=KTML_Bold=الحريات ..وخطاب الممانعة كوردياً!!=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4952 – 2015-10-11
المحور: المجتمع المدني
كتبت منذ يومين بوستاً بخصوص التظاهرات الأخيرة في إقليم كوردستان (العراق) وما رافقتها من أحداث مؤلمة _جريمة قتل المتظاهرين وحرق للمكاتب الديمقراطي الكوردستاني_ وقد أتى في البوست وبالحرف ما هو التالي؛ “رغم كل تقديري لنضال وتاريخ السيد مسعود بارزاني وعموم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، إلا أن موقفي من قضية التمديد كانت وما زالت واضحة، بأنني لست مع التمديد كونها سوف تكرس قضية الإستبداد في عرفنا ومفهومنا السياسي أكثر _رغم إنها موجودة لدى كل القوى والأحزاب والأطراف الكوردية_ ولكن ومهما كان موقفنا من هذه القضية أو تلك فتبقى قضية التظاهر إحدى الحقوق الأساسية للشعوب وبالتالي فأي منع يعتبر إعتداءً على تلك الحقوق، أما قضية إطلاق الرصاص فهي جريمة بحق المتظاهرين في “قلعة دزة” وهي لا تختلف عن الجريمة التي أرتكبتها الإدارة الذاتية بحق المتظاهرين في مدينة “عامودا” .. وهكذا فمن أدان تلك الجريمة، عليه أن يدين هذه الجريمة وكذلك من يدين هذه الجريمة _اليوم_ عليه أن يدين تلك الجريمة السابقة أيضاً.
وقد جاء ردود الأفعال _وكما هو متوقع_ بين الرفض والقبول مع بعض القليل من القراءات الموضوعية العقلانية حيث وللأسف ما زالت العقلية الشرقية ومنها الكوردية خصوصاً تعمل وفق (منطق) الرفض والقبول بالمطلق وذلك دون تقديم الرؤية العقلانية التحليلية للقضية، وإنما بحكم الولاء والإنتماء لهذه أو تلك الجهة والطرف السياسي الحزبي تكون مواقفنا؛ حيث هي المعيارية السياسية لدى الكورد المتحزبين والموالين عموماً .. وهكذا فقد علق بعض الإخوة بأن “مكان التظاهرة”؛ أمام مكان الحزب الديمقراطي الكوردستاني كان مقصوداً وأن الهدف مسبقاً؛ هو “لحرق تلك المكاتب”، لكن نسي _أو بالأحرى تناسى_ هذا الأخ بأن من حق المتظاهر أن يتظاهر في كل الأماكن وأن المتظاهرين عندما يختارون مكاناً للتظاهر فهم يعلمون أين يتظاهرون ولما يختارون هذا المكان، كونهم يعلمون من يحكم حقيقةً في البلد _وهنا إقليم كوردستان_ وهكذا فقد جاء إختيار مكان التظاهر وأمام مكاتب الديمقراطي الكوردستاني وليس أمام مبنى وزارة أو أي مكان آخر لغايات وأهداف وإيصال الرسالة للحاكمين الفعليين وليس “لحرق المكاتب” وربما كان (الحرق) هي جزء من الرسالة وليست الغاية، مع العلم أن “حرق المكاتب” سياسة مرفوضة وعمل تخريبي، لكنها تبقى جزء من (ردود أفعال طبيعية) للمتظاهرين وتحصل في أرقى دول العالم، وأن ذلك لا يستدعي قتل المواطنين وخاصةً إنهم لم يكن يحملون البنادق، لمن يدعي إن “المظاهرة لم تكن سلمية”.
