كوردستان سوريا.. بين الوهم والواقع!
#بير رستم#
كتبت لنا السيدة اللطيفة حورية عبد القادر؛ إبنة الصديق العزيز أبو شيرين ما يلي: (نهارك سعيد احب ان اعرف جوابك عندما عندما سؤلت ليش في شي اسمو كردستان سورية اذا ما كان عندك مانع) _نقلنا الرسالة بالحرف_ وكنا قد وعدنا القارئ الكريم والإخوة الزملاء والأصدقاء؛ بأننا سنقوم بسرد هذه الحكاية على مسامعهم وها نحن نلبي طلب الآنسة وكذلك نفي بوعدنا، ولكن وقبل سرد الحكاية لقد فاجئنا الصديق مصطفى حسين أبو جوان بأن رجل“نا” أي أن (ضابط) الأمن بشير دعبول والذي حقق معنا ولمدى فترة خدمته بعفرين ولمرات عديدة قد أصبح في صف المعارضة. وبالتالي فهو يمكن أن يكون الشاهد الحي؛ كونه قد أصبح من صفوف المعارضة وقد يقبل البعض شهادته وذلك في حال الشك بمصداقية الحكاية (حكايتنا) بالأساس: المهم.. يا سادة يا كرام ومما قاله ضابط الأمن السابق والمعارض الحالي الرائد بشير دعبول _آنذاك؛ وبعدها صار برتبة مقدم وأستلم رئاسة قسم الأحزاب في فرع أمن الدولة بحلب_ ومن جملة ما قال: “..ليش في شي أسمو كوردستان سوريا“.. والحكاية تعود لعام 2005 إن لم تخنا الذاكرة.
توقفنا للحظات قبل أن نجيب _وللتاريخ_ أجرينا محاكمة عقلية قبل أن ننطق بها ومن تبعات ما سندلي به في مكتب ضابط أمني سوري ولكن ومع ذلك قلنا ما يلي وبالحرف: نعم.. هي كوردستان (سوريا)؛ وها نحن نقولها ونعيدها هنا في مكتبكم؛ مكتب ضابط أمن وفي سوريا وليس بإقليم كوردستان (العراق) _كون الرجل كان يصر على مصطلح “شمال العراق“_ وسوف نبرهن لكم حسب إطلاعنا ومعلوماتنا المتواضعة؛ إننا نقول ونعتمد مصطلح كوردستان (سوريا) وذلك للمعطيات والحقائق التالية:
أولاً_ إعتماداً على التاريخ؛ حيث ذُكِر كوردستان قديماً ومن قبل عدد من المؤرخين وقد (ظهرت كلمة كردستان كمصطلح جغرافي أول مرة في القرن الثاني عشر الميلادي في عهد السلاجقة) _من ويكيبيديا_ وهكذا هناك إقرار تاريخي بوجود كوردستان كمصطلح جغرافي _على الأقل_ وذلك قبل الإدعاء به كمصطلح جيوسياسي.
ثانياً_ المنطقة (المناطق الكوردية) والتي عفرين جزء منها، فإن ساكنيها من الكورد وإن كان هناك إخوة عرب وافدين إليها وخاصةً في المدينة وسهل جوم على تخوم بلدة جنديرس.. إذاً هي أراضي الكورد وليس غيرهم.
ثالثاً_ الجذر اللغوي وإشتقاقات اللغة الكوردية والتي هي إحدى فروع اللغات الهندو أوروبية _أو الهندية الإيرانية؛ حيث المعركة لم تحسم بعد_ تجبرنا على قول كلمة ومصطلح كوردستان وليس مصطلح آخر وذاك على غرار المصطلحات الجيوسياسية التالية: باكستان، أوزبكستان، طاجيكستان.. وهكذا كوردستان؛ حيث المقطع (الجذر) الأول يدل ويشير للعنصر والحالة القومية أما الجذر الأخير (أي اللاحقة ستان) فإنها تعني وبكل تلك اللهجات واللغات معنى الأرض. وبالتالي فإننا نقول لأرض الطاجيك بلغتنا الأم؛ طاجيكستان.. وهكذا لأرض الكورد؛ كوردستان ولو أن الأتراك أرادوا تتريكها وسموا منطقة عفرين بكورداغ وجاء العرب _طبعاً نقصد النظم السياسية والعقلية العنصرية التي تقف وراء تلك النظم_ نعم.. جاء العرب وترجموا المصطلح التركي وسموا المنطقة “جبل الأكراد” وبعد فترة لم يستحبوا وجود كلمة الأكراد فأبدلوها بمصطلح “جبل حلب“.
وأخيراً ورابعاً_ وبالعودة للمواثيق والإتفاقيات الدولية؛ فإن جل تلك الإتفاقيات تقر بأن كوردستان قسمت بين أربع دول ومن بين تلك الدول الأربعة سوريا إحداهم.
وبالتالي.. وعلى ضوء ما تقدم ولكي تمحو مصطلح كوردستان (سوريا) من الوجود والذاكرة فما عليكم إلا أن تقوموا بما يلي من إجراءات وقوانين: تمزيق كل ما يمت للتاريخ والمواثيق والعهود الدولية بخصوص كوردستان بحيث لا يبقى كتاب أو موقع يقر بوجود كوردستان التاريخي وتالياً: إفراغ المناطق الكوردية من ساكنيها الكورد وتوزيعهم على جغرافيات أخرى _ولو كان المريخ_ وأخيراً: تغيير قواعد اللغة الآرية بحيث يتغير ذاك التركيب اللغوي للمصطلح أي لا يبقى طاجيكستان وباكستان وكذلك كوردستان.. وهكذا تكونون قد وصلتم للحل الناجع والنهائي.
كان ذاك جوابنا على سؤال رجل الأمن السابق والمعارض اللاحق؛ الرائد بشير دعبول بصدد وجود إقليم كوردستان (سوريا).. نأمل أن تكون الإجابة وافية وكافية.[1]