=KTML_Bold=المؤتمر الدولي في جامعة الشرق.. حفظ للتراث من الاندثار=KTML_End=
الرقة / حسين علي
الميراث الثقافي والتراث المادي واللا مادي من أهم الثروات، التي يمتلكها الإنسان، إنه يمثل تاريخ وهوية الشعوب ويعكس تطورها وتنوعها الثقافي، ومع ذلك، يواجه هذا التراث تحديات هائلة تهدد باندثاره وفقدانه، إذا لم يتم الحفاظ عليه، وحمايته بشكل مناسب
=KTML_Bold=أهداف المؤتمر الدولي=KTML_End=
تم تنظيم المؤتمر الدولي للتراث المادي واللا مادي وحفظه من الاندثار، بهدف تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث وتبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال، يجمع المؤتمر خبراء ومختصين من مختلف الشعوب والأطياف، لمناقشة التحديات، التي تواجهها المجتمعات في الحفاظ على تراثها، وتبادل أفضل الممارسات للتصدي لهذه التحديات، ويتناول المؤتمر قضايا متعددة تتعلق بالتراث المادي واللا مادي، بما في ذلك المباني التاريخية، والآثار، والتماثيل، واللوحات والمؤلفات الأدبية والموسيقا، والرقص والحرف التقليدية والممارسات الثقافية الأخرى، وتتم فيه مناقشة أساليب الحفاظ على هذا التراث، وتطوير استراتيجيات للحماية والمحافظة عليه بشكل فعال، وتمت المشاركة عبر خيمات تراثية للشعوب والأطياف؛ السريانية والعربية، والكردية، والآشورية، والأرمنية، وشعوب أخرى، تحتوى على قطع تراثية أصيلة لمجمل هذه الثقافات.
ولإلقاء المزيد من الضوء على مجريات وفعاليات المؤتمر؛ التقت صحيفتنا عدداً من المشاركات والمشاركين ومنهم “علي الكدرو” رئيس مجلس إدارة الركن الثقافي، الذي حدثنا: “لدى سماعنا بالمؤتمر الدولي الذي يخص التراث المادي واللا مادي سارعنا للقاء إدارة الجامعة حيث كان دورنا في ذلك الأنشطة الشبابية، والمسائية عبر تواصلنا مع الشعب السوري، من آشور، وعرب، وسريان، وأرمن، وكرد وتركمان وغيرهم، للمشاركة على أوسع ن
طاق”.
=KTML_Bold=التحديات التي تواجه الإرث الثقافي=KTML_End=
ومن بين التحديات الرئيسية، التي يناقشها المؤتمر هي الاستهداف المتكرر للأوابد الأثرية، بالقصف والتدمير وخصوصا إبان
سيطرة مرتزقة داعش، وقلة تقدير قيمة هذا الموروث، والتدهور البيئي والتغيرات المناخية التي تؤثر على المباني التاريخية والمواقع الأثرية، فيتعين اتخاذ إجراءات لحماية هذه المواقع من التلوث والتلف الناجم عن التغيرات المناخية، المتسارعة، بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الوعي العام بأهمية الحفاظ على هذا التراث، وتشجيع المجتمعات المحلية على المشاركة الفعالة في عمليات الحفظ والترميم.
في هذا المنحى أشارت ماريا العجيلي عضوة اللجنة التنظيمية للنشاطات الثقافية في
المؤتمر الدولي لجامعة الشرق: “الشعب السوري عامة، وشعوب شمال شرق سوريا، هو عبارة عن قوس قزح ملون بأطياف يجمعها إرث تاريخي وثقافي، واحد ومن واجبنا حماية هذا التاريخ لبناء مستقبل ديمقراطي تتعايش فيه جميع الأطياف، فمما لا شك في أن التصميم والصمود موجود في مواجهة التحديات، التي تحاول طمس الهوية الثقافية”.
=KTML_Bold=دور مؤتمر جامعة الشرق في تعزيز التعاون الثقافي=KTML_End=
ويعدُّ المؤتمر فرصة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الحفاظ على التراث، فيتم فيه تبادل الأفكار والتجارب والتقنيات بين المشاركين، ويتم إبراز أهمية التعاون المشترك لحماية التراث العالمي، والتفاهم بين الدول، لتعزيز جهود الحفاظ على التراث وتبادل المعرفة والخبرات.
وحول هذا الموضوع أوضحت “أناهيد خيسبيان” رئيسة اتحاد المرأة الأرمنية في شمال وشرق سوريا لصحيفتنا: “لنا الفخر في المشاركة بهذا المؤتمر العالمي لحماية التراث المادي واللا مادي، واليوم نعرض نماذج من التراث الأرمني عبر معروضات تراثية، كانت تستعمل في الأكل، والمشروبات، والحلويات، وكذلك الدبكات الأرمنية القديمة، وتشمل هذه التراثيات عادات وتقاليد موروثة لثلاثة أجيال، أي قرابة 250 سنة”.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل المؤتمر على تعزيز الدور الإداري للمؤسسات الثقافية والتعليمية في مجال الحفاظ على التراث، ويتم تبادل الأفكار حول تطوير برامج تعليمية، وتثقيفية، تهدف إلى نشر الوعي بأهمية التراث، وتعزيز قدرات الشباب والمرأة في مجال الحفاظ عليه.
كما يتم تنظيم ورش عمل وندوات تعليمية لتدريب الخبراء والخبيرات، والمتخصصين والمتخصصات، على أحدث التقنيات والممارسات في مجالات الحفاظ على التراث المادي واللا مادي.
رئيسة المجلس الاجتماعي الأرمني في الحسكة، ميغريك مخيليان، بدورها أشارت إلى ناحية هامه وهي: “هذا المهرجان يجسد أخوة الشعوب كاملة، وينمي أواصر المحبة وتوضيح التاريخ، والموروث الثقافي لكل شعب حيث يظهر في هذا المهرجان الكثير من الموروث الثقافي المشترك، الذي يؤكد للعالم بأننا شعب واحد، وثقافتنا وجذورنا مشتركة، كذلك جهودنا لبناء مجتمعنا الديمقراطي وفق أمة ديمقراطية موحدة، متعاونة ونتمنى الكثير في المستقبل من هذه المهرجانات”.
وللمؤتمر دور واضح في تعزيز الوعي العام، وحض المجتمع الدولي على حماية التراث المادي واللا مادي، الذي يتم التركيز فيه على أهمية إدراج هذا التراث في قوائم التراث العالمي، والمحافظة عليه بشكل مستدام، ويتم التأكيد على ضرورة توفير التمويل اللازم لدعم مشاريع الحفظ والصيانة، وتعزيز التعاون بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني في هذا المجال.
وكما يعد المؤتمر الدولي للتراث المادي واللا مادي في جامعة الشرق، مناسبة هامة للتعبير عن الالتزام العالمي بحماية التراث الثقافي والحفاظ عليه، إنه يوفر منصة للحوار، والتعاون بين الدول والمؤسسات المعنية بهذا المجال، ويساهم في تعزيز الوعي، وتكاثف الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التراث الثمين للأجيال الحالية والمستقبلية.[1]