حوار مع الصحفي والإعلامي الكردي فاروق ساكيك
قدم المركز الكردي للدراسات برنامجاً حوارياً باللغة الكردية على مواقعه في شبكة التواصل الاحتماعي، استضاف فيه الصحفي والإعلامي الكردي فاروق ساكيك، وذلك للحديث حول الأوضاع والتطورات في كل من شمال كردستان وتركيا.
وتوقف ساكيك في البرنامج الذي قدمه الزميل طارق حمو على المسيرة التي شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء الشعب الكردي وتوجهت إلى مدينة “كملك” التركية، للمطالبة بحرية القائد الكردي أوجلان المحتجز في جزيرة إيمرالي منذ عام 1999. كما وبحث البرنامج تأسيس حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب (HEDEP) والحملات الجماهيرية للدفاع عن الهوية والثقافة الكرديتين، واستخدام اللغة الكردية في المدارس والحياة اليومية، وسياسة تحالف حزب العدالة والتنمية والحركة القومية العدائية حيال الشعب الكردي في داخل وخارج شمال كردستان.
وقال ساكيك بأن المسيرة التي شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء الشعب الكردي وتوجهت إلى معبر “كملك” المحاذي لجزيرة إيمرالي في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، للمطالبة بإطلاق سراح القائد الكردي أوجلان، كانت ناجحة وحققت كل أهدافها رغم منع السلطات التركية لآلاف المواطنين من المشاركة فيها، وذلك عبر إغلاق الطرق وايقاف السير في 164 نقطة انطلاق وتجمع، ورغم حملات التضييق والاعتقال التي رافقت ذلك، موضحاً بأن الهدف كان إعلان التضامن مع أوجلان، وإيصال رسالة بأنه هو من يمثل الشعب الكردي وعنوان حل القضية الكردية.
تاريخ العمل السياسي
كما وتوقف ساكيك على تأسيس حزب حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب (HEDEP)، مستعرضاً تاريخ العمل السياسي في شمال كردستان وتركيا، وإنه الحزب الأول تأسس عام 1980، وإن الدولة التركية حظرت حتى الآن عشرة أحزاب سياسية تمثل الكرد، وإن حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب هو الحزب رقم أحد عشر ضمن سلسلة هذه الأحزاب، مشيراً بأن الهدف من تأسيس الحزب الجديد هو تمثيل الشعب الكردي وكل القوى الديمقراطية التقدمية، والتصدي لسياسة الحرب ورفض الاعتراف بالكرد، والتي يتمسك بها تحالف حزب العدالة والتنمية والحركة القومية. كما يتمثل الهدف في تحقيق أكبر قدر ممكن من التمثيل السياسي والجماهيري للكرد في شمال كردستان وتركيا، عبر تجاوز الانتصار الذي حدث في انتخابات يونيو/حزيران 2015، عندما تمكن حزب الشعوب الديمقراطي من الفوز ب 82 مقعداً برلمانياً، وكذلك حصول الحزب على رئاسة 102 بلدية في شمال كردستان.
وأشار ساكيك إلى الحملات التي تدعو إلى استخدام اللغة الكردية في مناحي الحياة، وتعزيز الثقافة الكردية والتمسك بالهوية القومية، موضحاً بان هناك حركة شعبية كبيرة في ولايات شمال كردستان، تدعو للتمسك بمظاهر الثقافة الكردية، وعلى رأسها اللغة الكردية، وإن حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب (HEDEP) هو من يقود ويشرف على هذه الحملة، وهذا العمال هو بداية طيبة ومشجعة وتشي ببدء مرحلة جديدة تتمثل في الاهتمام بشكل أكبر بالهوية القومية، وخاصة في ولايات ومدن شمال كردستان.
سياسة حزب المساواة والديمقراطية
وحول سياسة حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب (HEDEP) وخارطة التحالفات الجديدة في الانتخابات القادمة، وخاصة الانتخابات البلدية المزمع أجراؤها في شهر آذار 2024، أوضح الصحفي والإعلامي الكردي فاروق ساكيك بأن حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب، وعلى لسان رئيسه المشارك تونجر باكراهان، أعلن بأنه لن يتحالف مع أي حزب لا يقدم رؤية واضحة وعميقة لحل القضية الكردية وإنهاء سياسة انكار حقوق الكرد والتعامل الأمني مع مطالبهم، مبيناً بأن أي تحالف مستقبلي مع حزب الشعب الجمهوري ( بعد التغييرات الأخيرة في هرمه القيادي) سيكون على قاعدة اعترافه بالكرد وسعيه إلى حل القضية الكردية سياسياً، والتوقف عن حملات الحرب والتعامل الأمني والتضييق، وإن هذا التحالف سيتم طرحه على القاعدة الجماهيرية لحزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب، ولن يكون قراراً اعتباطياً ومن جانب قيادة الحزب، دون مشاركة الجماهير وطلب رأيها في الأمر.
حزب بدون توجه
وإنتقد ساكيك حزب الشعب الجمهوري، وقال بأنه حزب بدون توجه ويعاني من التخبط ويبدو مفككاً أكثر من أي وقت مضى، ولا يملك أي رؤية أو مشروع لحل القضية الكردية وكل قضايا الديمقراطية ودولة القانون في تركيا.
أرشفة الجرائم
كذلك تحدث الصحفي والإعلامي الكردي فاروق ساكيك عن مشروعه في أرشفة الجرائم التي ارتكبتها الدولة التركية بحق السياسيين والمثقفين والنشطاء الكرد في حركة التحرر الكردستانية طيلة عشرات السنوات الماضية، موضحاً بأنه قدم مئات البرامج التلفزيونية حول الموضوع، وألفّ كتاباً جمع فيه وثائق كثيرة وملابسات جرائم تصفية النشطاء والسياسيين والمثقفين الكرد على أيدي أجهزة الاستخبارات ومافيات “الدولة العميقة”، مشيراً بأن سياسة تصفية خيرة أبناء الشعب الكردي ماتزال مستمرة، وإنها مع وجود التحالف الحاكم الآن، تحولت إلى “مشروع دولة”، وتطوّر إلى حملات حرب كبيرة تشنها الدولة ضد الكرد، وترتكب فيها المجازر وتنفذ مخططات التهجير والتطهير العرقي داخل وخارج تركيا، وكل تلك جرائم فظيعة يجب متابعتها ورصدها وتوثيقها جيداً.[1]