=KTML_Bold=هل فعلًا التاريخ يعيد نفسه؟!=KTML_End=
#بير رستم#
هناك مقولة كنت أسمعها كثيرًا دون أن أقتنع بها، لكن مؤخراً ونتيجة العديد من الأحداث والمواضيع التي تشبه في الكثير من التفاصيل مع أحداث تاريخية سابقة وقعت لا شبه مقتنع بأن المقولة لم تأت من فراغ، بل لها حيثياتها التي جعل الكثيرين يرددونها، طبعاً لا نقول بأن تلك الاعادة ك”وقع الحافر على الحافر”، كما يقول المثل الشعبي، بل بنوع من تشابه الأحداث أو اعادة التجربة ولو لدى شعب وجغرافيا أخرى. ما دعانا لكتابة المقدمة السابقة هي ما نشهده على الساحة الوطنية الكردية وقضية الاستقلال حيث لو عدنا لتجربة الدول العربية لوجدنا بأنها؛ أي الدول العربية تحررت بمساعدة بريطانيا حيث كانت لها مصلحة في دعم العرب ضد الدولة العثمانية وقد اتفق الشريف حسين مع ماكماهون على تفاهمات بهذا الشأن في البداية وذلك قبل أن تنقلب بريطانيا على الشريف وتساعد خصمه؛ عبدالعزيز بن آل سعود، وذلك نتيجة تشنج مواقف الشريف وإصراره على أن تفي إنكلترا بوعدها له في تأسيس الدولة العربية الكبرى ورفضه للانتداب الأجنبي على بعض البلدان العربية، مما دفعت بالقوى الاستعمارية على اسقاط دولة الحجاز ونفيه للخارج وبالتالي إخراجه من الحياة السياسية.
وها هم الكرد يحققون أو يسيرون على ذاك الدرب في الحرية والاستقلال بمساعدة الأمريكان ومعهم القوى الغربية وبالأخص بريطانيا في الملف العراقي والتي لها أسبابها المتعلقة بالتقسيمات الاستعمارية السابقة والانتداب حيث كانت العراق من نصيبها، ولكن ونتيجة إصرار السيد مسعود بارزاني على نتائج الاستفتاء في استقلال كردستان وضم كركوك لها، مضافًا إليها اتفاق حكومة هولير مع شركات روسية لاستخراج النفط والتي تعتبرها انكلترا اعتداءً على حصتها من تركة الانتداب، فقد اتفقت تلك الدول، ونقصد بشكل خاص بريطانيا وأمريكا، على اسقاط البارزاني من الحكم وإخراج البيشمركة من كركوك وتسليمها لبغداد! طبعاً نحن لا نحمل كل من السيد بارزاني والشريف حسين مآلات ما حصل لهم، بل ربما كانوا ضحية إخلاصهم لمبادئهم وقناعاتهم الوطنية والأخلاقية بحيث دفعوا تلك الأثمان وربما خطأ القيادات الكردية أكبر من الشريف حسين، كوننا لم نستفد من دروس التاريخ وبأن هذه الأخيرة قد تعيد نفسها في جغرافيا أخرى أيضاً!
[1]