=KTML_Bold=الدولة الديمقراطية.. هي الحل.!!=KTML_End=
#بير رستم#
يكتب الأستاذ محمد كريشان في القدس العربي (14-05-2014) مقالاً بعنوان ((حوار مع إسرائيلي .. الحل دولة واحدة)) وذلك رداً على سؤال أحد المسئولين الإسرائيليين له: ما الحل برأيك للخروج من الأزمة؛ أي الصراع الإسرائيلي _ الفلسطيني فيكون الجواب على الشكل التالي:
هناك ((مشروعان كاملان وصلا الآن إلى نقطة الاستحالة، حتى لا أقول الفشل، هما إسرائيل الكبرى أو حتى ابتلاع كامل فلسطين التاريخية، وكذلك تحرير فلسطين بالقوة من البحر إلى النهر) وعندما يبادره الإسرائيلي بالسؤال الآخر (والعمل؟) فيكون جوابه (لا حل في النهاية إلا بدولة ديمقراطية علمانية على كامل فلسطين التاريخية تضم الجميع من يهود ومسلمين ومسيحيين ولا قيمة فيها إلا للمواطنة والقانون. قبل ذلك لا مفر من قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الضفة والقطاع مع القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة في انتظار نضوج أكبر لحل الدولة الواحدة) وأخيراً يتساءل المسئول الإسرائيلي (دولة واحدة؟!! هل هذا سهل؟!!) فيكون جواب الأستاذ محمد كريشان كالتالي: (لن يكون سهلا بالتأكيد وقد يأخذ الأمر جيلا آخر وحتى جيلين. عندما يولد جيل إسرائيلي وآخر فلسطيني لم يعيشا مرارات الاحتلال وذكريات القتل المتبادل ويختفي في المقابل الجيل المثقل بكل ذلك… ستصبح الأمور أكثر سهولة)).
هل أقول إنني وللمرة الأولى ألتقي بمثقف وإعلامي عربي يطرح القضية؛ قضية فلسطين بموضوعية وعقلانية وبعيدة عن الروح الانفعالية والرومانسية الثورية وشعاراتها الأيديولوجية، ربما في ذلك نظلم عدد من الإخوة الكتاب والسياسيين العرب ولكن حقاً لقد اختصر الأستاذ محمد كريشان المسألة الفلسطينية، بل ربما مجمل القضايا القومية العالقة في منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي وذلك من خلال طرحه السابق حيث لا حلول شافية دون المرور بما ذكره الأستاذ كريشان وهي (الدولة الديمقراطية) ولكن ونتيجةً لتراكم الماضي وأحقادها وخلافاتها وحروبها فإن العامل النفسي يلعب دوراً وعاملاً سلبياً للتعايش السلمي المدني في دولة ديمقراطية وبالتالي بدايةً لا بد لعمليات قيصرية في جغرافية تلك البلدان والتي تضم أكثر من جغرافية قومية _تجاوزاً_ وبالتالي رسم خارطة جديدة لكل منطقة الشرق الأوسط وولادة دول قومية ناشئة جديدة تعطي وتحقق الأمان والاستقرار النفسي والروحي _قبل الاستقرار السياسي_ وهو عنصر مهم وفعال لترسيخ الطمأنينة في النفوس وبأن لا خوف عليهم من الالحاق والتبعية وبحيث تقبل وتتجه الأجيال القادمة لشعوب المنطقة نحو الوحدات والتكتلات الاندماجية وذلك انطلاقاً من مصالحها وليس بدافع الأيديولوجيات وشعارات وطنية باتت تشكل بعبعاً جديداً وخاصةً لأبناء الأقليات القومية _حجماً وعدداً_ وبأن هذه الاندماجات الجديدة وتحت مسميات الدولة الوطنية الديمقراطية ليست إلا شكل وأسلوب جديد من الالحاق والذيلية للدولة القومية السابقة وبكل عنفوانها واستبدادها وإلغائها للآخر المختلف. وهكذا فإن الحل _وكما طرحه الأستاذ محمد كريشان_ لكل القضايا القومية العالقة في المنطقة والعالم _برأينا وليس فقط القضية الفلسطينية_ هي قيام دول قومية جديدة لكل الشعوب التي حرمت بموجب الاتفاقيات الاستعمارية القديمة من إنشاء كياناتها السياسية وبالتالي رسم خارطة سياسية جديدة للعالم وولادة عدد آخر من الدول وهكذا وخلال جيل أو جيلين ((لم يعيشا مرارات الاحتلال وذكريات القتل المتبادل ويختفي في المقابل الجيل المثقل بكل ذلك… ستصبح الأمور أكثر سهولة)) وذلك على حد تعبير الأستاذ كريشان وقد وجدنا بأن التجربة نفسها قد نجحت في جنوب أفريقيا وعدد من دول أوروبا الشرقية .. فهل جاء دور الشرق الأوسط وبالتالي سوف نجد ولادة عدد جديد من الدول في المنطقة كالدولة الفلسطينية وكذلك كل من الدولة الآمازيغية والكوردية ومنها تكون الانطلاق نحو مجتمعات مدنية علمانية ديمقراطية وليس العكس؛ حيث البناء يبدأ من القاعدة والأساس وليس من قمة الهرم الاجتماعي والسياسي.[1]