=KTML_Bold=نحن الكورد .. والتعصب السياسي.=KTML_End=
#بير رستم#
لاحظنا جميعاً بأن مسألة التهنئة وإرسال التحيات وذلك بمناسبة فوز حزب الشعب الديمقراطي (HDP) قد أخذ حيزاً كبيراً من جدلية الرفض والموافقة على مواقع التواصل الإجتماعي لدرجة إن البعض رفضها بالمطلق بأن توجه التهنئة والتحيات للحزب وبحكم إنها جزء من منظومة سياسية تمارس العنف والاستبداد والإقصاء بحق الآخر _بحسب قراءتهم والتي نتفق معها إلى درجة ما_ وآخرين وجدوها مناسبة ليقولوا لنا: “من هنأ حزب الشعوب الديمقراطي .. عليه أن يغير موقفه من الإدارة الذاتية في كوردستان سوريا إيجابياً” كما كتبها الصديق الدكتور محمد زينو في بوست له وذلك لكون “الحزب والإدارة من نتاج ذات المدرسة الفكرية” بحسب قراءته والتي هي جزء من الواقع والحقيقة على الأرض.
برأي إن الفريقين قد غالوا _من الغلو والتشدد_ في موقفيهما حيث الفريق الأول وقع ضحية الخلاف السياسي والحزبي بحيث يرفض أي علاقة مع الطرف الآخر وبالتالي القطيعة الكلية معه وهذا مرفوض في السياسة ومن الناحية العملية أيضاً؛ كونكما جزء من واقع إنساني ومجتمعي وبالتالي محكومين بالعلاقة ناهيكم عن الجوار والأخوة والقضية الواحدة وإن أختلفت رؤيتكما للقضية في عدد من المسائل والقضايا. أما الفريق الآخر فهو الآخر _وربما بحسن النية ومبادئ الأخوة_ وقع ضحية الطيبة السياسية والنوايا الحسنة وبالتالي الموافقة الكلية على المشروع المطروح من الفريق الآخر؛ أي منظومة العمال الكوردستاني وباقي الأفرع والأحزاب التي تدين بالولاء للفكر الآبوجي .. وهذه أيضاً غير ممكنة في السياسة؛ كون مسألة التوافق في قضية ما لا يعني الموافقة على كل القضايا والمسائل السياسية الأخرى ونحن نعلم بأن هناك مناطق رمادية في العلاقات السياسية وناهيكم عن أن قضية التهنئة والتبريكات هي جزء من البروتوكول والديبلوماسية السياسية وإنها لا تعني بمطلق الأحوال الموافقة الكلية على سياسات الفريق الآخر المعارض.
وهكذا _وللأسف_ فإن الفريقين طلبوا أن نختار وبطريقة بترية وقطعية في قضية العلاقة مع الآخر وقضايا الصراع والتنافس والعلاقات البينية؛ حيث الخيار بين الموافقة والرفض المطلق .. ونعلم أن في السياسة هناك دائماً المنطقة الرمادية، كما يمكن لنا أن نتفق في قضايا معينة ونختلف بأخرى ناهيك عن الأعراف الديبلوماسية والتي تفرض علينا واجب التهنئة وإن كنا نختلف في الكثير من القضايا والمسائل السياسية، نأمل الإعتدال في المواقف السياسية وغير السياسية .. ودمتم جميعاً بخير وسلامة وبعيداً عن التعصب الديني والسياسي.
[1]