=KTML_Bold=ثورة 23-07-1952 بين العروبة وحركات التحرر=KTML_End=
=KTML_Bold=علي أبو الخير=KTML_End=
=KTML_Bold=ثورة 19 تموز=KTML_End=
يحتفل الإخوة الكرد ونحن معهم، بذكرى ثورة #19 تموز# ، ونُهنئهم بثورتهم، التي أصبحت نبراساً لطالبي الحرية والديمقراطية في العالم، وهي التي كان للمرأة الكردية دوراً حاسماً فيها..
في الوقت ذاته نحتفل بالثورة الأم المصرية في شهر تموز أيضاً، حيث لم تكن الثورة المصرية التي حدثت يوم 02-07-1952، مجرد حركة انقلابية من داخل الجيش المصري أنهت النظام الملكي، أو كانت بلا أهداف، ولكنها كانت حركة عسكرية وطنية تحوّلت إلى ثورة شعبية كبرى، أسهمت في تغيير وجه الحياة في مصر والعالم العربي والإسلامي، وكل دول العالم الثالث.
قامت الثورة معلنةً ستة أهداف رئيسية، منها العدالة الاجتماعية، وبالتالي فالهدف الأول كان القضاء على الإقطاع، وهو ما تحقق سريعاً، ولأن الزعيم جمال عبد الناصر مؤمناً بحرية الشعوب، فصار رمزاً لها، وفي مقالنا نركز على فكره، الذي هو فكر الثورة المصرية.
حيث أصدرت الثورة بعد أقل من شهرين، أي يوم 9 أيلول 1952 قانون (الإصلاح الزراعي) وتحديد ملكية الأغنياء من الأرض الزراعية إلى 100 فدّان فقط للفرد الواحد، بعد أن كانت الملكية بآلاف الأفدنة للفرد الواحد، ثم توزيع تلك الأرض على صِغار الفلّاحين، وكان قانون الإصلاح الزراعي هو الذي غيّر حركة الضبّاط الثائرين لتكون ثورة شعبية حقيقية، وقد ناهض قانون “الإصلاح الزراعي” الإقطاعيّون الأغنياء والإخوان المسلمين.
=KTML_Bold=دور ناصر التحرري=KTML_End=
قام الرئيس “جمال عبد الناصر” بتغيير التحالفات وإنهاء احتكار السلاح، فعقد صفقة الأسلحة التشيكية عام 1955، ثم الإسهام في خلق “دول عدم الانحياز” في مؤتمر “باندونغ” الشهير باندونيسيا عام 1955 بقيادة “ناصر ونهرو الهندي وتيتو اليوغسلافي”.
وقد نمت حركة عدم الانحياز سريعاً بعد انتصار مصر على العدوان الثلاثي، فانضمت إليها دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
وتمكّنت الحركة من إجبار منظمة “الأمم المتحدة” اعتبار عام 1960 عام استقلال القارة الإفريقية، وتم تحرير دول القارة السمراء على يد قادة تحرير لأوطانهم، عاشوا مدعومين من مصر الثائرة منهم “نكروما وباتريس لومومبا ونيلسون مانديلا، والأخير حضر إلى القاهرة سيراً على الأقدام، ليلتقي بالرئيس “عبد الناصر” ليُشعل ثورة الجنوب إفريقيين، واستقبلت مصر الثائر “جيفارا”.
فضلاً عن أن مصر ساعدت النشاط الكبير في الثورات الجزائرية واليمنية والعراقية، كما كان له دور كبير في إسقاط (حلف بغداد) والذي كان يضم تركيا وإيران وباكستان، مع باقي دولة أوربية وأمريكية، كما أنشأ إذاعة إفريقيا بلغة (الهوسا)، التي تتحدث بها شعوب غرب إفريقيا، وكان لها دور ريادي في استقلال دول إفريقيا
ودافعت مصر عن حق الصومال في تقرير مصيره، وساهمت الثورة في استقلال الكويت، وقامت بدعم الثورة العراقية، كما ساعدت مصر اليمن الجنوبي في ثورته ضد المحتل، وساندت الثورة أيضاً الشعب الليبي في ثورته، ودعمت الثورة حركة التحرر في تونس والجزائر والمغرب حتى الاستقلال.
=KTML_Bold=جمال عبد الناصر والقضيّة الكرديّة=KTML_End=
ومن ضمن أهداف الثورة الحرص على العروبة والحفاظ على القومية العربية دون ظلم لباقي القوميات، وهو ما وجدناه، فيما يخص القضية الكردية.
جمال عبد الناصر هو الرئيس العربي الوحيد الذي وقف بجانب الكرد، فقد استقبل وفداً كردياً عراقياً برئاسة جلال طالباني، الذي أصبح لاحِقاً رئيساً للعراق، ويروي السيد جلال الطالباني في كتابه “كردستان والحركة التحررية القومية الكردية” إنه التقى الزعيم جمال عبد الناصر عام 1963، فأفصح له عبد الناصر عن رأيه، بأن الحل السلمي للمسألة الكردية في نظره هو الحل الذي مارسته الدول الاشتراكية، وعندما سأله الطالباني عن مفهوم للحل السلمي، أجابه الرئيس عبد الناصر: بأنه يعنى حق تقرير المصير الذي سيستعمله الشعب الكردي، حتماً بشكلٍ اتحادي مع أشقائه العرب، وأنشأ إذاعة كردية في القاهرة، توقفت بوفاته عام 1970.
موقف ناصر اتفق مع فكرة الحركة القومية العربية، كان ناصر يريد حكم ذاتي موسّع في إطار اتحادي اشتراكي للكرد، في العراق داخل إطار الدولة العراقية، فقد كان يرى أن للكرد أحقية في تقرير مصيريهم، داخل إطار الدولة العراقية أو السورية، وفي حالة كرد تركيا، فقد قاوم ناصر حلف بغداد الاستعماري الذي كان يضم تركيا وإيران وباكستان مع أمريكا وبريطانيا، أي الدول الاستعمارية…
قال في كتاب “الميثاق الوطني :”إن العبيد قادرين على حمل الأحجار، أمّا الأحرار فهم وحدهم القادرون على التحليق إلى آفاق النجوم”، ولذلك فإن القضية الكردية أخذت من فكره، ولكنه لم يستطع تحريريهم، ويُذكر أنه تجاوب من الحقوق المشروعة للكرد وغير الكرد، والإخفاق لم يكن بسبب ناصر أو بسبب ثورة 23-07-1952 الخالدة….[1]