=KTML_Bold=سوريا.. والصراع الطائفي المذهبي=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4893 – 2015-08-11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
هل نجحت سياسة النظام السوري في تأجيج الصراع العرقي المذهبي
…أم ثقافتنا المذهبية العرقية هي التي أنجحت سياسة النظام السوري.؟!!
إن ما شاهدناه بالأمس القريب _وما زال_ بين المكونات السورية عموماً وعلى الأخص الدينية والمذهبية وتحويل مسار الثورة من صراع ومقاومة شعب مقهور لنظام ديكتاتوري إجرامي قل نظيره في عالمنا إلى صراع بين فئات ومكونات الشعب السوري نفسه وكذلك ما نشهده اليوم من تصاعد وتيرة العنف بين المكونين الرئيسيين في سوريا _قومياً_ الكوردي والعربي وما تدار على الأرض من معارك وهجمات الكر والفر بين القوات والميليشيات العسكرية لكل الفريقين؛ قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي من جهة الكورد والأخرى والتي تعرف باسم الجماعات المتطرفة والسلفية من داعش وغيرها من الجهة العربية وعلى الأخص في مناطق وجغرافيات التماس والتداخل بين المكونين وهي التي تمتد على طول قامة الوطن من إعزاز وعفرين إلى تل براك وتل معروف وكل التلال المتعانقة في الجزيرة السورية مروراً بسهول كوباني والرقة وتل أبيض؛ حيث وللأسف فقد قامت عدد من المجازر المروعة بحق المدنيين والعزل وحتى نبش القبور وإحراق الجثث مؤخراً في تل معروف _وبالمناسبة هذه جزء من تاريخ وثقافة العنف في المنطقة والخلافة الإسلامية؛ حيث أولى القرارات والتي اتخذتها الدولة العباسية، كانت إخراج جثث الأمراء والخلفاء الأمويين وإحراقها وهدم وتسوية مقابرهم ومزاراتهم_ وهكذا فإن اليوم هو إعادة مشهد الأمس العنفي والدموي.
ولكن وبعد ثلاث سنوات على انطلاقة أكبر وأعظم ثورات العصر الحديث كونها؛ أي الثورة السورية تواجه أعتى أنواع الاستبداد والديكتاتوريات.. وتدار على أرضها وبدماء شعبها أكثر من حرب جنونية وهمجية؛ حروب من الماضي السحيق للخلاف السني الشيعي والثأر لدماء (علي والحسين) وأحفادهما من الطاغية يزيد بن معاوية _القديم والجديد وذلك بعد قلب الأدوار والمذاهب_ وحروب عرقية قومية وتجييش للحالة العنصرية المقيتة وها نحن نرى كوارثها على الأرض حيث القتل على الهوية من حرق وقتلٍ وإعدامات ميدانية وتعذيبٍ ممنهج بل ونبش القبور وحرق الهياكل العظمية.. هي لعبة النظام والجميع يدرك تلك الحقيقة ولكن وفي زحمة “الضخ الثوري” والعنف وطبول الحرب فإن الأصوات والنداءات الإنسانية سوف تضيع؛ حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. هذا ما أراده النظام وقد كان له المراد والمطلب. ولكن ألا يمكن أن تكون هذه المحرقة هي نفسها محرقة للنظام وبداية “الطوفان الناري” والذي سيحرق من أشعل تلك الحرائق نفسه وذلك كما رأينا في يوغسلافيا السابقة ونظام ميلوسوفيتش الدموي.. أم سيتغلب _مرة أخرى_ ثقافة العنف والدم في المنطقة ويترك الشعب السوري لصوت “طبول الحرب” وهو ينحر ذاته وكينونته وهويته الحضارية التاريخية.[1]