=KTML_Bold=كوباني.. مفتاح الحل القادم كوردياً=KTML_End=
بعد تحرير كوباني ماهو مستقبل كوردستان –سوريا….؟
#بير رستم#
كوباني؛ ها هي تتحرر من مرتزقة عناصر الدولة الإسلامية “داعش” وهي شبه مدمرة ومرحلة عنها أهلها وسكانها وبالتأكيد سوف تحتاج إلى سنوات _وربما عقود لتندمل الجراح؛ جراح المكان والإنسان_ حيث رحيل “داعش” عن المنطقة سوف يكشف لنا نحن الكورد حجم الخراب والمأساة والجروح النازفة في الجسد الكوردي _جغرافية وقضية_ وهكذا سوف يحتاج شعبنا في تلك المناطق المنكوبة إلى الكثير من الدعم المادي والمعنوي والوقوف إلى جانبه لإعادة الحياة والإعمار إلى الجسد المثخن بالجراح النازفة.. وهنا على المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة، العمل والتنسيق وذلك من أجل إعادة البسمة إلى أطفال كوباني وناسها وتقديم الرعاية والمساعدات الإنسانية في محاولة لتحقيق بعض شروط الحياة والمعيشة في المدينة وريفها التي تعرضت للنهب والخراب على يد مرتزقة الدولة الإسلامية.
لكن ربما السؤال الأهم والأصعب ليس فقط في إعادة كوباني لتكون قادرة على الحياة مجدداً حيث الإنسان الكوردي وأبناء المدينة المنكوبة لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسط الخراب، بل لن يكلوا ويملوا في إعادة بناء مدينتهم وقراهم كون حالة الإغتراب والعيش في مخيمات اللجوء هو الموت البارد وبالتالي فهم سوف يعودون مع أول بزوغ لفجر تحرير المدينة وقراها، حيث إن الحياة والعيش وسط ركام وأنقاض مدينتهم وقراهم هي أهون بكثير من اللا”عيش” في مخيمات “الموت البارد”.. لكن كيف ستكون الحياة داخل المجتمع الكوباني سياسياً إدارياً وكيف ستكون العلاقة مع النظام في المركز دمشق وهل ستكون كوباني هي المفتاح في رسم العلاقة السياسية والإدارية للمنطقة كوردياً وسورياً وحتى مع المحيط الإقليمي ..ربما تكون هذه الأسئلة هي الأكثر صعوبة من قضية إعمار المدينة وريفها والتي سوف تتطلب سنوات من العمل الدؤوب.
إذاً إن كوباني لا تطرح فقط قضية تحرير وإعمار المنطقة حضارياً تنموياً وبشرياً وإنما كذلك تطرح شكل الإدارة والعلاقات السياسية ومستقبل إقليم كوردستان (سوريا) عموماً وكيف ستكون مستقبل البلاد وشكل الدولة السورية القادمة ونظامها السياسي المستقبلي وآليات الخروج من عدد من الأزمات والكوارث التي تعيشها البلاد بشكل عام وضمناً المناطق الكوردستانية .. وإنني شخصياً أعتقد؛ أن الحل العراقي هو أقرب الحلول للحالة السورية وذلك لعدد من الأسباب والعوامل الإجتماعية والتوزيع السكاني الديموغرافي؛ حيث التكوينات الدينية المذهبية والعرقية الإثنية وحتى في الجانب السياسي والإداري وشكل الدولة القديمة من نظام حزبي أيديولوجي قائم على العصبوية العرقية والقومية العربية هي كلها تشكل ملامح مشتركة بين كل من المجتمع والنظامين العراقي الراحل والسوري حالياً وبالتالي فإن الحلول والمخارج أيضاً يمكن أن تكون متقاربة لدرجة الشبه الكلي في البلدين.
وهكذا فإن الحل القادم في سوريا هي الدولة التشاركية التوافقية بين عدد من المكونات المجتمعية السكانية والمتمايزة دينياً مذهبياً؛ السنة والعلوية وعرقياً إثنياً؛ الكورد والعرب وباقي المكونات السورية والتي تتوزع على عدد من الكتل السياسية داخل المجتمع السوري من أنصار النظام السوري والبعثيين وملحقاتهم وهناك المعارضة بطيفها الواسع ولكن من دون المجاميع والتنظيمات الإرهابية المتطرفة كداعش وأخواتها، حيث لا مكان لهؤلاء في أي سلطة توافقية قادمة في سوريا وتبقى الكتلة الكوردية والتي نأمل أن تتمثل في المرجعية الكوردية _وذلك على غرار التحالف الكوردستاني العراقي_ لتكون ممثلةً للكورد في كل المفاوضات المستقبلية من أجل ملامح سوريا القادمة؛ سوريا الديمقراطية التشاركية التوافقية اللامركزية وتكون للمناطق الكوردية/ الكوردستانية إداراتها التنظيمية والسياسية الخاصة بها إن كانت تحت مسميات الكانتونات الذاتية أو الأقاليم الإدارية الخاصة بشعبنا الكوردي.
[1]