أما أن يصل الأمر _وللأسف_ ببعض الإخوة ومنهم كتاب ومثقفين ومستشارين سياسيين لرئاسة الإقليم؛ بأن يمارسوا بحق الآخر والمعترضين على سياسات الإقليم ذاك الخطاب التخويني المعهود أو أن يكتب البعض منا؛ أن “تاريخ نوشيروان مصطفى معروف” وأن “الماكينة ما زالت تفرخ الجحوش وإن صدأت بعض الشيء” فإن هذا يعتبر كارثياً بحق الأخوة والشراكة الوطنية، بل حتى بحق الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كون نسي هؤلاء (العباقرة) بأن من يضعونهم في خانة التخوين _من شخصيات وأحزاب كوردية_ هي جزء من برلمان وحكومة إقليم كوردستان وإنهم إخوة وشركاء في الوطن والتاريخ .. وإنني لا أقدم هذا الخطاب في إطار الدفاع عن أحد، بل لأقول ما هو واقعاً وفاعلاً على الأرض، وإن كان هناك حقيقةً إشكالية في “تاريخ الرجل أو حزبه” أو غيره من الشخصيات والأحزاب السياسية وبأنهم “عملاء وطابور خامس وجحوش” فأعتقد بأن هناك محاكم في الإقليم الكوردستاني وبالتالي على الحكومة جلب هؤلاء إلى تلك المحاكم وعلى الأدعياء تقديم الأدلة بخصوص تلك القضايا والتي تعتبر بحق قضايا جرمية كبرى؛ منها “خيانة الوطن” وبالتالي محاكمتهم .. وإن لم يكن هناك من الحقيقة والبراهين ولم يقدر هؤلاء المدعين تأكيد مقولاتهم التخوينية بحقهم، فإنني أطالب بمحاكمة كل هؤلاء الذين يخونون الأطراف السياسية الأخرى _بوجه حق أو غيره_ أو كما يقول المثل الشعبي؛ “كلما دق الكوز بالجرة”.
وأخيراً أود أن أقول لكل أولئك الإخوة والأخوات؛ المدافعين بطريقة عمياء عن رئاسة السيد مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وعلى الأخص في قضية التمديد للرئيس بارزاني وذلك بحجة أن “الشعب الكوردي في حالة الحرب وأن جميع جيران الشعب الكوردي يترقبون وينتظرون الفرصة لكي يطفؤوا هذه الشمعة المشتعلة في كوردستان (العراق) .. وإن الوقت ليس مناسبا لاجراء الانتخابات وتغيير رئاسة الاقليم؛ كون الاعداء يتربصون بنا ويريدون رئيسا ضعيفا للاقليم وبالتالي هم يحرضون الاحزاب الكوردية العميلة والموالية للجهات المعادية للشعب الكوردي وتطلعات هذا الشعب” .. وإلى غيرها من تلك المقولات التخوينية والشعاراتية البراقة، فإنني أقول لأصحابها؛ بأن هذا “الخطاب الخشبي الممانع” سمعناه كثيراً من (دول الصمود والتصدي) وذلك بحجة مواجهة “العدو الإسرائيلي”، وأضيف كذلك بأن كوردستان لم _ولن_ تخلو من الرجال يوماً، ليكون أحدهم (الرئيس الأبدي والضرورة) وكأن برحيله أو مغادرته للكرسي سوف تنهار كوردستان وتنمحو من الوجود، مع جل الإحترام لشخصية الرئيس بارزاني وتاريخه النضالي.
وختاماً أقول؛ إنني كنت قد ذكرت في بوستي السابق بأن “قتل المتظاهر جريمة” ولم أتطرق إلى الأسباب والمقدمات لتتحفونا بكل هذا الخطاب الجيري والمتكلس .. لكن لن ألوم هؤلاء القوم حيث العقائدية المتحجرة وإن أي نقد لهم تعني (الخيانة) في عرفهم السياسي والأيديولوجي، بل وصل الأمر بأحدهم _وهو مستشار لدى الرئيس بارزاني نفسه_ بأنه ألغى صداقته معي كوني أنتقدت إحدى مقالاته الحزبية المتكلسة وهو الذي كان يرسل لي بمقالاته _وبشكل دوري_ كي أبدي رأي فيها. وهكذا فإن هذه العقليات والتي لا تقدر على قبول الآخر وإنتقاداتهم، حتماً سوف ترتكب الجريمة بحق الصوت المغاير والمختلف .. إنها جزء من عقلية الإستبداد والطغيان في المنطقة ولن نكون _نحن الكورد_ الإستثناء وخارج السرب حيث تشييد (صروح الديكتاتوريات).
[1]