الأسم: محمد اوزون
تأريخ الميلاد: 1953
تأريخ الوفاة: 2007
مكان الميلاد: سيوريك
مكان الوفاة: امد
محمد اوزونولد الكاتب والروائي الكُردي محمد أوزون في كانون الثاني/ يناير عام 1953 في مدينة سيوريك، التابعة لولاية رها (أورفا) في شمال كردستان، وتلقى فيها تعليمه الابتدائي، وما إنْ شبَّ عن الطوق، حتى انخرط، كأقرانه من الشباب الكردي حينذاك، في الحراك النضالي السياسي، كثائر كردي في إحدى المنظمات اليسارية الكردية في تركيا. ونتيجة انقلاب 12-03-1971، اعتقل مع عدد كبير من الوطنيين والثوار الكرد في مدينة آمد (دياربكر)، وحكم عليه بالسجن ثمان سنوات، ومن ثم أطلق سراحه بالعفو العام الصادر سنة 1974. ولم يمنعه الاعتقال من معاودة نضاله، ليصبح رئيسا لتحرير مجلة كردية اسمها «رزكاري». ثمَّ اضطر للهرب إلى السويد سنة 1977 نتيجة المضايقات والملاحقات المستمرة له من قبل الحكومة التركية. وهناك، أصدر مجلة باسم (رزكاريا كوردستان أي تحرير كوردستان).منذ العام 1985 غيَّر أوزون مسار كتاباته، متفرغاً للأدب، مُصدراً باكورة أعماله الروائية «أنت» في ذلك العام. ومذاك، حتى أيامه الأخيرة، كان جلُّ جهده الإبداعي مركَّزاً على الرواية الكوردية، فصدر له أكثر من 17 عنواناً إبداعياً، الحصَّة الأوفر فيها كانت للرواية. ومن رواياته: «موت شيخٍ طيّب» (1987)، «فيء العشق» (1989)، «يوم من أيام عفداليه زي نكيه» (1991)، «وفاة رجل مقدام» (1993)، «بئر القدر» (1995)، «النور كالعشق والظلام كالموت» (1998)، «صرخة دجلة، في جزئين» (2002 و2003)، «قوس قزح الروح» (2005) فضلاً عن كتب في النقد والحوارات والنثر... وتُرجمت أعمال له من الكردية الى التركية والسويدية والألمانية والنرويجية والانكليزية والإيطالية.تناول أوزون شؤون بني جلدته وشجونهم في أعماله الروائية، واتَّسمت أعماله بالواقعية، والغوص في التفاصيل، تحت تأثير الواقعية الاشتراكية، وعكس معاناة الكرد على الصعد كافة، في قالب روائي تقليدي، وبلغة سلسلة، متأثِّرة بالتركية، شأن الكثير من الكتَّاب الكرد في شمال كردستان، الذين يكتبون باللغة الأم، وهم لم يتخلَّصوا بعد من الموروث اللغوي التركي. كان محمد أوزون عضواً في اتحاد كتَّاب السويد، وشغل منصباً مهماً في هيئته الإدارية، وفي اتحاد الكتَّاب الصحافيين في السويد، وفي الاتحاد العالمي للصحافة، وفي الكثير من المؤسسات والهيئات الثقافية السويدية والأوروبية والكردية. وحاز جوائز تركية وكردية وسويدية وأوروبية، وكرَّمته بلدية آمد (دياربكر) وكذلك حكومة إقليم جنوب كردستان عام 2005 تقديراً لنتاجه الإبداعي الذي أغنى الثقافة الكوردية.في السويد أصيب بسرطان المعدة، وبعد أن أبلغه أطباؤه بأنه لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر، قرر أوزون العودة الى وطنه، «شمال كردستان» في 13/7/2006، والاستقرار في مدينة آمد (دياربكر)، حيث استقبلته حشود كبيرة، في مقدَّمتهم رئيس بلدية المدينة عثمان بايدمير، ولفيف من الساسة والمثقفين الكرد في شمال كردستان. وتعليقاً على الحفاوة والاحتفاء الكبيرين اللذين لقيهما أوزون في مدينة آمد (دياربكر)، قال أوزون حينذاك: «لقد بثَّت آمد فيَّ الحياة مجدداً».وخلافاً لليأس الذي انتاب أطباءه، على خلفية عدم تجاوبه مع العلاج، بدأ أوزون يتجاوب مع العلاج في وطنه، وتحسَّنت صحته كثيراً. وخلال فترة التحسُّن تلك، كان أوزون يشتغل على كتاب جديد له، وبقي صامداً في وجه المرض، واستطاع كسب سنة ونصف سنة من الزمن، خلافاً للنهاية التي حددها له أطباؤه في السويد، وخرج من المستشفى، وبدأ تجواله، متَّجهاً نحو اسطنبول، وعرَّج مجدداً على السويد، ثم أراد الاختلاء بنفسه على ضفَّة بحيرة وان في شمال كردستان، وكأنه يود إلقاء النظرة الأخيرة عليها. ولكن في شكل مفاجئ وخطير، تدهورت حالته الصحيَّة، ونُقل الى مستشفى كليَّة الطبّ في جامعة دجلة في مدينة آمد (دياربكر) ، ليستيقظ الشعب الكردي وكل رفاقه وأصدقائه وقرَّائه على نبأ وفاة كاتبهم الكبير في الحادي عشر من تشرين الأوَّل/ أكتوبر عام 2007 عن عمر ناهز الرابعة والخمسين.أثناء وجود أوزون في المستشفى، زاره صديقه، الروائي التركي، الكردي الأصل، ياشار كمال، وقال عنه حينذاك» أنت كاتب مهم جداً وسيكتشف النقاد ذلك. أنت قامة أدبية كردية شامخة، وستدخل التاريخ كاتباً كردياً عظيماً، لأنك تكتب عن هموم الكرد وآمالهم وألمهم بلغتهم... أنا كردي أيضاً، لكنك أكثر كردية مني، لأنك كتبت باللغة الكردية حين كانت عقوبة السجن تلاحق كل من يتحدث الكردية فكيف بالكتابة بها».رحل أوزون، وبقيت جروحه مفتوحة، وهمومه مشرَّعة، ما دام شعبه يعاني ما عاناه هو في صباه وشبابه. رحل أوزون، تاركاً تراثاً إبداعياً، يدلُّ على تجربة كرديٍّ، بدأ ثائراً في وجه الظلم، وانتهى مناضلاً في وجه المرض، فأصبحت سيرته بنكهة الرواية، صورة لمأساة شعب. وقد قالها، قبل مغادرته: «كمْ أنا مدين لشعبي وثقافته».وبحسب وصيته وري الثرى في مدينة آمد (دياربكر).[1]