=KTML_Bold=عندما انتصر الكُرد على الدواعش في حرب النبوءة=KTML_End=
د. علي أبو الخير
نكتب هذا المقال، لتذكير من ينسى أن الخطر الأكبر على المنطقة كلها، يأتي من أنفسنا قبل غيرنا، ولأننا نحب أن ننسب الفضل لأهل الفضل، نستذكر هوجة قيام بداعش في أراضي من سوريا والعراق، وذلك في لمح البصر، وكيف انتشر سريعاً، بفكر القتل والسحل والسبي، وكان أكبر من تصدى له هم الإخوة #الكرد# ، وكان النصر الكردي بداية توقف داعش عن التوسع، ثم السير نحو الانكسار، وهو الدور الذي نتطلع للتعريف به للأجيال القادمة، عندما يتعرفون على الدور الكردي ضد الإرهاب، وهو دور أسهم في ردع من يظلمون الكرد أولاً، ثم لمن يتبنّون فكر التكفير ثانياً، ولكل العرب ثالثاً.
وهنا نتذكر دائماً بداية الانتصار الكردي الكبير على داعش منذ بداية عام 2015، وهو انتصار كما نراه كان عسكرياً، ثم الأهم أنه ضرب الفكر الدموي، ومن تلك النقطة، نحاول الربط بين الانتصار الكردي الفكري والعسكري، لأن ما حدث كان يوماً، كان له ما قبله وما واعده، لأن داعش الإرهابي انتشر خلال مدة وجيزة في العراق وسوريا، وتصدى الكرد لداعش مدة 112 يوماً، تحقق فيها النصر على داعش الدموي، وكان الدور القتالي لوحدات حماية الشعب ثم قوات سوريا الديمقراطية الحضارية بعد كوباني، وهو خير دليل على فساد ما ركّزت عليه داعش من عقيدة، وعلى الفكر الذي يتحدث عن حرب نبوءات بين الديانات السماوية الثلاثة، وهو ما نكتب عنه ونبحث فيه.
=KTML_Bold=حروب النبوءات=KTML_End=
إن الحروب التي خاضتها الشعوب تحت شعار الدين (أي دين كان) هي الأخطر والأكثر دموية في تاريخ البشرية، ونبوءات أتباع الأديان، تؤكد أن حرباً دينية، ستشتعل، كل رجال الدين يؤكدون أنهم سيفنون أتباع الدينين الآخرين، في تفسيرات مُدهشة مُخيفة، وهي التفسيرات، التي زرعت الكراهية مُقدماً وتقود للحروب الدينية، فأتباع الأديان الثلاثة يتفقون على أن معركة كبرى وأخيرة ينتصر فيها دينها، ويتحقق وعدها، ويدمّر فيها عدوها، لن تكون قيادتها من النوع المألوف لدى الأهالي، بل سيقودها منتظر موعود مؤيد من السماء.
=KTML_Bold=الكُرد هزموا عقيدة داعش فكرياً وعسكرياً=KTML_End=
داعش الإرهابي، الذي كان ومازال يُعتقد أنه يخوض حرباً ضد الروم أو الغرب الأوروبي الذي يمتد بجذوره للروم، عند مكان “دابق” في الشام، وأصدروا جريدة اسمها “دابق” أيضاً، والسبب كما يدّعون حديث منسوب للنبي عليه السلام يُسمى “حديث الأعماق” جاء فيه “لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق…حتى نهاية الحديث”.
واستناداً على مثل هذا الحديث وغيره، وحسب تفسيرات داعش، وادعاءات من قبيل أن الحجارة ستدل على عدو المسلمين المختبئ خلفها، تسوّف من خلالها منهجها في إهراق الدماء والقتل والسبي وما إلى ذلك من أساليب الهلاك.
وكان الداعشيون يعتقدون النصر بشدة الورع الزائف، ولكن ما حدث هو أن فريقاً من المسلمين الكرد، مسلمون يعرفون دينهم الداعي للتسامح والسلام، وذاقوا الظلم السياسي كثيراً، رغم ما أفادوا به المسلمين والعرب عموماً، وعقبتهم صائبة، فهزموا داعش هزيمة نكراء منذ البداية عندما حرروا الأرض السوريّة الكرديّة من الخطر التكفيري منذ عام 2015 عندما حرّروا (كوباني).
الانتصار الكُردي يُفنّد حرب النبوءات
نرى في الانتصار الكردي تفنيداً لمزاعم حرب النبوءات السماوية، وفنّدت مقولة أن الإسلام يبشر بفناء جنس بشري، وهو الدين الذي يدعو للسلام، والله اسمه السلام، والقرآن ليس فيه دعوة للقتل، ولكن التفسيرات الزائفة هي التي تُبشّر بالقتل.
ولكن جاء النصر الكردي سريعاً وحاسماً، انتصر سياسياً وفكرياً قبل الانتصار العسكري، ومهّد الطريق لسوريا جديدة بفكر راقي، نعم قد توجد حروب، ولكنها لا تهدف لاستئصال البشر، وهو دور كردي عظيم، يضاف لإسهامهم الحضاري المثير والكبير، عبر تاريخ الدولة الإسلامية، وهو دور ليس بغريب، ومن ثمّ سيذكره التاريخ بحروفٍ من نور…[1]