=KTML_Bold=سوريا / كوباني1=KTML_End=
#بير رستم#
وخارطة التقاطعات الدولية والإقليمية.
(الحلقة الأولى).
إن صراع الأجندات السياسية والمحاور ومحاولة كل طرف فرض مشروعه الإقليمي في الصراع الدائر في سوريا بات معروفاً للجميع من قوى سياسية ونخب ثقافية، بل بات المتابع “العادي” للمسائل السياسية والصراع في سوريا _وليس فقط النخب الثقافية والسياسية_ يدرك تماماً بأن الشعب السوري ومنذ ما يربو على أربع سنوات وهو يدفع فاتورة الصراع على هذا الإقليم الجيوسياسي وذلك بين عدد من المراكز الإقليمية والدولية؛ فمن جهة لدينا المحور الروسي الإيراني الداعم للنظام السوري وكلٌ منهما يقدم هذا الدعم _بالتأكيد_ من منطلقات ولأهداف دينية سياسية وإقتصادية معروفة حيث إيران ومشروعها في تصدير الثورة الخمينية ذات الطابع الديني الشيعي ومسألة الهلال الشيعي في المنطقة العربية وإستثمارها للعاطفة الدينية طائفياً عند المكون الشيعي في البلدان العربية؛ لبنان، سوريا، البحرين وأخيراً اليمن والسعودية وكذلك محاولة جر الكورد أو على الأقل جزء مهم من المجتمع الكوردي وإن كان عن طريق حزب ماركسي علماني وليس حزب ديني كحزب الله اللبناني. وأما الشريك الآخر في قيادة هذا المحور فإنه يحاول أن يحتفظ ببعض بقايا وأمجاد الإمبراطورية السوفيتية _السابقة_ في المنطقة وأن تبقى لها موطئ قدم في المياه والبحار الدافئة وكذلك في حقول النفط وأيضاً كسوق للسلعة الحربية الروسية الكاسدة ومحاولة منافسة الغرب في بعض الإستثمارات والمشاريع الكيمابترولية وغيرها في المنطقة العربية.
إن كان المحور الأول شهد الثبات والإستقرار في مواقفه وكتلتها الصماء فإن المحور الآخر؛ الغربي الأمريكي قد شهد مع تطور الأحداث في سوريا الكثير من الإنقلابات والتغير في المواقف، بل والإنقسام الداخلي أيضاً وخاصةً بين الشركاء الإقليميين وأكثرها حدةً الإستقطاب التركي القطري من جهة والسعودي الخليجي من جهة أخرى وقد تفجرت في الأزمة المصرية أكثر وذلك من خلال دعم تركيا للتيار الإخواني بزعامة مرسي بينما السعودية ومن خلفها أمريكا وقفت وراء الجيش المصري ودعمت عبد الفتاح السيسي وأخيراً كان الإنقلاب الأبيض على حكومة محمود مرسي وحظر الإخوان من النشاط السياسي مما أنعكس على علاقة هذا المحور مع المسألة السورية وصراع كل طرف داخل المحور الواحد في إستقطاب أطراف المعارضة؛ مما أدى _ومن خلال هذا الهوس الجنوني لتلك الأقطاب في السيطرة على الأرض_ أن تم ضخ الميليشيات المتطرفة لداخل سوريا _وعلى الأخص من تركيا_ والسيطرة على أكبر بقعة جغرافية داخل سوريا وذلك في محاولة للتعويض عن خسارتها أمام السعودية في مصر.. وهكذا تم إهمال القوى المعتدلة في الثورة السورية وتبني المجموعات المسلحة والراديكالية القادرة على التمدد السريع في المناطق السورية وذلك من خلال مشروع ديني سلفي سني عرف في البدايات بأسماء مجاميع دينية مثل جبهة النصرة والتوحيد وغيرها إلا أن أعلن عن تنظيم دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام “داعش” والتي أعلنت خلافتها أخيراً في الموصل وبايعت أبو بكر البغدادي خليفةً لهم على الدولة الإسلامية، حيث ألغت الحدود بين كل من سوريا والعراق وهي المرة الأولى التي تلغى فيها الحدود الدولية التي رسمت بموجب إتفاقية سايكس بيكو وغيرها من المعاهدات الدولية وكانت بداية مرحلة جديدة في المنطقة سياسياً وجغرافياً وربما “كرة الثلج” هذه تكبر لتكون بداية مشاريع وإتفاقيات دولية جديدة في إعادة رسم خارطة المنطقة.
ملاحظة: كون المقالة طويلة ويتناول الوضع السوري والكوردي فقد رأينا أن نقسمها إلى حلقتين وإليكم اليوم الحلقة الأولى وغداً نستكمل المقال بما يتعلق بالجانب الكوردي من القضية ..نأمل أن نلقي بعض الإضاءات على الجوانب المظلمة في المشاريع السياسية التي ترسم للمنطقة.[1]