=KTML_Bold=القضية الكوردية .. والرمال المتحركة؟!=KTML_End=
#بير رستم#
إن المسألة الكوردية في الشرق الأوسط باتت تشبه الرمال المتحركة بالنسبة للأعداء؛ حيث كيفما تحركوا سوف يزدادون غرقاً وإنغراساً فيها مما أوقعت تلك البلدان المستعبدة لكوردستان أن تحسب ألف حساب وذلك قبل أن تقدم على أي عمل متهور أحمق ضد المسألة الكوردية ومنها قضية حشد القوات التركية على الحدود والقيام بإجتياح المناطق الكوردية في سوريا؛ فهي إن قامت بذلك سوف تفتح على تركيا عدد من الجبهات، ربما أقلها ضرراً الجبهة الداخلية والتي قد تعجل في تفجير الوضع الداخلي والذي هو متأزم سلفاً، ناهيك عن الرفض الذي سوف تلاقيه من الدول الإقليمية والدولية وكلٍ منطلقة من مصالحها الحيوية والإستراتيجية في المنطقة حيث الدول العربية سوف تعتبره إعتداءً على مصالح الأمة وإيران من جهتها ستعتبر ذاك إمتداداً للنفوذ التركي “السني” وتهديداً لمصالحها الجيوسياسية في المنطقة وأخيراً هناك أمريكا والغرب عموماً والتي لن تقبل بعملقة أحد الأطراف في منطقة الشرق أوسط لتهدد مصالحها الحيوية والإستراتيجية .. وأخيراً وإن قامت تركيا بتلك الخطوة الحمقاء _أي إجتياح الحدود_ سوف تقوم بتوحيد جزئين من الأقاليم الكوردستانية المستعبدة وتكون بذلك قد ساهمت في عملية وحدة الجغرافية الكوردستانية والتي هي على الضد منها وبالمطلق.
ولكن وبالمقابل فهي إن لم تقم بذاك الإجتياح العسكري للحدود، فها هم الكورد يشكلون إقليمهم الجيوسياسي وذلك على غرار إخوتهم في الضفة الأخرى؛ “جنوب كوردستان” حتى وإن لم يكن تحت مسمى كوردي كوردستاني، لكن تدرك تركيا تماماً بأن حقيقة الكيان هو كذلك ولو بمسميات “الأمة الديمقراطية” وكانتونات ذات إدارات ذاتية، لذلك فهي تحاول قدر الإمكان الوقوف في وجه المشروع السياسي لأبناء “غربي كوردستان” وتحاول منعهم وبشتى السبل والوسائل من الوصول لغاياتهم، لكن وكما عنونت المقالة؛ فقد أصبحت المسألة الكوردية لهذه الدول الغاصبة والمستعبدة لكوردستان ك“الرمال المتحركة” فكيفما تحركوا فيها غاصوا وغرقوا فيها أكثر حيث باتت تشكل لهم قلقاً وفخاً، بل رعباً وكابوساً حقيقياً لتلك الدول والحكومات الغاصبة وخاصةً بعد بروز القضية الكوردية على الصعيدين السياسي والإعلامي _إقليمياً وعالمياً_ والتي هي الأخرى؛ أي بروز المسألة الكوردية وفي الآونة الأخيرة على الأخص مرتبطة بالكثير من العوامل الجيوإستراتيجية ومصالح الكثير من الدول ذات النفوذ بالمنطقة ومن جهة أخرى بالوعي السياسي والعامل الذاتي الكوردي .. ولذلك وللأسباب السابقة جميعاً تجدني متفائلاً بمستقبل القضية الكوردية وفي الأجزاء الأربعة من كوردستان.
رابط المقال على موقع خبر24
http://xeber24.org/nuce/75103.html
[1]