الجزيرة ومع هذا فهم لا يتجرأون للمطالبة بضم دمشق الى كردستان لان عامل الجغرافية لا يساعدهم، لحسن حظ الدمشقيين طبعاً”. فهي تنم عن نمط أخلاقك وثقافتك في قبول الآخر وتبني قضاياهم، ولا تستحق الرد من جانبنا؛ لأننا ننأى بأنفسنا أن ننحط إلى مستوى الاستهزاء والسخرية من شخصية إنسان كفرد ومواطن، ومهما كنا على خلاف معه، ناهيك عن الاستهزاء والسخرية من قضية أمة تتجاوز تعداده مجموع سكان دول الخليج، وهذا ليس إنقاصاً للإخوة في الخليج وإنما هي حقيقة جيوسياسية وديموغرافية.
ولن نزيد أكثر ولكن نقول أخيراً: بأن الذي يدعو إلى “اللحمة الوطنية”، عليه أولاً وأخيراً أن يعترف بالحقائق كما هي على الأرض ومن ثم يدعو إلى الحوار حول بعض التفاصيل والتي تكون بحاجة إلى الشرح والتوضيح ومن ثم الاتفاق على قواسم مشتركة تراعي حقوق الجميع في دولة مدنية عصرية. أما بخصوص طرحكم؛ “ان الدفاع عن حقوق المواطنين الاكراد السوريين والدفاع عن خصوصيتهم اللغوية والثقافية شيء والاقرار بوجود ارض كردية تاريخية في سوريا شيء اخر كأن نعترف بان الجولان هي اسرائيلية (جولان اسرائيل)..” وبأن الكورد – وهو يوردها بصيغة التملك؛ فيقول أكرادنا – “.. يطمعون باغتصاب بلدنا تحت شعار (الوجود التاريخي للكرد في سوريا) او (حق تقرير المصير) او (الفيدرالية والحكم الذاتي)”. فإننا نقول لهم: كفاكم تلميحاً وإيحاءاً للأجهزة الأمنية وتخويف الشعب الكوردي وحركته السياسية ومثقفيه بهذه الأطروحة التي لا تخدم السوريين بجميع مكوناته العرقية – الأثنية والدينية – المذهبية وأيضاً العقائدية – الحزبية والسياسية، ولا تجعلوها فزاعة ترهبون بها الشعب والسلطة في سوريا، ونقولها ككاتب وأحد المهتمين بالشأن الكوردي والسوري عامة، وهذه ليست قناعتنا لوحدنا، بل هي قناعة الأغلبية في الحركة السياسية الكوردية في الداخل والخارج: بأنه لا انفصال عن الوطن وأن سوريا هي بلد كل السوريين ولذلك فلا تزاود علينا بوطنيتك هذه، فكلنا نعمل من أجل سوريا بلداً حراً ليبرالياً ديموقراطياً، ولسنا بحاجة لمن يذكرنا بوطنيتنا و واجباتنا تجاه البلد.
جندريسه-2006
[1]